RT Arabic:
2025-06-04@18:17:48 GMT

هل تستعد بريطانيا لحرب شاملة؟

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

هل تستعد بريطانيا لحرب شاملة؟

بدلاً من تخزين الأسلحة وإثارة المخاوف من الصراع النووي القادم، ينبغي على بريطانيا أن تركز على الحفاظ على السلام. أوين جونز – The Guardian

 في حاضرنا الذي يتسم بعدم الاستقرار على نحو متزايد، من الصعب ألا نرى أصداء الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى. في ذلك الوقت، أدت المواجهة بين كتلتين من القوى العظمى إلى الاعتقاد بأن الحرب الكارثية كانت أمراً لا مفر منه.

ومن شأن تكرار مثل هذا السيناريو أن يثبت أن الجحيم النووي الذي قد يلتهم الحضارة الإنسانية هو النتيجة الأكثر احتمالا.

وفي مقالتين صحفيتين الأسبوع الماضي، ألزم السير كير ستارمر حزب العمال بالاحتفاظ بالأسلحة النووية ورفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، رغم أن بياني حزب العمال لعامي 2017 و2019 وعدا بالحفاظ على الإنفاق الدفاعي عند مستوى 2% على الأقل، وهو الهدف الذي يلتزم أعضاء الناتو بالوصول إليه.

لكن الحقيقة هي أن هذا البلد لا يمكن أن يجري مناقشة معقولة حول الدفاع. فوزارة الدفاع ليست بعيدة عن وزارة السلام في عهد جورج أورويل، نظرًا لأن كلمة "الدفاع" في الممارسة العملية تعني "الهجوم". وعلى الرغم من أن مناخنا الإعلامي والسياسي يجعل هذه المقترحات المتعلقة بالسياسة والإنفاق تبدو وكأنها قيم طوباوية، فإن النهج الحقيقي قد يبدو مختلفًا إلى حد ما.

أولاً، يتعين علينا أن نتخلى عن النزعة القدرية الزاحفة بشأن الحرب المقبلة. ويعتقد أكثر من نصف البريطانيين أنه من المحتمل حدوث حرب عالمية أخرى خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، في حين يعتقد 59% أنه سيتم استخدام الأسلحة النووية في حالة اندلاعها.

إن الاستسلام الجماعي للإبادة النووية يبدو لي بمثابة مشكلة. وقد غذت هذه النزعة القدرية إعلان كبار المسؤولين العسكريين أننا يجب أن نستعد لحرب شاملة مع روسيا في العقدين المقبلين، في حين يدعونا وزير الدفاع جرانت شابس إلى الاستعداد لحروب أخرى تشمل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية. والأكثر من ذلك، يدعونا الجنرال السير باتريك ساندرز، قائد جيشنا، إلى وضع المجتمع في حالة حرب. ويجب التفكير بشكل أكبر في وقف التصعيد، بدلاً من تكرار خطأ ما قبل الحرب العالمية الأولى.

ثانيا، يتعين علينا أن نمنع تكرار حروب "التدخل" الكارثية التي شهدها القرن الحادي والعشرين، والتي أدت إلى مقتل 636 من أفراد الخدمة البريطانية (في العراق وأفغانستان) وجعلتنا أقل أمانا - بالإضافة إلى زعزعة استقرار العراق وأفغانستان وليبيا وغيرها. وحذرت أجهزة الاستخبارات البريطانية من أن "التهديد من تنظيم القاعدة" و"الجماعات الإرهابية الإسلامية الأخرى" سوف يتزايد إذا تم غزو العراق، في حين أننا نعلم أن الحرب في ليبيا لعبت دوراً محورياً في نشر التطرف في تفجيرات مانشستر أرينا.

ومن المؤكد أن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية محتملة، سوف تثبت أنها واحدة من أعظم أحداث التطرف الجماعي في عصرنا، وسوف يعرضنا التواطؤ البريطاني إلى العواقب المميتة. ومن الصعب القول إن هذه الحروب كانت من أجل "الدفاع". إن ردع الإرهاب يشكل في واقع الأمر عنصراً أساسياً من عناصر الأمن القومي: والتخلي عن الحروب الهجومية ودعم المذابح الجماعية أمر أساسي لتحقيق ذلك.

يجب على بريطانيا أن تخفض إنفاقها الدفاعي، على أن يقتصر على الدفاع، أو الحماية من الغزو، والمساعدة في حالات الكوارث الإنسانية، وعمليات حفظ السلام الدولية. وعلى حد تعبير ريتشارد ريف، منسق مركز الأبحاث "إعادة التفكير في الأمن"، فإن "القوى المتوسطة" الأخرى، مثل اليابان وألمانيا وإيطاليا وكندا، لا تمتلك ادعاءات عسكرية عالمية. ويقول: "لماذا نعتقد أن لدينا الحق والمسؤولية في العمل على المستوى العالمي، على الرغم من القيود المفروضة على مواردنا والأعراف القانونية؟"

صحيح أن عضوية حلف شمال الأطلسي تدعو إلى إنفاق ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الأسلحة، ولكن من الناحية العملية فإن أغلب الدول تتجاهل ذلك. وتشمل التهديدات الحقيقية التي تواجهها بريطانيا الأوبئة، كما تتذكرون، والهجمات السيبرانية. إن المساعدة في تأجيج سباق التسلح، والاستسلام لحريق عالمي في المستقبل، لن يكون وسيلة فعالة لحماية أمننا القومي إذا ما أدى ذلك إلى الإبادة النووية.

المصدر: The Guardian

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة الدمار الشامل أسلحة ومعدات عسكرية الأوبئة الاتحاد الأوروبي الحرب العالمية الأولى الحرب العالمية الثالثة الحرب على غزة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تنظيم القاعدة حرب سيبرانية حلف الناتو أن الحرب

إقرأ أيضاً:

إزفيستيا: ما أبرز الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها؟

سلّط تقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية الضوء على أبرز الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها حاليا، ومدى قدرتها على تهديد الأراضي الروسية في خضم الحرب الجارية الآن.

ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن صاروخ "نبتون إم دي" قد يشكّل الركيزة الأساسية في منظومة الأسلحة الأوكرانية ضمن برنامجها لتطوير ترسانتها الصاروخية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من المهربين إلى الخونة.. 10 قرارات عفو رئاسية مدهشة في تاريخ أميركاlist 2 of 2صحف غربية: أوكرانيا شنت هجمة "بيرل هاربر روسيا" من دون التنسيق مع أميركاend of list

ويعدّ صاروخ نبتون نسخة مطوّرة من الصاروخ السوفياتي المجنّح المضاد للسفن "خ-35 كياك"، وقد خضع لتعديلات تقنية مكّنته من توسيع مداه العملياتي ومنحته القدرة على ضرب أهداف برية.

دعم ألماني

وأوضح التقرير أن ألمانيا تعد الداعم الأبرز لأوكرانيا في جهودها الحالية لتطوير برامجها الصاروخية، حيث وقّع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ونظيره الأوكراني رستم عمروف مؤخرا في برلين اتفاقية لتمويل أسلحة بعيدة المدى من إنتاج أوكراني.

ويضيف أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أعلن في وقت سابق أن بلاده ستدعم أوكرانيا في تطوير أسلحة بعيدة المدى من إنتاجها المحلي.

كما أكّد مسؤولون ألمان تخصيص مبلغ 5 مليارات يورو كمساعدات عسكرية لكييف، تُستخدم في شراء وتوريد منظومات الدفاع الجوي "إيريس تي" والصواريخ التابعة لها، وذخائر مدفعية وأسلحة خفيفة، بالإضافة إلى محطات ستارلنك التي ستتولى برلين أيضا تغطية تكاليفها التشغيلية.

إعلان

ويشمل هذا التمويل أيضا دعم برامج صاروخية لم تُكشف تفاصيلها، من المزمع أن ينفّذها مجمّع الصناعات الدفاعية الأوكراني خلال الفترة المقبلة.

وأشار بيان للمستشار الألماني إلى أن بلاده تدعم أوكرانيا في تطوير أنظمة صاروخية بعيدة المدى قد يصل مداها إلى 2500 كيلومتر، مع التلميح إلى احتمال بدء توريد الدفعة الأولى من هذه الأنظمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

على خط الإنتاج

ويرى الخبير العسكري الروسي ديمتري كورنيف أن الدعم الألماني يشير إلى أن المشاريع الصاروخية التي يجري تمويلها ضمن ترسانة الأسلحة الأوكرانية قد دخلت الخدمة، وأصبحت تُنتج على نطاق واسع.

ويوضح كورنيف: "إذا أخذنا بعين الاعتبار التصريحات التي تتحدث عن تحقيق نتائج أولية خلال بضعة أسابيع، فإن الأمر على الأرجح يتعلق بأنظمة قتالية جاهزة وموجودة بالفعل في خط الإنتاج، وبشكل أكثر تحديدا صاروخ نبتون إم دي".

وأكد أن هذا الصاروخ المطوّر من الصاروخ السوفياتي المضاد للسفن "خ-35 كياك" أصبح قادرا على استخدام بيانات الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وقد استُخدم بالفعل في إطار الحرب الحالية، وتمكّنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط عدد منها بنجاح.

ويضيف كورنيف أن أوكرانيا لا تمتلك حاليا القدرة على إنتاج هذه الصواريخ بكميات كبيرة بشكل مستقل، موضحا أن وتيرة الإنتاج المتوقعة لا تتجاوز تصنيع عدّة صواريخ كل شهرين أو 3 أشهر.

من جهته، يرى الخبير الروسي فيكتور ليتوفكين أن صاروخ "نبتون" لا يشكل تهديدا جديا لمنظومات الدفاع الجوي الروسية.

وقال إن سرعة صاروخ نبتون أقل من سرعة الصوت، ولا تواجه الدفاعات الجوية أي صعوبة في اعتراضه، إذ من الممكن إسقاطه بواسطة منظومات "تور إم 2″، و"بوك إم "، وحتى "بانتسير"، هذا دون الحديث عن قدرات منظومات "إس 300 وإس 400".

صواريخ بعيدة المدى

ووفقا للتقرير، يأتي في المرتبة الثانية بين الأنظمة المرشّحة للحصول على تمويل من برلين، النماذج الجديدة من الصواريخ المجنّحة بعيدة المدى، التي قد يصل مداها إلى 2500 كيلومتر.

إعلان

يُذكر أن عملية الإنتاج التسلسلي للصواريخ المجنّحة السوفياتية بعيدة المدى من طراز "خ-35 كياك" كانت في السابق قد أُطلقت في مدينة خاركيف الأوكرانية، مما يعني -حسب التقرير- أن أوكرانيا لديها المعرفة اللازمة لإنتاج مثل هذه الصواريخ بعيدة المدى.

الطائرات المسيرة

ويمضي التقرير مؤكدا أن الطائرات المسيرة هي السلاح الثالث الذي يُرجح أن يبدأ إنتاجه على نطاق واسع بشكل فوري، حيث تُنتج أوكرانيا حاليا نماذج مخصصة للتصدير، ومن شأن التمويل الإضافي تعزيز حجم الإنتاج بشكل كبير.

وأشار كورنيف إلى أن وسائل الإعلام الألمانية تتحدث عن طائرات مسيرة من طراز "ليوتي" كمرشح محتمل للحصول على الدعم الألماني.

وأضاف: "الصواريخ أغلى وأكثر تعقيدا، بينما يمكن ببساطة إنتاج أعداد أكبر من الطائرات المسيرة بالميزانية ذاتها، وبالتالي فإن النتائج ستكون فورية".

السلاح الأثقل

يؤكد التقرير أن منظومة الصواريخ الباليستية "غروم 2" هي السلاح الأثقل من بين المشاريع المرشحة للتمويل، وتُعد محاولة من خبراء الصناعة العسكرية الأوكرانية لتطوير نسخة مماثلة للمنظومة الروسية "إسكندر إم".

ويقول كورنيف: "مرّ تطوير هذه المنظومة الصاروخية منذ سنوات بمخاض عسير وبحث طويل عن مشترين محتملين، لكن تقنيا يمتلك مجمع الصناعات الدفاعية الأوكراني خط إنتاج تجريبيا مكّنه على الأرجح من تصنيع وحدة إطلاق أو اثنتين وعدد من الصواريخ لأغراض الاختبار".

وفي أبريل/نيسان 2025، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استهداف موقع اختبارات لبرنامج الصواريخ الباليستية الأوكراني، مما يشير -حسب رأيه- إلى استمرار جهود تطوير هذه المنظومة.

يُقدَّر مدى صاروخ "غروم" بحوالي 500 كيلومتر، ويقول كورنيف إنه "من المستبعد أن يتمكن مجمع الصناعات الدفاعية الأوكراني من تطوير صاروخ فعال بمستوى الصاروخ الروسي إسكندر إم، لكن لا يمكن إنكار امتلاكه بعض القدرات الفنية والخبرات اللازمة".

إعلان مشاريع أخرى

يذكر التقرير أن أوكرانيا تمتلك برامج أخرى قيد التطوير، من بينها طائرات مسيّرة وصواريخ مجنّحة صغيرة الحجم تعمل بمحركات نفاثة مدمجة، فضلا عن مشاريع غير معروفة على نطاق واسع لإعادة تأهيل وتحديث ذخائر ومنظومات دفاع جوي سوفياتية قديمة.

على سبيل المثال، لا تزال القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بتحويل صواريخ "إس 200" المضادة للطائرات إلى صواريخ "أرض-أرض"، وهي عملية تتطلب تمويلا إضافيا كذلك.

ويتساءل كورنيف: "على ماذا تراهن كييف هنا، لا سيما أن انطلاق أي مصنع في العمل فعليا وإنتاج أسلحة بشكل جدي، يجعله هدفا لضربات صاروخية من القوات المسلحة الروسية. ما الذي تعوَّل عليه كييف في مثل هذه الخطط غير الواقعية؟ أم ستقوم ألمانيا مثلا بتمويل إنتاج الأسلحة الأوكرانية على أراضيها؟".

وتختم الصحيفة بأن الخبراء يعتقدون أن الاحتمال الوحيد لاستمرار إنتاج الصواريخ الأوكرانية دون تعرضها للتدمير، هو نقل التصنيع خارج أوكرانيا، وما عدا ذلك يعد تبديدا للأموال.

مقالات مشابهة

  • جيريمي كوربن: من حق الجمهور أن يعرف كيف دعمت بريطانيا حرب إسرائيل على غزة
  • كل ما تريد معرفته عن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
  • بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة
  • إزفيستيا: ما أبرز الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها؟
  • السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • الرئيس يستقبل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ويؤكد على خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية
  • الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • الرئيس السيسي يشدد على أهمية خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية
  • بريطانيا تعيد تأهيل صناعتها الدفاعية: 6 مصانع أسلحة جديدة في الأفق
  • صحف عالمية: دعوات أوروبية لمواصلة التظاهر رفضا لحرب إسرائيل على غزة