بوابة الوفد:
2025-08-03@20:39:32 GMT

نجيب محفوظ..الحاضر دائما

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

اختار معرض أبو ظبى الدولى للكتاب مصر ضيف شرف للدورة الحالية التى تبدأ غدا التاسع والعشرين من أبريل، واختارت إدارة المعرض نجيب محفوظ شخصية محورية للمعرض.

بعد ثمانية عشر سنة من رحيله يتجدد حضور نجيب محفوظ، المبدع الاستثنائى الذى وعى مصر جيدا، فبثها سحره حكيا خالدا يستوعب كافة الأجيال ليؤثر فيهم ويُرسخ قيم التسامح والوسطية والنبل.

فمَن يتابع إحصاءات القراءة فى العالم العربى يستغرب كثيرا أن الشباب المولود بعد رحيل أديب نوبل يُقبل على قراءة أعماله بحثا عن السحر والجمال والوعى. ذلك لأن الرجل لم يكن مجرد مبدع روائى يحكى الحكايات، وإنما كان ماكينة عصر وهضم للقيم الجمالية وإعادة بثها للأجيال القادمة فى دأب وتفرد وزهد غريب.

أتذكر قبل أيام حوارا دار بينى وبين صديق فلسطيني، قلت له فيه إن فلسطين يكفيها عطاء للعالم أنها أنجبت مفكرا عظيما مثل إدوارد سعيد، ومبدعا ساحرا مثل محمود درويش، فردَّ عليَ بأن مصر أيضا يكفيها أنها قدمت للعالم نجيب محفوظ. وقال لى الرجل الذى لا أشك فى نباهته :إن كل الشخصيات العظيمة التى أنجبتها مصر من الزعماء والساسة والمفكرين والأدباء والفنانين فى ضفة ونجيب محفوظ منفردا فى ضفة أخرى، لانه رجل استثنائى فريد.

وهو حاضر فى كل زمن، ومتجدد فى كل حدث. لا يمر عام فى بلادى دون كتاب جديد عن سيرته، وعيه، فكره، أدبه، وآثاره التى لا تزول. فى العام الحالى سعدنا بكتاب طيب للناقد إيهاب الملاح بعنوان «رواة السيرة المحفوظية» والذى صدر عن دار «ريشة» ليقدم دليلا استرشاديا لكل من كتب عن سيرة الرجل. وفى الوقت ذاته صدر عن هيئة الكتاب للروائى روبير الفارس كتاب آخر بعنوان»الفرحة المحفوظية» يتناول صدى فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل سنة 1988 فى الصحافة المصرية والعربية. 

وقبلها قرأنا لناقد متميز هو مصطفى بيومى أكثر من عشرين كتابا عن أدب نجيب محفوظ، بدءا من تحليل شخصياته، واستقراء تصوراته وآرائه، وصولا لتنبوءاته العامة عن العالم ومصر.

ولا شك عندى أن الرجل كان جميلا فى كل شئ، فلم ينفصل جمال إبداعه عن جمال أخلاقه، وربما كانت الحكاية التى حكاها لى الروائى والمستشار أشرف العشماوى يوما تعد برهانا دامغا على ذلك. ففى يوم الجمعة 14 اكتوبر سنة 1994 كان نجيب محفوظ فى عامه الثالث والثمانين، وكان أمام منزله يستعد للذهاب إلى أصدقاءه، عندما اقترب منه شاب مرتبك اسمه محمد ناجى مصطفى، فابتسم له ومد يده مصافحا، لكن الشاب أخرج بسرعة سكينا وطعنه فى رقبته. وجميعنا نعرف باقى الحكاية إذ نقل نجيب محفوظ لمستشفى الشرطة بالعجوزة وتم إنقاذه وقبض على القاتل، وتولى المستشار أشرف العشماوى التحقيق فى القضية، وكان السؤال الأهم لديه هو ما يدعو إنسان ما إلى قتل رجل عظيم مثل نجيب محفوظ وهو فى هذا السن، واكتشف أن القاتل يكفره لأنه صدق ما قيل له بأنه عدو للإسلام.

لكن المثير أن نجيب محفوظ سأل عن سبب أقدام إنسان ما على قتله، واستغرب أن يكون القاتل مقتنعا بكفره، لذا فقد قام بأغرب رد فعل تجاه قاتله، وهو أنه أحضر مجموعة من رواياته وأرسلها كهدية إليه فى السجن.

ذلك الخُلق لا ينم سوى عن رجل فاق بأخلاقه حدود الكلام والوصف، وضرب بتسامحه مثالا عظيما، مؤكدا أن الجمال لا فى الكتابة وحدها، وإنما فى الفعل أيضا.

