منذ طفولته وهو يٌحب الرسم لكن ظروفه الأسرية لم تساعده في صقل موهبته بدراسة الفنون الجميلة، وبعد تخرجه من معهد التبريد والتكييف بمسقط رأسه في محافظة قنا استطاع «محمود» أن يحقق شغفه في الفن من خلال النحت على الخشب واستغلال بعض المٌخلفات في تزيين ما يصنعه من مٌجسمات.

البداية مركب شراعي

منذ 6 سنوات، بدأ محمود النجار عمله الخاص بصناعة المجسمات من الخشب بعدما شاهد الكثير من النماذج التي أثارت روح الفنان بداخله، فعقد العزم على تعلم صناعتها وكان أول تصميم يُعبر به عن موهبته هو مركب شراعي نال به إعجاب كل من شاهده لينطلق بعدها في صناعة عدة مجسمات مُستخدماً الخشب الأبيض لسهولة النقش عليه يدوياً، إلى جانب مخلفات الزجاج الملون والبلاستيك لتزيين بعض أعماله مثل مجسم شلال المياه، وساعة الرمال المتحركة، والبراويز: «بدأت أعلم نفسي وأطور التصميمات اللي بعملها ودا الفرق بين الدراسة وإن الواحد يشتغل بإيديه لأنك لما بتعمل الحاجة اللي بتحبها بتتعلم أكتر».

إعادة تدوير الزجاج والبلاستيك

بعد رسم نموذج التصميم الذي يود صناعته يبدأ «محمود» ذو الـ29 عاما، في البحث عن المخلفات الزجاجية بمختلف الورش فيجمعها لتبدأ دورة حياة جديدة مليئة بالألوان الزاهية، وبحسب حديثه لـ«الوطن» تعتبر عملية الحفر على الزجاج عملية دقيقة تحتاج إلى حرفية عالية ليستفيد من القطع التي يحصل عليها في وضع اللمسات النهائية للمُنتج الذي يقوم بصناعته «بتمنى يكون عندي ورشة خاصة بيا أعلم فيها ناس تساعدني نكبر الشغل ونوصل منتجاتنا للعالم كله».

حلم الوصول إلى كل بيت في مصر

بأبسط الإمكانيات يمكنك مُواجهة الظروف الصعبة وتطويع الحياة لتحقيق أحلامك، هذا ما يؤمن به محمود النجار ليتغلب على شعور الإحباط الذي يراوده أحياناً بسبب ضعف التسويق، وعدم الوصول إلى الانتشار الذي يضمن له الوصول إلى أكبر عدد من المهتمين بالفن الذي يقدمه، وبدلاً من الشكوى يعمل على تطوير موهبته وتعلم المزيد فيها مستغلاً إمكانية الوصول إلى آلاف الفيديوهات التعليمية في ذلك المجال حول العالم «نفسي المجسمات اللي بعملها توصل لكل الناس وهدفي يكون في كل بيت في مصر حاجة من شغلي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الخشب محمود النجار مجسمات الوصول إلى

إقرأ أيضاً:

«مصر مكتوبة لابني».. مواهب تصنع المستقبل

مواهب واعدة وأفكار متميزة طرحها الفائزون بجائزة المبدع الصغير هذا العام فى الأعمال التى حصلوا بموجبها على الجائزة، لتؤكد فى دورتها الرابعة هذا العام على استمرار رعاية الدولة لأبنائها من الأطفال والنشء، وتحفيز المواهب الواعدة فى مجالات الآداب والفنون والابتكارات والتطبيقات العلمية للاحتفاء بالتميز.

«جائزة الدولة للمبدع الصغير» تمنح سنوياً لمن يُقدم منتجاً فكرياً أو مادياً مبتكراً ولم يتجاوز عمره 18 عاماً فى مجالات الثقافة والفنون ومجالات الإبداع والابتكار.

34 مبدعاً من مختلف مجالات الجائزة حصلوا على مراكز متنوعة هذا العام، من بين 10 آلاف طفل يمثلون 27 محافظة تقدموا للمشاركة بالمسابقة هذا العام، إذ تكتسب الجائزة ثقلها عاماً بعد عام، وإعمالاً للمادة 48 من الدستور ونصها: «الثقافة حق لكل مواطن..»، كما ينص قانون الجائزة على رعاية الفائزين بالجوائز من خلال مؤسسات الدولة، يتولى المجلس الأعلى للثقافة رعايتهم لصقل مواهبهم وتنميتها، وهو الهدف الأساسى من صدور قانون الجائزة تشجيعاً للفائزين على الاستمرار فى إبداعهم.

