جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-26@02:53:20 GMT

قبل تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

قبل تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد

 

 

خلفان الطوقي

تُشِيرُ المُؤشِّرات إلى أنَّ مبادرة تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد سوف يتمُّ تطبيقها في المستقبل القريب، خاصة وأنَّها -كما يُتداول- وَصَلت إلى الدورة التشريعية في مجلسيْ الشورى والدولة. وعليه، فمن المتوقع تطبيق القرار في بداية العام 2025.

وقد تطرقتُ في مقالات ومُداخلات عديدة إلى الآثار السلبية، والتوقيت غير المناسب، والمعطيات الخاصة في عُمان التي تُضَاعِف من هذه الآثار، لكن يبدو أنَّ للحكومة رأيًا آخر، وربما تنظُر للموضوع من مناظير أخرى، وضرورة التعاطي الإيجابي وتبادل الآراء والأفكار مع هذا الموضوع من الجميع -حكومة وأفرادًا- هو لأجل مصلحة عُمان وأهلها والمقيمين فيها لا أكثر ولا أقل.

وعليه، ومن هذا المنطلق، نكتب لإيصال وجهات نظرنا للحكومة، فقبل تطبيق هذه الضريبة التي تُعتبر الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن القلة القليلة بين دول الوطن العربي، نتمنَّى مراعاة ما يلي:

- ردة الفعل: فإذا كان القرار الحكومي ناتجا عن ردة فعل نتيجة مطالبات بعض المغرِّدين ونشطاء ساحات التواصل؛ فمن الأفضل تأجيل تطبيقها أو إلغاؤها تماما.

- الثقة الكاملة: بمعنى إنْ كان الاستشاري الدولي يُوْصِي بتطبيق هذه الضريبة؛ فذلك لا يعنى تطبيق ما يقول، بل من الأفضل -ولا مانع من- دراسة مُتعمِّقة بما ينقض استشارتهم من الخبراء المحليين الذين تهمُّهم مصلحة عُمان اليوم وغدًا، فمعلوم أن الاستشاري الدولي مُوجَّه ومُنحَاز في أحيان كثيرة، مع كامل احترامي وتقديري للجهات المستقلة.

- الخصوصية العُمانية: فعُمان حالها حال أي دولة، لديها مُعطيات معينة؛ فهل تمَّ دراسة هذه المعطيات بشكل دقيق؟ على سبيل المثال من حيث: مَنْ المستهدفون؟ وكيفية الوصول إليهم؟ وكيف ستكون ردَّات فعلهم؟ وهل أعدادهم مُجدية؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة الموضوعية.

- الاستهداف: إذا كان الهدف هو استهداف أصحاب الدخول العالية؛ فلابد من توقُّع أن من يتم استهدفه لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سوف يجدوا طرقًا كثيرة للتهرُّب والاختفاء، ولنا فيمن طبَّق هذه الضريبة دروس وعبر.

- العائد والأثر: على الحكومة وباقي المُشرِّعين طرح سؤال جوهري؛ وهو: هل العائد والأثر من تطبيق الضريبة مُجدٍ وإيجابي؟ أو أنَّ الآثار السلبية هي أكثر بكثير؟ وهل تطبيق هذه الضريبة سوف يجعلنا في وضع تنافسي، أو أنه سوف يهرِّب المستثمر المحلي والأجنبي؟ لذلك من المهم الإجابة عن هذه الأسئلة بحياد وواقعية، والنظر إلى مصلحة عُمان العليا أولا وأخيرا دون تحيُّز.