وهذا وغيره كثير وكثير جعلنى أكتب يوما مقالا بعنوان « مطار نجيب محفوظ» دعوت فيه إلى إطلاق اسم نجيب محفوظ على مطار القاهرة، ومازالت دعوتى قائمة، فبمثل نجيب نشرف وبسيرته وآثاره نفتخر.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد مصر إدارة المعرض نجيب محفوظ نجیب محفوظ

إقرأ أيضاً:

ما حكم أداء الصلاة فى ملابس الرياضة؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: نرجو بيان حكم الشرع في أداء الصلاة في ملابس الرياضة ( الترينج ).

وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة:
لقد اشترط الشرع الشريف شروطًا لصحة الصلاة منها ستر العورة؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "المراد بالزينة في الآية الثياب في الصلاة"؛ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ حَائِضٍ -أي بالغة- إِلا بِخِمَارٍ» رواه الترمذي.

ما حكم إجراء عملية حقن مجهري لتحديد نوع الجنين؟.. الإفتاء تجيبحكم الأرباح الناتجة عن المال المغصوب .. دار الإفتاء تجيبما الفرق بين ابتلاء الرضا والغضب؟.. الإفتاء تجيب

ستر العورة للرجال
وقد عَرَّف العلماء سترَ العورةِ للرجال المقصود في الصلاة بأنه ستر ما بين السرة والركبة بما يغطّي لون البشرة؛ فإن كان خفيفًا يُبيِّن لون الجلد من ورائه؛ فيُعْلَمُ بياضُهُ أو حمرتُهُ لم تجز الصلاة فيه؛ لأن الستر لا يحصل بذلك، وذهب العلماء إلى أن الثيابَ إذا كانت تسترُ لون البشرة ولكنها تصف الخلقة جازت الصلاة مع الكراهة.

وعلى ما ذكر وما ورد في واقعة السؤال: إذا كان الحال كما ورد في السؤال فإن الصلاة في ثياب الرياضة -التريننج- تكون صحيحةً ما دام هذا الثوبُ الرياضي يسترُ العورةَ بأن كان ساترًا للونِ البشرة من السرة للركبة، وإنما يكره أن يكون واصفًا للعورة ضيقًا، ولكن هذا لا يؤثر في صحة الصلاة.

حكم صلاة الرجل بالملابس الخفيفة

كشف الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، حكم صلاة الرجل بالملابس الخفيفة في المنزل، مجيبا عن سؤال: هل يجوز صلاة الرجل بالملابس الداخلية؟

وقال أبو اليزيد سلامة، في إجابته عن سؤال: هل يجوز صلاة الرجل بالملابس الداخلية؟ إنه يجب التنبيه على أن ستر العورة من شروط الصلاة، وعورة الرجل غير عورة المرأة، فعورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة، ونغطي السرة والركبة احتياطا وخروجا من الخلاف، والمرأة جميع جسدها عورة ما عدا الوجه والكفين.

وأشار إلى أن من آداب الصلاة، ألا يصلي الرجل مرتديا الفانلة الحمالات فيظهر كتفيه منها، منوها أنه مع أن الصلاة صحيحة ولا شئ فيها، إلا أن النبي ذكر فيها حديثا، عن الرجل الذي يصلي في ثياب ليس على عاتقه منها شئ.

وأوضح، أن الأفضل والأحسن، أن الرجل يصلي وهو في أكمل هيئة وأبهى صورة، لأنه واقف بين يدي الله عزوجل.

وذكر أن الإنسان قد يكون فقيرا لا يجد إلا بعض الملابس القليلة، فهنا نقول له على الأقل استر عورتك، منوها أن من شروط صحة الصلاة هو ستر العورة، فلو كان مصليا في ثياب تشف وتصف جسده وتظهر لون بشرته فصلاته غير صحيحة.

طباعة شارك الترينج الصلاة ملابس الرياضة ستر العورة للرجال الإفتاء شروط صحة الصلاة

مقالات مشابهة

  • استشاري يحذر من تجاهل ارتفاع الكوليسترول ويصفه بـ«القاتل الصامت»
  • مفكر فلسطيني يفضح مشايخ الشاباك.. «الإخوان الشياطين» يتسترون على إسرائيل القاتل الحقيقي لغزة
  • معاهم مخدرات.. الداخلية تكشف تفاصيل القبض على البلوجر شاكر محفوظ ومدير أعماله
  • ما حكم أداء الصلاة فى ملابس الرياضة؟.. الإفتاء تجيب
  • الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن
  • بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
  • عاجل. بوتين: روسيا تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا
  • حين يصبح الصمت جريمة.. غزة تنزف والضمير العالمي في غيبوبة
  • شابان يخنقان رجل مسن لسرقة هاتفه في محطة مترو.. فيديو
  • ???? مغالطة جون قرنق الكبري وتجلياتها في الحاضر السياسي