هيمنة جوجل لا تتوقف وقفزة هائلة تصل إلى 2 تريليون دولار
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
مرت شركة جوجل بعامٍ مليء بالصعوبات عام 2023؛ واجهت خلاله العديد من الدعاوى القضائية الهامة. وكان أبرزها دعوى Epic؛ صانع لعبة الفيديو الشهيرة Fortnite؛ والتي استطاعت سحب عملاق التكنولوجيا إلى ساحة المحكمة.
واتهمت Epic جوجل بممارسات احتكارية؛ مستندةً في دعوتها إلى هيمنة متجر Google Play، وفرضه رسوم تتراوح بين 15% إلى 30% على المطورين، مقابل الاشتراكات والمشتريات داخل التطبيقات.
وواجهت جوجل أيضًا انتقادات واسعة النطاق، من جهات حكومية ومنظمات حقوقية بسبب ممارساتها المتلقة بجمع البيانات والخصوصية.
وأجرت الشركة تغييرات كبيرة في البحث؛ إذ أعادت تنظيم الفرق البحثية وأندرويد والأجهزة لتتوافق مع ثورة الذكاء الاصطناعي.
وعلى إثر ذلك؛ وحدت جوجل الفرق التي تعمل على بناء الذكاء الاصطناعي في وحدة Google DeepMind؛ وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها؛ وصلت القيمة السوقية لشركة جوجل (ألفابيت) إلى 2 تريليون دولار بعد الإغلاق! لأول مرة في تاريخها؛ لتصنف بذلك أعلى رابع شركة في العالم.
ملتحقةً بعمالقة التقنية الثلاثة؛ شركة ميكروسوفت بقيمة سوقية 3 تريليون دولار، وشركة أبل بقيمة 2.6 تريليون دولار، وشركة إنفيديا بقيمة 2 تريليون دولار.
الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات عمالقة التقنية هذا العام كان الذكاء الاصطناعي هو محور اجتماع الأرباح؛ وهو اجتماع يُعقد عادةً بشكل ربع سنوي، لمناقشة أداء الشركة مع المحللين والمستثمرين.
تحدث الرئيس التنفيذي لجوجل سوندار بيتشاي؛ عن خطة الشركة في التحديث المستمر للنموذج اللغوي الخارق Gemini؛ وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير محرك البحث لجوجل.
وقال بيتشاي أن الشركة تمتلك أفضل بنية تحتية لعصر الذكاء الاصطناعي؛ نظرًا لتاريخ استثمارها الطويل في ذلك المجال؛ إذ تُعد جوجل شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ عام 2016.
وأشار الرئيس التنفيدي إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن أن يساعد المعلنين في إنشاء محتوى إعلاني أكثر كفاءة؛ وذلك من خلال منتجات جوجل؛ مثل جيمنياي الذي يتمكن من إنشاء نصوص وصور من خلال إدخال أوامر بسيطة.
وأعربت الشركة في الربع السابق؛ بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مكلفًا، إذ تتطلب النماذج طاقة كبيرة ومعدات باهظة الثمن، للتدريب والتشغيل على المدى الطويل؛ وهو ما أعربت عنه شركات آخرى مثل شركة ميتا.
نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini جوجل تحقق نتائج قوية في الربع الأول فاقت نتائج الربع الأول للعملاق التكنولوجي تقديرات المحللين؛ وفقًا لتقرير الأرباح الذي نشرته جوجل؛ فقد حققت الشركة ربحًا قدره 23.7 مليار دولار، وذلك من عائدات قدرها 80.5 مليار دولار، والذي يُمثل زيادة بنسبة 15% في الإيرادات على أساس سنوي؛ ما تسبب في توزيعات للأرباح لأول مرة في الشركة، والذي أدى إلى تحفيز المستثمرين.
ويرجع فضل تلك الزيادة إلى ارتفاع الطلب على الخدمات السحابية لجوجل؛ مدفوعةً بالنمو في الذكاء الاصطناعي.
وأعلنت جوجل عن برنامج إعادة شراء لأسهمها بقيمة 70 مليار دولار، ما أدى إلى أقوى ارتفاع في سهمها منذ عام 2015؛ وذلك بزيادة 11% مُعربًا عن وصول الشركة لـ2 تريليون دولار.
