جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-30@20:18:34 GMT

ما بين السلام والحرب

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ما بين السلام والحرب

 

 

 

د. جمالات عبدالرحيم **

 

يجب أن يفهم العالم كله أنَّ "السلام" اسم من أسماء الله الحسنى، وقد أوصى الله الأنبياء بالسلام؛ فكيف لا يعترفون برسالات الأنبياء جميعاً؟ كيف يُعلنون أمام العالم أنهم دعاة سلام مثل أمريكا وإسرائيل؟

إنَّ الواقع الأليم أنَّ أمريكا تدعم الاحتلال الصهيوني، وتشجع على إعلان الحروب على المنطقة العربية، فكيف في نفس الوقت تدَّعي السلام مع الدول العربية ومن ناحية أخرى تجمع حلفاءها لمحاربة الشعب الفلسطيني، فتنشر الإرهاب في المنطقة العربية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها؟!!!

فعن أيِّ سلام تتحدث أمريكا التي تحاصر المنطقة العربية عن طريق الترسانة النووية، وتحالفها الدفاعي مع تركيا لحصار المنطقة، ودفاعها نحو مزيدٍ من التهديد ووضع الاستعداد الذي تتَّخذه طوال الوقت لتُثير المواطنين في مصر حينما تقتل أهالي غزة، فأصبح المواطن المصري كذلك في حالة توتُّر مستمر ورفض لأي عنف تفعله أمريكا وإسرائيل والعصابه الدولية مع أهالينا في غزة؛ حيث أصبح الوضع حرجًا جدًّا نظراً لعدم وضوح الرؤية في هذه المرحلة التاريخية الصعبة.

لقد أصبح الفعل السياسي يأتي ليُناسب الواقع، فلا تطمينَ أو تهدءة بينما البركان  يغلي من تحتنا جميعا.

كما أنَّ الإعلام السليم المثمر هو الإعلام الذي يتحدَّث عن الواقع ولا يغرق في الأحلام ولا يغني مع الأماني والشعارات، ولا يرقص في محافل الطلاب والزُّمَر ومن تحته براميل من البارود.. بعيدًا عن الهوس بما يدور في خلفية المشهد التاريخي بالتفاوض الذي يتصافح فيه الأطراف ويتبادلون الابتسامات الباهتة بينما الدماء تغطي وجوهَ الأبرياء على أرض الواقع في غزة التي هي جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين العربية.

وبدون أدنى مجاملة، يجب أن يصل إلى الناس حقيقة ما تفعله أمريكا وإسرائيل في ضحايا الحروب؛ حيث أن العرب يواجهون روحا عدوانية وراءها الجبروت الأمريكي بتأييد أوروبي وعالم يتفرج في سلبية عجيبة.

وكيف للغرب أن يدَّعي الصداقة مع الأنظمة العربية، ومن ناحية أخرى يتعاون مع الاحتلال الصهيوني بمساندة أمريكا؟ لماذا يتسلَّح الغرب بالترسانة النووية والميكروبية والكيماوية؟ هل لحفظ السلام في المنطقة العربية، أم لمآرب أخرى؟ ولماذا لم يسمحوا لأي دولة عربية أن تتسلَّح بنفس الأسلحة التي معهم؟ ببساطة لأنهم مع الجبروت الأمريكي الصهيوني. وأصبح العرب تحت سيادة هذه الدول التي تدعم الإرهاب الصهيوني منذ بداية الاحتلال لأرض فلسطين، ونسي هؤلاء أو تناسوا دروس التاريخ وعبره، وأن التاريخ لمن يقرأه ويقر بآيات الله في الأقوام الغابرة: "قُل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم"، فهل يَعْتَبِر ظالمو اليوم بما حدث لأشياعهم بالأمس؟

ويبقى السؤال في الأخير: كيف دقَّتْ أمريكا وإسرائيل طبولَ الحروب من جديد على إرهاب أهالي فلسطين وقتل أهالي غزة؟ ولأجل ماذا؟ من أجل إرهاب المنطقة العربية بالكامل، في وقت منعوا فيه القوات الحربية العربية من الانضمام للمقاومة الفلسطينية؟ أسئلة كثيرة ومتشابكة ثم يأتون بعدها ليتحدثوا عن السلام.. عن أي سلام يتحدثون؟!