لكل فائز قصته الخاصة، ولأسرته دور كبير فى اكتشاف ودعم موهبته، تقدم «الوطن» نماذج وقصصاً مشرقة لفائزين بالجائزة، من القاهرة والصعيد والحدود، مواهب مُبشرة ومُطمئنة على المستقبل، لتؤكد أن مصر دائماً «فيها حاجة حلوة».

«بشنونة»: فخور بالتكريم عن لوحة «نصر أكتوبر»

اعتاد أن يمسك بالألوان وهو فى المرحلة الإعدادية، ويحاول ترجمة ما يدور بذهنه على الورق، وكلما نجح فى مهمته استقرت ابتسامة مشرقة على وجهه لاحظتها والدته بوضوح، لتقرر تشجيعه وتنمية موهبته بشراء الأدوات المساعدة وتدريبه على أيدى مدربى الرسم أو من خلال راهب فى الكنيسة علمه أساسيات الرسم، وبمرور الوقت تطورت موهبته ليستحق الفوز بجائزة المبدع الصغير فى مجال الرسم. «ماما علمتنى أرسم الوجه والملامح، وبابا شجعنى على المشاركة فى المسابقات»، يقولها

بشنونة عزيز إسحاق، الطالب بالثانوية العامة فى محافظة أسيوط، متوجهاً بالشكر لأسرته التى حفزته على اكتشاف موهبته ودفعته للمشاركة فى المسابقات عموماً وجائزة المبدع الصغير خصوصاً.

«أنا من قرية رزقة دير المحرق بالقوصية، شاركت بلوحة بألوان الزيت، عن انتصار حرب أكتوبر، استغرقت حوالى ثلاثة شهور، كنت أرسم حوالى ساعة فى اليوم، وخلال التجهيز للمشاركة فى المسابقة رسمت عدداً من الاسكتشات»، بحسب «بشنونة».

إلى جانب الرسم، لدى «بشنونة» شغف بمجال المونتاج على الكومبيوتر: «شاركت فى كورس مونتاج فيديو وأنا فى الصف الثالث الإعدادى، وأتطور خطوة بخطوة، وأقسم وقتى بين المذاكرة والرسم والمونتاج، وفى الثانوية العامة حالياً وقفت المونتاج لحين انتهاء العام الدراسى للتركيز فى المذاكرة، والالتحاق بكلية فنون الجميلة».

توجه «بشنونة» برسالة للشباب، قائلاً: «ابدأ بخطوة وحاول»، متابعاً: «جائزة المبدع الصغير تشجع الفائزين على الاستمرار فى مجالهم، وتحفز الآخرين على اكتشاف مواهبهم فى المجالات التى تقدمها الجائزة»، مؤكداً أن مستوى الجائزة متميز ورائع من مختلف مراحلها، وخاصة المقابلات الشفوية التى أجريت خلال التصفيات، وعن المبلغ المالى من الجائزة، قال سأخصص جزءاً منها لشراء «لاب توب» بإمكانيات أعلى، وجزءاً آخر لشراء أدوات الرسم.

تحكى إيرينى يوسف، مدرسة تربية فنية، والدة «بشنونة»، أنها بدأت تدريبه على الرسم بالرصاص: «بعد انتهاء أفلام الكارتون، كان يمسك بقلم ويرسم ما شاهده، فتوقعت أن يكون رساماً متميزاً، ثم انشغل بلعب الكرة، إلى أن جاءت مسابقة فى الكنيسة فشجعته على الرسم، كان يعرض على رسوماته، وكنت أول جمهوره».

رقية: «حدوتة قبل النوم» أول المشوار

«كنت عايزة أركب لى جناحات»، تعبير تلقائى خرج من الطالبة رقية عمرو الفضالى، 9 سنوات، فى الصف الثالث الابتدائى، الفائزة بالجائزة الأولى فى فرع القصة بجائزة المبدع الصغير 2024، ليعبر عن سعادتها بالفوز بالجائزة، لتصف هذه الأجواء بـ«اليوم المنتظر»، وتزيد بالحديث عن طموحها: «الفوز بالجائزة أول سلمة فى طموحى، وأتمنى أستمر فى الكتابة ورواياتى توصل لكل الناس».

