مسقط- الرؤية

تُشارك مصفاة الدقم- المشروع المشترك بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية وإحدى الشركات الرائدة في قطاع الطاقة في المنطقة- في فعاليات أسبوع عُمان للاستدامة، حيث تعرض المصفاة أحدث مبادراتها في مجال الطاقة المتجددة ومعالجة المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي، ضمن هذه الفعالية الهادفة إلى تعزيز العيش المستدام وحماية البيئة.

وقال يعقوب الربعاني نائب الرئيس للصحة والسلامة والأمن والبيئة في مصفاة الدقم، إن هذا الحدث يعد فرصة لإظهار التزام مصفاة الدقم بالتنمية المستدامة ومشاركة أحدث الابتكارات مع المجتمع العالمي، مضيفاً: "نتطلع لتسليط الضوء على التقدم المستدام الذي أحرزناه في كافة عمليات المصفاة، عبر الحدّ من الأثر البيئي ومتابعة تنفيذ التزامنا الراسخ بالحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة."

وضمن المُشاركة، تقدم مصفاة الدقم للزوار عرضًا شاملًا لمبادرات المصفاة، وعروضًا تفاعلية حول عمليات التخلص من انبعاثات مشاعل الغاز، والتقدم في مجال الطاقة الشمسية، والأثر التحوّلي الكبير لمحطات مُعالجة المياه في المصفاة، كما تستضيف الشركة في جناحها مناقشات وحوارات يومية حول أبرز مشاريعها، وستتاح الفرصة لكافة الأطراف المعنية للتفاعل مع خبراء الاستدامة في الشركة.

وتستعد مصفاة الدقم لإطلاق مبادرة مجتمعية لغرس الأشجار على هامش الفعالية، تأكيدًا على إيمان الشركة بأهمية مشاركة جميع فئات المجتمع أفرادًا وشركات في تحقيق أهداف الاستدامة.

وذكر جاسم العجمي نائب الرئيس لشؤون الشركة: "مصفاة الدقم ليست مجرد شركة تعمل في مجال الطاقة، بل هي القوة الدافعة الرئيسية للتغيير في القطاع، وهو ما سيتضح من خلال العروض المرئية المتنوعة والأفكار الهامة التي ستتردد أصداؤها في جناحنا، وندعو الشركات والأفراد للانضمام إلينا في التزامنا بالاستدامة، والتبرع لغرس شتلة، حيث نهدف إلى زراعة بستان يضم 500 شجرة في أعقاب الفعالية."

وسيشكّل أسبوع عُمان للاستدامة تجربة مثرية لجميع الحاضرين، بما يقدمه من مرئيات بارزة ونظرة معمقة حول الخطوات اللازمة لتمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام في عُمان وخارجها، بالاستناد إلى نُهُجٍ متكاملة وباستخدام التقنيات الحديثة والمبتكرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الابتكارات الموسمية: «أهون موجود وأعز مفقود»

يُعد ابتكار منتج جديد، أو تحسين خدمة ما عمليةً محفوفةً بالتحديات في العموم، والأمر يزداد تعقيدا مع الابتكارات الموسمية التي ترتبط بالمناسبات، والأعياد، وغيرها من الفعاليات، ما يضع عبئا إضافيا على البنية الابتكارية، فقد أصبحت تواجه معضلة جوهرية تتمثل في المفاضلة بين مسارين متعاكسين وهما: اتخاذ قرارات استثمارية لتعزيز الابتكارات على المدى المتوسط والبعيد، أو التركيز على الاستفادة من الاتجاهات الموسمية، واغتنام الفرص الاستراتيجية بابتكارات موجهة لتلبية المتطلبات المتغيرة على المدى القصير، والتحدي الأكبر هو تحقيق التوازن والتكامل بين المسارين معاً.

