صحيفة: “جواسيس الصين ظهروا فجأة” في جميع أنحاء أوروبا
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
ذكرت صحيفة أميركية أن موجة الاعتقالات التي شهدتها بعض الدول الأوروبية لعدد من الجواسيس الصينيين تعكس فقدان القارة الأوروبية الصبر على بكين وأنشطة التجسس التي تُدار حتى في الدول التي تحاول بناء علاقات جيدة معها.
خلال الأسبوع الماضي، قامت السلطات في بريطانيا وألمانيا وهولندا بحملات اعتقالات وتوقيفات لعدد من الأشخاص الصينيين الذين كانوا يشتبه في ممارستهم أنشطة تجسس سياسي وتجاري لصالح الصين، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز” في تقريرها.
وتم اتهام ستة أشخاص في ثلاث قضايا منفصلة هذا الأسبوع في أوروبا بالتجسس لصالح الصين، حيث تم اتهام اثنين في بريطانيا وأربعة في ألمانيا.
أثارت قضيتان للتجسس في بريطانيا وألمانيا استياءً وتعجبًا في أوروبا، خاصة أن لندن وبرلين يعملان على بناء علاقات جيدة مع بكين.
في بريطانيا، تم اتهام رجلين بتقديم “مقالات أو مذكرات أو وثائق أو معلومات” إلى الصين خلال الفترة بين عامي 2021 و 2023. أعلنت شرطة العاصمة لندن أن المتهمين هما كريستوفر بيري البالغ 32 عامًا وكريستوفر كاش البالغ 29 عامًا، وكلاهما كان يعملان باحثين في البرلمان البريطاني.
وبعد وقت قصير من إعلان مسؤولين بريطانيين وألمان اتهام ستة من مواطنيهم بالتجسس، داهمت السلطات الهولندية والبولندية، الأربعاء، مكاتب مورد معدات أمنية صيني كجزء من حملة شنها الأوروبيون. الاتحاد على ما تعتبره ممارسات تجارية غير عادلة.
وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للتكتل، قانونا جديدا لإصدار أمر بمداهمة شركة صينية. وفي أوائل أبريل، طردت السويد صحفيا صينيا كان مقيما في البلاد لمدة عقدين، قائلة إن المراسل يشكل تهديدا للأمن القومي.
وبعد سنوات من الخلافات المنتظمة حول التجارة التي أعقبتها المصالحة، “فقدت أوروبا صبرها مع الصين”، كما قالت إيفانا كاراسكوفا، الباحثة التشيكية في جمعية الشؤون الدولية، وهي مجموعة بحثية مستقلة في براغ، والتي عملت حتى الشهر الماضي كمستشارة للمفوضية الأوروبية بشأن الصين.
وأشارت كاراسكوفا إلى أن أوروبا انتقلت من موقف “الإنكار التام” في بعض الأوساط بشأن الخطر الذي يشكله التجسس الصيني وعمليات التأثير إلى “تبني وجهة نظر أقل سذاجة، وتريد الآن الدفاع عن المصالح الأوروبية في مواجهة الصين”.
وأثارت اتهامات هذا الأسبوع بأن الصين تستخدم جواسيس للاختراق والتأثير على العملية الديمقراطية في ألمانيا وبريطانيا قلقا خاصا، إذ يعني ذلك أن بكين لم تعد تقتصر على التجسس التجاري بل انتقلت إلى التدخل السياسي السري، وهو أمر كان ينظر إليه سابقا على أنه تخصص روسي إلى حد كبير، وفق الصحيفة.
لكن وفقا لخبراء صينيين، فإن هذه الاتهامات وموجة الاتهامات هذا الأسبوع لا تشير إلى أن بكين تكثف التجسس، بل إن الدول الأوروبية كثفت ردها على هذه الأنشطة.
وينقل تقرير الصحيفة أن الرد الأوروبي على الصين يعكس تغيرا في موقف التكتل من قوة عظمى صاعدة لطالما اعتمدت على الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، للرد على ما تصفه بكين بأنه “ضجيج مناهض للصين” صادر عن واشنطن.
لكن جهاز الأمن الألماني حذر علنا من خطر الثقة في الصين منذ عام 2022، بعد فترة وجيزة من بدء روسيا غزوها لأوكرانيا، وقال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية، توماس هالدينوانغ، للبرلمان: “روسيا هي العاصفة، والصين هي تغير المناخ”.
وقالت الوكالة، المعروفة باسمها الألماني المختصر، BfV، في تحذير علني غير عادي في الصيف الماضي: “في السنوات الأخيرة، كثفت قيادة الدولة والحزب في الصين جهودها بشكل كبير للحصول على معلومات سياسية عالية الجودة والتأثير على عمليات صنع القرار في الخارج”.
