يمانيون / تقرير خاص

شهدت الجمهورية اليمنية في السنوات الأخيرة نهضة زراعية شاملة وغير مسبوقة، تمثلت في استصلاح آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، وتوسيع الرقعة المزروعة بالحبوب، خاصة القمح، إلى جانب التوجه الاستراتيجي نحو زراعة الفواكه والخضروات، سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من التبعية الغذائية.

 الإهمال المتعمد للقطاع الزراعي في ظل النظام السابق 
قبل انطلاقة المسيرة القرآنية، كان القطاع الزراعي في اليمن يعاني من إهمال منهجي، ناتج عن تدخلات خارجية فرضت على النظام السابق اتفاقيات مجحفة تقيد زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح والحبوب.

 اتفاقيات مشروطة 

من أبرز ما كشفت عنه مصادر اقتصادية وزراعية هو أن النظام السابق كان قد وقع اتفاقيات مع مؤسسات دولية – مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي – تمنع الدولة من تقديم الدعم المباشر للمزارعين أو زراعة القمح بذريعة “تحرير السوق”، ما أدى إلى تعطيل الإنتاج المحلي وفتح السوق اليمنية أمام الاستيراد الخارجي من الحبوب، وبأسعار مدعومة من الدول المصدرة.

 النتائج الكارثية

تسبب هذا النهج في حرمان اليمن من تحقيق الاكتفاء الذاتي، إذ لم تتجاوز نسبة إنتاج القمح 5% من إجمالي الاستهلاك الوطني، مع اعتماد كلي على الاستيراد من أمريكا وأستراليا وكندا، ما جعل البلاد رهينة للتقلبات العالمية.

الزراعة قضية إيمانية وسيادية

مع انطلاقة المسيرة القرآنية، وضع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، الزراعة على رأس الأولويات الوطنية، مؤكداً أن الزراعة واجب ديني ووطني وأن الإنتاج الزراعي ركيزة للاستقلال الاقتصادي وشدد على ضرورة استغلال الأرض اليمنية وخصوبتها وعطائها للوصول إلى اكتفاء يقود الى الاستقلال الغذائي وكان جوهر التوجيهات التي أكد عليها السيد القائد هي الاعتماد على الذات في الغذاء حماية للكرامة والحرية ومن أهم توجيهاته حفظه الله في هذا الشأن قوله : إذا زرعنا أرضنا، فإننا لن نجوع، ولن يُذلّنا أحد .

هذه التوجيهات كانت الأساس الذي ارتكزت عليه مشاريع استصلاح الأراضي، دعم المزارعين، وتطوير القطاع الزراعي بمختلف جوانبه.

 استعادة السيادة الغذائية
مع انطلاق مشروع المسيرة القرآنية، تغيرت المعادلة الزراعية بشكل جذري. حيث أصبحت الزراعة خيارًا استراتيجيًا، ضمن مشروع “الهوية الإيمانية” والسيادة الوطنية، وتم إطلاق مشاريع واسعة لاستصلاح الأراضي، وتوسيع زراعة القمح والحبوب في عدة محافظات.

استصلاح الأراضي: الجوف نموذجًا
تم استصلاح آلاف الهكتارات في محافظة الجوف، وزراعة أكثر من 6,000 هكتار من القمح لأول مرة بتاريخ المنطقة.
تم تزويد المزارعين بمنظومات ري محوري، وطاقة شمسية، وبذور محسنة.
الإنتاجية وصلت إلى 6 أطنان للهكتار، وهو ما يعد معدلًا مرتفعًا مقارنة بالمعدلات الإقليمية.

تنوع المحاصيل: من القمح إلى الفواكه
توسعت زراعة محاصيل الطماطم، البطاطس، البصل، الفواكه الموسمية (المانجو، الموز، العنب).
وتم إنشاء مزارع نموذجية وتعاونيات زراعية مدعومة من الجهات الرسمية والقطاع الخاص.

دور الدولة والمجتمع في النهضة الزراعية
عملت الدولة في إطار التنفيذ لتوجيهات السيد القائد على تنفيذ خطط وطنية ذات أبعاد استراتيجية تعتمد على مقومات الزراعة التي تمثل ثروة طبيعية تتميز اليمن بها ونظمت برامج القروض الميسرة للمزارعين وإنشاء مراكز إرشاد زراعي في كل محافظة ، وكذلك اتجهت نحو تفعيل مشاريع الحراثة المجتمعية المدعومة بالوقود والمعدات مجاناً.

آفاق المستقبل .. من الاكتفاء إلى التصدير
بفضل المشروع الوطني الزراعي القائم، فإن اليمن على أعتاب تحوّل كبير في مجال الزراعة، إذ تشير التقديرات إلى أن استغلال نحو 10% فقط من الأراضي القابلة للزراعة يمكن أن يغطي كامل احتياج البلاد من القمح. كما يتم العمل على مشاريع لإنتاج البذور وطنياً، وتقنيات حديثة للري وتخزين المحاصيل.

خاتمة 

شهد اليمن نهضة زراعية نوعية بقيادة المسيرة القرآنية، قادها توجه إيماني وسياسي استعاد به اليمن سيادته الغذائية، وكسر قيود التبعية المفروضة عليه سابقًا
التوجيهات الحكيمة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) كانت محور التحول الذي جعل الزراعة في اليمن أكثر من مجرد مهنة، بل هي جهادٌ من أجل حياة كريمة وأمن غذائي لأبناء الوطن

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المسیرة القرآنیة

إقرأ أيضاً:

“الثورة الزراعية الذكية” ضمن محاضرة لمديرية زراعة حمص

حمص-سانا

نظمت مديرية الزراعة في محافظة حمص محاضرة علمية بعنوان “الثورة الزراعية الذكية.. وكيفية تأثير الإنترنت في مستقبل الزراعة” بمشاركة عدد من الفنيين في المديرية.

وتناول المهندس جلال عثمان من دائرة التشجير المثمر والمدرب في مجال التقنيات الحديثة في محاضرته، الزراعة الدقيقة وتحديات المياه، وإدارة الثروة الحيوانية، وتحليل البيانات الزراعية، إضافة إلى مراقبة المحاصيل باستخدام الطائرات المسيّرة، مستعرضاً حلولاً ذكية تبدأ صغيرة وتمتد لتسهم في إنقاذ المحاصيل والاقتصادات.

وخلصت المحاضرة إلى التأكيد على أهمية تطوير مشروع ري ذكي تجريبي في حمص، وتدريب المزارعين على قراءة بيانات الحساسات عبر تطبيقات عربية مبسطة، إلى جانب تفعيل منظومة إنذار مبكر للجفاف بالتعاون مع المراكز البحثية.

وأكد مدير الزراعة المهندس نزيه الرفاعي في تصريح لمراسل سانا أن التقنيات الحديثة لم تعد رفاهية، بل ضرورة لمواجهة شح المياه، وتحقيق الأمن الغذائي.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • غرفة زراعة دمشق وريفها: تفاهمات الطاقة ستنهض بالقطاع الزراعي وتخفف أعباء المنتجين والمستهلكين
  • تقييم الإنتاج الزراعي واحتياجات الدعم للمزارعين ضمن جولة لمديرية زراعة حمص
  • دمياط: زراعة 2127 فدانا من محصول القطن حتى الآن
  • زراعة دير الزور : 724 طناً كمية الأقماح المستلمة من الفلاحين منذ بداية الشهر الجاري
  • “الثورة الزراعية الذكية” ضمن محاضرة لمديرية زراعة حمص
  • فرص استثمارية متاحة في قطاع الصناعات الغذائية .. تفاصيل
  • الزراعة: المشروع القومي للبتلو حجر الزاوية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء
  • الزراعة: تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الدواجن والألبان واللحوم الحمراء ترتفع لـ60%
  • تحت ظروف خاصة.. المحاصيل الحقلية تبدأ في زراعة الأرز الأسود