تزداد حدّة الاشتباكات بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الاسرائيلية على الجبهة الجنوبية للبنان، الامر الذي بات يوحي بأن المعركة انتقلت الى مستويات خطيرة وغير مسبوقة أقلّه منذ بداية "طوفان الأقصى" قبل سبعة أشهر.
هذا الأمر يمكن ربطه بالتطورات الميدانية التي تفرض نفسها على قطاع غزّة خلال الأيام الفائتة، ووفق مصادر عسكرية مطّلعة فإنّ ما يحصل هو تصديق لمعادلة الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله التي وضعها على الطاولة بداية المعركة، إذ قال أنّ التّصعيد في غزّة سيُقابله تصعيد في لبنان، واعتبر أنّ توسيع الحرب سيكون مقابل إمّا كسر الخطوط الحمراء في قطاع غزّة أو استهداف المدنيين في لبنان.
لكنّ الأخطر من كل الذي يحصل أن الولايات المتحدة الأميركية، الداعم الأكبر والمتحكّم الأوّل بالقرارات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، باتت عاجزة بإدارتها الحالية عن السيطرة على ردود فعل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يؤكّد مراراً وتكراراً بأنّ قوّاته مستعدة لممارسة كلّ أشكال التصعيد في المرحلة المُقبلة.
وتعتبر المصادر أنّ الوضع المُحرج الذي وجد نتنياهو نفسه فيه هو الذي قد يدفع به الى قرارات متهوّرة، خصوصاً أنّ أي خيار آخر غير التصعيد لا يبدو مُتاحاً بالنسبة له، بل على العكس سيكون مدخلاً لمحاسبته سياسياً وشعبياً وربما قضائياً في العديد من القضايا المُرتبطة بالأمن القومي الاسرائيلي والفساد.
وتعتقد المصادر أن عدم قدرة واشنطن على لجم نتنياهو قد يؤدي الى خطأ اسرائيلي ما في الحسابات وتوجيه ضربة لا يمكن ل"حزب الله" تجاوزها، لذلك فهو بدوره بدأ بعملية تصعيدية بهدف وضع حدود واضحة وتحقيق ردع كامل بوجه إسرائيل قبل قيام الاخيرة بخطوة غير محسوبة تدفع ثمنها المنطقة كاملة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار وكارثي، في أحدث تصريحاته بشأن الوضع المأساوي في القطاع الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل إسرائيل منذ 22 شهرا.
وأضاف ترامب أمام صحفيين في البيت الأبيض الخميس، أن واشنطن قدمت 60 مليون دولار أميركي قبل أسبوعين للمساعدات في غزة، لكنه لا يرى أي نتائج للمساعدات التي قدمتها الإدارة الأميركية.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يريد فقط أن يحصل الناس على الطعام في غزة وهو يساعد ماليا في هذا الوضع.
وقال ترامب إن خطط كندا للاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل لا تروق له، لكنه أضاف أنها لا تفسد محادثات التجارة مع أوتاوا.
في سياق متصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف والسفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي عقدا اجتماعا وصفته بالمثمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، لبحث سبل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأشارت ليفيت في مؤتمر صحفي بواشنطن إلى أن ويتكوف وهاكابي، سيزوران غزة الجمعة لتفقد مواقع توزيع المساعدات، وسيقدمان إحاطة للرئيس ترامب بعد الزيارة للموافقة على الخطة النهائية لتوزيع المساعدات.
والتقى ويتكوف الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في القدس المحتلة، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاجتماع بين الطرفين خُصص للوضع الإنساني في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقد تصاعدت أخيرا الدعوات الدولية والأممية لإنهاء الحرب والحصار المفروض على قطاع غزة بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوّعين الذين يقتلون في "مصائد الموت" عند نقاط توزيع مساعدات ما تسمى "بمؤسسة غزة الإنسانية" التي تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل.
إعلانويأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين ومجاعة غير مسبوقة أزهقت أرواح العشرات.