سلطت صحيفة "التليغراف" البريطانية الضوء على التخادم بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن الذي يشهد صراعا منذ عشر سنوات.

 

وقالت الصحيفة في تقرير لها نرجمه للعربية "الموقع بوست" إن المتمردين الحوثيين في اليمن، أصبحوا يتعاونون مع ما يعرف باسم "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وذلك من خلال منح الحوثي للأخير طائرات بدون طيار، وتبادل معتقلين بينهما.

 

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن "تعاون القاعدة مع جماعة الحوثي التي تدعمها طهران، يخاطر بخلق مخاطر جديدة"، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط بالفعل توترات متصاعدة بشأن الحرب في غزة.

 

وطبقا للصحيفة فإن أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم القاعدة، بشن هجوم هذا الأسبوع، من خلال تفجير قنبلة أسفرت عن مقتل 6 جنود موالين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول إماراتيا في جنوب اليمن، معتبرة أن هذه "علامة على نشاطهم المتزايد" في البلاد.

 

وقالت "على الرغم من أن المجموعتين الإرهابيتين تنتميان إلى فرعين مختلفين تمامًا من الإسلام - الحوثيون شيعة والقاعدة في شبه الجزيرة العربية سنية - يبدو أنهم ينسقون لاستعادة السيطرة على جنوب اليمن من المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة".

 

ومع أن الطبيعة الدقيقة للشراكة المفاجئة بين الجماعتين لا تزال غير واضحة، فإن هناك أدلة واضحة على التعاون بينهما، وذلك رغم العداوة المذهبية والاختلافات الأيديولوجية الكبيرة بين الطرفين، وفق الصحيفة البريطانية.

 

وبحسب الصحيفة فإن أهم تلك الأدلة في مايو 2023، عندما نفذ تنظيم القاعدة 7 هجمات بطائرات بدون طيار على مجموعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، جنوبي اليمن.

 

وكتب روبن داس من المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في سنغافورة: "بالنظر إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لديه قدرة فنية محدودة في تطوير طائراته بدون طيار، خاصة بعد مقتل خبراء المتفجرات مؤخراً، فإن الدعم الخارجي للحصول على هذه الأسلحة ربما كان حاسماً". في منشور لـ Lawfare في ذلك الوقت.

 

"يقال إن الطائرات بدون طيار قد حصل عليها أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من "زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الراحل خالد باطرفي الذي يحتفظ بعلاقة وثيقة مع الحوثيين". بحسب الصحيفة.

 

وتوفي باطرفي في وقت سابق من هذا العام لأسباب غير معروفة.

 

وقال متحدث باسم تحالف القوات التي تقاتل نيابة عن المجلس الانتقالي الجنوبي إن توفير الطائرات بدون طيار هو مجرد قمة جبل الجليد.

 

وقال المقدم محمد النقيب إن "الحوثيين قدموا للقاعدة الدعم اللوجستي، بما في ذلك الصواريخ الحرارية والطائرات بدون طيار ومعدات الاستطلاع".

 

وقبل بضعة أشهر فقط، تبادلت المجموعتان الأسرى، حيث أطلق الحوثيون سراح الجهاديين القعقاع البيهاني وموحد البيضاني مقابل ذلك.

 

وعلى الأرض، يقول السكان المحليون إن المجموعتين "توقفتا عن خوض مناوشات مع بعضهما البعض".

 

وفي هذا الصدد، قال مواطن يدعى محمد، رفض ذكر اسمه كاملا لأسباب أمنية: "يدير مسلحو تنظيم القاعدة نقاط تفتيش، عليها رايتهم، على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء(في جنوب شرق البلاد)".

 

وزاد: "على بعد بضعة كيلومترات على نفس الطريق، يقيم الحوثيون نقاط تفتيش ويضعون عليها راياتهم.. إنهم يعيشون في وئام ولا يتصادمون أبداً، مما يشير بوضوح إلى التعاون المتزايد بين المجموعتين".

 

وفي السياق ذاته أوضح قائد العمليات في المنطقة الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، علي البداح، أن الطرفين "باتا يقاتلان معاً أيضا"، موضحا أن "أبو قصي الصنعاني، الذي يُعتقد أنه زعيم حوثي رفيع المستوى، لقي حتفه أثناء قتاله إلى جانب مسلحي القاعدة في سبتمبر 2022".

