عقوبة إحداهن نحو نصف قرن.. سعوديات حُكم عليهن بالسجن في المملكة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
يسلط تأكيد الحكم بالسجن 11 عاما بحق الناشطة النسوية السعودية مناهل العتيبي وهي مدربة لياقة بدنية ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الضوء على ما يصفه حقوقيون بحملة قمع شرسة تطال الأصوات الناقدة على الإنترنت.
وقالت منظمتا العفو الدولية ومنظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرهما في لندن في بيان مشترك، الثلاثاء، إن القضاء السعودي "أدان وأصدر أحكاما بالسجن لفترات طويلة على عشرات الأشخاص على خلفية التعبير عن أرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي" خلال العامين الماضيين.
تُصدر هذه الأحكام عادة المحكمة الجزائية المتخصصة التي تأسست في العام 2008 للنظر في قضايا الإرهاب.
وهي تعمل بموجب قانون مكافحة جرائم الإرهاب الذي أقرته السعودية نهاية 2017 بعد أشهر من تولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منصبه.
وانتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القانون الذي قالت إنه يشمل "تعريفا مبهما للإرهاب" وقد يسمح "للسلطات بمواصلة استهداف الانتقادات السلمية".
فيما يلي نظرة على بعض أبرز تلك الحالات:
حُكم على نورة القحطاني وهي أم لخمسة أبناء في أغسطس 2022 بالسجن 45 عاما لاستخدامها موقع تويتر حيث دينت بتهمة "الطعن" في عدالة ملك وولي عهد المملكة.
كما قررت المحكمة منعها من السفر إلى خارج المملكة مدة مماثلة لعقوبة السجن، وهو إجراء عقابي تتخذه السلطات السعودية ضد معظم المدانين في قضايا حقوقية.
وتعاني القحطاني من مرض السكري بحسب أوراق القضية التي أطلعت عليها فرانس برس.
وهي ليست ناشطة معروفة ويتابع حسابها المذكور في أوراق القضية نحو 600 شخص فقط، ومن غير المعروف كيف لفتت انتباه الأجهزة الأمنية السعودية التي اوقفتها في يوليو 2021.
كذلك، دينت بتهم "التحريض على الإخلال بالنظام العام وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة ونشر تغريدات كاذبة ومغرضة والإساءة لرموز الدولة والمطالبة بإطلاق سراح موقوفين على ذمة قضايا أمنية".
اللافت، أن الحكم الطويل صدر من محكمة تنظر في استئناف على حكم صدر في حقها في فبراير 2022 يقضي بسجنها ست سنوات ونصف السنة مع منع من السفر لمدة مماثلة.
حُكم على طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية سلمى الشهاب (36 عاما) بداية بالسجن ست سنوات، ثلاث منها مع وقف التنفيذ، قبل أن تقرر محكمة الاستئناف في أغسطس 2022 تغليظ العقوبة للسجن 34 عاما.
جرى لاحقا تخفيض مدة عقوبتها إلى السجن 27 عاما.
ودانت محكمة الاستئناف الشهاب بـ"تقديم الإعانة لمن يسعون للاخلال بالنظام العام ونشرها أخبارا كاذبة ومغرضة" من خلال "كتابتها ونشرها تغريدات" على موقع تويتر.
ولا تعد الشهاب ناشطة بارزة، ويتابع حسابها على تويتر نحو 2600 متابع، وكانت تغريداتها تتعلق بالدفاع عن حقوق النساء في المملكة. وهي شيعية وتتحدر من مدينة المبرز في الإحساء في شرق البلاد.
وأفادت صديقة لها فرانس برس أنها كانت على علم بأن أشخاصا ابلغوا السلطات عن نشاطها قبل سفرها لبلدها في إجازة واعتقالها في يناير 2021. ، لكنها لم تأخذ الأمر على "محمل الجد".
حُكم على الناشطة النسوية مناهل العتيبي المعروفة بآرائها الليبرالية الجريئة ومعارضتها للقوانين المتعلقة بالمرأة والموقوفة منذ أكثر من عامين بالسجن 11 سنة لادانتها بتهم مرتبطة "بالإرهاب".
لكن منظمة العفو الدولية ومنظمة القسط لحقوق الإنسان قالتا إن العتيبي (29 عاما) حُكم عليها "بسبب اختيارها لملابسها ودعمها لحقوق المرأة".
صدر الحكم على العتيبي في التاسع من يناير الماضي لكن القرار لم يُكشف عنه سوى لاحقا بعد أسابيع ضمن رد الحكومة السعودية الرسمي على طلب معلومات عن قضيتها في بيان رسمي من مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة، مؤرخ في 24 يناير الفائت.
وجاء في الخطاب السعودي أن العتيبي "دينت بارتكاب جرائم إرهابية لا علاقة لها بها ممارسة حرية الرأي والتعبير أو منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. لا يمكن تبرير أفعالها تحت أي ظرف من الظروف"، من دون تفاصيل.
وأوقفت السلطات مناهل، التي تمارس الملاكمة وتحب السفر ويتابعها على منصة إكس أكثر من 55 ألف شخص، في نوفمبر 2022 بعدما اتهمتها بقيادة "حملة دعائية لتحريض الفتيات السعوديات على استهجان المبادئ الدينية والتمرد على العادات والتقاليد بالمجتمع".
ومناهل إحدى ثلاث شقيقات معروفات بآرائهن الليبرالية الجريئة ومعارضتهن للقوانين المتعلقة بالمرأة ويحظين بمتابعة مئات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی کم على
إقرأ أيضاً:
المملكة تختتم مشاركتها في معرض سيئول للكتاب.. الثقافة السعودية تعزز حضورها عالمياً
البلاد (سيئول)
اختتمت المملكة مشاركتها في معرض سيئول الدولي للكتاب 2025، الذي أُقيم خلال الفترة من 18 إلى 22 يونيو، في مركز كويكس للمؤتمرات والمعارض بالعاصمة الكورية سيئول، بمشاركة وفد رسمي تقوده هيئة الأدب والنشر والترجمة، وممثلين عن عدد من الجهات الثقافية السعودية.
وشهد الجناح السعودي طوال أيام المعرض حضورًا لافتًا من الزوّار والمهنيين في مجالات النشر والترجمة وصناعة الكتاب، حيث قدّم برنامجًا ثقافيًا شاملًا، تضمّن ندوات حوارية، ولقاءات مهنية، إلى جانب عرض مجموعة من الإصدارات الأدبية المترجمة، التي تُبرز تطورات المشهد الأدبي في المملكة.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل، أن هذه المشاركة عكست التحوّل الذي يشهده القطاع الثقافي السعودي، وما يحمله من محتوى نوعي، يعزز من الحضور الأدبي للمملكة في الأسواق العالمية، لا سيما في قارة آسيا، ويسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون الثقافي والمعرفي.
وأشار إلى أن الهيئة تعمل- من خلال مشاركاتها الدولية- على تمكين صناعة النشر المحلية، وتحفيز حركة الترجمة، وتوسيع نطاق الشراكات المهنية مع دور النشر والمؤسسات الثقافية في مختلف الدول؛ تأكيدًا لمكانة المملكة كمركز ثقافي متجدد ومؤثر.
وضم الجناح السعودي عددًا من الجهات الثقافية، التي عكست التنوع الثقافي في المملكة، بقيادة هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وجمعية النشر السعودية، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وشركة ناشر للنشر والتوزيع، إلى جانب عدد من دور النشر المحلية.
تأتي مشاركة المملكة في معرض سيئول الدولي للكتاب في سياق التوجّه الإستراتيجي لتعزيز حضورها في المحافل الثقافية الدولية، والتعريف بالهوية الأدبية المتجددة للمملكة، والتفاعل مع التجارب العالمية في مجالات الأدب والنشر والترجمة، وذلك ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء قطاع ثقافي مزدهر ومستدام.
يُذكر أن المملكة حلّت ضيف شرف في معرض سيئول الدولي للكتاب 2024، في مشاركة متميزة جسّدت من خلالها هيئة الأدب والنشر والترجمة ثراء الثقافة السعودية وتنوعها، وقدّمت برنامجًا ثقافيًا متكاملًا ضمّ ندوات، وعروضًا فنية، وأنشطة تفاعلية، حظيت بإقبال لافت من الجمهور الكوري، وأسهمت المشاركة في تعزيز حضور الأدب السعودي في كوريا الجنوبية، وتوطيد جسور التعاون الثقافي والمعرفي بين المملكة وكوريا الجنوبية.