مناسبة سياسية واجتماعية.. أهمية العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
أقيم العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض في فندق هيلتون بالعاصمة واشنطن، بحضور الرئيس الأميركي، جو بايدن، وكوكبة من الضيوف البارزين، من صحفيين ومشاهير، كما احتشد نحو 100 متظاهر بالقرب من المدخل احتجاجا على الحرب في غزة.
ويعود تاريخ هذه الفعالية إلى أكثر من 100 عام، وألقى خلالها بايدن خطابا لا يخلو من الدعابة هزأ فيه من نفسه ومن خصمه في السباق الانتخابي، دونالد ترامب، واصفا إياه بـ"طفل في السادسة من العمر".
ويقوم مساعدون ضمن فريق الرئيس بتحضير خطاباته قبل إلقائها. وألقت شبكة "سي إن إن" في تقرير مطول الضوء على كواليس تحضيرات فريق بايدن.
وتقول الشبكة إنه عندما أدلى بايدن بتصريحات قبل أيام أعلن فيها أنه وقع على تشريع مهم بقيمة 61 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا و26 مليار دولار كمساعدات لإسرائيل وغزة، كان هناك ناقد جديد يقف بجانبه، وهو جيفري كاتزنبرج، المسؤول بحملة إعادة انتخاب بايدن والرئيس السابق لاستوديو "Dreamworks".
وكثيرا ما نصح كاتزنبرج بايدن بشأن مخاطبة المانحين والناخبين. وهذا الأسبوع، كان حاضرا ليرى كيف ألقى بايدن المواد المكتوبة، ولمساعدة الرئيس، البالغ من العمر 81 عاما، في إلقاء عبارات انتقادية للصحفيين الذين يغطون أخباره.
وقال مسؤولون بالإدارة إن كاتزنبرج قاد جلسات استراتيجية يومية مع مساعديه في مقر البيت الأبيض هذا الأسبوع لتعديل النصوص الكوميدية المقدمة لبايدن والتي صاغها كاتب الخطابات المخضرم، فيناي ريدي.
فعاليات العشاء السابقةوعلى الرغم من أن حفل العشاء كان من المفترض أن يكون مرحا، إلا أن بايدن مزج بين المرح والجد خلال خطاباته السابقة، مما يسلط الضوء على التداعيات السياسية واسعة النطاق التي يمكن أن يحدثها هذا الحدث، وفقا لسي أن أن.
وفي مثال مختلف، عندما حضر ترامب حفل العشاء في عام 2011 كضيف، سخر الرئيس الأميركي حينها، باراك أوباما، من نجم تلفزيون الواقع آنذاك، ومن نظريات دعا من خلالها ترامب أوباما إلى الكشف عن شهادة ميلاده.
وسخر أوباما من ترامب أمام الحضور، ونوه إلى أن لديه مشاكل وقرارات أكبر مما يواجهها رجل الأعمال، ويقول مراقبون إن هذا العشاء هو ما دفع بالملياردير الأميركي إلى الترشح للرئاسة.
ومن جانب آخر قال كاتب الأعمدة لدى "يو أس إيه توداي"، ستيوارت ماكلورين في مقال حول حفلات العشاء السابقة، إنها أصبحت أشبه "بعرض سياسي واجتماعي".
وأشار إلى أن هذه الفعالية نمت من 50 ضيفا في عام 1921 إلى 2600 من أعضاء وسائل الإعلام وكبار المسؤولين الحكوميين والمشاهير وغيرهم في وقتنا الحالي.
ويقول إنه يتم التدقيق في كل كلمة أو لفتة تصدر عن الرؤساء الأميركيين أثناء إلقاء الخطابات في المناسبات والمؤتمرات الصحفية، وقد اعتادوا على التحدث بجدية أمام الحشود، ولكل مثل هذه المناسبة تحتاج نوعا من الدعابة خاصة مع حضور ممثلين وكوميديين.
ويشارك الرئيس الأميركي في مأدبة العشاء هذه مرتضيا التعرض لنكات كوميديّ يحيي السهرة الفاخرة، قبل أن يدلي بكلمة لا تخلو بدورها من الدعابة.
وهذه السنة، تولى الكوميدي، كولن جوست، من برنامج "ساترداي نايت لايف" الشهير على محطة "إن بي سي" إحياء الحفل. وكانت زوجته الممثلة، سكارلت جوهانسن، بين الحضور.
وهو قال: "اسمحوا لي بداية بأن أشير إلى أن الساعة تخطت العاشرة ليلا وما زال جو النعسان مستيقظا، في حين أمضى دونالد ترامب الأسبوع في المحكمة نائما كل صباح"، في إشارة إلى محاكمة الملياردير في نيويورك في قضية التستر على دفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها.
