وسائل إعلام: اتفاق التطبيع الإسرائيلي المحتمل مع السعودية سيتطلب "تنازلات كبيرة" للفلسطينيين
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن اتفاق تطبيع محتمل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيتطلب "تنازلات كبيرة" للفلسطينيين التي من غير المرجح أن توافق عليها حكومة نتنياهو المتطرفة
وذكر التقرير بينما الرياض لم تطالب في الماضي بضرورة اتخاذ "خطوة إسرائيلية واضحة تجاه الفلسطينيين"، فقد تدخل الملك سلمان، الذي تخلى بشكل عام عن سيطرة كبيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في المناقشات بشأن اتفاق محتمل لضمان إدراج تحفظه، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه للصحيفة.
وفقا للتقرير، تفهم إسرائيل أن السعودية لن تكتفي بوعد من نتنياهو بأنه لن يضم الضفة الغربية، بل ستطلب بدلا من ذلك "اتخاذ إجراء مهم وملموس على الأرض".
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الخطوات من غير المرجح أن تحظى بموافقة العناصر اليمينية المتطرفة في حكومة نتنياهو، وأن الضغط في مثل هذا الاتجاه قد يؤدي إلى انهيارها.
وبحسب التقرير، أعلن قادة المعارضة أنهم لن ينضموا إلى ائتلاف مع نتنياهو بسبب محاكمته الجارية بتهم فساد، "لكن أسئلة ظهرت في المناقشات مع الأمريكيين حول ما إذا كان القادة سيظهرون ليونة في الموقف إذا كان ذلك يعني إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية".
وشملت المطالب الأخرى التي طرحتها الرياض، بحسب التقرير، اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، على غرار حلف شمال الأطلسي، بموجبه ستكون واشنطن ملزمة بالدفاع عن السعودية في حال تعرضها لهجوم. وبحسبما ورد، فإن العديد من المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يشعرون أبدا بالتفاؤل إزاء احتمال التوصل إلى مثل هذا اتفاق.
بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض تطوير برنامج نووي مدني، وهو مطلب لطالما عارضته واشنطن وتل أبيب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، قام بزيارة السعودية مرتين في غضون أقل من ثلاثة أشهر، وافترضت الصحيفة أن ذلك قد يكون علامة على حدوث تقدم.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين تواجدوا في جدة يوم الخميس "أعربوا عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية إحراز تقدم حيث يواصل الدبلوماسيون على الأرض محادثاتهم".
ويوم الجمعة، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه إلى إحراز تقدم محتمل في اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية.
متحدثا لمتبرعين لحملة إعادة انتخابه في عام 2024 خلال حدث في ولاية ماين، قال بايدن "ربما هناك تقارب جار"، دون أن يخوض بمزيد من التفاصيل.
ويوم السبت، أفادت "نيويورك تايمز" أن بايدن لم يتخذ قراره بعد بشأن الرغبة في التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وذكرت الصحيفة أنه خلال زيارة سابقة قام بها ساليفان في مايو، أعرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن استعداده المتزايد للتوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، مما دفع بايدن إلى إطلاق "جهد بأقصى طاقته".
تحسنت العلاقات الأمريكية مع المملكة مرة أخرى في عام 2022، عندما زار بايدن إسرائيل والسعودية في رحلة لتأمين عدد من التفاهمات مع الرياض، حسبما ذكرت تقارير، بما في ذلك زيادة إنتاج النفط لموازنة أسعار الوقود، وتعزيز التحالف وسط مشاهد جيوسياسية متغيرة في الشرق الأوسط وآسيا.
كما سعت واشنطن إلى الدفع باتفاقية تطبيع بين إسرائيل والسعودية، مع التركيز على الفوائد التي تعود بها مثل هذا الاتفاقية على الأمن القومي الأمريكي.
