مسقط-أثير

نشرت مجلة (OJIMF) ورقة بحثية للباحث العماني فهد بن خلفان اليحيائي عن نتائج الدراسة التي أجراها لقياس العزلة الوظيفية وتأثيرها على إنجاز الأعمال بإتقان: المسببات والحلول.


وجاء الغرض الرئيسي من الدراسة لمعرفة مسببات العزلة الوظيفية وتأثيرها على إنجاز الأعمال بإتقان لدى موظفي مجتمع الدراسة “مجلس الدولة والشورى”، وفي الوقت ذاته يسعى الباحث من دراسته إلى معرفة مدى درجة العزلة الوظيفية التي تعاني منها عينة الدراسة ومستوى التأثير على إنجاز الأعمال بإتقان.

وتعدّ الورقة جزءًا من رسالة الدكتوراة بعنوان “أثر الاغتراب الوظيفي على كفاءة الأداء المؤسسي من منظور الإدارة الإسلامية: دراسة تحليلية على موظفي مجلس الدولة والشورى.

وخلصت النتائج إلى وجود مستوى منخفض للشعور بانعدام القوة كعنصر من عناصر العزلة الوظيفية، ومستويات متوسطة لكل من الشعور بالعزلة الوظيفية وغربة الذات وأيضًا الثقة بالنفس وإنجاز الأعمال بإتقان والتواصل الاجتماعي الفعال.

وأشارت النتائج إلى أن مسببات العزلة الوظيفية في مجتمع الدراسة حسب ما وضحته إجابات المستجيبين في “مجلسي الدولة والشورى” يتمحور حول عدد من القضايا يأتي في مقدمتها أنماط القيادة المتبع حيث تعمل بعض الإدارات على تجاهل الموظف سواء في عدم مشاركته في صنع القرار المتعلق بالقضايا التي تهمه أم غياب الاعتماد على بطاقات الوصف الوظيفي التي تساعد في وضع المعايير الواضحة والمحددة لكل مسار وظيفي، وأيضا في أسلوب التعامل الذي يتمثل بنوع من التعالي والفوقية ودرجة عالية من الرسمية، مما ينعكس ذلك في إيجاد نوع من أنواع الصرعات بين الموظف والمسؤول وبالتالي يضعف معه التواصل الاجتماعي الفعال، بالإضافة إلى تدني مستوى كفاءة الموظف في إنجاز الأعمال المكلف بها، مما ينعكس على معدلات الإنتاج وترتفع معها معدلات الغياب وعدم الالتزام بساعات العمل.

وأوصى الباحث في ورقته بضرورة الاهتمام بوضع معايير واضحة ومحددة لبطاقات الوصف الوظيفي لكل مسار وإطلاع الموظف به، والاهتمام بالتعامل العادل بين جميع الموظفين حتى يشعر الوظف بالإنصاف في بيئة العمل مما يسهم في التقليل من الشعور بالعزلة الوظيفية، وأخيرًا الاهتمام بأدوات تقييم الأداء المؤسسي والاستعانة بالنماذج الدولية على سبيل المثال ” نموذج المقارنة المرجعية لقياس إنجاز الأعمال بإتقان.

وتمهّد الدراسة تمهد الطريق للبحث المستقبلي في القضايا الأخرى المتعلقة بتنمية وتطوير الموارد البشرية وتحسين مستويات الأداء والإنتاجية، وليس فقط في مجلسي الدولة والشورى وإنما في مؤسسات أخرى في سلطنة عمان، ويمكن أيضًا في دول مجلس التعاون الخليجي.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: على إنجاز الأعمال الدولة والشورى

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة يحذر من شبكات التواصل وتأثيرها على الوعي

عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، حلقةً جديدةً من ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: «شبكات التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية»، وذلك في إطار اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل ثلاثاء برحاب الجامع الأزهر، بحضور كل من؛   أ. د. رضا أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، وأ.د صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين، وأدار الحوار الإعلامي محمد مصطفى يحيى.


