العراق يحتفل في شارع أبي نؤاس ..!
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
من البديهي أن جميع الأحزاب القومية ـ سواء بجمهورها المتفرج، أو بمن يشارك في فعاليات الإحتفال ـ تحتفل بعناصر مكونها القومي فحسب، فالأحزاب العربية مثلاً تحتفل بحضور ومشاركة جمهورها العربي، وربما بمشاركة رمزية بسيطة من حلفائها الآخرين، وكذلك الحال يمضي مع الأحزاب الكردية أو التركمانية، أو حتى الأحزاب الدينية، سواء أكانت إسلامية أو مسيحية، أو ممثلة عن بعض المجتمعات الأثنية الأخرى، فهذه الأحزاب والقوى والتيارات تحتفل بإطارها النوعي والمجتمعي المحدود جداً، وهو أمر منطقي وطبيعي لا عيبَ فيه، فهي أحزاب وتشكيلات تمثل نوعاً محدداً، أو فئة بشرية ذات هوية دون غيرها، أو مجتمعاً بعينه، إلّا الحزب الشيوعي العراقي، فهو الحزب الوحيد في العالم، والوحيد في التاريخ أيضاً، الذي تحتفل بأعياده ومناسباته جميع القوميات والفئات والمكونات الوطنية، وهو أمر طبيعي أيضاً.
لقد كان هذا كله (بكوم) وحضور الأجيال المختلفة ( بكوم )، حيث التقى أمس الأول، ابن الثمانين مع ابن العشرين، ومناضلات الحزب السبعينيات بل وحتى التسعينيات مع مناضلات الرابطة الشابات، إنه اصطفاف الأجيال الشيوعية البديعة تحت العلم الشيوعي، والعلم العراقي، وتحت سقف الوطنية العراقية العالي .. والغالي أيضاً..
شكراً للحزب الشيوعي العراقي الأممي الإنساني، حزب جميع القوميات والطوائف والملل والمجتمعات والأعراق الوطنية الزاهية مثلما هو حزب جميع الكادحين العراقيين .. شكراً لحزب فهد، الذي أعادني الى أيام شبابي أمس الاول، بل وجعلني أفخر بانتمائي لهذا الحزب العظيم.. لقد شعرت بالفخر حقاً، وأنا أجد كل الحب والمودة والعناق والاهتمام الذي أبداه الرفاق القدامى والشباب تجاهي.. وهل هناك حب أكثر فخراً ومجداً من هذا الحب الشيوعي الصادق ؟!
فالح حسون الدراجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشیوعی العراقی الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
فيتو الرئيس.. ونائب المصادفة
لم يكن موقف الرئيس السيسى باستخدام حق الفيتو حدثا عابرا أو مجرد إجراء شكلى لمعالجة تجاوزات شابت العملية الانتخابية، بل كان تعبيرًا عن رؤية أعمق تهدف إلى تصحيح مسار العمل السياسى من جذوره.
هذه الرؤية بدأت من القوائم والترشيحات وتجاوزت حدود صناديق الاقتراع.. المعضلة الحقيقية لم تكمن يومًا فى آلية التصويت وحدها، بل ارتبطت بسلوكيات سبقت العملية الانتخابية، حيث اختلطت السياسة بالعلاقات الشخصية، وتحولت بعض الأحزاب من ساحات للعمل العام إلى دوائر مغلقة تسيطر عليها المجاملات، وتحسم فيها القرارات الهاتفية، بعيدا عن معايير الكفاءة أو الخبرة السياسية.
من هنا ظهر ما أُطلق عليه ظاهرة «نائب الباراشوت»، وهو النائب الذى لم يمر بمسيرة سياسية منظمة أو يعرف معنى التنظيم الحزبى وقواعده، لكنه وجد نفسه فجأة مرشحًا للبرلمان بسبب علاقات شخصية أو صلاته بأصحاب النفوذ داخل الحزب.
هذه الأنماط من الترشيحات لا تُهدر فقط حق الكفاءات الحزبية التى أفنت سنوات فى خدمة كياناتها السياسية، وإنما تفرغ التجربة البرلمانية من محتواها الحقيقى، كما أنها تجعل التمثيل النيابى مجرد إجراء خالٍ من التعبير عن تطلعات الشارع أو احتياجاته.
الأخطر من ذلك أن مثل هذه الممارسات توصل رسائل سلبية للقواعد الشبابية فى الأحزاب، بأن الجهد والاجتهاد لا يكافآن، وأن طريق البرلمان ليس عبر جهودهم وإيمانهم بقضايا الناس، بل من خلال العلاقات والمصالح.
فى هذا السياق، يعكس قرار الفيتو رسالة واضحة بأن الدولة لن تسمح بوجود برلمان يشكَّل بالمصادفة أو حياة سياسية تدار بالمحاباة، فالدولة التى تسعى إلى بناء مؤسسات قوية ومستقرة لا يمكن أن تقبل بأن تتحول الأحزاب إلى منصات للنفوذ الشخصى، ولا أن يُختزل العمل البرلمانى فى مقاعد تُمنح كالهدايا بدلًا من أن تُكتسب بالاستحقاق والجدارة.
هذا القرار أضاف شعورا بالثقة لدى المواطنين تجاه إدارة الدولة للمشهد السياسى.. وجود الرئيس فى صلب هذه القرارات يمنح طمأنينة بأن الأمور تدار بحكمة وروية، وأن القرارات تدرس بعناية شديدة لضمان المصلحة العامة.
ثقة الشعب فى هذه الإدارة لم تأتِ عبثًا، بل بنيت على مواقف أثبتت حيادية الدولة ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، دون حماية لأى خطأ مهما كان مصدره، ولكن يبقى التحدى الأكبر أمام الأحزاب السياسية التى يجب أن تعيد النظر فى سياساتها وآلياتها الداخلية لتفتح المجال أمام كوادرها الحقيقية.
الخيار الآن واضح: إما أن تتحمل الأحزاب مسئوليتها الوطنية وتعزز مصداقيتها بترشيح الأفضل والأكفأ، أو تستمر فى إنتاج أزمات تهدد وجودها وتأثيرها.
تصحيح واقعنا السياسى يبدأ بالالتزام بقواعد اللعبة السياسية واعتماد التمثيل النيابى كمسئولية وطنية حقيقية وليس مجرد تشريف رمزى. وهذا هو صلب التدخل الذى تقوم به الدولة لتصويب المسار وحماية الوطن من عواقب لا يحتملها مستقبله السياسى والاجتماعى.
سيدى الرئيس.. مطمئنون لوجودك ومطمئنون لعدلك وأمانتك، ونعلم جيدا أن سيادتكم لا تمرر أى أمر إلا بدراسة وتمنح الحقوق لأصحابها لذا فإنكم أملنا وملاذنا الأول والأخير.
[email protected]