التعليم العالي: اختتام أعمال الدورة 90 لمؤتمر مجمع اللغة العربية السنوي
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
أوصى مؤتمر مجمع اللغة العربية الدولي السنوي الـ(90)، بالالتزام باللغة العربية الفصيحة الميسرة، ونشرها والتشجيع على استخدامها، وزيادة الاهتمام من وزارات التعليم والثقافة والإعلام والأوقاف بنشرها داخل المؤسسات التعليمية في المحاضرات، والشرح، والمناقشات العلمية، وتدريب الطلاب على استعمالها، وكذا تضمين مناهج لغوية لإكساب الدارسين المهارات الأساسية للغة العربية، "تحدثا وكتابة وفهمًا"، والعمل على زيادة المحتوى العربي على الإنترنت.
واختتم مجمع اللغة العربية فعاليات مؤتمره الدولي السنوي الـ(90)، والذي عقد برعاية د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: رؤى وتصورات واقتراحات"، بمشاركة العديد من رؤساء مجامع اللغة العربية والهيئات العليا المَعْنِيَّة باللغة العربية وأعضاء مؤتمر المجمع والأعضاء المراسلين من البلاد العربية والأجنبية.
وقال الدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ رئيس المجمع ورئيس المؤتمر، إن المؤتمر طالب كذلك بإضافة منهج داخل أقسام اللغة العربية، خاص بأساسيات الذكاء الاصطناعي والبرامج الحاسوبية والمدونات العلمية، وتدريب طلاب اللغة العربية على توظيف الذكاء الاصطناعي، وإحياء لجان، "الترجمة" و"الأدب" و"اللغة العربية في التعليم"، وتوجيهها بتصميم مقررات دراسية مخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لطلاب اللغة العربية وآدابها بالتعاون فيما بينها، فضلًا عن توسيع الاتحاد بين مجامع اللغة العربية فى مشروعات العمل فى مجال المصطلحات العلمية، والإفادة من أعمال اللجان اللغوية والعلمية فى تحديث معجمات المجمع.
كما بحث المؤتمر التعاون بين المجلس القومي للترجمة والمجمع في استحداث جوائز تشجيعية للترجمة من اللغة العربية وإليها، ووضع سياسة عربية موحدة للترجمة تشمل العلوم التطبيقية والنظرية بإشراف الطرفين.
جدير بالذكر أن المؤتمر قد ناقش فى جلساته، الدفاع عن اللغة العربية فى ضوء التحديات المعاصرة، وفى ظل توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومشكلات الترجمة، وعدد من المصطلحات اللغوية والعلمية المُقدمة من اللجان العلمية المختلفة، وصور المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت، وغيرها من الموضوعات، واختتم المؤتمر بكلمة د.عبد الحميد مدكور الأمين العام للمجمع، ود.أحمد الضبيب نيابة عن أعضاء المؤتمر من غير المصريين.
اقرأ أيضاًالسفير التركي في القاهرة: زيارة الرئيس السيسي لـ تركيا تحمل رسائل هامة.. وتؤكد أننا أصدقاء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أعمال الدورة اختتام التعليم العالي اللغة العربية مجمع اللغة الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
العربية لغة الحياة
#العربية_لغة_الحياة
د. #هاشم_غرايبه
هنالك اعتقاد شائع أن التشكيل في اللغة العربية جاء به “أبو الأسود الدؤلي” ثم طوره “الفراهيدي” الى شكله الحالي، ما جاءا به فعلياً هو رسم الحركة فوق نهاية الحرف، أما الحركات فهي موجودة أصلا منذ نشأة اللغة ذاتها، لكن لأن اللغة كانت في معظم استعمالاتها سماعية، بسبب قلة من يعرفون القراءة والكتابة، فلم تكن الحاجة ماسة لكتابة هذه الحركات على أواخر الكلمات، مثلما أن التنقيط لم يكن معروفا أيضا، بل كانت تعرف كلها بالسليقة، ولأن اللغة منطقية، فلم يكن يخطيء (يلحن) فيها أحد، إذ كان يظهر نشوزه فيصحح فورا.
رغم أن هنالك العديد من الميزات للغة العربية عن سائر اللغات الأخرى، إلا أن أميزها هي أنها لغة معربة، فيما جميع اللغات مبنية، أي أن الحركة على آخر الكلمة تحدد وظيفتها، فالمعرب صفة الحيوية، وبحسب موقعها تكون هذه الحركة، سواء كانت مرفوعة أومنصوبة أو مجرورة أو ساكنة.
كما أنه مع ثبات اللفظة، فإن تبديل الحركات على كل حرف نحصل على معنى مغاير، مثلا من الحروف الثلاثة (ق د ر)، بإمكاننا من هذا الجذر الواحد صنع ستة ألفاظ مستقلة متباينة في المعنى: فالقَدَرَ هو الأمر المكتوب من الله، والقَدْرُ هو المكانة والقيمة، والقِدْرُ هي وعاء الطهي، وقدَّرَ بمعنى حسَبَ، وقَدِرَ بمعنى تمكن، وقدَرَ بمعنى منع أو أنقص.
والميزة التي أعطت قيمة مضافة للعربية هي أن هذه الحركات جاءت مكملة لحروف الحركة (حروف العلة) وهي الألف والواو والياء، فالفتحة هي عبارة عن نصف المَدّةِ في حرف الألف، والضمة هي كذلك نصف واو، والكسرة هي نصف الياء، أما السكون فهي اللا حركة.
فائدة هذه الحركات أنها ضاعفت فاعلية الحروف من غير أن تزيد في عددها، ويمكن كتابة كلمات ذات حروف كثيرة من غير فصل هذه الحروف بحروف علة كما في اللغات الأخرى، والتي لا يمكن فيها لفظ الكلمة إلا إن كان الحرف متبوع بحرف من حروف الحركة، ولو أخذنا مثلا للتوضيح كلمة: (مُسْتَنْبَت) والتي تلفظ من غير مشقة رغم أنها من ستة حروف ليس بينها حرف علة واحد، فلو لفظناها بحروف اللغة الإنجليزية (mostanbat) فإننا نحتاج للزيادة على الحروف الستة الأصلية ثلاثة حروف علة.
هذه الحركات لا تقتصر دلالاتها على النفع اللغوي، بل تأتي في سياق منطقي مع الحياة، فتفسر سماتها، وتتوافق مع معطياتها الواقعية، وكل حركة تعطي المعنى المراد بلا لبس ولا غموض.
فالضمة شكلا جاءت من الواو لفظا، لكن الرفع معنى يأتي من السمو والعلو مقاما وتأثيرا.
فالرفع سمة الفاعل لأنه هو المؤثر صاحب الفعل والإرادة، فحق له أن يكون مرفوع القامة، وهو منطق الحضارة الإنسانية أيضاً.
والمبتدأ يجب أن يكون معرّفا لا نكرة وبادئا في الإخبار متبوعا لا تابعاً، والخبر الذي يترافق معه دوما لا يغادره ولا ينفصل عنه، لأنه حكم، والحكم لا يكون على نكرة، بل يحكم على ماهو معرف، وهذا هو منطق العدل، لذلك استوجب رفع المبتدأ والخبر، لأن كليهما في موقع المبادرة.
والفعل المضارع هو فعل قائم وأداء حاضر مستمر، لم ينتهي فعله بعد، فهو حركة مؤثرة في غيره، فاعلة في إحداث التغيير، فجاء مرفوعا في الأصل، إلا ان تسبقة أداة نصب أو جزم فتشكمه، فعندها لا يحق له أن يبقى مرفوعا.
أما النصب فجاء بالفتح، وهي مَدّةٌ قصيرة، لذلك جاءت على شكل ألف صغيرة مائلة الى شكل أقرب الى الإستواء، لذلك فالنصب ميلٌ الى الإستواء أي استقبال الفعل وتقبل نتيجته، وهذه سمة المفعول به الراضخ لما يحل به.
أما الجر فعلامته الكسرة، أي الإنكسار والخضوع، فمهما كان الإسم عظيما، إن جَرّهُ حرفُ جرٍّ كسرَ عَظَمته، وإن أُضيف الى نكرةٍ زادَهُ ذلك انكساراً وذلةً، لذلك جاءت الكسرة تحت الكلمة دلالة على التبعية وتعبيراً عن الدونية.
ويبقى السكون وعلامته دائرة مغلقة صغيرة تمثل فما مطبقا، دلالة الصمت وغياب التأثير، فشتّان بين رفع الفعل المضارع: (يقولُ) وبين (لم يقلْ) فجزمه أفقده حرف الحركة (و) فجعله ساكنا بعد أن كان يضج بالفعل والتأثير.