قال مسؤول رفيع المستوى في صندوق النقد الدولي أمس إن الاقتصاد الأوروبي في وضع جيد لكي يتعافى من سنوات الأزمة، في حين حذر من وجود اضطرابات تواجه تعافي القارة.

وقال ألفريد كامر مدير إدارة أوروبا في صندوق النقد في تصريحات خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن إن الصندوق "يتوقع تعافيا تدريجيا" للاقتصاد الأوروبي.

وأضاف أن صناع السياسة في القارة قاموا بعمل مميز في التعامل مع الصدمات الاقتصادية التي خلقتها جائحة فيروس كورونا المستجد والتوترات الجيوسياسية "لكن السكان مازالوا يتألمون بشكل واضح" من الأزمة الاقتصادية.

في الوقت نفسه قال كامر إنه يتعين على أوروبا أن تسلك مساراً حذراً في تشجيع "التعافي القائم على الاستهلاك" من دون التسبب في ارتفاعات متجددة في التضخم على النحو الذي قد يمنع البنوك المركزية من خفض أسعار الفائدة المرتفعة حاليا.

واشار كامر إلى حقيقة أن أوروبا تتخلف عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقوة الشرائية، مرجعا ذلك إلى انخفاض الانتاجية في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.

وقال كامر "توصيتنا لأوروبا هي التركيز على بناء وتعميق السوق الواحدة"، مشيرا إلى مجالات الخلاف مثل انتقال العمالة والاعتراف المتبادل بالشهادات الدراسية، وإزالة الحواجز التي تعرقل النمو الذي يمكن أن يزيد إجمالي الناتج المحلي بنسبة 7%.

ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد بمعدل 8ر0% في الدول الصناعية بأوروبا خلال العام الحالي، وهو ما يقل عن توقعات أكتوبر الماضي وكانت 4ر0%. كما يتوقع الصندوق نمو الاقتصاد بمعدل 6ر1% خلال 2025.

في الوقت نفسه تواجه ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، رياحا معاكسة أقوى، حيث يتوقع الصندوق نموها بمعدل 2ر0% خلال العام الحالي ثم بمعدل 3ر1% خلال العام المقبل.

ومن جانب آخر رأى مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور الخميس الفائت في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس أن اقتصاد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيتباطأ هذه السنة بالمقارنة مع العام 2023، غير انه سيحتفظ بقدر من المتانة، مشيرا إلى "عدم اليقين" بسبب الوضع الجيوسياسي، مضيفا أن "عدم اليقين الذي يلف الجانب الجيوسياسي كبير. وثمة عوامل أخرى قد تؤثر على النمو، لذلك ننبه إلى زيادة المخاطر هذه السنة".

وأعربت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الخميس الماضي عن قلقها بشأن التوترات الجيوسياسية

وقالت "عندما تكون هناك حروب تجتذب كل الاهتمام مثل الحرب في أوكرانيا أو في غزة، فهي تطغى على المعاناة والصعوبات التي تظهر في أماكن أخرى، ولكن تأكدوا أنه بالنسبة للصندوق، فإن جميع أعضائنا لهم الحق في الحصول على دعمنا واهتمامنا، بغض النظر عن مدى صعوبة الظروف".

كما توقع صندوق النقد الدولي في تقريره الإقليمي انتهاء الحرب في السودان بحلول نهاية العام، وقال جهاد أزعور أن هذا سيوفر للبلد الذي "يملك طاقات كبيرة" إمكانية العودة إلى "وضع مستقر وناجع على صعيد الاقتصاد الكلّي".

لكنه أقرّ بأن انتهاء النزاع يبقى في الوقت الراهن هدفا منشودا، مشيرا إلى أنه "لا يمكن لصندوق النقد الدولي التصرف بناء على ذلك".وأضاف أن "البلد يواجه حاليا تضخما بنسبة 150%، و60% من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وتم تفكيك المؤسسات بصورة شبه كاملة" محذرا بأنه "كلما استمرّ النزاع زاد من معاناة" السكان.

