أصدرت فصائل وشخصيات فلسطينية خلال الساعات القليلة الماضية مواقف وبيانات ، بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقد الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

فتوح: مواقف الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية "غير مبررة" و"ظالمة"

 قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إن استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يدل على نفاق الإدارة الأميركية ونفاقها وموقفها العدواني من الشعب الفلسطيني، ويناقض إدعاءاتها بدعم حل الدولتين.

وأكد فتوح في بيان صدر عن المجلس، إن الإدارة الأميركية تثبت أنها شريكة للاحتلال الإسرائيلي، وحجر عثرة في طريق حل القضية الفلسطينية وزوال الاحتلال، وتؤكد دومًا وفي جميع المناسبات موقفها الداعم والحامي لجرائم الاحتلال وتحديها لإرادة المجتمع الدولي الذي يرحب ويدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة.

وأضاف أن مواقف الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، غير مبررة وظالمة وتمثل تحديا سافرا وصارخا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان ولإرادة الشعب الأميركي الذي يدعم ويخرج بعشرات الآلاف ضد دعم الإدارة الأميركية للاحتلال، وضد حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في جميع الأرض الفلسطينية المحتلة، ويطالب إدارته بإيقاف دعم وحماية الاحتلال، وبالحرية لفلسطين,

وشدد فتوح على أنه "لن يكون هناك أي استقرار بالمنطقة، إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وواصل ارتكاب المجازر والتطهير العرقي والتهجير القسري بحق شعبنا".

وتوجه فتوح بالشكر للدول الأعضاء التي صوتت لصالح حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة.

منصور: عدم تبني قرار عضوية فلسطين لن يكسر إرادتنا ولن يثنينا ولم يهزم عزيمتنا

 قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور "إن عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ليست بالأمر الرمزي، بل إنها أمرا في غاية الأهمية للفلسطينيين ولشعوب المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة".

وأضاف السفير منصور في كلمته بعد تصويت مجلس الأمن الدولي، مساء يوم أمس الخميس، على طلب دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، حيث صوت لصالح القرار 12 دولة، وامتنعت دولتان عن التصويت، في حين استخدمت الولايات المتحدة الأميركية "الفيتو": هذه خطوة منتظرة منذ عام 1947، فهي خطوة ضرورية نحو العدول عن الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ قرار التقسيم، مرورا ب النكبة ، ووصولا إلى يومنا هذا، وليعود الإيمان بالشرعية الدولية والقانون الدولي، وبهذه المنظمة وميثاقها".

وأكد أنه بحصول فلسطين على العضوية يعود الأمل في التسوية السلمية للصراع، هي أحد صور تجسيد حقنا في تقرير المصير، وهي تكريس لشرعية دولة فلسطين بشكل لا يمكن التراجع عنه من قبل أي طرف، وهي حماية وصون لأرض دولة فلسطين حتى لا تقُدم كهدايا أو تُقسم كبقايا كما حدث. 

وشدد على أن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة هو استثمار في السلام وانطلاقا له، إن عضويتنا الكاملة في الأمم المتحدة لا تنتقص من حقوق أي من الدول الأعضاء ولا تهدد أو تنفي عضوية أي منها، وتأييدكم منح دولة فلسطين العضوية الكاملة وضعنا على طريق الأمل، وعدم تبني القرار لن يكسر إرادتنا ولن يثنينا ولم يهزم عزيمتنا، فدولة فلسطين حتمية موجودة "يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون."

وأضاف: "لم يكن يوما حقنا في تقرير المصير خاضعا للمساومة والتفاوض، فهو حق طبيعي وتاريخي وقانوني في العيش في وطننا فلسطين، كدولة مستقلة حرة ذات سيادة، وهو غير قابل للتصرف، وغير مرتبط بزمن أو توقيت، فهو حق أزلي، دائم ومستمر، لا يؤجل ولا يعلق ولا يسقط بالتقادم".

وقال: من المهم، أنه لا يخضع لأي تحكم أو أي تسلط أو تشرط، لاسيما من قبل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، القوة القائمة بالتطهير العرقي، القوة القائمة بالإبادة الجماعية، القوة الاستعمارية المنهمكة في طرد شعبنا عن أرضه، ومحو هويته، واستبدال ماضيه وتراثه، واستئصال حاضره وحضارته، وحصار مستقبله وآفاقه.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني لن يختفي، ولن يندثر، وأنه واقع وتاريخ لا يمكن إزالته، مهما عتيت قوتها وجبروتها، فلقد بقي هذا الشعب العظيم على أرضه ليس منة أو رحمة من اسرائيل، بل صبرا وصمودا وأملا وتضحية، رغم الاحتلال والقهر والاستعباد والمحاصرة والمطاردة والتشريد والتهجير واللجوء.

وأشار إلى أنه تم التحذير مرارا من سياسة اسرائيل الاستعمارية في أرضنا والتي لا تعلنها على الملأ فحسب، بل أصبحت تتفاخر بها، كما أننا حذرنا من غياب أفق الحل، ومن مغبة تجاهل القضية الفلسطينية ومركزيتها، وتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني المتزايدة، وادعاء أن السلام العادل ممكن في منطقتنا بدون حل للقضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل ودائم.   

وقال: لقد جئنا إلى مجلس الأمن اليوم في لحظة تاريخية فارقة إقليميا ودوليا، لتنقذوا ما يمكن إنقاذه، نضعكم أمام مسؤولية تاريخية لإرساء أسس السلام العادل والشامل في منطقتنا، وأمام الفرصة لإحياء الأمل المفقود لدى شعوبنا، وأمام ترجمة التزامكم بحل الدولتين على حدود 1967، إلى فعل حقيقي، ثابت لا يحتمل المراوغة أو التراجع.

وأوضح أن الأغلبية العظمى من أعضاء المجلس ارتقت لمستوى هذه اللحظة، وانتصرت للعدل والحرية والأمل اتساقا مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقانونية التي يجب أن تحكم عالمنا، بل اتساقا مع المنطق.

 ونجدد عميق امتناننا للجزائر الشقيقة وللمجموعة العربية والإسلامية ودول حركة عدم الإنحياز وكل من دعم طلب عضوية فلسطين، وكل من صوت لصالح مشروع القرار.

 وتابع: لقد قبلنا بحل الدولتين على حدود 1967 كرؤية دولية للسلام، ولقد قدمت الدول العربية المبادرة العربية للسلام دعما لهذه الرؤية، ولقد بنينا دولتنا بسواعد بناتنا وأبنائنا وبدعم وثقة من المجتمع الدولي رغم العراقيل والعقبات الاسرائيلية. وانخرطنا في العملية السلمية بما يضمن مصالحنا الوطنية العليا والتزمنا بأسس التسوية السلمية والقانونية للصراع. وما زالت القيادة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس ، ملتزمة بهذا المسار السلمي، ونجدد مطالبتنا بانعقاد مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية دولية متعددة الأطراف يهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين. 

وتساءل: هل من شريك حقيقي للسلام في إسرائيل؟  مشيرا إلى أن اسرائيل تصر عبر حكوماتها المتتالية على الاحتلال والقتل والحصار والتهجير والاستيطان، كلها سياسات وممارسات منافية لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها و تصب في تحقيق هدف واحد - وهو القضاء على أي أمل بسيادة دولة فلسطينية، ووجودها كدولة قابلة للحياة.

ونوه إلى أن إسرائيل ترى أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا استراتيجيا دائما لها، وستفعل كل ما بوسعها لمنع سيادة الدولة فلسطينية، وليُنفى الشعب الفلسطيني خارج أرضه أو ليبقى تحت احتلالها إلى الأبد.

ولكم بعد ذلك أن تحددوا من هو المحب للسلام ومن عدو السلام، من يريد إنقاذ أرواح الأبرياء ومن يسعى في الإبادة الجماعية.

وشدد على أن اسرائيل لا تريد حل الدولتين، ولا تريد دولة فلسطينية، فهذه خطتها التي وافق عليها الكنيست ويعلنها أعضائه، والتي يصرح بها أيضا السياسيون والمسؤولون في الحكومة الإسرائيلية. ولقد تفاخر بها نتانياهو كإنجاز سياسي لنجاحه في منع "قيام دولة فلسطين". وأعلنها في خريطة الوهم التي رفعها أمام الجمعية العامة في أيلول الماضي، خريطة إسرائيل من النهر إلى البحر، تعدم وجود فلسطين. هذه هي خطة حكومته المتطرفة، التخلص من فلسطين والفلسطينيين. وهذا وهم ولكن للأسف رأينا كيف يكون الوهم مكلف للأرواح البريئة.     

وتساءل مجددا: هل تعلمون ماذا تحتاج إسرائيل لتنفيذ خطة الوهم هذه، خطة طرد الشعب وضم الأرض؟ هي تحتاج فقط المزيد من الوقت والمزيد من الحصانة والمزيد من الأرواح والدماء، ماذا سيفعل المجتمع الدولي؟ ماذا ستفعلون؟ هل ستمنحوا اسرائيل الوقت الذي تحتاج لضم الأرض؟ هل ستمنحوها الحصانة لطرد الشعب والفتك به؟ هل ستزودها بالأسلحة لزهق المزيد من الأرواح؟ هل ستستخدمون حق الفيتو على حقنا في الوجود على أرضنا، وعلى حق دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟

نحن من يعيش القهر والظلم ونحن أكثركم دراية بغايات هذه الاحتلال الظالم، وأكثركم معرفة بالحل العادل ونقول لكم إن وقت الحرية هو الآن. تذكروا أن بعد نهاية هذه الجلسة، هناك في فلسطين أبرياء يدفعون حياتهم وحياة أطفالهم ثمنا لغطرسة هذا الاحتلال الاسرائيلي، وثمنا للمعايير المزدوجة، وثمنا للإنحياز الأعمي لإسرائيل،  وثمنا لتأجيل العدل والحرية و السلام.

وأردف قائلا: لقد تحمل شعبنا الفلسطيني مالا طاقة له به من شتى أنواع التنكيل على يد المحتل الإسرائيلي، ولعله أصبح واضحا الآن أكثر من أي وقت مضى أن هذا الشعب العظيم لم ولن يتنازل عن حقه في أرضه. رغم هول المآسي ومرارة الفقد، وجسامة التدمير والنزوح.

وشدد على أن شعبنا الفلسطيني لم يفقد إنسانيته، فهو الآن يبحث عن بقايا الحياة، ولن تجدوا من هو أكثر توقا لعيش الحياة العادية كشعبنا في غزة . بل إن شعبنا الفلسطيني كافة في كل أماكن تواجده يريد الحياة ويتشبث بها، كسائر شعوب الأرض، شعب يتوق للحرية والحياة الكريمة والعيش بسلام.

واختتم كلمته بالقول: شعبنا الفلسطيني لن يختفي ولن يندثر ولم يكن يوما فائضا عن الحاجة. إما أن تنصفوه أو تنصفوه.

مجدلاني: "الفيتو" الأميركي إصرار على منع فلسطين من استحقاقها الدولي

 اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني، استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة "اصرارا على منع دولة فلسطين من استحقاقها الدولي، وامعانا في سياستها تجاه الشعب الفلسطيني، وقضيته الوطنية، بمزيد من دعم الاحتلال واطالة امده".

وأضاف مجدلاني، في بيان صحفي، "هذا الفيتو استمرار لنهج الشراكة الأميركية مع الاحتلال للأراضي الفلسطينية، ليؤكد للعالم أجمع أن الولايات المتحدة هي التي تمنح الغطاء لدولة الاحتلال لتستمر في عدوانها على الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن الاعتراف بدولة فلسطين ينقذ حل الدولتين، ويضمن الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة.

وشكر الدول الأعضاء التي صوتت لصالح حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

"فتح" تدين "الفيتو" الأميركي: وتؤكد مواصلة شعبنا نضاله حتى إقامة دولته وانتزاع حقوقه

أدانت حركة التحرير الوطنيٍّ الفلسطينيّ "فتح" استخدام الولايات المتحدة الأميركيّة لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي؛ وذلك لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضويّة الكاملة في الأمم المتحدة.

