نزع سلاح المقاومة خط أحمر
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
سالم البادي "أبومعن"
يُعتبر حق الشعوب في مقاومة أي شكل من أشكال الاحتلال والاستبداد حقاً أساسياً وإنسانيا معترفاً به عالمياً ضمن قانون حقوق الإنسان.
ويتجلى هذا الحق في قدرة الشعوب التي تعاني من الاحتلال على الدفاع عن كرامتها ونيل حريتها وحقها في تقرير مصيرها.
ولكن للأسف، هناك فئة من الدول الطاغية المستبدة الفاشية المسيطرة على الرأي العام، وبعض الجهات العميلة الفاسدة التي تساندها لتهميش هذا الحق، مما يؤدي إلى تفاقم وإطالة معاناة الشعوب، وحرمانها من نيل حقوقها الأساسية.
القانون الدولي يؤكد أنَّ المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع للشعوب الواقعة تحت الاحتلال والاضطهاد والاستبداد، فحسب ميثاق الأمم المتحدة، يُعتبر حق تقرير المصير من الحقوق الأساسية التي يجب أن تتمتع بها جميع الشعوب.
ومع ذلك، فإنَّ البعض يسعى إلى تصوير مقاومة الشعوب، سواء كانت سلمية أو مسلحة، كعمل إرهابي أو تهديد للأمن والاستقرار الدوليين.
تعتبر فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي والدفاع والقتال ضد الاحتلال الصهيوني حقاً مشروعاً وفقاً للقانون الدولي. ومع ذلك ظل الاحتلال الصهيوني وأمريكا والغرب يعملون ويخططون ويتآمرون من أجل تشويه تلك المقاومة ووصفها الإرهاب، لتهميش حقها في الدفاع عن كرامتها وتحرير وطنها.
على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات فعَّالة للتصدي لمحاولات تهميش الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني المحتل من خلال دعم المنظمات الحقوقية، وتعزيز القوانين الدولية التي تحمي حقوق الشعب الفلسطيني وتؤكد على شرعية نضاله المسلح.
إنَّ الحق في مقاومة الاحتلال ليس مجرد حق سياسي، بل هو حق إنساني أصيل، ويتطلب الدعم من جميع فئات المجتمع الدولي. الحق في المقاومة هو أحد أركان العدالة في هذا الكوكب، ونضال الشعوب من أجل نيل حريتها هو في جوهره نضال من أجل التمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية الأساسية.
منظمة التحرير الفلسطينية منذ اتفاقية أوسلو قامت بتنازلات منها التخلي عن الكفاح المسلح وبالتالي وقعت انشقاقات في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية مما أضعف مهمة ودور ومسؤولية المنظمة ولم تحصل على اعتراف دولي كامل لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وظل السلاح الموجود لدى حركة فتح وبعض الفصائل موجودا بالمخيمات الفلسطينية، ويستعمل للاقتتال الداخلي، باستثناء "حركة حماس" التي أصرت على عدم تسليم سلاحها حتى يفي المحتل بالتزاماته واتفاقياته الدولية، واستمرت "حركة حماس" تستعمل سلاحها في عمليات ضد الكيان المحتل حتى اللحظة.
وقد رفض الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، الدعوات التي تطالب الحزب بإلقاء سلاحه معبرًا بأن ذلك يخدم الكيان الصهيوني المحتل. وقال: "كل من يطالب بتسليم سلاحنا، يطالب بتسليم سلاح الكيان الصهيوني... ولن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً بالكيان الصهيوني المحتل. وأضاف: "لن يستطيع الكيان الصهيوني المحتل هزيمتنا، ولن يستطيع أن يأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي".
بينما رفضت رفضا قاطعا حركة المقاومة الإسلامية "حماس "والفصائل الفلسطينية في غزة نزع سلاحها ما دام الكيان المحتل على أرضها ويرتكب المجازر اليومية، وأبلغت تلك الدول الوسيطة وبشكل رسمي أن سلاح المقاومة "خط أحمر" لا يمكن التفاوض عليه أو المساس به تحت أي ظروف كانت ، والمطلوب من الدول الوسيطة والعربية والدولية الضغط على المحتل لوقف حربه الدامية على "قطاع غزة"، ولا تكتفي بلعب "دور الوسيط" في إقناع الحركة بنزع سلاحها أو مغادرة غزة.