تحكى «رقية»، لـ«الوطن»، عن أحلامها الكبيرة: «نفسى لما أكبر أكون كاتبة كبيرة ورسامة، وكل الأطفال يقرأوا كتبى وأوقع كتبى للقراء، وكتبى تكون فى معرض الكتاب وعلى الغلاف يدوّن (بقلم رقية عمرو الفضالى)، خصوصاً بعدما رحت معرض الكتاب 2024».

حالة من السعادة والراحة تغمر ابنة محافظة شمال سيناء عندما تكتب: «أكتب عن موضوعات أمر بها شخصياً أو موقف تأثرت به عموماً، وعندى نوت بوك أكتب فيه أفكارى وأطورها».

تحدثت «رقية» عن قصصها الثلاث الفائزة: «قصة عن حرب أكتوبر بعنوان (عظيمة يا مصر)، وقرأت عن حرب أكتوبر 10 كتب، وحسيت إنه موضوع مهم جداً ولازم كل الأطفال يعرفوه، والقصة التانية اسمها (ريشة رقية) عن الغروب، ومن أكثر القصص الواقعية (الرسالة الحادية عشر) تتكلم عن التنمر، وتشرح مواقف حياتية وألم البطل الذى تعرض للتنمر، كرسالة للإنسان لكى يتقبل نفسه، ونفسى أعمل حاجات كتيرة بفلوس الجايزة وأجدد أوضتى وأعمل مكتبة لكتبى».

وتوجهت برسالة شكر إلى السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية: «مهتمة تطور الجيل الصغير من خلال القراءة والكتابة».

دور أسرة «رقية» هو الأهم فيما وصلت إليه، وتحكى والدتها آية عماد الدين راشد عن موهبة ابنتها: «رقية فى الأصل حكاءة، وهى أحبت القراءة وكان لها نجاحات وحصلت على المركز الثالث فى جائزة المشروع الوطنى للقراءة فى الموسم الثانى، ومرشحة أيضاً لتصفيات تحدى القراءة فى هذا العام، ومن قراءاتها بدأت تدوين خواطرها وترسم، فنصحتها تجرب كتابة القصة».

«حدوتة قبل النوم» كانت السحر الذى جذب ابنة الـ9 سنوات لعالم القراءة، وتضيف والدتها: «هى كانت تحب إعادة حكى الحكاية بطريقتها».

«عمر»: «قادرون باختلاف» كتب شهادة ميلادي

لم ير «عمر حمادة» الدنيا بعينيه، لكنه يشعر بها من خلال الموسيقى، تمتع منذ الصغر بأذن موسيقية وصوت رائع، فزاد موهبته بالممارسة والتعلم، حتى حصد جائزة المبدع الصغير 2024 فى مجال الغناء.

أغنية «كل ده كان ليه» لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، كانت بوابة الطالب فى الصف الثالث الابتدائى، للإبداع فى المسابقة التى حصد لقبها، حتى صار يدعو أصحابه للمشاركة: «شاركوا وممكن تفوزوا».

يحكى «عمر» عن اكتشافه لموهبته منذ سن الروضة: «أنا اتعلمت الغناء من وأنا فى الحضانة لما اتعلمته هناك، وأنا بحب الغناء والقرآن الكريم، وغنيت أمام الرئيس السيسى فى احتفالية قادرون باختلاف، وبعد الأغنية قلت له أنا بحبك يا ريس، وقال لنا وأنا بحبكم كلكم، وأنا بحبه لأنه مهتم بذوى الهمم».

فطن ابن محافظة القاهرة لضرورة الحفاظ على موهبته، فيتحدث عما يفعله لأجل ذلك: «بحافظ على صوتى إنى أشرب المشروبات الساخنة منها الينسون والزنجبيل والحلاوة باللبن الدافئ، وأتمنى أن أقرأ القرآن الكريم زى الشيخ مشارى بن راشد العفاسى».

«ناوى أفرّح ماما وأجيب شقة»، ذلك ما ينتوى أن يفعله الصغير بالمبلغ المالى الذى حصل عليه، فالأم هى كلمة السر فى حياة الصغار.

وتفتخر حمدة يوسف، والدة عمر، بما فعله صغيرها: «كنت بدعيله ليل ونهار إنه يكسب، دى المرة التانية اللى يقدم فيها، وهو كفيف من وقت ما كان عمره 5 سنين، وخلال فترة وجوده فى الحضانة، كان فيه مدرب موسيقى يدرب الأطفال، وفوجئت بعمر يردد الإنشاد والأغانى انتبهت إلى أن صوته حلو، ومن هنا قررت بجدية فى تدريبه».