ولم يفوت بايدن (81 عاما) هذه الفرصة كي يسخر من خصمه الجمهوري (77 عاما) الذي كان يتغيب عن هذه المناسبة خلال ولايته الرئاسية، مصرحا أن "السن هو الجامع الوحيد بيننا".
غير أن كلا من جوست وبايدن اعتمد نبرة أكثر جدية عند التطرق إلى مسألة المناخ السياسي السائد في الولايات المتحدة. واعتبر الرئيس الأميركي أن منطق دونالد ترامب يشكل خطرا، لا سيما بعد حادثة الهجوم على الكابيتول في عام 2021.
وصرح الرئيس الأميركي "نحن في خضم انتخابات 2024 ونعم السن مسألة أساسية فيها"، مشيرا "فأنا رجل بالغ أتنافس مع طفل في السادسة من العمر".
ورد ترامب على الخطاب في منشور على منصة تروث سوشال للتواصل الاجتماعي التي يمتلكها ووصفه بأنه "سيء للغاية"، مضيفا "جو المحتال كارثة مطلقة! الوضع لا يمكن أن يصبح أسوأ مما هو عليه بالفعل!".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب البیت الأبیض من العمر
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب مستعد لاستئناف التواصل مع زعيم كوريا الشمالية
أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال منفتحًا على التواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في خطوة تعكس إمكانية عودة المحادثات بين الجانبين بعد سنوات من الجمود.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال حديثها للصحفيين أن "الرئيس مستعد لتبادل الرسائل مع كيم جونج أون"، مشيرة إلى العلاقات الودية التي نشأت بين الزعيمين خلال الولاية الأولى لترامب، والتي شملت ثلاث قمم رئاسية وتبادل العديد مما وصفها ترامب بـ"الرسائل الجميلة".
ورغم هذه اللقاءات التاريخية، لم تسفر المحادثات السابقة عن تقدم فعلي في وقف برنامج بيونج يانج النووي. ففي يونيو من عام 2019، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي تطأ قدماه كوريا الشمالية عندما عبر لفترة وجيزة المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، إلا أن الجهود الدبلوماسية ظلت متعثرة منذ ذلك الحين.
وفي مارس الماضي، أقر ترامب في تصريحات علنية بأن كوريا الشمالية أصبحت بحكم الأمر الواقع "قوة نووية"، في اعتراف يعكس الواقع الجديد الذي تواجهه واشنطن في التعامل مع بيونج يانج.
وتأتي بوادر استئناف التواصل في وقت تولى فيه رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونج مهامه، وقد تعهد بدفع عجلة الحوار مع الجارة الشمالية. غير أن محللين يرون أن إدارة ملف كوريا الشمالية في هذه المرحلة قد يكون أكثر صعوبة على كل من ترامب ولي مقارنة بالولاية الأولى للرئيس الأمريكي، في ظل تعقيدات الوضع الأمني والسياسي الراهن.
فمنذ توقف المحادثات، واصلت بيونج يانج توسيع برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية بشكل ملحوظ، كما عززت علاقاتها العسكرية مع روسيا من خلال تقديم دعم مباشر لحرب موسكو في أوكرانيا عبر تزويدها بالأسلحة والقوات.
وفي هذا السياق، ذكرت تقارير أمريكية أن الإدارة الأمريكية أجرت خلال الأشهر الماضية سلسلة من المشاورات الداخلية والخارجية لبحث إمكانية إعادة إطلاق المفاوضات مع كوريا الشمالية. ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين قولهم إن مسؤولين من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي شاركوا في اجتماعات مغلقة مع خبراء لبحث تطورات الأوضاع في بيونج يانج بعد غياب دام أربع سنوات عن الحوار المباشر.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن هذه الاجتماعات تهدف إلى تقييم الوضع الحالي وتحديد المسارات المحتملة لاستئناف الحوار، بما في ذلك البحث في هوية المفاوضين الكوريين الشماليين الذين قد يقودون المحادثات في حال عودتها.
وفي يناير الماضي، أكد ترامب خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عزمه إعادة فتح قنوات التواصل مع كيم جونج أون، قائلاً: "سأتواصل معه مرة أخرى". وكان ترامب قد وصف لقاءاته السابقة مع الزعيم الكوري بأنها كانت "ودية" وعكست علاقة شخصية نادرة بين رئيس أمريكي وزعيم كوريا الشمالية.
يأتي هذا التحرك في ظل استمرار المخاوف من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مع احتفاظ بيونج يانج بترسانتها النووية وتنامي تحالفاتها العسكرية في ظل المشهد الجيوسياسي المتوتر عالميًا.