وبالرغم من ذلك تلقت "حركة حماس" تحذيرات من عواصم عربية، بوجود مخطط "أمريكي-صهيوني"، لاستهداف قادتها داخل العواصم العربية والإسلامية، في حال عدم التوصل لحل "عاجل" ينهي الحرب وتستجيب فيه الحركة للشروط المفروضة عليها في اتفاق وقف الحرب.
تتمسك حركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ عقود بسلاحها، ورفضت عدة مقترحات ومحاولات سابقة إلى نزع سلاح المقاومة في غزة، كان أبرزها في العام ٢٠١٧، حينما عرضت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب على الحركة امتيازات مالية في غزة مقابل تخزين سلاحها.
سلاح المقاومة ليس مجرد أداة دفاع وقتال، بل هو عنوان لإرادة الشعب الفلسطيني وليس لأحد الحق في انتزاع هذا الحق، والتعبير عن رفض الاحتلال، والنضال لتحرير كل شبر من فلسطين من دنس ونجاسة الصهاينة المحتلين.
إن سلاح المقاومة ضمانة لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للدفاع عن عرضه وأرضه، ومنع استمرار معاناتهم أو تهجيرهم أو تعرضهم للإبادة.
ويأتي شرط حكومة الاحتلال الصهيوني لنزع سلاح المقاومة في الاتفاق الأخير ليس إلا محاولة جديدة لاستمرار العدوان ومواصلة خطته الاستيطانية وتهجير أصحاب الأرض.
ما زال الكيان الصهيوني المحتل يخرق الاتفاقيات لوقف إطلاق النار منذ شهر يناير الماضي، ولم يلتزم العدو بأي بند إنساني أو سياسي، بل واصل عدوانه وجبروته وطغيانه ومجازره اليومية، وآخرها استخدام "سلاح التجويع" كسلاح ضغط وقتل الأطفال الأبرياء وسط صمت الوسطاء الضامنين للاتفاق، وهذا يؤكد "تواطؤهم" في استمرار مسلسل القتل والإجرام الوحشي دون تحرك دولي نحو إيقاف هذه الإبادة الجماعية في زمن انعدمت فيه النخوة العربية والإسلامية ومات الضمير الإنساني العالمي.
إن نقض العهود والمواثيق وخرق الاتفاقيات، إنما هو دين وديدن اليهود الصهاينة، وهذا كله تؤيده وقائع الأحداث وشواهد التاريخ عبر العصور، وصدق سبحانه وتعالى إذ قال-:((ولقد أنزلنا إليك آيات بينات، وما يكفر بها إلا الفاسقون. أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم، بل أكثرهم لا يؤمنون)) (البقرة٩٩، ١٠٠).
ونكرر ونقول للذين أبرموا الاتفاقيات والعهود والمواثيق مع اليهود الصهاينة المحتلين، وكذلك الذين أيدوهم وناصروهم ووالوهم وصدقوهم واتبعوهم وساندوهم في عدوانهم على "غزة" ... ألم تكفكم جريمة إبرام اتفاق مناقض لشرع الله، حتى ائتمنتم على الوفاء به أعداء الله...؟! وألزمتم به عباد الله.
أأنتم اعلم أم الله؟؟
أأنتم أصدق أم الله؟؟
ألم يحذركم الله من كيد اليهود وظلمهم؟؟
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة: ١٤٠).
ختاماً، يتوجب على الأمة الإسلامية، وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع الدولي الاتحاد ضد أي محاولات للكيان الصهيوني المحتل لتهميش الحق الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال والمستعمر الصهيوني الغاشم السافر الهمجي الوحشي المتجرد من كل القيم والمبادئ والأخلاق والسلوكيات الإنسانية.
