عبرت عدّة منظمات غير حكومية عن مخاوفها من "قمع" الأصوات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في أوروبا، إثر إلغاء فعاليات وملاحقات في حقّ مفكّرين ونشطاء.

وقالت جوليا هال الباحثة في "منظمة العفو الدولية" إن "القوانين حول خطاب الكراهية ومكافحة الإرهاب تُستغلّ لمهاجمة" الأصوات المؤيّدة للفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لبنان يقبل اختصاص الجنائية الدولية في جرائم حرب إسرائيليةlist 2 of 4العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفرنساlist 3 of 4تعذيب وتسليم.

. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنانlist 4 of 4ردا على تقرير أميركي.. طالبان: لنا حقوقنا ولكم حقوقكمend of list

وأشارت إلى أن أوروبا شهدت "سيلا من الإخلاءات وعمليات استهداف متظاهرين سلميين وأكاديميين وكلّ شخص هو بالأساس متضامن مع الحقوق الإنسانية للفلسطينيين أو ينتقد دولة إسرائيل".

وفي الاتّحاد الأوروبي، اتّخذت 12 دولة على الأقلّ "تدابير غير متكافئة"، بما في ذلك حظر تظاهرات على أساس خطر ظاهر على "الأمن العام" و"الأمن"، وفق ما جاء في تقرير للمنتدى المدني الأوروبي ومقرّه بروكسل.

ويُعزى هذا "القمع للتضامن مع الفلسطينيين" إلى "الدعم الكبير" الذي توفّره أوروبا لإسرائيل والمرتبط بالمحرقة اليهودية، بحسب أرتي نارسي من المنتدى المدني الأوروبي.

وفي فرنسا التي تضمّ أكبر جالية لليهود وللمسلمين على السواء على صعيد أوروبا والتي تخشى ارتدادات الحرب عليها، كثفت السلطات من تدابيرها، مع حظر تظاهرات مؤيّدة للفلسطينيين وإلغاء مؤتمرات وتوجيه الشرطة مذكّرة استدعاء في حقّ شخصيتين سياسيتين من اليسار الراديكالي على خلفية "تمجيد الإرهاب".

وحظرت ألمانيا قدوم وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس في منتصف أبريل/نيسان "بغية منع أيّ دعاية معادية للسامية ولإسرائيل"، بحسب السلطات الألمانية. وأوقفت الشرطة فعاليات "المؤتمر الفلسطيني" الذي كان من المفترض أن يشارك فيه، بعد ساعة على انطلاقها.

والوزير اليوناني كما الكاتبة الفرنسية آني إرنو الحائزة جائزة "نوبل" هما في مرمى الرئيس المحافظ للبرلمان النمساوي فولفغانغ زوبوتكا الذي يطالب بسحب الدعوة الموجّهة لهما إلى المهرجان الفني "أسابيع فيينا الاحتفالية".

ويرفض المدير الفني للمهرجان ميلو راو الإذعان لهذا الطلب، معتبرا أن نعت الكاتبة بـ"معادية للسامية" عبثي مثل اعتبارها "معادية لفرنسا" لأنها تنتقد حكومة بلدها.

وفي فرنسا، اعتمدت السلطات "نظاما إداريا قضائيا" يستهدف "الأشخاص الذين يعربون عن الدعم للفلسطينيين"، في حين أنه لا يطال هؤلاء "الداعمين لإسرائيل"، بحسب المحامي أرييه حليمي العضو في رابطة حقوق الإنسان.

ويعتبر ذلك وضعا "مؤسفا" في نظر المحامي الذي ألّف كتاب "يهودي، فرنسي، من اليسار… في الفوضى"، إذ إن "النضال ضدّ العنصرية ومن أجل القضايا الإنسانية ينبغي أن يبقى دوما غير قابل للتجزئة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات حريات

إقرأ أيضاً:

مؤرخ بريطاني يدق ناقوس الخطر بعد صعود اليمين المتطرف.. أوروبا تواجه الفاشية

حذر مؤرخ بريطاني من خطر صعود الأحزاب اليمينية في أوروبا بعد المكتسبات الكبيرة التي حققها هذا التيار السياسي المتطرف في انتخابات الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن القارة الأوروبية تواجه من جديد "الفاشية والقومية والحرب".