في بداية الملتقى أكّد الدكتور رضا عبد الواجد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، على الأهمية القصوى لتوخي الحذر من الآثار السلبية المتزايدة لشبكات التواصل الاجتماعي على نسيج مجتمعاتنا،  لأن هذه السلبيات تزداد فتكًا وتأثيرًا كلما استسلم الفرد لساعات طويلة أمام هذه المنصات دون وعي  أو تفكير ، محذرًا من أن هذا الاستهلاك السلبي قد يؤدي إلى تشكيل وعي زائف وتبني أفكار هدامة، ولتحصين الذات والمجتمع من براثن هذه السلبيات، شدد  على ضرورة تبني مجموعة من الضوابط الواضحة والملزمة عند التعامل مع المحتوى الرقمي، سواء كان ذلك استقبالًا أو نشرًا، كما أن الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن رقم مفزع يتمثل في متوسط أربع إلى خمس ساعات يوميًا يقضيها الفرد متصفحًا هذه الشبكات، وهو ما يمثل استنزافًا حقيقيًا لجزء ثمين من عمر الإنسان وطاقاته، ويستدعي وقفة جادة لإعادة تقييم أولوياتنا وكيفية استثمار أوقاتنا بشكل أكثر إنتاجية.

أطباء جامعة الأزهر يوقعون الكشف الطبي على 2000 مواطن بالسويسملتقى الجامع الأزهر: رسولنا حث على طلب الشفاء وعدم الاستسلام للمرض‏


وفي سياق تفصيله لهذه الضوابط، أوضح عميد إعلام الأزهر أن أولى هذه المحاذير تكمن في ضرورة التحلي بالمسؤولية وتجنب الانسياق وراء نشر الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة، لأن سهولة تداول المعلومات غير الموثقة عبر هذه المنصات قد تدفع الكثيرين إلى إعادة نشرها دون أدنى تدقيق، وهو ما لا يقتصر ضرره على الأفراد فحسب، بل يمتد ليطال الأمن الفكري للمجتمع ككل، ويساهم في تزييف الحقائق وتشويه الوعي العام، أما الضابط الثاني الذي أكد عليه، فهو ضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى يتعارض مع قيمنا الدينية الراسخة وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة، وعدم  الانسياق وراء التيارات الفكرية والثقافية الغريبة التي قد تبث سمومها وتنشر الرذيلة  عبر هذه الشبكات، وتسعى إلى تفكيك منظومة القيم والأخلاق التي تحافظ على تماسك المجتمع، وحول الضابط الثالث أشار إلى ضرورة الاستخدام الرشيد للوقت، وعدم إهداره في تصفح غير هادف ومحتوى تافه لا يعود بالنفع على الفرد أو المجتمع، لأن الوقت هو أثمن ما يملكه الإنسان وأنه مسؤول عنه أمام الله، وأختتم هذه الضوابط بالتشديد على عدم الخوض في خصوصيات الآخرين وكشف سترهم عبر هذه المنصات، لتسببه في إلحاق الأذى النفسي والمعنوي بهم،  كما يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار الكراهية والبغضاء.

وفي المقابل، بين عميد إعلام الأزهر  أهمية توجيه استخدام هذه الأدوات الرقمية نحو تحقيق أقصى استفادة ممكنة فيما يعزز تقدم المجتمع، من خلال استثمار هذه المنصات في نشر القيم الإسلامية النبيلة والمبادئ الوطنية السامية التي تدعو إلى الخير والتسامح والتعاون، بالإضافة إلى الاستفادة من الإمكانات المعرفية الهائلة التي تتيحها هذه الشبكات في توسيع المدارك واكتساب العلوم والمعارف النافعة، بجانب تعزيز الاستفادة الإيجابية من شبكات التواصل الاجتماعي، مثل: نشر الوعي بالقضايا المجتمعية الهامة، وعلى الدعاة استثمار هذه الشبكات في الدعوة إلى الله ونشر الوعي والفكر الأمن الذي يحصن شبابنا من الوقوع فريسه للأفكار الهدامة.

كما أشار فضيلة الدكتور صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين، إلى التداعيات السلبية المتزايدة الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد لشبكات التواصل الاجتماعي، والتي أدت إلى ظهور  العديد من المساوئ، نتيجة غياب  الوعي في تعامل الأشخاص  مع هذه المنصات،  ونتج عن هذا الانغماس المفرط في شبكات التواصل الاجتماعي حدوث  خلل جوهري في الأسرة، وضعف الروابط الأسرية،  ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تسببت أيضا في إحداث أضرار نفسية واجتماعية عميقة، كنتيجة للإدمان في استخدامها بشكل غير واع،  وتشمل هذه الأضرار الشعور بالعزلة، وتفاقم مشاعر القلق والاكتئاب، وانتشار المقارنات الاجتماعية السلبية التي تؤدي إلى تدني احترام الذات.