العالم بحاجة إلى تعزيز حقوق الإنسان، والاعتراف بمقاومة الشعوب المحتلة كحق مشروع، وهو أمر ضروري لبناء عالم يسوده العدل والسلام.
كذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم الدعم اللازم لهذه الشعوب بأي شكل من الأشكال هو مسؤولية جماعية، إذ لا يمكن تحقيق السلام الدائم دون الاعتراف بالحقوق المشروعة لكل إنسان في العيش بكرامة وحرية.
الشهيد عز الدين القسام قال عبارة قبيل استشهاده في عام ١٩٣٥م "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد" وظلت الحركة تختتم بياناتها بهذه العبارة وهي تشير بشكل بديهي إلى أنَّ تسليم السلاح هو طعن في المبادئ والقيم الفكرية والعقدية للحركة التي لا يمكن وصف صلابتها وتضحياتها إلا بوصف الشاعر أحمد شوقي:
خطونا في الجهاد خطى فساحا
وهادنّا ولم نلق السلاحا
رضينا في هوى الوطن المفدّى
دم الشهداء والمال المطاحا
ولما سلّت البيض المواضي
تقلدنا لها الحق الصراحا
فحطمنا الشكيم سوى بقايا
إذا عضت أريناها الجماحا
وقمنا في شِراع الحق نلقى
وندفع عن جوانبه الرياحا
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی المحتل الاحتلال الصهیونی سلاح المقاومة الحق فی
إقرأ أيضاً:
خصيات اجتماعية: يقظة الشعوب في مواجهة الطغيان مرتكز النهوض الحضاري
الدكتور نبيل جعيل: اليمن ينطلق في جهاده العظيم من قيم الإسلام المحمدي المهندس عبدالقادر بادي: بناء الأوطان يبدأ من امتلاك القرار المستقل محمد جباري : بلادنا تقدم أروع صور التضامن الإسلامي.
الثورة/
يمن الولاء المحمدي، يجسد اليوم أروع صور التضامن الإسلامي من خلال إسناد الكفاح المشروع ضد غطرسة كيان الاحتلال الذي يطمح إلى مواصلة مخطط الإبادة والتهجير بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
البداية مع الأخ عبدالرحمن إبراهيم الجنيد- وكيل مصلحة الضرائب الذي أشاد بالموقف اليماني البطولي والتاريخي المساند للأشقاء في فلسطين المحتلة في مواجهة المخطط الإجرامي الإسرائيلي الذي يستهدف إبادة إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة بدعم أمريكي على كل المستويات، وقال: سيظل أبناء اليمن إلى جانب الحق العربي والإسلامي ولن يستكين يمن الولاء المحمدي حتى تحرير مقدسات الأمة من براثن الاحتلال الغاصب.
وأكد أن بلادنا بعون الله تعالى وتأييده تمضي في مسار بناء أمة قوية عزيزة لاتهاب الأعداء.
ولفت الأخ عبدالرحمن الجنيد إلى أهمية توحيد المواقف والأهداف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الصراع مع أعداء العرب والمسلمين.
الإخاء والتضامن
المهندس سعيد عبده أحمد- مدير عام مشروع الأشغال العامة أوضح أن بلادنا تجسد اليوم أروع صور الإخاء والتضامن من خلال إسناد الأشقاء في غزة ولبنان ودعم الكفاح المشروع ضد غطرسة كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يطمح إلى مواصلة مخطط الإبادة والتهجير بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
ونوه إلى أهمية توحيد المواقف والأهداف في مسار الصراع مع أعداء الأمة العربية والإسلامية وعدم التخاذل عن نصرة المستضعفين.
وأشاد المهندس سعيد عبده أحمد بالموقف المشرف لأبناء اليمن، مؤكداً أن رسوخ هذا الموقف الإيماني يبرهن صدق الانتماء لثوابت الإسلام المحمدي الأصيل.