تسرد والدة «عمر» مشواره للاحتراف: «من وقت ما عرفت إن صوته حلو أخدته إلى أكثر من مكان، منها مركز شباب فى البداية، ثم مركز تنمية المواهب فى الأوبرا، وبيتعلم الإنشاد الدينى فى مدرسة الشيخ محمود التهامى، ويتعلم القرآن الكريم والأذان، يوم فى الأسبوع، ويتدرب على العزف على الأورج، ويتدرب على الغناء أيضاً فى جمعية البلد اليوم، والجمعية قدمت له فى جائزة المبدع الصغير».

«أحمد وهبة»: نحلم بتصميم مدينة ذكية.. والبداية بالزراعة

فى معمل صغير بأحد البيوت البسيطة بمحافظة قنا، يعمل الشقيقان «أحمد وهبة»، 12 و10 سنوات، بروح الفريق، يجريان التجارب ويتبادلان الأفكار، التى كانت ثمرتها الفوز بالجائزة الأولى بمسابقة «المبدع الصغير» فى مجال الابتكارات.

يحكى أحمد توفيق، الطالب بالصف السادس الابتدائى: «أحلم بتصميم مدينة ذكية، ولتحقيق الحلم كان لا بد من توفير غذاء صحى للمدينة، ومن هنا بدأت الاهتمام بالزراعة وتطويرها، ووجدت سيستم (الساند بوليك) يستخدم الرمال فى الزراعة باعتبارها تربة بديلة، ومن هنا جاءت فكرة المشروع الفائز، وهو عبارة عن سيستم لاكتشاف الأمراض فى النباتات فى هذا النظام الزراعى».

المشروع الفائز عبارة عن نظام ذكاء اصطناعى لمراقبة الأجواء المحيطة بالنباتات والأسماك المزروعة فى المزارع، واكتشاف أمراض النباتات والأسماك فى المزارع السمكية «ساند بولكس»، ويتابع «أحمد»: «سيستم الساند بولكس يتم فيه الاستزراع السمكى وزراعة نباتات باستخدام المياه المصروفة عن مزارع الأسماك، والابتكار يسهم فى اكتشاف الأمراض ومعالجتها، وبالتالى زيادة إنتاجية الخضراوات والفاكهة والأسماك».

على مدار عامين، عمل الصغيران على تجهيز المشروع وتطويره، وكانت البداية بجهاز رى ذكى، عبارة عن (روبوت) لرى النباتات بانتظام، ويجرى العمل على تطوير الابتكار فيما يتعلق بالزراعة بدون تربة وزراعات الرمال وعلى أسطح البيوت ومزارع التربية البديلة، بحسب «أحمد»، مشيراً إلى أن الابتكارات لا تعطله عن الدراسة: «نفسى أكون مهندس ميكاترونيكس».

فيما عبرت هبة، الشقيقة الصغرى، عن سعادتها بالفوز بالجائزة وشغفها بمجال الذكاء الاصطناعى ومشاركة شقيقها فى العمل على المشروع، ووجهت رسالة لأصدقائها بضرورة الاجتهاد «النجاح مش سهل، ونفسى لما أكبر أدخل كلية ميكاترونيكس».

بفخر تحدثت المهندسة هبة الله أحمد السيد والدة الطفلين الفائزين: «أنا خريجة حاسبات ومعلومات، وكنت حريصة على تشجيع الأولاد على الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعى»، مؤكدة أن الجائزة التى تقدمها الدولة المصرية تحمل رسالة تقدير للأطفال والأهالى.

 

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: نستهدف الوصول بأعداد الغرف الفندقية في القاهرة إلى 60 ألفا
  • طائرات الاحتلال تقصف مراكب الصيادين في مدينة رفح
  • فاس: بوريطة وباك تدارسا سبل الوصول إلى حل سياسي لأزمة ليبيا
  • السوداني يعلن اطلاق العمل بمشروع إنتاج الزجاج اللوحي في النجف
  • خلافات على الهواء مباشرة| بعد جوري بكر.. جوازات فنية انتهت بـ«شرشحة»
  • ذكرى وفاته.. محطات فنية في حياة السوري مأمون الفرخ
  • شاب من سوهاج يبدع في الرسم بدخان الشمع.. اكتشف موهبته بالصدفة
  • «مصر مكتوبة لابني».. مواهب تصنع المستقبل
  • محتاج أعمل برنامج.. محمود التميمي يكشف عن أمنية لم يحققها سمير صبري
  • افتتاح معرض "مملكة اللبان.. إرث تاريخي متجدد" في بيت الزبير