الشارقة-الوطن:

ساعد مستشفى أستر الشارقة مؤخراً معلمة تبلغ من العمر 46 عاماً على استعادة السيطرة على حياتها ومسيرتها المهنية من خلال العلاج الناجح لاعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن (CIDP)، وهو اضطراب نادر في المناعة الذاتية، والذي كان يؤدي إلى فقدان القوة البدنية والإحساس.
بدأت رحلة السيدة آني تشيريان منذ ستة أشهر عندما بدأت تعاني من ضعف في جميع أطرافها الأربعة، مما يجعل القيام بالأنشطة اليومية مثل الوقوف من وضعية القرفصاء أو تمشيط شعرها أمراً صعباً.

وأدى هذا التفاقم التدريجي للأعراض إلى طلب الرعاية الطبية في مستشفى أستر الشارقة.
بعد التحقيقات والتشخيص الشامل من قبل د. راجيش تشودري، أخصائي طب الأعصاب في مستشفى أستر الشارقة، تم تشخيص السيدة تشيريان بأنها مصابة بـاعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن، وهي حالة تؤثر على ما يقرب من شخص إلى شخصين من بين كل 100.000 شخص سنوياً 4. ويتميز باعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن بالضعف والوهن وفقدان الاحساس وردود الفعل بسبب تلف الأعصاب. كما يؤثر هذا المرض على الأعصاب الطرفية وقد يتصاحب مع حالات أخرى مثل مرض السكري والتهاب الكبد المزمن ومرض التهاب الأمعاء والسرطان وغيرها. ويمكن أن تشمل الأعراض الأساسية مشاكل في المشي بسبب نقص القوة، وفقدان الإحساس، وصعوبة في استخدام الذراعين والساقين، والشعور بالوخز أو الألم وغيرها.
وأوضح د. راجيش تشودري، أخصائي طب الأعصاب في مستشفى أستر الشارقة، أن ” يمثل اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن معضلة علاجية فريدة من نوعها، لا سيما عندما يتصاحب مع حالات مثل مرض السكري. وفي حالة السيدة تشيريان ، كان علينا أن ندرس خيارات العلاج المتاحة لدينا بعناية، إلا أن الخيار الشائع في علاج اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن، لم يكن قابلاً للتطبيق نظراً لاحتمال تفاقم حالة مرض السكري لديها، مما دفعنا إلى البحث عن علاجات بديلة، واختيار الجلوبيولين المناعي الوريدي (IVIG) في النهاية. وفي حين أن الجلوبيولين المناعي الوريدي فعال للغاية في اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن، إلا أن التكلفة ومراقبة التطور أثناء العلاج به يمكن أن تكون شاقة للغاية. ومع ذلك، ونظراً لقدرته على تحقيق نتيجة سريعة وبسبب الاستجابة الإيجابية للسيدة تشيريان ، فقد برز الجلوبيولين المناعي الوريدي كأفضل علاج ممكن.
وخلال إقامتها لمدة ثمانية أيام في مستشفى أستر الشارقة، بما في ذلك خمسة أيام في وحدة العناية المركزة، تلقت السيدة تشيريان الجلوبيولين المناعي الوريدي تحت مراقبة دقيقة، وقد أدى العلاج إلى تحسن كبير، حيث استعادت السيدة تشيريان قوة أطرافها وأصبحت قادرة على أداء الأنشطة اليومية دون مساعدة.
تعد أمراض المناعة الذاتية أكثر انتشاراً بين الإناث، حيث تؤثر على واحد من كل عشرة أشخاص1، وقد تحسنت السيدة تشيريان سريرياً وخرجت من المستشفى في حالة مستقرة مع بأقل قدر من الضعف الجسدي، ولكنها تحسنت بشكل أكبر خلال زيارات المتابعة.
وقد أعربت السيدة آني تشيريان عن امتنانها قائلة: “أنا ممتنة للغاية للدكتور راجيش تشودري والفريق الطبي بأكمله في مستشفى أستر الشارقة. إن خبرتهم ورعايتهم لم تساعدني على التعافي بشكل ملحوظ واستعادة قوتي فحسب، بل جعلتني أشعر بالفخر أيضاً.” “أنا على دراية بتأثير أمراض المناعة الذاتية وأهمية التدخل الطبي في الوقت المناسب. إن تفاني مستشفى أستر الشارقة في رعاية المرضى أمر يستحق الثناء، وأشكرهم على إعادة حياتي لي.”
وأوضح د. تشودري المزيد عن آلية عمل الجلوبيولين المناعي الوريدي ونتائجه، قائلًا: “يدخل الجلوبيولين المناعي الوريدي إلى الدورة الدموية ويتّحد مع الأجسام المضادة الموجودة ضد الأنسجة الذاتية، مما يؤدي إلى تحييدها. وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بنتائج الجلوبيولين المناعي الوريدي والحاجة المحتملة لجرعات متكررة، إلا أن دراسة حالة السيدة تشيريان أظهرت فعاليتها بحلول نهاية العلاج بالجلوبيولين المناعي الوريدي والذي استمر لمدة خمسة أيام، وأظهرت السيدة تشيريان استقراراً وتحسناً ملحوظاً، واستعادت قوة الطرف العلوي واستغنت عن المساعدة في الأنشطة اليومية. وتسلط مثل هذه النتائج الضوء على دور الجلوبيولين المناعي الوريدي باعتباره حجر الزاوية في علاج اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن، وإن كان ذلك مع اعتبارات مثل التكلفة وردود الفعل التحسسية والتأثير على الكلى والذي يتطلب مراقبة يقظة.
يسلط العلاج الناجح للسيدة تشيريان في مستشفى أستر الشارقة الضوء على التزام المستشفى بتقديم رعاية طبية متقدمة وزيادة الوعي حول الأمراض النادرة مثل اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أطباء يحذرون من فقدان البصر الناتج عن داء السكري النوع الثاني

