11 مليار دولار استثمارات جديدة في مشروعين لإنتاج الهيدروجين الأخضر بظفار
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
◄ العوفي: 200 شركة عالمية تنافست في الجولة الثانية من المزايدات
الرؤية- ريم الحامدية
تصوير/ راشد الكندي
أعلنت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم"، بصفتها المُنسق والمُخطط الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، اكتمال الجولة الثانية من المزايدات على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر، وذلك بتوقيع اتفاقيات تطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض لمشروعين في محافظة ظفار؛ بإجمالي استثمارات بلغ 11 مليار دولار أمريكي؛ ليصل إجمالي السعة الإنتاجية للهيدروجين في عُمان بحلول عام 2030 إلى 1.
وجرى توقيع الاتفاقية الأولى مع تحالف يضم شركة كهرباء فرنساش.م.، والشركة التابعة لها "إي دي إف" للطاقة المتجددة (مجموعة EDF)، وشركة الطاقة الكهربائية اليابانية (جي باور)، وشركة يامنة ليمتد (يامنة). أما الاتفاقية الثانية، فتم توقيعها مع شركة أكتس، إحدى أكبر شركات الاستثمار العالمية في مجال البنية الأساسية المستدامة، وشركة فورتسكيو، وهي شركة عالمية متكاملة للطاقة الخضراء، والمعادن والتكنولوجيا.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن رئيس مجلس إدارة شركة هيدروجين عمان: "تقع سلطنة عُمان بين مراكز الطلب الأساسية للهيدروجين الأخضر في أوروبا وآسيا، ويعزز موقعنا الاستراتيجي، إضافة إلى قدراتنا اللوجستية العالمية وبنيتنا الأساسية منتنافسيتنا على قائمة أوائل الدول المنتجة والمصدرة للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم". وتطرق معاليه إلى مقومات سلطنة عُمان في هذا القطاع والتي تشمل وفرة مصادر الطاقة المتجددة الطبيعية والسياسات التنظيمية الجاذبة في قطاع الطاقة المتجدّدة والموقع الجيوسياسي الذي تتميز به البلاد.
وأكد معاليه أن الجولة الثانية من المزايدات لاقت اهتمامًا عالميًا واسعًا؛ حيث تقدمت 200 شركة من حول العالم لفرصة المزايدة على أراضٍ لتطوير مشاريع متكاملة للهيدروجين الأخضر؛ وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز مكانة سلطنة عُمان ضمن أكبر الدول المصدرة للهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030.
ويهدف المشروع- مع تحالف "إي دي إف" و"جي باور" و"يامنة"- إلى إنتاج ما يقارب 178000 طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030؛ باستخدام ما يقارب 4.5 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية المقترنة بتخزين البطاريات، إضافة إلى مُحلل كهرباء بسعة 2.5 جيجاوات.
وسيتم توريد الهيدروجين الذي يتم إنتاجه إلى مصنع أمونيا مُقرَّر إنشاؤه في المنطقة الحرة بصلالة بسعة إنتاجية تبلغ 1 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء.
فيما سيتضمن المشروع مع أكتس وفورتسكيو، تطوير ما يقارب من 4.5 جيجاوات من موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية المتجددة وتوظيفها في تشغيل محللات كهربائية لإنتاج ما يقارب 200000 طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا. وسيتم بيع هذا الإنتاج محليًا، إضافة إلى تحويله إلى مشتقات (مثل الأمونيا الخضراء) ليتم بعد ذلك تصديره عبر ميناء صلالة.
ومن خلال توظيف أحدث التقنيات في مجال الهيدروجين الأخضر، ستعمل هذه المشاريع على تسخير الموارد والخبرات المشتركة لإيجاد اقتصاد مستدام للهيدروجين الأخضر في عُمان.
من جانبه، قال المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة هيدروجين عُمان (هايدروم): "تتقدم سلطنة عُمان بوتيرة سريعة في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر؛ حيث انتقلنا من مرحلة تحديد الأراضي والمواقع إلى مرحلة المزايدات العالمية وتوقيع الاتفاقيات في أقل من سنتين. والآن، نحقق إنجازًا جديدًا في رحلتنا عبر إسناد مشروعين جديدين إلى شركائنا الجُدد. وبعد استكمالنا لهذه الجولة، تتقدم عُمان بثقة نحو تحقيق أهدافها الطموحة لإنتاج من 1 مليون إلى 1.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030".
وتغطي اتفاقيات الهيدروجين الجديدة- التي جرى توقيعها- مساحة إجمالية تبلغ 682 كيلومترًا مربعًا؛ حيث يتراوح متوسط سرعة الرياح بين 6.8 ميل في الثانية و8.3 ميل في الثانية، فيما تصل مستويات الإشعاع الشمسي إلى 2410 واط لكل متر مربع.