وقال المؤرخ والكاتب تيموثي غارتون آش، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21"، إن "أوروبا التي احتفلت للتو على شواطئ نورماندي بذكرى مرور ثمانين عاما على يوم الإنزال (D-day) والذي شكل بداية تحررها من الحرب والقومية والفاشية، تواجه الآن مرة أخرى الفاشية والقومية والحرب".

وأضاف أنه "يجب ألا نطمئن إلى التصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الوسط صامد، خلال ما يمكن أن نسميه E-Day - 9 حزيران/ يونيو 2024، عندما تم الإعلان عن نتائج 27 انتخابا وطنيا للبرلمان الأوروبي. ويصدق هذا على التوزيع الإجمالي للمقاعد بين المجموعات الحزبية الرئيسية في البرلمان الأوروبي، حيث يأتي حزبها حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط في المقدمة بشكل مريح".

"لكن الاتحاد الأوروبي يدار من قبل حكومات وطنية أكثر من برلمانه المنتخب بشكل مباشر، وقد أنتج E-Day نجاحات يمينية متشددة في الدول الأعضاء الأساسية والتي تتراوح بين المهمة والصادمة"، حسب آش.

وذكر الكاتب أن "أيا من هذه الأحزاب المتشككة في أوروبا لن يكون على درجة من الغباء بحيث يدعو إلى اتباع نموذج بريكزيت [خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي]، مثلا فريكزيت [خروج فرنسا]، أو ديكزيت [خروج الدينمارك]، أو نيكزيت [خروج هولندا]. وبدلا من ذلك، سوف يستمرون في سحب الاتحاد الأوروبي إلى اليمين من الداخل، مع اتخاذ موقف أكثر تشددا بشأن الهجرة، ومعارضة حازمة للتدابير الخضراء اللازمة بشكل عاجل لمعالجة أزمة المناخ، وخفض الدعم لأوكرانيا، و- كونهم جميعا قوميين - سيحاولون استعادة السيطرة الوطنية من بروكسل".

وتابع: "لذلك لا تدع أحدا يقول لك "الأمر ليس سيئا للغاية. إنه أمر سيء، ويمكن له أن يصبح أسوأ".

وشدد على أن "الأكثر دراماتيكية هي فرنسا. كنت في نورماندي للاحتفال بذكرى D-day  وشاهدت الرئيس إيمانويل ماكرون وهو يحاول استغلال حدث إحياء الذكرى الدولي (وهو الحدث الذي غاب عنه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك) ليروي قصة ملهمة حول الكيفية التي مهد بها هذا التحرير الطريق للاتحاد الأوروبي اليوم".


وتابع مستدركا "ولكن في القرى المحيطة رأيت بشكل أساسي ملصقات انتخابية لحزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان وسمعت قصصا عن الدعم الواسع النطاق له. من المؤكد أن حزب التجمع الوطني حقق في E-Day  انتصارا مذهلا، حيث فاز بأكثر من 30% من الأصوات وهزم حركة النهضة الوسطية الليبرالية التي يتزعمها ماكرون. وفي بلدة فير سور مير الصغيرة، حيث نزل والدي مع العديد من الجنود البريطانيين الآخرين لبدء تحرير أوروبا الغربية في السادس من حزيران/ يونيو عام 1944، حصل حزب التجمع الوطني على نحو 33% من الأصوات. وذهبت نسبة كبيرة أخرى من الأصوات في فير سور مير إلى ماريون ماريشال، ابنة أخت لوبان الأكثر تطرفا، والتي يشير اسم حزبها، Reconquete، إلى إعادة احتلال أوروبا من السكان الأجانب المزعومين وخاصة المسلمين، كما دعا صراحة إلى ذلك  مؤسس الحزب إيريك زمور".

