بعد طول انتظار منذ ما قبل عطلة الأعياد من الفصح إلى الفطر، عادت المجموعة الخماسية المعنيّة بالشأن اللبناني، والتي تضمّ كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، إلى الواجهة عبر سفرائها المعتمدين لدى لبنان، الذين قاموا بجولة مشاورات جديدة، تميّزت عن سابقاتها بإطارها "الموسّع"، عبر لقاءاتٍ شملت أفرقاء وقوى "غُيّبوا" عن الجولات السابقة، بما في ذلك "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".


 
وإذا كانت "الخماسية" تجاوزت "التعقيدات" المتّصلة بهذه اللقاءات تحديدًا، مع غياب السفير السعودي عن لقاء "حزب الله" مثلاً، وإن لفت غيابه "لأسباب صحية" عن اللقاء مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أيضًا، والسفيرة الأميركية عن لقاء رئيس "التيار الوطني الحر" الخاضع للعقوبات الأميركية، فإنّ ما تسرّب لم يوحِ بأنّ "المضمون" خرج فعليًا عن دائرة "العموميات" التي طبعت الجولات السابقة، وربما اللاحقة.
 
إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام عن "سياق" ما بعد جولة "الخماسية" الموسّعة على الأفرقاء، فهل تغيّر شيئًا في المعادلة، وفق قاعدة أنّ التوسيع في الشكل سيسري على المضمون، أم تبقى محصورة في حدود "تقطيع الوقت"، وفق الفرضية التي يحلو للكثيرين تبنّيها؟ وهل من مبادرة عملية واضحة تحملها "الخماسية" هذه المرّة، ويمكن أن تفضي جولتها الموسّعة إلى "خريطة طريق" لتنفيذها بما يتيح انتخاب رئيس؟!
 
"عموميات"
 
لعلّ عبارة "العموميات" تفي بالغرض، في الحديث عن "مضمون" اللقاءات التي أجرتها "الخماسية"، على الأقلّ بناء على ما تسرّب من مجمل الاجتماعات التي عقدتها، وهو ما يتجلّى أساسًا في تصريح السفير المصري علاء موسى الذي، وإن تحدّث عن "إيجابيات"، اختزلها في "التوافق على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن"، وهي "ثابتة" تُعَدّ من "البديهيات"، فضلاً عن أنها تتكرّر منذ اليوم الأول للفراغ الرئاسي.
 
مع ذلك، يسجّل لحراك "الخماسية" انفتاحه على مختلف القوى السياسية، من دون استثناء، ما يعطيه "طابعًا" أكثر جدّية من أيّ وقتٍ مضى، رغم "غياب" سفير من هنا أو هنالك عن لقاء من هنا أو هنالك، لأسباب واعتبارات متفاوتة، وربما مفهومة، وهو "غياب" حرص المعنيّون على التأكيد أنّه "غير مؤثّر"، تفاديًا ربما لأيّ التباس قد يتسبّب به، ولا سيما بالعودة إلى ما أشيع مرارًا وتكرارًا عن خلافات وانقسامات في صفوف "الخماسية" نفسها.
 
لكن، أبعد من هذه "الإيجابية" في الشكل، يقول العارفون إنّ "لا جديد" يمكن تسجيله على المستوى العملي بنتيجة هذه اللقاءات، حيث تقاطعت المعلومات على أنّ سفراء "الخماسية" كانوا "مستمعين" إن جاز التعبير في لقاءاتهم، بمعنى أنّهم لم يحملوا معهم أفكارًا محدّدة وواضحة، واكتفوا بتكرار "الثوابت" نفسها حول ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، والدعوة إلى التجاوب مع المبادرات والوساطات المطروحة، من دون خطط عمليّة فعليّة لذلك.
 
ما تنتظره "الخماسية"
 
استنادًا إلى ما تقدّم، لا يتردّد البعض في توصيف نتائج جولة "الخماسية" الموسّعة بأنها "تقطيع وقت" حتى إثبات العكس، ولا سيما أنّ مواقف القوى السياسية لا تزال تراوح مكانها، وهو ما كرّسه على سبيل المثال قول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إنّه ماضٍ في ترشحه، ولن ينحسب لما يوصَف بـ"الخيار الثالث"، علمًا أنّ السفراء تحدّثوا عن عملٍ جارٍ على "تقريب وجهات النظر" بشكل أو بآخر، وليس أكثر من ذلك.
 