إذا توقفنا في البدء عند البنية الابتكارية وإمكاناتها، نجد بأنها من حيث الدور الوظيفي هي تمثل المكافئ المعرفي والفكري للبنية الأساسية، والبنية الرقمية. وهي تضم أربعة أركان وهي: المعرفة، والتقنيات، والمهارات، والعقول التي تدعم استمرار عمل الأنظمة الديناميكية والمعقدة للابتكار. وبذلك فإن البنية الابتكارية تؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز جميع أنواع الابتكارات الدائمة منها والموسمية، ولكن تكمن المفارقة في أن الابتكار الموسمي يتميز بالسلاسة والوضوح إلى الحد الذي لا يلفت انتباه شركات الابتكار الناشئة، وهذا هو السبب الرئيسي لانخفاض نسبة الابتكارات الموسمية مقارنةً بالأنواع الأخرى، ووراء هذه الإحصاءات، هناك رسالة أعمق وهي أن نوعا متميزا من الأفكار الإبداعية يغيب عن المشهد الكلي لمنظومات الابتكار، فالمبتكرون الناشئون ينشغلون في البحث عن حلول ابتكارية للتحديات الكبرى مثل الأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، وصون البيئة، ولا تجد المتطلبات المتعلقة بمواسم السياحة، أو الأعياد التركيز والمحاولة. وعلى الرغم من أن الابتكار الموسمي يبدو سهلا في ظاهره، إلا أنه غالبًا ما يواجه تحديات من نوع آخر. فهو يتطلّب مهارات استثنائية، ورؤىً ثاقبةً ومستشرفة لاحتياجات الجهات المستفيدة، وقدرات إبداعية تتماشى مع خصوصية الابتكار الموسمي الذي تغلب عليه سمة الانتقائية.

وبموازاة ذلك، فإن المخزون الإجمالي للمهارات النوعية يتعرض للجمود والتناقص بإحجام المبتكرين عن المبادرة في معالجة التحديات الآنية والمؤقتة؛ إذ أن الاهتمام بالابتكارات الموسمية ليس مجرد استثمار في مبتكرين ظهروا لإتمام مهمة عابرة، وتنفيذ أفكار تضع حلولا لتحديات مؤقتة، بل هو استثمار في الاستدامة، لأن هذه الفئة من المبتكرين هم نواة جيل جديد من حاملي المعرفة المؤهلين لاغتنام الفرص الاستراتيجية التي لا يفطن إليها غيرهم من المبتكرين، وهم بذلك يرسخون ركائز البنية الأساسية الذهنية التي تقف وراء البنية الابتكارية. وعلى الرغم من أن الابتكارات الموسمية تواجه عقبات عدة، إلا أن عوائدها مجزية. فمن خلال الابتكارات التي تعالج تحديات محددة؛ يُمكن للشركات الناشئة القائمة على الابتكار أن تنظر إلى رحلتها وفي التطبيق العملي كأنها مصادر واقعية للتجربة والتعلم، وهي ميزة قلما تتيحها أنواع الابتكارات الأخرى. ولا يُعزّز هذا النهج تجويد الابتكارات فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على جذب دعم الممولين، والمستثمرين، والمستفيدين، والذي بدوره يفتح آفاق أرحب للشراكات الاستراتيجية، والتوسع في الابتكارات الموسمية لتشمل أبعادا أخرى، ونطاقات خارج حدود التركيز المحددة لها سابقا، ما يكسبها الأولوية في الاستثمار والتمويل، ويعزز كذلك من ميزتها التنافسية.

ومع وضع ذلك في الاعتبار، تبدو فرص الابتكارات الموسمية واعدة استراتيجيا، وهي في الواقع أقرب إلى التطبيق بسبب وجود القوة الدافعة لها من جانب الطلب، وعلى سبيل المثال، هناك العديد من الفرص التي تتهيأ في المواسم والأعياد والمناسبات والتي يمكن للمبتكرين التركيز عليها من خلال توظيف التقنيات المتقدمة في حل التحديات القائمة حاليا. وتشير التجارب الناجحة في اكتساب القيمة من الابتكارات الموسمية بأنه يجب إيلاء الاهتمام بمقياسين رئيسيين لصناعة النجاح وهي: ضمان إمكانية تجربة الابتكارات والتي تعتمد بشكل كامل على المبادرة في تحليل الفجوات الحالية، وتوظيف الابتكارات التي يمكن تحويلها لمنتجات، أو خدمات قابلة للاستخدام وكأنها بيئة محاكاة، حيث توفر هذه الابتكارات فرصة للتفاعل مع المستفيدين، وكذلك تساهم في تحديد المشكلات المحتملة وإجراء التحسينات اللازمة على الحلول الابتكارية، وإعادة طرحها في المواسم القادمة. والمقياس الثاني هو الوصول إلى درجة كافية من احتمالية قبول المستفيدين للمنتج المطروح كحل أمثل للتحديات، وعلى أعلى تقدير، ضمان تفوق هذه الحلول مقارنةً بما هو متوفر حاليًا في السوق -إن كانت هناك ابتكارات غير فعالة-، وبالتالي يمكنها أن تجد طريقا للتوسع والتطوير، إذ غالبًا ما تعجز الطرق التقليدية في تجريب المنتج عن نقل عمق البيانات، وتعقيدها بالكامل.