وقدمت وزيرة الداخلية الألمانية هذا الأسبوع تقييما صريحا لأنشطة الصين. “نحن ندرك الخطر الكبير الذي يشكله التجسس الصيني على الأعمال والصناعة والعلوم”.
قالت الوزيرة، نانسي فيسر، “نحن ننظر عن كثب في هذه المخاطر والتهديدات وأصدرنا تحذيرات واضحة ورفعنا الوعي حتى يتم زيادة تدابير الحماية في كل مكان.”
ويواجه ثلاثة أشخاص أوقفوا في غرب ألمانيا الإثنين، اتهامات بنقل معلومات تتعلق بتكنولوجيا بحرية سرية إلى الصين.
والثلاثاء، أُلقي القبض على مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي، للاشتباه في أنه كان يشارك معلومات مرتبطة بالبرلمان الأوروبي مع جهاز استخبارات صيني والتجسس على شخصيات صينية معارضة في ألمانيا.
وقالت ماريكي أولبرغ، الخبيرة في الشؤون الصينية والزميلة البارزة في صندوق مارشال الألماني في برلين، إن السلطات الألمانية الآن لم يعد لديها الصبر تجاه أنشطة الصين.
وردت وزارة الخارجية الصينية برفض الاتهامات باعتبارها “افتراء وتشويه ضد الصين” لا أساس له من الصحة، مطالبة “بوقف الضجيج الخبيث” و”وقف الدراما السياسية المعادية للصين”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی بریطانیا هذا الأسبوع
إقرأ أيضاً:
“الإدارة المالية والمهارات النفسية”… في جلسات حوارية للرواد الشباب بحمص
حمص-سانا
تناولت جلسات حوار الأسبوع الثاني من المعسكر التدريبي لريادة الأعمال لمشاريع الشباب الذي أطلقته حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص الأسبوع الماضي، مواضيع التحليل المالي للمشاريع، وسبل اكتساب المهارات النفسية لرائد الأعمال والذكاء الاصطناعي.
وأوضح المدرب علاء حلبوني، خريج اقتصاد ويعمل بالمجال الإداري والمالي، أن الهدف من التدريب تعريف الشباب بالإدارة المالية، وتمكين رواد الأعمال من امتلاك المهارات الإدارية والمالية، إضافة إلى التحلي بأخلاقيات السوق الإلكترونية لكونها أدق من السوق العادية بوجود خدمة ما بعد البيع التي تتطلب من صاحب المشروع أن يبقى على صلة تامة بالعملاء، مبيناً أن التدريب مقدم من مؤسسة العزم للريادة والتنمية.
بدورها أكدت المدربة والمديرة التنفيذية لمؤسسة “بريق” بدمشق إيمان الرفاعي، أهمية إكساب الشباب الرواد مهارات التغلب على الضغوطات وإدارة المخاطر والتحلي بروح الابتكار والإبداع، مشيرة إلى أن المؤسسة غير ربحية، انطلقت في دمشق منذ نحو شهرين وتسعى لتمكين ريادة الأعمال ضمن أهدافها.
وأشارت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص المهندسة هالة جحجاح، إلى أن المواضيع المقررة في برنامج الأسبوع الثاني تتناول إعداد الدراسة المالية للمشروع لمعرفة الجدوى الاقتصادية، إضافة إلى تدريب الشباب بالتعاون مع مديرية التجارة وحماية المستهلك وغرفة الصناعة لتنفيذ مشاريعهم وشركاتهم الناشئة بشكل فردي أو ضمن فريق، وسبل الحصول على الترخيص بشكل قانوني ومستدام، وتعريفهم بكيفية جذب المستثمرين لتبني المشاريع الريادية، منوهة بعشرات المشاريع الريادية التي يتم عرضها في ختام أعمال المعسكر ومتابعتها من قبل الحاضنة.
بدورهم أبدى عدد من الشباب ارتياحهم للمشاركة في المعسكر، حيث أكدت ديانا الفارس طالبة هندسة معلوماتية، أنها استفادت من الكثير من الأفكار حول سبل استثمار المشروع وتنميته، والموازنة بين رأس المال والمصاريف التي يتطلبها وأجور العمال والضرائب وغيرها.
الشاب أحمد الحسين طالب فيزياء، أشار إلى أنه يحضّر لعرض مشروعه “منصة صلة” التي تربط رواد الأعمال بالمستثمرين إلكترونياً، بينما أوضح الطالب خالد البيطار طالب هندسة معلوماتية أن لديه مشروعاً يخدم القطاع الطبي.
تابعوا أخبار سانا على