- المنافع: المستهدفون من ضريبة الدخل على الأفراد سوف يتساءلون عن فوائد دفعهم لهذه الضريبة؟ وهل هناك منافع سوف يجنونها مقابل ما يدفعونه؟ فهل الحكومة لديها ما تجيب به؟

- المُطالبات: سقف مطالبات المستهدفين سياسيًّا واقتصاديًّا سوف يرتفع؛ فعُمان ودول الخليج لا تزال دولًا ريعية، أما الدول الأخرى التي تُطبِّق ضريبة الدخل على الأفراد فتطبِّق مبدأ "الضرائب مقابل التمثيل السياسي والمساءلة"، فهل نحن مستعدون لذلك؟

- الشفافية والعدالة: هل التطبيق سوف يكون على الجميع وبشفافية مطلقة وعدالة كاملة، أو أن هناك استثناءات للبعض. وعليه، فلابد للحكومة أن تُقنع المستهدفون بذلك أولًا.

- التوقيت: هل توقيت تطبيق الضريبة الآن مناسب؟ وهل الحكومة -لهذه الدرجة- في عجلة من أمرها؟ خاصة وأنَّ كثيرًا من شركات القطاع الخاص -بأحجامها وقطاعاتها كافة- لم تخرج بعد من آثار تذبذب أسعار النفط منذ العام 2015، ومن جائحة "كوفيد 19"، ويمكن التأكد من ذلك بالحقائق والأرقام من الجهات المختصة كالبنك المركزي العُماني ومركز الإحصاء والمعلومات والمجلس الأعلى للقضاء...وغيرها من الجهات الحكومية المعنية!!

وأخيرًا.. وفي كل الاحوال، طُبِّقت الضريبة أو لم تُطبَّق، أو عند تطبيق أي قرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو أمني في المستقبل، نتمنَّى مُراعاة مصلحة عُمان وأهلها والمقيمين على أرضها، واقتصادها، وأن تكون المصلحة العُليا هي الفيصل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المشاط: الابتكار وريادة الأعمال ركيزتان أساسيتان لتجاوز فخ الدخل المتوسط

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، في جلسة نقاشية بعنوان «تجنب فخ الدخل المتوسط: تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة في دول البنك الإسلامي للتنمية ذات الدخل المتوسط»، وذلك ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك لعام 2025، والتي تعقد خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو 2025، بالعاصمة الجزائرية تحت شعار «تنويع الاقتصاد، إثراء للحياة»، بمشاركة واسعة من وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط والتنمية الدولية للدول الأعضاء الـ57، إلى جانب قادة مؤسسات مالية عالمية وشركاء التنمية وصناع القرار، وممثلي القطاع الخاص.

المشاط: نسعى إلى تحقيق تغير نوعي في نموذج النمو الاقتصاديالمشاط تلتقي المفوض الأوروبي للشراكات الدولية لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصاديةالمشاط ووزير الاقتصاد والتجارة اللبناني يبحثان ترتيبات الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنانالمشاط: 14.5 مليار دولار تمويلات تنموية ميسرة للقطاع الخاص في 5 سنوات

وشارك في الجلسة أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور محمد الجاسر، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، والدكتور ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، وإسماعيل نابي، وزير التخطيط والتعاون الدولي بدولة غينيا، وزينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، الأردن، والسيد شيخ عمر سيلا، المدير الإقليمي لشمال إفريقيا، مؤسسة التمويل الدولية. (IFC).

الابتكار وريادة الأعمال

وخلال كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الابتكار وريادة الأعمال يمثلان عاملين أساسيين لتخطي فخ الدخل المتوسط، مشيرة إلى ضرورة امتلاك الدول لرؤية وطنية واضحة وأولويات تنموية محددة لجذب الاستثمارات الخاصة وتعزيز الشراكات.

وذكرت الدكتورة رانيا المشاط، أن الحكومة أنشأت المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، بهدف تعزيز قدرة الشركات الناشئة وبيئة ريادة الأعمال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة ويسهم في خلق فرص عمل لائقة، وهو ما يعكس تركيز مصر الأوسع على الابتكار ونمو القطاع الخاص.

مواجهة التحديات المناخية

وأشارت إلى أن مواجهة التحديات المناخية يمكن أن تكون في ذات الوقت فرصة لتحقيق التنمية، موضحة أن مصر اعتمدت على ذلك النهج في تطوير منصتها الوطنية لبرنامج "نُوَفِّي" لربط التمويل المناخي بمشروعات التنمية ذات الأولوية في قطاعات الطاقة والغذاء والمياه، وهو ما ساهم في جذب استثمارات دولية للقطاع الخاص بنحو 4 مليارات دولار خلال عامين، لتوليد 4 جيجاوات من الطاقة المتجددة.

وأكدت "المشاط"، أن نجاح الدول في تحفيز مشاركة القطاع الخاص يتطلب عدة عوامل، من بينها امتلاك الرؤية الوطنية الواضحة، وتنسيق السياسات بين الجهات الحكومية، وتحديد المشروعات ذات الأولوية القادرة على جذب المستثمرين، والاستفادة من العلاقات الدولية في تعبئة الموارد المالية الميسرة.

وشددت "المشاط"، على أهمية المصداقية في تنفيذ السياسات لضمان استمرارية الدعم من مؤسسات التمويل الدولية. كما لفتت إلى أن مؤسسات التمويل متعدّدة الأطراف، ومنها البنك الإسلامي للتنمية، أبدت استعدادًا متزايدًا لدعم الشراكات التنموية، ولكن يبقى دور الدول أساسيًا في تحديد المشروعات وتوفير بيئة جاذبة للمستثمرين.

تحفيز الاستثمار والابتكار لمواجهة التحديات المناخية

كما تناولت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، التحديات المرتبطة بندرة المياه، مؤكدة أن مصر تعمل منذ أكثر من عقد على تنفيذ استثمارات كبرى لتعظيم كفاءة استخدام الموارد المائية، وتوسيع نطاق مشاريع معالجة المياه وتحليتها.

وأشارت إلى أن الجهود الوطنية لمواجهة تغير المناخ تخدم أهدافًا عالمية، وبالتالي فإن دعم تلك الجهود من خلال التمويل الميسر والابتكار التكنولوجي أمر ضروري، ليس فقط لأجل الدول النامية، بل من أجل الصالح العالمي المشترك.

واستعرضت "المشاط" جهود الدولة في تحويل التحديات المناخية إلى فرص تنموية، مشيرة إلى أن مشروعات تحلية المياه تُعدّ من أهم المجالات الجاذبة للشراكة مع القطاع الخاص، لكنها تتطلب مقاربة اقتصادية مستدامة توازن بين تكلفة الإنتاج وتسعير الخدمة.

وأكدت أهمية نقل وتوطين التكنولوجيا في مجال تحلية المياه، لاسيما أن أغلب الدول التي تواجه ندرة المياه لا تمتلك التقنيات المتطورة المستخدمة في هذه الصناعة، مشددةً على أهمية الشراكات مع مؤسسات مثل IFC وEBRD وEIB في تمويل تلك المشروعات من خلال نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP).

طباعة شارك البنك الإسلامي للتنمية التنمية المستدامة الابتكار وريادة الأعمال مواجهة التحديات المناخية

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يصدر قراراً بإلغاء ضريبة البيوع العقارية في حال العدول عن البيع وعدم إتمامه
  • متحدث «الضريبة والجمارك»: نعمل لحماية مجتمعنا من خلال تضافر الجهود مع الجهات ذات العلاقة
  • وزير المالية: تسهيلات في الضريبة العقارية والجمارك لتعزيز بيئة الأعمال
  • تفاصيل حجز شقق «سكن لكل المصريين 7».. سعر المتر وأماكن طرح الوحدات
  • «ضريبة الغياب»
  • الأمن والسلامة.. خدمات متنوعة لحماية الممتلكات الأفراد
  • 15 ألف وحدة لمتوسطي الدخل.. رابط التقديم في شقق «سكن لكل المصريين 7» وأماكن الطرح
  • خطة إسبانية لفرض ضريبة 100% على شراء الأجانب للعقارات
  • رسميًا .. رابط تحميل كراسة شروط سكن لكل المصريين 7 pdf متوسطي الدخل
  • المشاط: الابتكار وريادة الأعمال ركيزتان أساسيتان لتجاوز فخ الدخل المتوسط