وبتحليل واقع الابتكارات الموسمية، والعوامل الكامنة التي تقف وراء عزوف المبتكرين والشركات الناشئة العلمية والقائمة على الابتكار عن التركيز على هذا النوع، نجد بأن الاتجاهات العامة في مختلف منظومات الابتكار تشير إلى رصد حالة من التبادل الطوعي للأدوار، والذي ساهم بشكل كبير في تراجع اقبال المبتكرين الناشئين على خوض تجربة الابتكارات الموسمية، حيث أصبحت التحديات الموسمية تجتذب المبادرين من مختلف مؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الخيرية على نحو أكثر شيوعًا، وذلك لملء الفراغ الذي يخيم على بيئة الابتكار الموسمي، وأصبحت هذه الجهات تمثل الفاعل الرئيسي في الوضع الراهن فيما يتعلق باقتراح وتجريب الابتكارات الموسمية تحت مظلة الابتكار الاجتماعي، ويتطلب ذلك وقفة مراجعة لتوليد نظرة عامة على العلاقات التبادلية والتشاركية بين المبتكرين، ومبادرات الابتكار الاجتماعي، ووضع آليات التكامل.

تحمل الابتكارات الموسمية في طياتها إمكانيات واعدة، ويُعد تبني وتنظيم هذه الابتكارات استراتيجية فعّالة لتعزيز البنية الابتكارية. ومع استمرار تطور التقنيات المتقدمة، وزيادة سهولة الوصول إليها، فمن المتوقع أن تحدث الحلول الابتكارية القائمة على التكنولوجيا نقلة نوعية في ترقية الابتكارات الموسمية لتتحول إلى حلول مستدامة. ويستوجب ذلك إيلاء الأهمية بالابتكارات الموسمية كموضع التركيز، ثم تعزيز التكامل والتعاون مع جميع الفاعلين في منظومة الابتكار، وخصوصا مؤسسات المجتمع المدني، وذلك من أجل إعادة تشكيل البنية الابتكارية، وتوزيع الأدوار بشكل متوازن، وتمهيد الطريق لممارسات جديدة ومبتكرة في فهم التحديات والمتطلبات الموسمية، وتغيير طريقة تصميم الحلول الذكية لها، وبالتالي استخلاص صورة شاملة لدور الابتكارات الموسمية على جميع المستويات، وتفعيلها في دعم استدامة قطاعات الاعمال، والاستثمار، وإتاحة الدروس المستفادة لرفد جميع أنواع الابتكارات.

د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

مقالات مشابهة

  • فستان لافت.. نور الزاهد تستعرض جمالها في أحدث ظهور
  • تقرير: 69% من الحكومات العربية تمتلك خطة للاستدامة
  • «ديوا» تناقش الأولويات البيئية مع كاراكالباكستان
  • الابتكارات الموسمية: «أهون موجود وأعز مفقود»
  • توقيع اتفاقيات الطاقة.. خطوة هامة وضرورية في مجال القطاع الصحي
  • وزير الري يؤكد أهمية تعزيز مشاركة الأفراد والمنظمات في فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه
  • سويلم يتابع الاستعدادات لعقد أسبوع القاهرة الثامن للمياه
  • علييف: سنزيد صادراتنا من الغاز 8 مليارات متر مكعب بحلول 2030
  • شنايدر إلكتريك تُحقق تقدمًا كبيرًا في مؤشر الاستدامة خلال الربع الأول لـ 2025
  • فوز ميناء الدقم بجائزة "اختيار الجودة" من جمعية "ESQR" الأوروبية