في حين أن الوضع أقل خطورة في مصر التي تحظى بأكبر برنامج مساعدات من صندوق النقد الدولي في المنطقة قدره ثمانية مليارات دولار، غير أن البلد يعاني رغم ذلك من تبعات تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة مما ساهمت إلى تراجع حركة مرور السفن التجارية من قناة السويس التي تعتبر من المصادر الأساسية للعملات الأجنبية في مصر، في وقت يعاني البلد من تضخم متزايد وديون عامة مرتفعة.

وقال جهاد أزعور "على مصر أن توجد مساحة لنمو قطاعها الخاص. يجب إعادة تحديد دور الدولة في الاقتصاد، أن تلعب دور الميسّر أكثر منها دور المنافس. وهذا يقترن بمزيد من الشفافية لاجتذاب الاستثمارات في البلد. إنها ركيزة مهمة" بين الإصلاحات المطلوبة.

غير أن التقدم في هذا المجال يبقى بطيئا، ولو أن هذا لم يمنع صندوق النقد الدولي من زيادة القرض الممنوح لمصر الشهر الماضي من ثلاثة مليارات دولار إلى ثمانية مليارات دولار.

وللحصول على هذه الأموال الإضافية، رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة لتسجل معدلات قياسية للإيداع والإقراض، ما تسبب بتراجع حاد في قيمة الجنية المصري.

وشدد أزعور على أن هذا الإجراء "مهم" بالنسبة لصندوق النقد الدولي لأنه "يسمح بالتصدي للتضخم، ومرونة سعر الصرف وسيلة لخفض مخاطر انتقال الصدمات الخارجية".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی لصندوق النقد

إقرأ أيضاً:

عرض شعار هايتيرا على واجهة برج خليفة

احتفلت هايتيرا، الشركة الرائدة عالمياً في مجال توفير تقنيات وحلول الاتصالات المتخصصة، بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس شركتها التابعة في دولة الإمارات العربية المتحدة بعرض مبهر شهد إضاءة شعار علامتها التجارية على برج خليفة، وذلك خلال قمة شركاء "هايتيرا" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي عقدتها الشركة في دبي يوم 16 مايو.

واضطلعت هايتيرا" على مدار العقد الماضي، بدور ريادي في دفع عجلة التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من مركزها الإقليمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمكنت من إحداث ثورة حقيقية في أنظمة الاتصالات المستخدمة في مجالات السلامة العامة، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز سلامة العمليات وكفاءتها في قطاعات مثل المرافق والنقل والطاقة وغيرها، وذلك من خلال الحلول والتقنيات المتقدمة التي ابتكرتها الشركة وطورتها في مجالات اتصالات المهام الحرجة، وغرف التحكم، والكاميرات المحمولة على الجسم، وإدارة الأدلة الرقمية، وغيرها.

وساهمت "هايتيرا" على مدار العقد المنصرم بدورٍ محوري في إعادة تشكيل مشهد الاتصالات المتنقلة لأنظمة الموجات الراديوية المتخصصة (PMR)، ورحبت الشركة بممثلي عدد كبير من شركائها من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة في القمة العالمية لشركاء هايتيرا في الشرق الأوسط وافريقيا التي نظمتها  في فندق أتلانتس النخلة. وإلى جانب الاحتفال بسلسلة من الشراكات والمشاريع والإنجازات البارزة منذ عام 2014، تميزت هذه المناسبة بعرض شعار العلامة التجارية لشركة "هايتيرا" على واجهة برج خليفة – تجسيداً لعقد من الشراكات المحلية والإنجازات والابتكارات التي تم تقديمها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقال ستانلي سونج، رئيس شركة هايتيرا في الإمارات العربية المتحدة ونائب الرئيس  للشركة: "تمثل الذكرى السنوية العاشرة لافتتاح مكتبنا في دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً هاماً يؤكد التزامنا المستمر بدفع عجلة الابتكار وتعزيز شراكاتنا في جميع أنحاء المنطقة. فمنذ تأسيس شركتنا في دولة الإمارات، تمحورت مهمتنا حول توفير تقنيات وابتكارات متطورة في أسواق الشرق الأوسط لتلبية متطلبات عملائنا واحتياجاتهم من خدمات وحلول الاتصالات المتخصصة سريعة التطور عبر القطاعات الرئيسية. ونحن فخورون للغاية بالإنجازات التي حققناها والشراكات المتميزة التي أبرمناها مع منظومة شركائنا في المنطقة والتي كان لها دور كبير في خلق تأثير إيجابي وقيمة ملموسة عبر العديد من دول المنطقة، معتمدين في ذلك على منهجية موحدة مدفوعة بالابتكار".