يُعدّ داء السكري من النوع الثاني من أبرز أسباب فقدان البصر والعمى حول العالم. ووفقًا للدراسات، ازداد ضعف البصر الناتج عن اعتلال الشبكية السكري بشكل ملحوظ خلال العشرين عامًا الماضية، بنسبة 64% مُقلقة منذ عام 1990، ويُعزي الأطباء ذلك إلى ضعف التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم ونقص خدمات رعاية العيون، ومع ازدياد أعمار المصابين بداء السكري، يزداد خطر الإصابة بفقدان البصر.

في الهند، يُعاني أكثر من 100 مليون شخص حاليًا من ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يُمثل تحديًا صحيًا عامًا كبيرًا، ووفقًا للأطباء، كان من الممكن إنقاذ غالبية مرضى السكري في العين لو لجأوا إلى العلاج في وقت مبكر.

اعتلال الشبكية السكري هو أحد الأسباب الرئيسية للعمى بين الأشخاص في سن العمل، يُلحق هذا المرض الضرر بالأوعية الدموية في شبكية العين نتيجةً لارتفاع مستويات السكر في الدم باستمرار. وحتى يحدث ضرر دائم، يتطور المرض عادةً بصمت ودون أي أعراض، كما صرّح الدكتور أرافيند باديجر، المدير الفني لشركة بي دي آر للأدوية، لصحيفة تايمز ناو.

مع ارتفاع درجات الحرارة .. هل من الأفضل تناول الآيس كريم يوميا؟الجو نار .. كيف تحمي نفسك من الإجهاد الحراري وما أعراضه ؟لماذا أصبح فقدان البصر شائعًا بين مرضى السكري؟ 

وبحسب الدكتور باديجر، فإن بعض الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مشاكل العين لدى مرضى السكري تشمل:

-عدم وجود فحص مبكر

لا يُجري غالبية مرضى السكري، وخاصةً في المناطق الريفية وشبه الحضرية، فحوصات دورية للعين. وقال: "نظرًا لأن مرض السكري غالبًا ما يكون صامتًا في مرحلته الأولية، فإنه يبقى غير مُكتشف حتى يتأثر البصر بشكل كبير".

-ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم

يؤدي ارتفاع سكر الدم غير المستقر أو المزمن إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين، ويؤدي هذا مع مرور الوقت، إلى تسرب وتورم، يُعرف أيضًا باسم وذمة البقعة الصفراء السكرية، ونمو أوعية دموية جديدة، وقد يؤدي جميعها إلى فقدان جزئي أو كلي للرؤية إذا لم يُعالج.

-مدة أطول لمرض السكري

يزداد خطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري كلما طالت مدة الإصابة بالسكري، وصرح الدكتور باديجر قائلاً: "مع ازدياد عدد الهنود المصابين بالسكري من النوع الثاني في سن مبكرة، أصبحوا الآن أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة، مثل العمى، في مراحل مبكرة من حياتهم".

-تأخر الرعاية الطبية

عادةً ما يتجاهل المرضى الأعراض المبكرة، مثل عدم وضوح الرؤية، أو الأجسام العائمة، أو العمى الليلي. ويؤدي تأخر العلاج والتشخيص عادةً إلى مراحل متأخرة من الحالة، يصعب السيطرة عليها، ويزيد احتمال تسببها في ضرر دائم.

 المضاعفات التي يسببها اعتلال الشبكية السكري 

تتضمن بعض المضاعفات الخطيرة لاعتلال الشبكية المرتبط بمرض السكري ما يلي:

الوذمة البقعية المرتبطة بمرض السكري

انفصال الشبكية

الجلوكوما المبكرة

نقص تروية البقعة الصفراء، والذي يسبب فقدان تدفق الدم إلى جزء الشبكية المسؤول عن اللون والرؤية الحادة

يقول الأطباء إن مضاعفات اعتلال الشبكية المرتبط بالسكري قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تلف شديد لدرجة أن الخلايا الحساسة للضوء - والتي تُسمى مستقبلات الضوء - تتوقف عن العمل تمامًا. وعند حدوث ذلك، يؤدي ذلك إلى فقدان دائم للبصر، وقد يؤدي في النهاية إلى العمى.

كيف يمكنك منع فقدان البصر؟ 

مع أن فقدان البصر قد لا يصيب جميع مرضى السكري، إلا أن احتمالية الإصابة به أعلى بكثير لدى من يعانون من مستويات سكر دم غير مُنظَّمة. لذا، إليك بعض الطرق التي يُمكنك من خلالها تقليل خطر الإصابة به:

التحكم في الدم مستويات السكر وضغط الدم والكوليسترول.

فحص العين المتوسع سنويًا لجميع مرضى السكري، بغض النظر عن حالة الأعراض.

قد يؤدي العلاج الفوري باستخدام الليزر أو حقن مضادات عامل نمو الأوعية الدموية أو الجراحة إلى تجنب المزيد من الضرر.

تعمل التوعية على توفير المعلومات لإعلام الأشخاص بشأن العلاقة بين مرض السكري وصحة العين.

تعزيز التعاون بين أطباء العيون وأطباء السكري لتوفير رعاية شاملة للمرضى.

المصدر: timesnownews

طباعة شارك داء السكري فقدان البصر اعتلال الشبكية السكري مرضى السكري

مقالات مشابهة

  • القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع
  • الصحة: 28 ألف قرار نفقة دولة سنويا لمرضى التصلب المتعدد
  • جوارديولا يرفض «مقارنة ميسي ويامال»!
  • حتى لدى الأفراد الأصحاء.. التعرض لدخان الحرائق قد يؤثر على الجهاز المناعي
  • تسجيل حالتي انتحار في حادثين منفصلين بلحج
  • فريق جراحي بالسنبلاوين ينجح في استئصال كيس ضخم من حوض مريضة
  • سنغافورية 79 عاما تفاجئ الجميع في صالة رياضية بسبب ما فعلته
  • أطباء يحذرون من فقدان البصر الناتج عن داء السكري النوع الثاني
  • مافي جارسيا أكبر متسابقة تفوز بمرحلة في «طواف فرنسا»
  • في وقت قياسي.. انتهاء عملية فصل التوأم السيامي السوري بنجاح