وإلى جانب المشاريع الستة التي أُسندت في عام 2023، تكون "هايدروم" قد نجحت في بلوغ أهداف الإنتاج المرسومة في الاستراتيجية الوطنية لعام 2030؛ مما يُعزِّز من إمكانات البلاد بين الدول المنتجة للهيدروجين منخفض الكربون.
وقال لوك كوشلين الرئيس التنفيذي لشركة "EDF" في الشرق الأوسط: "تعتز مجموعة EDF والشركة التابعة لها ’إي دي إف‘ للطاقة المتجددة، وشركائها في "جي باور" و’يامنة‘ بهذا الإسناد، ونتطلع للمساهمة في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، واذ نتقدم بجزيل الشكر إلى هايدروم نظير ثقتها في قدرتنا على إنشاء مشروع تحويلي يُسهم في تحقيق استراتيجية عُمان للاستدامة وتحول قطاع الطاقة في العالم".
وقال تعليق مشترك من معتز قنديل رئيس شركة فورتسكو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجايمس ميتيل مدير البنية الأساسية في أكتس، في تعليق مشترك: "تتشاركّ أهداف شركتي أكتس وفورتسكو من أجل إزالة الكربون والمساهمة في إيجاد قطاع جديد للطاقة النظيفة والمستدامة عالميًا. كما نتقاسم نفس الرؤى ونؤمن بالدور المهم الذي يلعبه الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في إيجاد مستقبل مستدام. وفي سلطنة عُمان، تتوفر جميع المقومات التي تحقق ذلك بفضل وفرة الموارد الطبيعية ومكانتها كموجهة عالمية جاذبة لصناعات الأمونيا الخضراء بتكلفة تنافسية بفضل توفر الأراضي وما تمتلكه عُمان من بنية أساسية متطورة في الموانئ وما تقدمه من دعم يضمن تطور وازدهار هذه الصناعات. ونطمح من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية بين هايدروم وأكتس وفورتسكو إلى تطوير مشروع ضخم للهيدروجين الأخضر في عُمان. ونتطلع إلى مواصلة التعاون المثمر والوثيق مع الحكومة العُمانية والمجتمعات المحلية في هذا المشروع".
يُشار إلى أن شركة هايدروم تأسست في عام 2020؛ كمخطط رئيسي لقطاع الهيدروجين الأخضر في عُمان. وحتى اليوم منحت الشركة ما يزيد عن 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر من أصل 50000 كيلومتر مربع. وبإجمالي استثمارات تتجاوز 49 مليار دولار أمريكي، تقود هايدروم استراتيجية الهيدروجين والتي تعد جزءًا من استراتيجية أوسع للطاقة تهدف إلى توفير طاقة مستدامة وآمنة وبتكلفة تنافسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي في عُمانمن خلال توطين وتنويع القطاع فضلًا عن تمكين البلاد لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
50 شركة عالمية تناقش في مسقط بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات في الشرق الأوسط
◄ تقديم 25 ورقة عمل بمشاركة 140 رئيسا تنفيذيا
◄ استعراض مميزات البيئة الاستثمارية العمانية أمام الشركات الدولية
◄ الإعلان عن تأسيس مركز التميز لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية
الرؤية- سارة العبرية
تصوير- راشد الكندي
انطلقت، صباح الثلاثاء، أعمال القمة العالمية للتنفيذيين في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في نسختها الثانية، والتي تستضيفها سلطنة عمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لمدة يومين، وبتنظيم من شركة المجموعة الدولية لصناعة أشباه الموصلات، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040".
ويشارك في القمة أكثر من 50 شركة عالمية في مجال أشباه الموصلات وعدد كبير من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات، إلى جانب خبراء ومختصين من مختلف دول العالم، حيث يصل عدد المتحدثين إلى 40 متحدثا، بالإضافة إلى 25 ورقة عمل حول بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: "سُعداء بإطلاق هذه القمة التي تشهد مشاركة نحو 140 رئيسًا تنفيذيًا من شركات متعددة من الشرق والغرب، تعمل في مجال أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية عبر مختلف سلاسل القيمة في هذه الصناعة، بما يشمل شركات التصميم، والتدريب، والتغليف، ومعدات أشباه الموصلات، موضحًا أن هذه الشركات تمثل 3 دول مختلفة، وسيتم خلالها تقديم أوراق عمل متنوعة".
وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن الهدف من القمة هو جمع التنفيذيين العالميين وتعريفهم بالمزايا التنافسية التي تتمتع بها سلطنة عُمان، إلى جانب العمل على بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في السلطنة، موضحا أن الوزارة أعدّت جدولًا متكاملًا للمشاركين، يُتيح لهم التعرف على جميع الجوانب المرتبطة بصناعة أشباه الموصلات، بالإضافة إلى مجالات أخرى ذات صلة، خاصة ما يتعلق ببيئة الاستثمار في السلطنة، وأنه عقب اختتام المؤتمر سيتم استطلاع رغبة المشاركين في الاستثمار داخل سلطنة عُمان.