وأسفرت تلك الخطوة عن العديد من الإيجابيات؛ فعند شراء الشركة لأسهمها، فإنها تخفض من عدد الأسهم المُستحقة للأرباح وبالتالي؛ زيادة حصة الأرباح للمساهمين الحاليين. ويعبر ذلك القرار أيضًا عن ثقة الشركة في آفاقها المستقبلية وقدرتها على توليد تدفق نقدي حر؛ ما يعطي إشارة إيجابية للمستثمرين ويدفعهم إلى الرغبة في الشراء.
نرى نتائج مذهلة للشركات هذا العام؛ والتي ركزت استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي على نحوٍ خاص، إذ نجحت شركة إنفيديا، رائدة صناعة الرقائق، في تحقيق قفزة نوعية، لتُصبح ثالث أغلى شركة في العالم من ناحية القيمة السوقية، وذلك بفضل تركيزها على الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
تُظهر النتائج القوية للربع الأول، وخطط الاستثمار الجريئة في الذكاء الاصطناعي تفاؤلاً شديدًا بمستقبل جوجل؛ إذ تسعى الشركة إلى البقاء في طليعة الابتكار التكنولوجي، وتحاول جاهدة لتصبح قوة رائدة في عصر الذكاء الاصطناعي
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»
أعلنت شركة غوغل عن إطلاق ميزة مبتكرة تحت اسم «Search Live»، تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية مباشرة مع محرك البحث عبر «وضع الذكاء الاصطناعي» (AI Mode)، في خطوة تهدف إلى إعادة تعريف تجربة البحث التقليدية وتحويلها إلى تفاعل أكثر حيوية وسلاسة.
تجربة صوتية ذكية في متناول اليد
الميزة متوفرة حالياً لمستخدمي تطبيق غوغل على نظامي «أندرويد» و«iOS» داخل الولايات المتحدة، ضمن إطار تجربة «مختبرات غوغل» (Google Labs)، مع تركيز خاص على تلبية احتياجات المستخدمين الذين يفضلون التفاعل الصوتي أثناء التنقل أو أثناء أداء مهام متعددة دون التوقف عن استخدام أجهزتهم.
كيف تعمل «Search Live»؟
يبدأ المستخدم بالضغط على أيقونة «Live» أسفل شريط البحث، ومن ثم طرح أسئلته صوتياً، ليقوم نموذج الذكاء الاصطناعي بالرد فوراً وبشكل موجز، مع إمكانية متابعة الحوار بنفس السياق دون الحاجة لإعادة صياغة الأسئلة، مما يخلق تجربة تفاعلية مستمرة تشبه التحدث مع مساعد شخصي.
إلى جانب ذلك، تظهر على الشاشة روابط لمصادر موثوقة تمكن المستخدم من التعمق في الموضوع إذا رغب، وتتيح الميزة أيضاً تشغيل المحادثة في الخلفية، مما يسمح بمواصلة التصفح أو استخدام تطبيقات أخرى بحرية دون انقطاع في التواصل الصوتي.
مزايا تقنية متقدمة لتعزيز التفاعل
تعتمد «Search Live» على نسخة مخصصة من نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميناي» (Gemini) من غوغل، والذي صُمم لتعزيز دقة وسلاسة التفاعل الصوتي، كما تستفيد الميزة من تقنية «تفرّع الاستعلامات» (Query Fan-out)، التي توسع نطاق النتائج لتشمل مزيجاً من الردود الآلية والبشرية، ما يعزز جودة وعمق المعلومات المقدمة.
آفاق مستقبلية لتجربة بحث متعددة الوسائط
رغم تركيز غوغل الحالي على التفاعل الصوتي، تلمح الشركة إلى خطط تطويرية مستقبلية تتضمن البحث عبر الكاميرا، ما سيوسع تجربة البحث ليشمل وسائط متعددة تمكّن المستخدم من التفاعل مع العالم المحيط بطريقة تشبه التفاعل البشري الطبيعي.
ماذا يعني هذا للمستقبل؟
تشكل «Search Live» خطوة مهمة في مسيرة غوغل لإعادة صياغة مفهوم البحث الإلكتروني، ما يفتح تساؤلات واسعة حول إمكانية أن يكون التفاعل الصوتي الذكي هو المستقبل الجديد للبحث الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تصبح المحادثة المباشرة مع محرك البحث جزءاً من روتين الحياة اليومية للمستخدمين حول العالم.