وأضاف الكاتب: "ثم جاءت القنبلة حيث أعلن ماكرون، الذي تحولت ثقته غير العادية في نفسه الآن بشكل واضح إلى الغطرسة، عن حل البرلمان الفرنسي والدعوة إلى انتخابات جديدة في الثلاثين من حزيران/ يونيو، على أن تجري جولة ثانية في السابع من تموز/ يوليو. وأجابت لوبان: "لا يسعني إلا أن أحيي هذا القرار". وهي مقامرة ضخمة، حيث يعتمد النظام الانتخابي الفرنسي الممتاز على جولتين، والذي يسمح للناخبين في أغلب الدوائر الانتخابية بتفضيل مرشح آخر على مرشح حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية الحاسمة. ولكن نظرا لعمق الغضب الشعبي، هناك خطر جدي - بعد ثلاثة أيام فقط من تشكيل بريطانيا لحكومة من يسار الوسط الواقعي والمؤيد بحذر شديد لأوروبا في انتخاباتها المقررة في 4 تموز/ يوليو - قد تحصل فرنسا على حكومة من المتشددين المتشككين في أوروبا وهو ما يقيد يدي ماكرون، المدافع الرئيسي في القارة عن أوروبا القوية. إذا كان الأمر كذلك، فستكون هذه هي لحظة بريكزيت لفرنسا، على الرغم من عدم الخروج الناتج عن ذلك".

أما ألمانيا فهي وفقا للكاتب "الأقل إثارة للقلق قليلا"، موضحا أنه  "في حين كان حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي من يمين الوسط هو الفائز الواضح، جاء حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في المرتبة الثانية، بنسبة تقل قليلا عن 16% من الأصوات، وهو ما يزيد عما حصل عليه أي من الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم في البلاد. ، بما في ذلك الديمقراطيون الاشتراكيون بزعامة المستشار أولاف شولتز. وحزب البديل من أجل ألمانيا حزب متطرف للغاية لدرجة أن لوبان قررت أنها لا تريد أن تكون في نفس المجموعة البرلمانية الأوروبية معه، بعد أن قال ماكسيميليان كراه، مرشحه الرئيسي الساحر، في مقابلة، إنه لم يكُن كل أعضاء SS [قوات الأمن الخاصة النازية] مجرمين".

وفي إيطاليا، ذكر آش أن "حزب فراتيلي ديتاليا الذي تتزعمه رئيسة وزراء ما بعد الفاشية الجديدة جيورجيا ميلوني احتل المركز الأول، كما فعل حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا. وفي هولندا، كان أداء حزب الحرية الذي يقوده المعادي للإسلام، خيرت فيلدرز، أقل بقليل من أداء يسار الوسط. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العديد من هذه الأحزاب تحقق نتائج جيدة بشكل خاص بين الناخبين الشباب، وخاصة الذكور الشباب. ووفقا لاستطلاع للرأي قبل الانتخابات، أيد حوالي 36% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما في فرنسا حزب التجمع الوطني".

وقال الكاتب: "نعم، هناك نتائج مشجعة أكثر في بولندا والمجر. ولكن إذا كان الدرس المستفاد من تلك البلدان (كما هو الحال في بريطانيا) هو أنه لا بد من إبقاء القوميين الشعبويين في السلطة لعدة سنوات قبل أن يبدأ رفضهم، فإن هذا لا يشكل عزاء كبيرا".

وأضاف أنه "حتى لو لم يتمكن اليمين المتشدد من تشكيل الحكومة الفرنسية المقبلة هذا الصيف، فإن هذه النتائج ستؤدي إلى تعقيد عملية الحصول على عمل موحد وحاسم من الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مثل التحول الأخضر. والأمر الأكثر إلحاحا هو أن إحداث تغيير جوهري تصاعدي في الدعم العسكري لأوكرانيا سوف يصبح أكثر صعوبة، في وقت حيث أصبح هذا البلد  في خطر جدي يتمثل في خسارة أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945 في نهاية المطاف".