وأضافت "فتح" في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الجمعة، أنّ الإدارات الأميركيّة المتعاقبة دأبت على مناهضة حقوق شعبنا، وإرادته في الحريّة والاستقلال؛ عبر انحيازها المطلق لمنظومة الاحتلال الاستعماريّة، التي تواصل عدوانها الهمجيّ على شعبنا في قطاع غزّة، والضفة الغربية، ضاربةً بعرض الحائط القانون الدولي والقرارات ذات الصّلة.

وأكدت أنّ موقف الولايات المتحدة الأميركية يعدّ دعمًا لحرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا،و يكشف زيف حياديتها، ودورها الوسيط، وما تتبناه الإدارة الحالية من شعارات حول حقوق شعبنا، معتبرةً أنّ الولايات المتحدة تتعارض بمواقفها المناوئة لحق شعبنا في تقرير مصيره مع الإرادة الدولية، وإرادة شعوب العالم في إنهاء مظلوميّة شعبنا.

وشكرت الدول الأعضاء التي صوتت لصالح حصول دولة فلسطين على العضويّة الكاملة في الأمم المتحدة، موضحةً أنّ شعبنا سيواصل نضاله التحرّري حتى إنجاز مشروعه الوطنيّ، وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس .

حركة حماس - بيان صحفي

مرة أخرى، تقف الولايات المتحدة الأمريكية في وجه الإرادة الدولية، لتستخدم حق النقض (الفيتو) في وجه مشروع القرار الذي قدمته الجزائر نيابة عن المجموعة العربية، الداعي إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، رغم تأييد اثنتي عشرة دولة للقرار، وتؤكِّد من جديد وقوفها ضد شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، ووقوفها الكامل إلى جانب كيان الاحتلال الفاشي في مصادرته لحقوق شعبنا الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته.

إن الإدارة الأمريكية بموقفها هذا تضع نفسها مع الكيان الصهيوني النازي في عزلة عن الإرادة الدولية التي تقف مع شعبنا وحقوقه المشروعة.

ندين بأشد العبارات الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال، وندعو المجتمع الدولي إلى الضغط لتجاوُز الإرادة الأمريكية، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني، وحقه المشروع في تقرير مصيره.

نؤكد للعالم أن شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله ومقاومته حتى يدحر الاحتلال وينتزع حقوقه ويقيم دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

نثمن عالياً مواقف كل الدول التي وقفت مع الحق الفلسطيني وصوتت لمشروع القرار، ونشكر دولة الجزائر الشقيقة والمجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز التي دعمت مشروع القرار.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: العضویة الکاملة فی الأمم المتحدة الولایات المتحدة الأمیرکیة الولایات المتحدة الأمیرکی ة الکاملة فی الأمم المتحدة استخدام الولایات المتحدة على العضویة الکاملة فی حصول دولة فلسطین على فلسطین على العضویة القضیة الفلسطینیة الإدارة الأمیرکیة مجلس الأمن الدولی الشعب الفلسطینی شعبنا الفلسطینی المجتمع الدولی دولة فلسطین من عضویة فلسطین حل الدولتین وشدد على أن من الدولی من الدول حق النقض فی تقریر ة التی

إقرأ أيضاً:

غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها

اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".

وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".

وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".

وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".

وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".

وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".

ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".

وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".




وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.

إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.

والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.

والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.

وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".

وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".

وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".

وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.

وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".

وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


مقالات مشابهة

  • رصد إسرائيلي للمخاطر السياسية والدبلوماسية للاعتراف الدولي بدولة فلسطينية
  • "تحالف القوى الفلسطينية" يرفض محاولة عباس فرض انتخابات إقصائية
  • "المجاهدين": استمرار الإبادة والتجويع وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • جمعية مساندة الكفاح الفلسطيني تشيد بالمبادرة الإنسانية للملك وترحب بتزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • فصائل المقاومة ترحب بجهود مساندة فلسطين وتشترط لحل قضية الأسرى
  • الفصائل الفلسطينية تطالب باعترافٍ دولي غير مشروط بالدولة المستقلة
  • الخارجية الفلسطينية تدين تحريض الاحتلال على الشعب الفلسطيني
  • حماس تثمن المواقف الدولية الإيجابية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة