الأسبوع:
2025-12-14@23:18:35 GMT

الشر الصهيوني يلاحق الحضارة الأمريكية

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

الشر الصهيوني يلاحق الحضارة الأمريكية

تتعاظم المأساة الكبرى التي يعيشها عالمنا العربي بفعل الإجرام الإسرائيلي العنصري ضد شعبنا الفلسطيني، وهو الإجرام الذي فاق كل الخيال البشري، حيث يتحرك المجرمون في جيش الاحتلال، وكأنهم انطلقوا للتو من غابة وحوش كاسرة لا يشبعها قتل أي عدد من الأطفال، أو النساء أو الشيوخ، ولكنها هيستيريا الغرور والجنون التي تريد أن تعاقب كل شعب فلسطين بالإبادة الجماعية، لأن من بينهم من فكر، ويفكر لنيل حقه في استعادة وطنه الحر، والمستقل والمغتصب من الصهاينة منذ عام 1948.

ويتعاظم الغرور الصهيوني أيضًا ليتهم كل من ينتقده في أمريكا وأوروبا بمعاداة السامية بل إنه يطالب العالم كله أن يقف خلف جرائمه، ويصدق أكاذيبه، وهو غرور سرعان ما كشف لأحرار العالم مأساة الشعب الفلسطيني، وصناعة الكذب التي قامت على تقديم إسرائيل باعتبارها دولة مستهدفة من 22 دولة عربية، لأنها نبع الحضارة، والتقدم في المنقطة.

وكان الصدام الأول بين حضارة القتل، والإبادة الجماعية الصهيونية، وشباب جامعات العالم، هو عملية اختبار لسلامة الضمير الإنساني الذي ينتفض الآن محتجًا ضد الصهاينة، وحكوماتهم.

وكان الانكشاف أكثر وضوحًا عندما طالب أحد أعضاء الكونجرس بنقل الطلبة المحتجين إلى غزة، كي يقتلوا بالسلاح الأمريكي، والإجرام الإسرائيلي.

يبدو أن منطق إسرائيل الإجرامي في أمريكا يجد اليوم من يفضحه، ويقف ضده بفعل الصمود الأسطوري لأبناء غزة مقاومة، وشعبًا.

ويبدو أيضًا أن هذا أول مسمار في نعش العصابات الأمريكية الأوروبية التي اختطفت مصير العالم، وتحكم شعوبنا بفائض القوة، وفائض الكراهية والغطرسة والجبروت.

إسرائيل إذًا، تتحرك لتقضي على الحضارة، أو حتى على مزاعم الحضارة التي كان يتغنى بها الشعب الأمريكي والأوروبي، ويتفاخرون علينا بأنهم أكثر منا تحضرًا، واحترامًا لحقوق الإنسان والحيوان، وإننا مجرد حيوانات بشرية كما قال قائدهم بنيامين نتنياهو في يوم السابع من أكتوبر الماضي.

ولكن عندما نجح أبطال المقاومة في كسر هيبة، وجبروت وطغيان التحالف الأمريكي الإسرائيلي عندما تحدوا أهل التقدم التقني المذهل، وتمكنوا من الاستيلاء على لواء إسرائيلي كامل بكل أفراده، وتقنياته وتجهيزاته، وعادوا به إلى غزة، كانت الصدمة مروعة، وكاشفة في وقت واحد، حيث خرج الشيطان من تحت الأرض إلى حيث المسرح السياسي والعسكري في غزة، وفي بلادنا العربية، ولكن المفاجأة أن هذا الشيطان قد تحرك هذه المرة ضد أبنائه من طلبة الجامعات الأمريكية والأوروبية الذين صدقوا مثلنا أن هناك منظومة لحقوق الإنسان تعمل ضد الإبادة الجماعية، وضد قتل المدنيين والنساء والأطفال وضد استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، وضد التعذيب، والتجويع ونشر الأمراض، عندما حاولوا استخدام حقوقهم الموروثة في دساتيرهم وقوانينهم ومورثهم الثقافي وخرجوا ليقولوا لا لكل هذا الإجرام الإسرائيلي تحولت فجأة أمريكا الحضارية وتابعوها إلى مجموعات متوحشة في أعظم جامعات العالم تفصل، وتعتقل الطلاب وتلاحق أساتذة الجامعات حبسًا وحرمانًا من العمل.

وهكذا يبدو أن الشر الصهيوني سوف يحرق القشرة الحضارية الأمريكية والغربية، لتكون الخطوة الأولى في القضاء على عالم الأكاذيب والجريمة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

محاولة لفهم ما يحدث في اليمن

 

ما يحدث اليوم في جنوب الوطن مقلق وغامض، ربما كان هناك غباء مفرط من قبل بعض القوى وذكاء مفرط من بعض القوى الأخرى، في التعاطي مع التطورات في الجنوب، فالانتقالي الذي بات يسيطر على الجغرافيا في الجنوب ينصب خيام الاعتصام للمطالبة بفك الارتباط مع الشمال في حين أصبح هو الحاكم الوحيد في الجنوب، وهو المسيطر، وهو من يملك القرار بعد مغادرة الحكومة ورئيس مجلس القيادة إلى الرياض، حتى بات الجو خاليا له كي يبيض ويفرخ كما يشاء لكنه ينصب الخيام ويطالب من نفسه الانفصال وإعلان دولة الجنوب العربي، وهذا أمر يجعل المرء في حيرة من أمره، كما أن الأمر يوحي أن الانتقالي لا يملك قراره وإنما هو أداة تتحرك بقرار وتخمد بقرار، وتتمدد بقرار وتنكمش بقرار، ومثل هذا الارتهان والخضوع المذل لن يجعل الانتقالي حاكما ولا قادرا على إعلان دولة الجنوب العربي، كما ينشدها في خطابه الإعلامي .

اشتغلت بعض القوى السياسية والثقافية في الجنوب على فكرة المزايدة بالوحدة قبل عام 2011م وظلت هذه الفكرة ثابتة في تصوراتهم الذهنية ولم تبرح خيالهم إلى اللحظة التي أصبحوا فيها يملكون قرار تحديد المصير بعد أن عملوا على تصفية الجنوب من كل ما هو شمالي وكانت آخر بطولاتهم إخراج طفلة يتيمة تنتمي إلى الشمال من كوخ متهالك ونهب محتويات ذلك الكوخ وتركها تبكي وتندب حظها في العراء دون رأفة أو شفقة من تلك القلوب التي ملأها الحقد، وهو مشهد مبك ومحزن تداولته شبكات التواصل الاجتماعي، وبرغم كل ذلك السقوط القيمي والأخلاقي وجدوا أنفسهم عاجزين عن إعلان دولتهم بل خرجوا في الساحات للمطالبة من الفاعلين الدوليين إعلان دولة الجنوب، فالعجز عن إعلان دولة الجنوب يضع سؤالا جوهريا: ثم ماذا بعد ؟ ولماذا الهروب إلى التصريحات النارية في تحرير الشمال؟ طالما، أنت لم تحرر نفسك ولا تملك قرارا، عد لنقسك وأبدأ بتحريرها قبل أن تحرر من يبسطون نفوذهم على أرضهم ووقفوا أمام التحالف الدولي وقوى الشر العالمي، وأثبتوا للعالم حريتهم وقدرتهم على مناهضة رغبات الشر ورغبة الخضوع .

لو أراد الشمال الخضوع لقوى الشر العالمي كان اليوم حاكما مطلقا على اليمن من شماله إلى جنوبه، فهو يملك الرؤية ومواهب القيادة، ويحسن صناعة الحيوات، وفرض سلطان الدولة على ربوع اليمن، لكن حركة الدور والتسليم التي حدثت في حضرموت والمهرة ربما أغرت قادة الانتقالي وهما بالقدرة التي هم لا يملكونها في الواقع، فكانت تصريحاتهم هروبا من استحقاق تاريخي يشعرون بعجزهم هن مواجهته في قابل الأيام .

أشد أنواع الهوان حين يفصح الواقع عن حقيقة مرة تقول لك بوضوح : لست سوى أجير وعميل تقتات من بيع شعبك ووطنك مقابل دراهم معدودات، وأنك عبد في سوق نخاسة السياسة الإقليمية والدولية، ولو كنت تحمل مشروعا ناهضا لوطنك وشعبك لكان ولاؤك لليمن، أما أن تنجر إلى مشروع بريطانيا القديم والذي يتجدد فيك اليوم وأقصد فكرة الجنوب العربي، فلن يكون مصير المشروع إلا ذات المصير الذي وجده في النصف الثاني من القرن العشرين وهو التلاشي والزوال، فالتاريخ حين يبدأ حركته بمأساة لن تكون نهايته سوى مهزلة وهي المهزلة التي نشهد تفاصيلها في حركة الواقع في المحافظات الجنوبية .

كرأي شخصي لا يمثل أحدا سواي، لست ضد الانفصال إذا كان خيارا جامعا لكل أبناء المحافظات الجنوبية وربما يشاركني هذا الموقف الكثير من النخب لكن الثابت من خلال حركة الواقع أن المطالبة بالانفصال لا تمثل سوى أقلية منتفعة في مثلث جغرافي هو على غير توافق تاريخي مع بقية الجغرافيا الوطنية في الجنوب، هذا المثلث نفسه سيكون وحدويا حتى النخاع إذا تجففت روافده المالية ومنافعه التي تتدفق من الخارج، لأنه سيجد نفسه وحيدا خارج سرب الوطن وهو عاجز أن يكون بنفسه لكونه وعبر التاريخ لا يتحقق وجوده إلا بغيره .

ما حدث في سوالف الأيام لن يعدو عن كونه حركة تفكيك للنسيج الاجتماعي والوطني وإن كان البعض يرى أنه حركة تموضع جديدة في الخارطة السياسية، وإعادة ترتيب خارطة الصراع بما يتسق مع مصالح التحالف ودول الشر العالمي لا بما يتسق ومصالح اليمن، فالتموضع الجديد يترك ظلالاً قاتما على المستقبل، وترك وسوف يترك ندوبا في النسيج الاجتماعي والوطني، فتعدد الولاءات والتشرذم والتفرق وتنمية الصراع البيني، والتباعد بين الثقافات، والتوحش والغابية, والتفسخ القيمي، والسلوكيات ذات البعد الجهوي والمناطقي لن يكون في مصلحة الوطن الواحد المستقر في المستقبل .

ما يزرعه اليوم فرقاء العمل السياسي في اليمن سوف تجنيه الأجيال القادمة لأنهم سوف يرثون وطنا مقسما ومشرذما وبائسا، فالهوية الكلية حين يتم تجزئتها تصبح وبالا في المستقبل على الاستقرار والنهضة والبناء، فالمأساة التاريخية بين اليمن الأسفل، واليمن الأعلى، وبين الجبلي والتهامي، وبين القعيطي والكثيري، وبين الطغمة والزمرة، ما زالت تستيقظ مع كل حالة مماثلة كي تنتهي بمهزلة، ومعالجة تلك الفروق من المستحيلات طالما وهي تتجدد في الوجدان العام مع كل حركة للتاريخ .

لا أخشى على اليمن من العدو الخارجي لأنه عصي عليه والتاريخ تحدث عن ذلك والواقع اليوم على ذات النسق، لكننا نخشى عليه من أبنائه الذين جرهم شنآنهم إلى تمزيقه .

 

 

 

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: الإسرائيلي لما يقـ.تل عربي يبقى فلة شمعة منورة ولو العكس يبقى بيعادي السامية
  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • الأمن يلاحق حائزي الأسلحة غير المرخصة ويضبط 147 متهما
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي: راعي الأبقار وماشية العالم
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن