كيف يمكن للاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة أن تضر بالحزب الديمقراطي؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا، للصحفي، جيريمي بيترز، قال فيه إن "هناك سيناريو يشكل كابوسا بالنسبة للديمقراطيين، وهو أن يقوم المتظاهرون بتعطيل مؤتمرهم في شيكاغو هذا الصيف، وأن يشتبكوا مع الشرطة، ويبدو الأمر وكأن الفوضى تترسخ".
وتابعت بأن هذا الكابوس قد لا يبدو مجرد خيال. مع استمرار تصاعد الاحتجاجات ضد حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وخاصة في حرم الجامعات، حيث يستعد الناشطون للتواجد في شيكاغو هذا الصيف، لحضور المؤتمر الوطني الديمقراطي.
"تعيد هذه الفكرة بعض الديمقراطيين إلى عام 1968، عندما طغى الاقتتال الداخلي والعنف على مؤتمرهم، الذي عُقد أيضا في شيكاغو، بين الشرطة والمحتجين المناهضين للحرب" تضيف الصحيفة نفسها، مشيرة إلى أنه "في ذلك الوقت، كان لدى العديد من الناخبين الذين كانوا يشاهدون نشرات الأخبار المسائية انطباع بأن الحزب لا يستطيع السيطرة على مندوبيه، ناهيك عن بلد كان يتصارع مع حرب لا تحظى بشعبية".
واسترسلت بأن الاحتجاجات على حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة يمكن أن تؤدي إلى تعقيد مؤتمر هذا العام، والرسائل الديمقراطية للرئيس بايدن، الذي وصفه الجمهوريون بفارغ الصبر بأنه متسامح للغاية مع الفوضى والاضطراب في المجتمع الأمريكي.
وفي الأسبوع الماضي، عرضت "قناة فوكس نيوز" وغيرها من وسائل الإعلام المحافظة مرارا مظاهرات جعلت البلاد تبدو على حافة الهاوية؛ فيما أرسلت جامعة كولومبيا الشرطة لاعتقال الطلاب في الحرم الجامعي والمتظاهرون يهتفون "إبادة جماعية" في وجه الرئيس بايدن، في إحدى محطات الحملة الانتخابية ومتظاهرون يقيدون أنفسهم بالسيارات لعرقلة حركة المرور، مما يسبب اختناق مروري.
وقال ديفيد أكسلرود، وهو الخبير الاستراتيجي الديمقراطي ومستشار الرئيس السابق، باراك أوباما: "إن الرسالة الجمهورية بأكملها هي: العالم خارج عن السيطرة وبايدن ليس مسيطرا. وسوف يستغلون أي صور للفوضى لتعزيز هذه الصورة ودعمها."
إلى ذلك، من المؤكد أن هناك اختلافات بين الآن وعام 1968، بدءا بكيفية إدارة المؤتمرات. حيث يتم برمجتها بشكل أكثر إحكاما، مع عدد أقل من التحديات الميدانية، إن وجدت. والولايات المتحدة لديها تاريخ طويل ونابض بالحياة في تبني الاحتجاجات السياسية الصاخبة، لتحقيق غايات مثالية.
لكن مؤتمر عام 1968 طبعت الديمقراطيين بإرث يصعب زعزعته. بينما سبق المؤتمر اغتيال روبرت كينيدي، والقس مارتن لوثر كينغ جونيور. وكان هيوبرت همفري، قد فاز بترشيح الحزب الديمقراطي بعد أن قرر الرئيس ليندون جونسون عدم الترشح لعلمه أنه لن يتمكن من الفوز.
كذلك، أدّت الاحتجاجات المناهضة للحرب إلى جعل البلاد على حافة الهاوية. بحلول أواخر الستينيات، كان أغلبية الأمريكيين يعارضون حرب فيتنام. لكن الحركة المناهضة للحرب أبعدت العديد من الناخبين، حيث أصبحت بعض المظاهرات عنيفة.
وقال أستاذ التاريخ والصحافة بجامعة روتجرز، ديفيد غرينبيرغ: "بحلول عام 1968، كانت أغلبية الأمريكيين تعارض الحرب بالفعل، لكنهم كانوا أكثر معارضة للحركة المناهضة للحرب، كان العديد من المتظاهرين المناهضين للحرب سلميين، لكن الكثير منهم لم يكونوا كذلك".
وخارج قاعة المؤتمر الوطني الديمقراطي، عام 1968، سخر المتظاهرون من الإجراءات. إذ ألقى البعض طلاء أحمر لمحاكاة الدم. واحتل آخرون الطرق الرئيسية لإغلاق حركة المرور، ورشّح حزب الشباب الدولي (Yippies) خنزيرا لمنصب الرئيس.
وعندما أقام المتظاهرون معسكرهم في حديقة محلية، تم استدعاء الشرطة. وهزّ العنف الذي أعقب ذلك البلاد وساعد في نهاية المطاف ريتشارد نيكسون، على الفوز في الانتخابات.
وقال تيموثي نفتالي، وهو أستاذ السياسة العامة في جامعة كولومبيا، إن "ما استخلصه الأمريكيون من مشاهد الشرطة والمتظاهرين الذين يتقاتلون في الشوارع، لم يكن أن العصيان المدني كان جزءا صحيا من الديمقراطية الأمريكية، بل أنهم فاض بهم الكيل".
وأضاف نفتالي: "من المثير للجدل ما إذا كانوا قد حققوا أي شيء آخر غير ضمان إعادة انتخاب ريتشارد نيكسون". مبرزا أن "السيناريو الكابوس بالنسبة للديمقراطيين هو مشهد فوضوي يشبه مؤتمر 1968".
وتساءل أكسلرود، بشكل مازح: "لدينا حركة كبيرة مناهضة للحرب، والكثير من الاضطرابات، ومؤتمر في شيكاغو. فأي شيء غير مرغوب يمكن أن يحدث؟"
لعدة أشهر، قاطع المتظاهرون أحداث الحملة الانتخابية لبايدن، وغيره من الديمقراطيين. لقد ألصقوا أيديهم بحائط وعطلوا الخطب، بما في ذلك مرة في حفل جمع تبرعات رفيع المستوى للرئيس في قاعة راديو سيتي للموسيقى، في مانهاتن، الشهر الماضي. وفي مرحلة ما خلال ذلك الحدث، تحدّى أوباما أحد المقاطعين، قائلا: "لا يمكنك أن تتحدث فقط ولا تستمع". فتلقى جولة من التصفيق الحار.
لم يخجل دونالد ترامب أبدا من تصوير خصومه السياسيين على أنهم يدللون المتظاهرين الجامحين. خلال حملة عام 2020، حاول ترامب أن يضع نفسه ضمن تقليد الجمهوريين مثل نيكسون، الذين دافعوا عن أنفسهم باعتبارهم حراس القانون والنظام. حتى أن ترامب أعلن نفسه "رئيسك للقانون والنظام".
وهكذا يقوم ترامب بتقليد الرئيس السابق، رونالد ريغان، الذي أمر الحرس الوطني عندما كان حاكما لولاية كاليفورنيا في عام 1969 بتفريق المتظاهرين الطلاب في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. وأدى ذلك الحدث، الذي أصبح يعرف باسم "الخميس الدامي"، إلى اعتقال أكثر من ألف شخص مع دخول نحو ألفين من رجال الحرس. وارتفعت أسهم ريغان السياسية.
ولكن ما نجح مع ريغان قد لا ينجح مع الجمهوريين اليوم، ولو فقط بسبب دعم ترامب لمثيري الشغب الذين هاجموا مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير 2021. فيما قال نفتالي: "ذلك شوّش بالفعل ما كان الجمهوريون معروفين به".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بايدن الجمهوريون ترامب امريكا بايدن الجمهوريون ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شیکاغو عام 1968
إقرأ أيضاً:
المجموعة العربية ومندوب الكويت يدينان العدوان الإسرائيلي على غزة
أدانت المجموعة العربية الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مؤكدة أنها فاقمت المأساة الإنسانية في المنطقة.
وأكدت المجموعة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، رفضها للخطة الإسرائيلية التي تستهدف ترسيخ احتلال قطاع غزة، معتبرة أن احتلال غزة يعد تقويضًا واضحًا للحلول السلمية.
كما أدانت إعلان فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ووصفتها بخرق سافر للقانون الدولي، مشددة على أن إسرائيل لا تملك أي سيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن التحرك الإسرائيلي الأحادي لن يغير الوضع القانوني للأراضي المحتلة.
وأكدت المجموعة أن الإجراءات الإسرائيلية تؤجج التوتر المتزايد في المنطقة، مدينة تعرض المدنيين في غزة للقتل والتجويع.
ورفضت استخدام إسرائيل الغذاء كسلاح أو أداة للضغط.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي وإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع.
كما ثمنت الجهود المصرية والقطرية والأمريكية للوصول إلى اتفاق في غزة، مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار في القطاع.
وفيما يخص الحرم الإبراهيمي الشريف، أكدت المجموعة رفضها لأي محاولات إسرائيلية للمساس به، مؤكدة أنه لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية، وأنه يجب إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضحت أن مؤتمر نيويورك جسد إرادة جماعية دولية لدعم القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة ضمان محاسبة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية في غزة.
من جانبه، أكد مندوب الكويت نيابة عن مجلس التعاون لدول الخليج العربي أن قرار احتلال غزة سيقود المنطقة إلى دوامة عنف، معربًا عن رفضه لجميع أشكال الاحتلال والاستيطان.
ودعا مندوب الكويت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء غزة، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي، وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما ثمن الجهود المصرية والقطرية والأمريكية بشأن غزة، مؤكدًا ضرورة تهيئة الظروف لعودة نازحي غزة إلى ديارهم وإطلاق مسار سياسي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وأشار مندوب الكويت إلى أن إسرائيل تنفذ سياسات أحادية مخالفة للقانون الدولي، مدينًا الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة بما فيها القدس.
وحذر من أن استمرار السياسات الإسرائيلية سيؤدي إلى اتساع دائرة العنف في المنطقة.
اقرأ أيضاًمندوب فلسطين بمجلس الأمن: يجب وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة
مندوبة أمريكا بمجلس الأمن: يمكن وقف حرب غزة في هذه الحالة
الأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءا من الدولة الفلسطينية