تاج وصليب وقلب.. الأقباط يتزينون بالسعف في أحد الشعانين بالإسكندرية
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
تاج من السعف يعلو الرؤوس والأيادي تحمل صلبان السعف، وسنابل القمح، يجري الأطفال من الشوارع إلى مدخل الكنائس، مٌرددين «أوصنا ابن داود» في فرحة وبهجة تعلو الوجوه، هذا المشهد كان جليا في مُحيط كل الكنائس القبطية الأرثوذكسية على رأسها كنائس الإسكندرية.
ذلك المشهد السعيد، كان أبطاله صُناع السعف الذين مكثوا بجوار الكنائس قبل 24 ساعة من ذلك العيد، يُضفرون السعف بأشكال مختلفة تُضفي رونق العيد، دون اقتصاره على مجرد حمل جريد السعف الخام.
نزيه رويس، رجل ستيني تعلو الابتسامة وجهه دائما، يتخذ ركنا داخل ساحة الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، رفقة أولاده الثلاثة وكلا منهم يُضفرون السعف بأشكال مُختلفة ما بين تاج للرأس وقلب كبير وصليب، مُشكلين السعف بالورود و«الجليتر»، إضافة إلى طابع فني يجذب المُصلين إليهم.
«30 سنة متعود احتفل بحد السعف في المرقسية، بجيب الجريد وأضفره أنا وولادي، وكل سنة بنحاول نحط بصمة جديدة عشان الناس تنبسط من الأشكال وهي داخلة الكنيسة» هكذا تحدث «نزيه» بينما أنامله تُداعب السعف في شكل سريع فيتحول إلى شكل صليب في قرابة 5 دقائق فقط.
ذلك المعدل يعد أسرع من الطبيعي في تضفير الصلبان من السعف، وهو الأمر الذي أرجعه الرجل إلى عنصر الخبرة: «إيدي بقت تضفر لوحدها من غير ما أحس، وحتى أولادي زي حالاتي من التعود».
وأشار إلى أن أبناءه اقترحوا عليه إضافة وردة في متوسط كل صليب وقلب، بالإضافة إلى تزيين «التيجان» والقلوب بالجليتر ليكون عملا فنيا: «حطينا كلمة ربنا موجود على التاج عشان يكون الشكل جميلا ومختلفا عن أي تاج تاني والناس حبت الفكرة».
من الكاتدرائية المرقسية وسط الإسكندرية إلى كنيسة القديسين شرقا، كان شاب ثلاثيني يدعي «هاني جرجس»، جالسا في الشارع المؤدي للكنيسة وحوله مئات السعف يٌشكلهم بمهارة: «إحنا ورثنا تضفير السعف أبا عن جد، وبنورثه لعيالنا، والموضوع مش مجرد أنه باب رزق، لأ طبعا، دي عادة سنوية.. بنفرح بها وبنفرح بها غيرنا» هكذا تحدث وهو يقدم السعف للأطفال الذين التفوا حوله لشراء الأشكال التي تعجبهم.
وأضاف هاني لـ«الوطن»، أنه لا يشعر بأجواء العيد إلا إذا جلس وصنع السعف بيده «بنحب نفرح الناس ونأخد بركة أكتر من كونها شُغلانة هدفها المكسب، لأن دي مش شُغلانة دي حاجة مرتبطة بمناسبة لمدة يوم واحد بس في السنة».
وأوضح أن الأسعار مثل الماضي السعفة بلغ ثمنها 20 جنيها، فيما توجد صلبانا مُدفرة من السعف مُسبقاً تبدأ ب40 جنيها، وترتفع وفقاً للحجم، فيما يبلغ ثمن السُنبلة 20 أو 30 جنيها أيضاً.
بمجرد شراء السعف يتجه الأقباط إلى الكنائس يرددون لحن: «في الطريق فرشوا قُمصان، ومن الشجر قطعوا أغصان، وهم يصيحون بالألحان أوصنا ابشيري أن دافيد».
داخل الكنيسة كان يجلس موريس رمزي، رجلا أربعينيا، وبجواره طفلاه صغار، يصنع لهما أشكالا من السعف على رمز «الأتان» الذي ركب عليه السيد المسيح، مُشيرا إلى أنه مرتبط بالحدث كما أنه أسهل المجسمات صنعا حيث لا يأخذ منه أكثر من 10 دقائق، بينما مُجسمات القلوب والصلبان هي الأكثر تعقيدا حيث تأخذ منه وقت قرابة الساعتين كونه غير متمرس.