من جانبها، قالت سيماء الكعبية المديرة العامة للمديرية العامة لتحفيز القطاع ومهارات المستقبل بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، إن الهدف من القمة يتمثل في التركيز على صناعة أشباه الموصلات، وذلك من خلال جمع كبار الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين والخبراء والباحثين، لخلق بيئة تعاونية تجمع جميع الأطراف المعنية بهذه الصناعة، بما يسهم في جذب الاستثمارات الخارجية ووضع سلطنة عُمان في مصاف الدول المتقدمة في التقنيات الحديثة".
وأوضحت أنه تم سابقا التوقيع على اتفاقية في مجال صناعة أشباه الموصلات، تشمل تصميم الرقائق الإلكترونية وتدريب الباحثين العُمانيين الباحثين عن عمل، مشيرة إلى أن السلطنة تعمل في هذه المرحلة على بناء القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية، بهدف ترسيخ مكانة عُمان كمركز للتصنيع خلال السنوات المقبلة.
وأضافت أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يشهد تخرج نحو 3 آلاف شخص سنويًا، في ظل توافر بنية أساسية متكاملة، مؤكدة أن سلطنة عُمان تزخر بمقومات كبيرة تؤهل الشباب العُماني لمواكبة هذه الصناعة المتقدمة.
وبينت الكعبية أنه تم إطلاق برنامج تدريبي متخصص في تصميم أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، جرى خلاله تدريب ما يقارب 50 شابًا وشابة، وتم توظيفهم في هذا المجال.
وتأتي استضافة سلطنة عُمان للقمة في نسختها الثانية، بعد نجاح النسخة الأولى التي أقيمت في فبراير 2023م، في إطار التوجه الوطني لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040م، وجهود وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لجذب الاستثمارات النوعية في صناعة أشباه الموصلات وتأسيس نظام بيئي متكامل لهذه الصناعة، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وتوفير فرص عمل للكوادر العُمانية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وزيادة الصادرات، واستقطاب شركات جديدة في قطاعات اقتصادية مستقبلية، كما تتيح القمة للشركات العالمية الاطلاع على التطور الذي حققته سلطنة عُمان في هذا المجال، خصوصًا بعد انطلاق أعمال شركة ( GSME-Oman) التي وظّفت أكثر من 100 عُماني في تصميم واختبار أشباه الموصلات.
وتمثل القمة فرصة للإعلان عن عدد من المبادرات الاستراتيجية، أبرزها تأسيس مركز التميز لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وعقد جلسات ومفاوضات مباشرة بين شركات أشباه الموصلات والمؤسسات المعنية بالاستثمار والتمويل في سلطنة عُمان، إلى جانب عرض حزم الحوافز الاستثمارية المتوفرة لجذب الشركات لبدء أعمالها التجارية، كما تتيح القمة استعراض مستجدات قطاع صناعة أشباه الموصلات في مختلف دول العالم، والتواصل مع الشركات والموردين والمستثمرين العالميين لتعزيز الابتكار وفهم الاتجاهات المستقبلية للصناعة.
واشتمل اليوم الأول من أعمال القمة على عدة أوراق عمل أبرزها تطوير تقنيات أشباه الموصلات لتمكين عصر الذكاء الاصطناعي، التي ركزت على الابتكارات في تصميم الرقائق والتراكم السيليكوني (Silicon Stack) لتلبية احتياجات التطبيقات الذكية. كما تضمنت القمة ورقة عمل عن التغيرات في صناعة أشباه الموصلات وأسواق السلسلة التوريدية المستقبلية، والتي تحدثت عن التحديات والفرص المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية والتوجهات المستقبلية للأسواق، كما جرى تسليط الضوء على أشباه الموصلات ذات النطاق العريض Wide Bandgap وأثرها على الطاقة والنظم عالية الأداء، مبينة دور هذه المواد في دعم الثورة الصناعية للطاقة النظيفة والتطبيقات عالية الأداء، إضافة إلى ذلك، وركزت إحدى الأوراق على الأنظمة الكهروميكانيكية البصرية ودورها في تحسين أداء المستشعرات وتعزيز الابتكار الصناعي.
واختتم جدول أعمال "القمة" في يومه الأول، بعقد جلسة نقاشية جمعت المستثمرين وقادة الشركات لمناقشة الفرص الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية لتعزيز مستقبل التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وركزت الجلسة على استعراض المبادرات الاستثمارية، تبادل الخبرات بين القطاعين العام والخاص، وبناء علاقات تعاون طويلة الأمد، مؤكدة دور القمة كمنصة رائدة لعرض أحدث الابتكارات التقنية وتعزيز التكامل بين الشركات والمستثمرين في صناعة أشباه الموصلات.