يقول العارفون إنّ أكثر من اعتبار يدفع إلى تكريس هذا الواقع في حراك "الخماسية"، أولها الضوابط التي يضعها السفراء على أنفسهم، بإبقاء حراكهم في خانة "مساعدة" اللبنانيين وليس "الحلول مكانهم" بأيّ شكل من الأشكال، بمعنى أنهم يسعون للعب دور "مساعد"، لكن مع ضمان عدم تفسيره من قبل أي طرف وكأنّه "تدخّل في الشؤون الداخلية"، ولذلك فهم يحرصون على البقاء على مسافة واحدة، وربما "متوازنة"، من الجميع.
 
لكن أبعد من هذه "الثوابت المبدئية" التي لم تتغير منذ أشهر، ثمّة من يعزو ذلك إلى عدم "نضوج الخيارات" حتى لدى الدول التي يمثلها السفراء، بغياب "طروحات واضحة"، خصوصًا لدى الأطراف الأساسية، ولا سيما الوسيط الأميركي، الذي يُحكى عن سعيه إلى "حلّ متكامل" يربط بين الرئاسة والوضع في الجنوب، حتى ولو أنّ "المقايضة" بالمعنى الكامل لم تعد مطروحة، علمًا أنّ هناك تسليمًا بأنّ ظروف الانتخاب "لم تنضج بعد".
 
ثمّة من يتفاءل خيرًا بحراك "الخماسية"، لأنّ مجرّد حصوله يترك انطباعًا إيجابيًا، بأنّ لبنان "غير متروك"، وأنّ هناك حرصًا إقليميًا ودوليًا على منع أيّ عبث بأمنه، والسياسة تبقى جزءًا لا يتجزأ من هذا الأخير. لكنّ ذلك قد يحيل المتابعين من جديد إلى "المعضلة" إياها، فالكرة تبقى أولاً وأخيرًا في "ملعب" اللبنانيين أنفسهم، بعيدًا عن رهانات من هنا ومزايدات من هناك، لا يمكن أن تنتخب لهم رئيسًا، لا بالأصالة ولا بالوكالة!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري

2025-07-27BOUTHINA BOUTHINAسابق مشروع العودة الكريمة يصل حمص بـ١٩ عائلة وافدة من القصير قادمة من إدلبالتالي الأحمد لـ سانا: أكد السيد الرئيس ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين انظر ايضاًالأحمد لـ سانا: أكد السيد الرئيس ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين

آخر الأخبار 2025-07-27الأحمد لـ سانا: أكد السيد الرئيس ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين 2025-07-27رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري وفعالياته 2025-07-27مشروع العودة الكريمة يصل حمص بـ١٩ عائلة وافدة من القصير قادمة من إدلب 2025-07-27مباحثات تعاون بين اتحاد غرف التجارة السورية ووكالة GIZ الألمانية 2025-07-27وفد أممي يتفقد مراكز الإيواء في بصرى الشام ويعد بالدعم الإنساني 2025-07-27نقابة المهندسين السوريين: اعتبار المهندس السعودي الراغب بالعمل في سوريا منتسباً إلى النقابة 2025-07-27هيئة التخطيط تناقش تطوير منهجيات الإحصاء والتدريب مع الوزارات 2025-07-27منطقة وادي بردى بريف دمشق تستعيد نبض الحياة والرونق السياحي 2025-07-27التربية: تأجيل امتحانات المواد المتبقية لطلاب الشهادة الثانوية في السويداء إلى موعد يحدد لاحقاً 2025-07-27مراسلة سانا: وزارة السياحة توقع مع شركة “لوبارك كونكورد” السعودية للاستثمار السياحي، اتفاقية مبدئية لإعادة تأهيل وتطوير واستثمار عدد من المنشآت السياحية، وذلك في مبنى الوزارة بدمشق

صور من سورية منوعات اختفاء غامض لعشرات الطواويس من فندق تاريخي في كاليفورنيا 2025-07-27 أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • تقرير لهآرتس: إسرائيل تبحث توسيع حملتها على غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة
  • لافروف: أمريكا تريد توسيع سيطرتها بآسيا.. وإخضاع أوروبا
  • رئيس حركة حماس يكشف تفاصيل ما حدث في جولة التفاوض الأخيرة 
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • يسري جبر: التغافل سر السعادة الزوجية.. وجنازتك أهون من جوازتك التانية
  • سفراء التطوير.. وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة
  • يسري جبر: تجنُّب أذى الأقارب ليس من قطيعة الرحم لكن بشرط
  • يسري عبدالله وحاتم رضوان يناقشان أهل الهوى لتامر أفندي.. الثلاثاء