وأشار إلى أن هناك أشكال سهلة يتم تشكيل السعف منها مثل «الخاتم والغويشة» لا يأخذون أكثر من دقيقة: «بنعملها نفرح الأطفال ونعرفهم أن من حوالي 2000 سنة الناس استُقبل السيد المسيح بالسعف وفرشوا القمصان، وإن كل سنة بنعيد نفس الذكرى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحد السعف أحد الزعف الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية السعف فی
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن بالإسكندرية يناقش خطة تطوير المنظومة التعليمية
نظم حزب مستقبل وطن بالإسكندرية، برئاسة الدكتور سعيد عبدالعزيز أمين المحافظة، لقاءً موسعًا مع الدكتور عربي أبو زيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، لعرض خطة المديرية والمشروعات المستقبلية في قطاع التعليم.
شهد اللقاء حضور أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، إلى جانب عدد من قيادات مديرية التربية والتعليم بالمحافظة.
وخلال كلمته، وجّه الدكتور سعيد عبدالعزيز الشكر والتقدير للدكتور عربي أبو زيد على الجهود المبذولة في قطاع التعليم، مؤكدًا أن الحزب يدعم قطاع التعليم، وجميع إداراته للنهوض بالعملية التعليمية وتحقيق التنمية المنشودة.
من جانبه، أعرب الدكتور عربي أبو زيد عن تقديره لحزب مستقبل وطن وقياداته على التعاون المثمر مع المديرية، مشيدًا بدور الهيئة البرلمانية في دعم تطوير المنظومة التعليمية بالإسكندرية.
وأوضح وكيل الوزارة أن محافظة الإسكندرية تُعد من المحافظات الرائدة في تحقيق الرؤية الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم، مشيرًا إلى أن المديرية تضم حاليًا نحو 85 ألف معلم من مختلف القطاعات، ولا يوجد عجز في معلمي المواد الدراسية، باستثناء معلمي الأنشطة، وهو عجز يشمل الجمهورية بأكملها.
وأشار إلى أن هناك 16 ألف معلم يعملون بنظام الحصة، وتم صرف مستحقاتهم دون تأخير، كما سُمح للمعلمين بالعمل في الفترتين لتلبية احتياجات المدارس، لافتًا إلى أن المحافظة تضم 39 ألف فصل دراسي، منها 7 فصول جديدة تم إدراجها خلال العام الجاري.
وفيما يتعلق بتهالك المدارس، كشف أبو زيد أن لجنة من وزارة التربية والتعليم تفقدت مدارس الإسكندرية، وتم تصنيفها وفقًا لدرجة الخطورة، وتطويرها بشكل عاجل.
وأكد أن هناك تنسيقًا جاريًا مع هيئة الأبنية التعليمية لدراسة إمكانية تقليص مساحة الأفنية داخل المدارس وتحويلها إلى فصول دراسية، بالإضافة إلى مقترح بتحويل أسطح المدارس إلى ملاعب لاستيعاب الأنشطة.
وأعلن عن نقلات نوعية في بناء وتطوير الإدارات التعليمية، مثل إدارة العامرية، وجارٍ افتتاح مبنى مميكن لإدارة المنتزه أول التعليمية، مشيرًا إلى أنه بحلول نهاية عام 2026 سيتم الانتهاء من تطوير جميع الإدارات التعليمية النوعية بالمحافظة.
وفيما يخص التعليم الفني، أكد أبو زيد أن الإسكندرية تنفذ خطة استراتيجية متكاملة لتطوير هذا القطاع، لافتًا إلى تصنيع 120 ألف قطعة من الملابس المدرسية "الزي المدرسي" بالمحافظة، في إنجاز يُعد من الأكبر على مستوى الجمهورية.
كما أشار إلى استحداث قسم جديد لتعليم صيانة المصاعد، وإنشاء قسم للأجهزة التعويضية، ليتم إدراجه ضمن الدراسة في العام الدراسي المقبل، في خطوة تعكس التوسع في التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل.
كما شهد اللقاء نقاشات موسعة بين نواب حزب مستقبل وطن بالإسكندرية والدكتور عربي أبو زيد، حيث طرح النواب عددًا من القضايا التي تهم المواطنين في قطاع التعليم، من أبرزها مشكلات الكثافة الطلابية، وتهالك بعض المدارس، واحتياجات المناطق النائية إلى مدارس جديدة.
وأكد النواب دعمهم الكامل لجهود المديرية في تطوير المنظومة التعليمية، مشددين على ضرورة استمرار التنسيق بين السلطة التشريعية والتنفيذية بما يحقق أهداف الدولة في تحسين جودة التعليم.
كما طالبوا بتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات الإحلال والتجديد، وزيادة الاهتمام بالتعليم الفني والتوسع في التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل.
وفي ختام اللقاء، قدّم الدكتور سعيد عبدالعزيز، أمين حزب مستقبل وطن بمحافظة الإسكندرية، درع الحزب إلى الدكتور عربي أبو زيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، وذلك تقديرًا لجهوده المبذولة في تطوير المنظومة التعليمية ودعمه المستمر لرفع كفاءة العملية التعليمية بالمحافظة.