 

وأردف: "تلقينا معلومات مسبقة من مصادرنا في بلدة مكيراس، تؤكد أن الصنعاني "كان يزود مسلحي القاعدة في مديرية مودية بالإمدادات الغذائية والأسلحة والذخائر، عندما داهمت قواتنا وادي عمران"، في إشارة إلى أحد مواقع تنظيم القاعدة في اليمن.

 

بدوره اعتبر فرناند كارفاخال، الذي عمل سابقًا في لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن، أنه"من الواضح أن هناك مصالح مشتركة بين المجموعتين وسط الحرب الأهلية التي طال أمدها، خاصة للقضاء على الطموحات الانفصالية الجنوبية".

 

وقال إن الحوثيين "من خلال ذلك التحالف، يسعون إلى السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، في حين يواصل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استهداف إنشاء ملاذ آمن في البلاد".

 

وفي سياق آخر، قال خبراء إن التعاون بين المجموعتين "يعرّض أيضًا القوى الدولية التي تعمل على حماية التجارة الدولية في البحر الأحمر، إلى مزيد من المخاطر".

 

المحلل اليمني إياد قاسم، هو الآخر أفاد أن شواطئ اليمن تمثل "فرصة ذهبية" لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

وقال إن تنظيم القاعدة "قد يبدأ بتوسيع عملياته المسلحة، والاستفادة من حاجة الحوثيين لمواجهة الضغوط الغربية تحت شعار مواجهة إسرائيل".

 

وزاد "إذا استمر الضغط على الحوثيين، فقد يلجأ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى تنفيذ عمليات في المياه الدولية، أو استخدام نفس التكتيكات التي استخدمها في هجماته السابقة عبر الحدود".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي القاعدة الأزمة اليمنية مليشيا الانتقالي الانتقالی الجنوبی بدون طیار

إقرأ أيضاً:

مقتل عدد من عناصر تنظيم ” القاعدة” بينهم قيادات بغارة أمريكية في أبين

الجديد برس| قتل قرابة 7 من عناصر تنظيم القاعدة بينهم قيادات ميدانية اليوم السبت بغارة جوية أمريكية في محافظة أبين الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإماراتية جنوبي اليمن. وأكد مصدر محلي مطلع أن غارة جوية استهدفت قيادات ميدانية لعناصر القاعدة في مديرية مودية شرق أبين، بينهم “سالم قاسم الكازمي” الذي يعرف بـ”حسان الصنعاني”، الذي كان قد نجا من محاولة اغتيال بغارة جوية الشهر الماضي في المديرية ذاتها. وأشار إلى أن القصف الجوي الأمريكي جاء عقب فشل الفصائل الإماراتية في التصدي لهجمات القاعدة بالمديرية طيلة الأشهر الماضية. وجاءت الغارة الأمريكية على مواقع التنظيم في مودية عقب استهداف شخصين ظهر أمس الجمعة بغارة جوية في منطقة الشماطيط بمديرية عين بمحافظة شبوة، وتفحم جثتيهما. وتنفذ عناصر القاعدة في مودية هجمات مباغتة ضد فصائل الانتقالي منذ إعلان الأخيرة عملية “سهام الشرق” للسيطرة على معسكرات حزب الاصلاح منتصف أغسطس 2022م، خلفت المئات من القتلى والجرحى بينهم قيادات بارزة وتدمير العشرات من الآليات العسكرية بواسطة العبوات الناسفة. وكانت قد أطلقت عناصر القاعدة على عملياتها الموجهة ضد الفصائل الإماراتية “سهام الحق” على غرار “سهام الشرق” الخاصة بفصائل الانتقالي التابعة للإمارات.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف شن ضربات في اليمن وما هي مواقع الحوثيين المستهدفة
  • روسيا تعترض 150 طائرة بدون طيار أوكرانية
  • وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار تقدم طرقا جديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة
  • مجلة أمريكية: لماذا كان ترامب على حق في إنهاء ضربات الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • الإمارات تكشف عن «سهيل» أول طائرة بدون طيار في العالم لمكافحة الحرائق
  • نور الحسن لـ الجزيرة نت: وظيفة المترجم البشري في عصر الذكاء الاصطناعي في خطر
  • مقتل عدد من عناصر تنظيم ” القاعدة” بينهم قيادات بغارة أمريكية في أبين
  • ضربات أمريكية تثخن جراح القاعدة.. مقتل قياديان و7 من عناصر التنظيم الإرهابي في أبين