** خبيرة العلاقات السياسية والدبلوماسية وحقوق الإنسان

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة اللبناني: المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول لم تنته بعد

دبي: «الخليج»
عُقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي جلسة حوارية بعنوان: «الثقافة من أجل السلام والازدهار»، تحدث فيها الدكتور غسان سلامة، وزير الثقافة في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وحاورته الإعلامية زينة يازجي بقناة الشرق، وتطرقت الجلسة إلى العديد من الموضوعات الثقافية والسياسية على الساحة العربية.
واستهلت يازجي الحوار بقولها: إن الثقافة ليست ترفاً، بل وسيلة لمعرفة الذات ومفتاح للأزمات، مشيدةً بجهود الدكتور غسان سلامة لإعادة الاعتبار للثقافة اللبنانية منذ أن تولى وزارتها للمرة الأولى في 2003، وتوليه نفس الحقيبة الوزارية في الحكومة الحالية.
وفي تعريفه لمفهوم الهوية، قال الدكتور غسان سلامة إنها«مادة لزجة» وليست «مادة صلبة»، بمعنى أن لها أكثر من مكون، ويمكن إعادة ترتيب كل منها، حتى تلك المكونات المتداخلة سواء للهوية أو الوطنية أو المهنية، مؤكداً أن التعريف الأفضل للحرية هو قدرة الفرد على إعادة صناعة هذه المادة، بحيث لا يفرض مكوناً على الآخر ويتمسك بالتنوع، مشيراً إلى أن الثقافة العربية عاشت عصرها الذهبي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث كان للفرد حرية إعادة تعريف هويته، لكن في القرن العشرين بدأ نوع من سيطرة السياسة على الثقافة، ثم سيطرة الأيديولوجيات الكبيرة على الفرد، وقال:«إن جيلي كان ضحية للأيدلوجيات، بينما شباب اليوم يتميزون بالواقعية في تفكيرهم وهو شيء يدعو إلى التفاؤل».
وذكر أن منطقتنا العربية تمر اليوم بمرحلة تحول لم تنته بعد، ولدينا تغير في ميزان القوى خلال السنتين الماضيتين، لكن الوعي لم يكتمل بعد.
وتابع:«على الرغم من تغير الوضع في بعض البلدان إلا أن كل تلك التغييرات لم تنجح في خلق وعي يناسب ما تحمله من تحديات، وبالتالي فإن التحول ما زال قائماً والوعي متباطئ، وباتت الأسس التقليدية للتفاهم بين أبناء المنطقة عقيمة، وأصبحت هناك فروقات كبيرة وجذرية في الرؤى».
وقال إن التغيرات ليست قاصرة على الدول العربية، بل هناك خلافات كبيرة أيضاً بين الدول الكبرى، وربما لا توجد ثقة فيما بين بعضها، وأصبح هناك «تجاذبات» للمنظمات الدولية الكبرى، مؤكداً أن هناك حالة من عدم اليقين في العلاقات الدولية، خاصة بين الدول الفاعلة.
وعن الشأن اللبناني، أكد سلامة أن لبنان يركز حالياً على 3 محاور أساسية أولها تطبيق القرار 1701، قائلاً إنها قادرة رغم التحديات، ثانياً التعافي المالي والاقتصادي بعد الانهيار الخطير في النظام المصرفي، قائلاً إننا حالياً في مرحلة إصدار التشريعات اللازمة لإعادة بناء نظام مصرفي قوي، نأمل في إقرارها من قبل البرلمان، وثالثاً إعادة الأعمار رغم كل العقبات.

مقالات مشابهة

  • «أطباء بلا حدود»: فشل خطة أمريكا وإسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة.. والمساعدات تستخدم لـ"أهداف سياسية"
  • من هدي القرآن الكريم:أمريكا وإسرائيل تخططان للاستيلاء على الحج
  • قيادى بحركة فتح : جماعة الإخوان وإسرائيل يسعون لإثارة الفتن بين الشعوب العربية
  • لا موجات حر كبرى.. هل سيكون صيف المنطقة العربية معتدلا هذا العام؟
  • أمريكا وإسرائيل على حافة صدام.. خلافات عميقة حول إيران وصفقة الأسرى
  • الخارجية الإيرانية تدين بشدة العدوان الصهيوني على اليمن
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • رحلة ترامب للمنطقة العربية.. تساؤلات حول التكلفة والعائد
  • أحمد موسى: أمريكا وإسرائيل تنفذان خطة للاستيلاء على غزة.. محامي نوال الدجوي: إذا كانت الضغوط تولد الا.نتحار فإن موكلتي بطلة ضغوط العالم | أخبار التوك شو
  • وزير الثقافة اللبناني: المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول لم تنته بعد