وأردف بالقول إنه "بالرغم من أن أحزاب اليمين المتشدد منقسمة بشأن أوكرانيا، حيث تعد ميلوني حاليا من بين المؤيدين الأقوياء للبلد المحاصر، فإن التأثير الصافي لهذه النتائج سوف يكون سلبيا. في ألمانيا، ذهب ما يقرب من ربع الأصوات إلى الأحزاب - اليمين المتشدد (البديل من أجل ألمانيا)، واليسار المتشدد (دي لينك) ومزيج شعبوي غريب من الاثنين (تحالف الصحراء فاجنكنخت) - الذي يدعو إلى نسخة من "السلام" يعني فعليا استسلام أوكرانيا. ومن المؤسف أن الديمقراطيين الاشتراكيين تحت زعامة شولتز يُظهِرون علامات واضحة تشير إلى إغراء استرضاء هؤلاء الذين يسترضونهم. إن العواقب القارية والعالمية المترتبة على انتصار روسيا الفاشية تحت زعامة الرئيس فلاديمير بوتن من شأنها أن تجعل أوروبا أقرب إلى العودة إلى أيامها القديمة السيئة".


وشدد على أن كل هذا قبل أن نصل إلى الانتخابات الأكثر أهمية لأوروبا هذا العام، والتي لن تحدث في أوروبا"، مشيرا إلى أن "فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر من شأنه أن يضعف أوروبا وربما يزيد من انقسامها، مع اصطفاف القوميين الشعبويين اليمينيين المتشددين، بما في ذلك ميلوني، كحزب ترامب الأوروبي".

وتابع متسائلا: "هل حان الوقت لليأس والهجرة إلى نيوزيلندا؟ بالتاكيد لا. ولا تزال هناك أغلبية كبيرة من الأوروبيين لا يريدون خسارة أفضل أوروبا عرفناها على الإطلاق. ولكن لا بد من حشدهم وتحفيزهم وإقناعهم بأن الاتحاد يواجه بالفعل تهديدات وجودية".

واختتم مقاله بالإشارة إلى أنه "ينتظر الآن بشيء من الرهبة أسابيع المساومات في الاتحاد الأوروبي: أي حزب سيتوافق مع أي حزب آخر؟ من يحصل على الوظيفة العليا؟ العبث في بروكسل بينما تحترق خاركيف وكوكبنا"، وأضاف أن "ما نحتاج إليه هو مزيج من الحكومات الوطنية والمؤسسات الأوروبية التي تعمل فيما بينها على توفير الإسكان الذي لا يستطيع الشباب تحمل تكاليفه حاليا، والوظائف، وفرص الحياة، والأمن، والتحول الأخضر، ودعم أوكرانيا. فهل تستيقظ أوروبا قبل فوات الأوان؟".

مقالات مشابهة

  • أفيقوا.. أوروبا بعد الانتخابات لا تزال في خطر
  • ما الذي يمكن أن يفعله «مثلَّث فايمار» لأوروبا؟
  • مؤرخ بريطاني يدق ناقوس الخطر بعد صعود اليمين المتطرف.. أوروبا تواجه الفاشية
  • عمدة باريس تنتقد دعوة ماكرون لانتخابات مبكرة
  • الانتخابات الأوروبية.. «تيار اليمين» يحقق تقدما كبيرا!
  • حزب "البديل من أجل ألمانيا" يحتل المرتبة الثانية في انتخابات البرلمان الأوروبي في ألمانيا
  • اليمين المتطرف يعزز مواقعه بالانتخابات الأوروبية ويحدث زلزالا في فرنسا
  • المعارضة الاشتراكية في البرتغال تفوز بانتخابات أوروبا‎
  • اليمين يحقق تقدما كبيرا ويحتفظ مع الاشتراكيين والليبراليين بالأغلبية في البرلمان الأوروبي
  • اليمين المتطرف يتقدم أوروبيا.. وماكرون وشولتس أكبر الخاسرين