ومن خلال سلسلة من الشراكات الاستراتيجية والحلول المبتكرة، عززت شركة "هايتيرا" انتشارها وحضورها في السوق على نحو ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية، حيث إن نحو 50% من أجهزة الاتصالات المتخصصة مثل أجهزة الموجات الراديوية ثنائية الاتجاه، وأجهزة الموجات الراديوية ذات الوضعية المزدوجة لشبكة LTE والاتصالات المتنقلة لأنظمة الموجات الراديوية المتخصصة PMR، والهواتف الذكية القوية التي تستخدمها وكالات السلامة العامة في المنطقة هي من إنتاج وتطوير شركة هايتيرا. كما نجحت الشركة أيضاً في ترسيخ حضورها بشكل قوي وملحوظ في قطاعات مثل الطاقة (70%) والنقل الجماعي (50%). وأسهمت "هايتيرا" بدور محوري في ترقية معايير السلامة والاتصال من خلال سلسلة أجهزتها اللاسلكية الآمنة جوهرياً والمقاومة للانفجار (IS) والتي يتم الاعتماد عليها في بيئات العمل عالية المخاطر مثل عمليات الإنقاذ من الحرائق وقطاعات النفط والغاز والتكرير والمواد الكيميائية والتعدين.

وشهدت السنوات الأخيرة شروع الشركة في تنفيذ سلسلة من المشاريع الجديدة بما في ذلك إنشاء مركز للتدريب واختبارات مطابقة واعتماد المصانع في دبي خلال العام (2022)، وتوقيع مذكرة تفاهم مع "عمانتل" مزود خدمات الاتصال في سلطنة عمان خلال العام (2023).

وفي معرض حديثه حول تطلعات "هايتيرا" وطموحاتها المستقبلية في الشرق الأوسط، أضاف ستانلي: "سنواصل التزامنا بتزويد شركائنا وعملائنا الإقليميين بأحدث حلول وتقنيات الاتصالات المتخصصة التي تمكّن المؤسسات من مواكبة المتطلبات، وتعزيز معايير وممارسات السلامة، والارتقاء بكفاءة وجودة العمليات عبر مختلف القطاعات. وتُعد منطقة الشرق الأوسط مثالاً ملهماً للعالم أجمع فيما يتعلق بتبني أحدث الابتكارات وتسريع التحول الرقمي. ومع وجود العديد من الفرص الواعدة في الأفق، فإننا نتطلع إلى تحقيق المزيد من النمو والإنجازات خلال السنوات العشر القادمة وما بعدها".

مقالات مشابهة

  • ميقاتي يلتقي صندوق النقد الدولي اليوم والخارجية تستدعي مفوض الامم المتحدة اللاجئين
  • الدوحة للأفلام تعلن في مهرجان كان السينمائي عن 44 مشروعاً حصلوا على منح دورة الربيع 2024
  • الاتفاق مع صندوق النقد وخطة ماكينزي: مفتاح مرحلة التعافي
  • خبير: صفقة رأس الحكمة فتحت شرايين الاقتصاد المصري
  • "أمازون": المدفوعات الرقمية تعزز اقتصاد الوقت الحقيقى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • العراق يسدد كافة ديون صندوق النقد.. والأخير يطالبه بمزيد من الإصلاحات
  • فؤاد: بدء المناقشات مع صندوق النقد الدولي لحصول مصر على مليار و 200 مليون للبيئة
  • قراءة في السياستين المالية والنقدية لتقرير صندوق النقد الدولي – ايار 2024 
  • صندوق النقد: الاقتصاد القطري يبدي قدرة كبيرة على الصمود
  • عرض شعار هايتيرا على واجهة برج خليفة