بهذه الكلمات.. عزيز الشافعي ينعي الشاعر والأمير بدر بن عبد المحسن
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
نعى الفنان عزيز الشافعي الشاعر والأمير بدر بن عبد المحسن، وذلك من خلال حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك".
ونشر عزيز صورة له، وعلق عليها قائلًا:" إنا لله وإنا اليه راجعون الشاعر القدير والأمير بدر بن عبد المحسن في ذمة الله، ندعو له بالرحمه والمغفرة.. وندعو لأهله ومحبيه بالصبر والسلوان".
وفي سياق آخر، حل الملحن والشاعر عزيز الشافعي، مؤخرًا ضيفًا في برنامج أجمد 7 الساعة 7 مع الإعلامية جيهان عبد الله، وكشف خلاله عن كواليس تتر مسلسل جودر من بطولة الفنان ياسر جلال، والذي عرض ضمن دراما رمضان الماضي، وقال: "تلقيت اتصالًا من الفنان ياسر جلال يطلب منه جملة تكون سهلة الحفظ للمشاهدين مع موسيقى من أجل تتر مسلسل جودر".
وأضاف:" كان يتبقى على شهر رمضان أسبوعًا فقط، وبالفعل عملت على الموسيقى بالعود وأرسلتها، وكان الأمر بمثابة تحد بالنسبة لي لأنني لأول مرة أقدم تتر موسيقى فقط واستغرق الأمر مني ساعتين فقط".
عزيز الشافعي: "من الممكن أن أغني لكن لن أتحول للغناء بشكل كامل "
وتابع:" الاتجاه للغناء كان بهدف موقف يريد أن أعبر عنه أو إحساس يريد إيصاله، ومنذ البداية مشروعي الأساسي هو التلحين، لكن الغناء يأتي في أوقات معينة، من الممكن أن أغني لكن لن أتحول للغناء بشكل كامل".
وأشار:" قلت منذ 2011 إنني لو اتجهت إلى الغناء سأكون متأخرًا في طابور المطربين، لكن في طابور الملحنين أستطيع أن أكون رقم 1، لكن صعب أكون أحسن مطرب".
وواصل:" عمرو دياب عندما يغني أغنية يقدمها بإحساس غريب، وأغنية يوم تلات عندما قدمها قال البعض أنها موجهة لفنانة لكنها لا علاقة لها بأي فنانة".
أغنية أنت ما بتغبش هي من أعز الأغاني على قلبي
واستكمل:" أغنية “أنت ما بتغبش”هي من توزيع أحمد إبراهيم، وهي من أعز الأغاني على قلبي، لأنها تمثل مشروعي الغنائي المستمر منذ 20 سنة، فالهضبة كلمني وكان فرحان وقالي أنا مستمتع وأنا بسجل الأغنية”.
وأكد:" أول تعاون بيني وبين الهضبة عمرو دياب كان في عام 2019، الا أن حجم التعاون بينهما وصل إلى أكثر من 25 عملا فنيًا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بدر بن عبد المحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن عزیز الشافعی
إقرأ أيضاً:
نخب هابيل أم نهب هدوء الريح
ما الذي كان يفعله الشاعر الأردني ماهر القيسي (مواليد مأدبا عام ١٩٨٧) بين عامي 2012 و2021؟ بالتأكيد كان يكتب الشعر دون نشر، وبالتأكيد أيضًا كان "يطير" ليس بالمعنى المجازي بل بالحقيقي، فهو طيار مدني في الخطوط الجوية الملكية الأردنية.
لماذا يسكت الشعراء عن النشر؟ تلك مسألة جديرة بالنقاش، ولكن مهلاً، هل هذا موضوع منفصل أم مدخل مفيد لمناقشة شعر الشاعر وحياته؟ حين ننتهي من قراءة "نخب هابيل" - الكتاب الذي أمامنا الآن - نعرف فورًا أن هذه السنوات الطويلة من الصمت كانت كافية تمامًا لأن يتدرب الشاعر على كتابة فاتنة قادمة، يجمع فيها كل هذا الجمال، وكل هذا العمق، وكل هذه المعرفة.