وعقد الدكتور  صالح عبد الوهاب مقارنة بين واقع شبابنا المعاصر ، الذين يقضون أوقاتًا طويلة  أمام شبكات التواصل الاجتماعي،  دون تحقيق أي فائدة تذكر أو إضافة حقيقية إلى رصيدهم المعرفي أو الشخصي، وبين قامة شامخة، ألا وهو الإمام شرف الدين النووي رحمه الله، الذي كان يستثمر كل لحظة في طلب العلم ونشره، حتى أنه كان يُملي في كل يوم وليلة ما يعادل دفترين كاملين مما جادت به قريحته  وحصيلته العلمية، كما تذكر لنا الأخبار أيضا أن الإمام ابن جرير الطبري ظل يكتب كل يوم أربعين ورقة طوال أربعين عاما من عمره، مؤكدا أن هذه المقارنة لا تهدف إلى جلد الذات بقدر ما هي دعوة صادقة إلى استلهام عظمة الماضي واستثمار طاقات شبابنا فيما يعود عليهم وعلى أمتهم بالنفع والارتقاء.


وفي سياق نصائحه للشباب، استلهم وكيل كلية العلوم الإسلامية من معين العلامة ابن الجوزي لأبنه: "يا بني، إن الأيام تبسط ساعات، وإن الساعات تبسط أنفاسًا، وفي كل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم ولا ينفعك الندم"، وهي دعوة إلى الوعي بقيمة الوقت والحياة، وإلى السعي الدؤوب لملء خزائن أنفاسهم بما يرتقي بهم وبمجتمعاتهم، فالشباب هم وقود المستقبل، وإدراكهم لهذه الحقائق هو الخطوة الأولى نحو بناء غد مشرق.

وأوضح وكيل كلية العلوم الإسلامية أن المبادئ السامية والضوابط الأخلاقية التي أرساها شرعنا الحنيف في تعاملاتنا مع الآخرين، والمستمدة من نصوص قرآنية كريمة كقوله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وقوله عز وجل: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، ليست مجرد توجيهات عابرة، بل هي أسس راسخة يتعين علينا الالتزام بها بدقة وأمانة خلال تواصلاتنا وتفاعلاتنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي،  على أن تحقيق المناعة والتحصين من الآثار السلبية  لشبكات التواصل الاجتماعي يبدأ بالاستشعار الدائم لمراقبة الله عز وجل لنا في كل ما نفعل، سواء في عالمنا الواقعي أو في الفضاء الرقمي، وعلى كل منا أن  يدرك تمام الإدراك أن كل كلمة يكتبها، وكل صورة ينشرها، وكل تفاعل يقوم به على هذه الشبكات، سيكون شاهدًا له أو عليه يوم القيامة.

طباعة شارك ملتقى الجامع الأزهر الاستهلاك السلبي شبكات التواصل

مقالات مشابهة

  • 90 بالمائة نسبة إنجاز الأعمال الإنشائية بمستشفى محوت
  • ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة يحذر من شبكات التواصل وتأثيرها على الوعي
  • الدولة والشورى يتوافقان على مواد تنظيم الاتصالات و حقوق ذوي الإعاقة
  • قمة بغداد: العراق.. من العزلة إلى الريادة
  • حاسوب عملاق يكشف الموعد الدقيق لنهاية العالم التي حذر منها ماسك
  • أبرز أعطال شمعات الإشعال «البواجي» وتأثيرها على أداء السيارة
  • مشاركة 15 مؤسسة عمانية في "معرض سعودي فود شو" بالرياض
  • الدولة والشورى يتوافقان في 3 مشروعات قوانين
  • أصوات من غزة.. تفاقم أزمة بنوك الدم وتأثيرها على حياة المرضى
  • غرفة المدينة المنورة تبحث تحديات قطاع الضيافة في ورشة عمل متخصصة