الولاء المحمدي
الأخ محمد جباري- مدير الوحدة التنفيذية للعقارات في مديرية الصافية بأمانة العاصمة، اعتبر أن تصاعد الموقف اليمني الداعم للمقدسات يبرهن صدق انتماء أبناء الشعب لقيم الإسلام المحمدي الأصيل.
وقال: بعون الله تعالى وتأييده استطاعت اليمن خلال معركة الحرية والاستقلال معركة طوفان الأقصى أن تقدم أروع صور التضامن الإسلامي ولن يتراجع يمن الولاء المحمدي عن إسناد الأحرار في فلسطين المحتلة حتى ردع كيان الاحتلال وتطهير المسجد الأقصى المبارك.. وحّيا الأخ محمد جباري موقف القوات المسلحة اليمنية التي استطاعت هزيمة غطرسة واشنطن في البحار والمحيطات مشيداً باستمرار الحصار الشامل ضد كيان الاحتلال الغاصب.
محور الجهاد
الدكتور نبيل جعيل- مدير عام معهد ذهبان التقني والصناعي في أمانة العاصمة، أشار إلى أن اليمن ينطلق في جهاده العظيم ضد طغيان الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الغاصب من قيم الإسلام المحمدي الأصيل وسيظل يمن الولاء المحمدي إلى جانب محور القدس حتى تحقيق تطلعات الحرية والاستقلال واندحار أعداء الأمة.. وفي هذا المسار أوضح قائد الثورة المباركة أن اليمن رسميا وشعبياً اتخذ موقفه في إطار انتمائه الإيماني الأصيل الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وتحرك تحركاً شاملاً لنصرة الشعب الفلسطيني على كل المستويات وساهم مع جبهة الإسناد في محور الجهاد المقدس والمقاومة بالمشاركة العسكرية عبر العمليات البحرية وبالقصف بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة والصواريخ الفرط صوتية إلى فلسطين المحتلة لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي.
بناء الأوطان
المهندس عبدالقادر بادي- مدير عام الصيانة في المؤسسة العامة للطرق والجسور حّيا ثبات أبناء اليمن ومحور الجهاد والمقاومة إلى جانب الأشقاء في المعركة المصيرية بين الحق العربي والإسلامي وبين الزيف الصهيوني.
وأكد أن يقظة الشعوب وصمودها الأسطوري في مواجهة الطغيان المعاصر يمثلان ركيزة النهوض الحضاري الشامل، وأضاف: بناء الأوطان يبدأ من تحرير القرار الوطني من الوصاية والارتهان الأعمى للاستكبار العالمي.
وأشار المهندس عبدالقادر بادي إلى أن يمن الولاء المحمدي سيظل إلى جانب محور القدس ولن يتراجع أبناء الشعب عن هذا الموقف الجهادي حتى تحرير المسجد الأقصى المبارك، مشيداً بالزخم الجماهيري المتعاظم المساند للقضية المركزية للامة العربية والإسلامية.
الموقف الراسخ
الأخ غرسان عبدالباري -مدير عام المنطقة الثالثة في كهرباء أمانة العاصمة بارك استنفار قبائل اليمن وإعلانها النفير العام والاستعداد القتالي لخوض المعركة المقدسة ضد أعداء اليمن والإنسانية.
وقال: الاعتداء الوحشي على قطاع غزة يعتبر جريمة العصر ويمثل وصمة عار على أدعياء الحضارة المعاصرة ويفضح زيف الشعارات التي ترفع عناوين الحقوق والحريات .
وأشار إلى أن تلاحم الشعب مع القيادة هو مرتكز الانتصار التاريخي على الصلف الصهيوامريكي .
وأكد أن يمن الولاء المحمدي لن يتراجع عن إسناد الحق العربي والإسلامي في مواجهة طغيان الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال الغاصب.
ونوه الأخ غرسان عبدالباري بأهمية تكاتف الجهود على الصعيد العالمي وردع الصهاينة عن ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الأبرياء في غزة ولبنان، مشيداً برسوخ موقف أبناء اليمن الداعم للأشقاء واستمرار الحصار البحري الشامل على كيان الأعداء.