هكذا، يمكننا قراءة هذا الصمت كتدريبات ذكية على الكتابة الجميلة القادمة، وهو واحد من استراتيجيات قراءة الكتب ومدخل لفهمها والاستمتاع بها وتحليل صورها وربطها بالماضي الشعري للشاعر. لم أقرأ ديوان "كاهن الطين" - ديوان ماهر الأول - لكن يمكنني تخيله، وتكهن عباراته وصوره ولغته، مثل دواويننا الأولى جميعًا، لا بد أنه مليء بالفوضى وعدم الترابط والاندفاعية واللغة الدرامية والصور الجامحة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من البدايات.
لكنه مليء أيضًا بالوعود والبروق التي تسبق الانفجار الشعري القادم المتماسك، وهذا ما وجدته عندما قرأت بعمق ديوان ماهر القيسي الأخير "نخب هابيل" - الصادر عن مؤسسة "ناشرون موزعون" في عمان عام 2021، بحجم متوسط (150 صفحة) وغلاف من تصميم بسام حمدان. هذا الديوان، للأسف، لم يُوزّع جيدًا، ولم يكن العالم - ولا الأردن - مهيّئين لتتبع الدواوين الشعرية في ظل كارثة اسمها كورونا، وهكذا ظلم هذا الديوان الجميل.
النصوص الشعرية في هذا الكتاب متدفقة ومتنوعة، بعناوين لذيذة وطريفة مثل: "ما قاله النهر"، "بكاء سري"، "جنازة ومشيع واحد"، "عتمة القصائد"، "عابث سبيل"، "إحداثيات خرائط الوادي"، و"هشاشة"، وغيرها من العناوين الجميلة التي تحفزك على فتح الصفحات، مدفوعًا بفخامة وغموض هذه العناوين.
منذ أولى صفحات الكتاب تواجهنا عبارة لافتة، مفجّرة، ساخنة، وعميقة جدًا: "مرةً حين قرر الرحيل نظرنا إلى البيوت وبكينا. مرةً حين قررنا المكوث نظرنا إلى البيوت وبكينا." هل يمكن أن أدخل هذا الكتاب من هذا المدخل الساحق؟ نعم، بالتأكيد! فالتنوع في القصائد والموضوعات المختلفة لا يحجب عنا خيطًا واضحًا يجمعها جميعًا: خيط الحنين المحروق والملل من كل شيء. من أين يأتي سحر هذا الكتاب؟ هل من رومانسيته الخادعة، حيث يوهمنا الشاعر بوجود حب وحنين وانتظار وامرأة فاخرة... ثم يكسر ذلك فجأة بسخرية طريفة أو عبارة فظة، فيذهب الشعور الأول، لكننا ننتقل معه إلى جمال آخر في مساحة أخرى.
كأن ماهر يقول لنا: "ماذا سأقول لكم عن مشهد امرأة تنتظر؟ عن حب رجل خارق يتعذب؟ لقد قيل كل ذلك... فسامحوا واقعيتي!" لكنها ليست واقعية طبيعية، والمسامحة التي يطلبها ليست مسامحة عادية، فهو لم يُخطئ، بل خيّب ظن القارئ الذي اعتاد لغةً محددة وصورًا ثابتة. هنا، يكسر ماهر اللغة التي بدأ بها ويغرقنا في صور فكاهية تحطم جدية الشعر الجامدة. من أين يأتي سحر هذا الكتاب أيضًا؟ من ذلك التفلسف الخفيف والأسئلة الكونية المخففة النبرة في القصائد. في أكثر من نص، يأخذنا ماهر القيسي إلى داخلنا - إلى مفارقاتنا، ضعفنا، سطحيتنا، أمراضنا - دون أن يمنح أي جواب، فهو نفسه لا يملك الجواب. أليس هذا هو الشعر؟ نعم، الشعر: السؤال... لا الجواب.
أن تتمنى لو يتفق مرة موعد طائرته مع موعد طائرتك. و يقودك إلى حيث تسافر, يا لها من فكرة شعرية! أن يقودك في الجو طيار شاعر، كلما شعرتُ بمطب هوائي أقول: ها هو صديقي الطيار يخترق ضباب صورة ؛, يتحرك جناح الطائرة بفعل ريح فأقول ها هو يهز مجازا مستعصيا، ترتفع الطائرة فجأة فأقول ها هو يحاول في قصيدته لمس المطلق.
تحية الى صديقي الشاعر الاردني في الملكية الأردنية ابن ريف مأدبا الطيار ماهر القيسي. وهو يطير الآن بركاب آخرين محظوظين الى حيث يسافرون.