من جانبه، يسعى نتنياهو منذ فترة طويلة إلى ما يُنظر إليها على أنها اتفاقية تطبيع بعيدة المنال مع السعوديين، والتي وصفها مرارا وتكرارا بأنها إحدى الأولويات العليا لحكومته الجديدة والتي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء كل من الصراع العربي-الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ومع ذلك، حذر المسؤولون الأمريكيون في الأشهر الأخيرة من أن سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وتقدم حكومتها في الإصلاح القضائي قد جعل تأمين اتفاقية تطبيع مع السعودية أمرا مستحيلا، وأدى إلى توتر العلاقات بين تل أبيب وواشنطن.
المصدر: "نيويورك تايمز"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الرياض السلطة الفلسطينية القدس القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب جو بايدن محمد بن سلمان واشنطن إسرائیل والسعودیة نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهاجم طهران وسماع دوي انفجارات
أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، بسماع دوي انفجارات متتالية في العاصمة طهران جراء قصف إسرائيلي جديد بعد ليلة من القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل أدى لمقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة المئات وأضرار مادية جسيمة.
وذكرت وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء اليوم الأحد بأن مقذوفين يشبهان الصواريخ أصابا موقعين في وسط طهران، مما أدى إلى وقوع انفجارات.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الدفاعات الجوية تتصدى في سماء طهران لهجمات إسرائيلية، وفي الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومنشآت لتطوير الأسلحة النووية ومخازن للوقود.
بدورها قالت القناة 13 الإسرائيلية إن مقاتلات إسرائيلية هاجمت أنظمة الدفاع الجوي ومباني الحرس الثوري في طهران.
من جانبها، قررت الحكومة الإيرانية تحويل محطات المترو لملاجئ طوال اليوم اعتبارا من الليلة، ما ينذر باستمرار القصف المتبادل مع إسرائيل.
وجاء القصف الجديد بعد إصدار الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إنذارا للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران من أجل إخلاء منازلهم، ما يعني تمهيدا لقصفها.
وبينما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الضربات على طهران بالقوية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر قولها إن هناك انقساما بالجيش بشأن خطاب كاتس الذي هدد فيه بحرق إيران.
إعلانوفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام إيرانية بوقت سابق اليوم أن هجوما إسرائيليا استهدف مناطق بمدينة شيراز جنوبي البلاد، بينما قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش قصف منشأة نووية في مدينة أصفهان وسط إيران.
خسائر إسرائيلية
على الجانب الآخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة الإسرائيلية ظهر اليوم الأحد قولها إن حصيلة الهجوم الإيراني الليلة الماضية ارتفعت إلى 10 قتلى بعد انتشال جثتين إضافيتين من تحت أنقاض مبنى وسط إسرائيل.
وقال رئيس بلدية بات يام في تل أبيب التي تعرضت لدمار كبير جراء القصف الإيراني إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في موجات من القصف الصاروخي الإيراني الليلة الماضية على إسرائيل، مرجحا ارتفاع حصيلة القتلى مع وجود عدد من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن المستشفيات استقبلت 385 مصابا، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
ومع استمرار إغلاق مطار بن غورويون لليوم الثالث على التوالي، ألحقت الهجمات الصاروخية أضرارا بخطوط أنابيب النفط وخطوط نقل النفط في حيفا شمالا.
وقالت شركة بزان للبترول الإسرائيلية إن القصف الإيراني الليلة الماضية ألحق أضرارا بمصفاة البترول وتمديداتها في خليج حيفا الإستراتيجي.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله اليوم الأحد إن ردود إيران على
الهجمات الإسرائيلية ستكون "أكثر حسما وشدة" إذا استمرت الأعمال العدائية الإسرائيلية.
وأضاف بزشكيان أن الجيش الإيراني رد حتى الآن "بقوة وبشكل مناسب".
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية سمتها "الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، أدت وفق المصادر الإسرائيلية حتى الآن إلى مقتل 10 إسرائيليين على الأقل وإصابة المئات، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات في تل أبيب وحيفا وعدد من المدن.
إعلان