سرايا - حذر المحلل السياسي الإسرائيلي شاي هار تسيفي، الخبير في القضايا الإقليمية والدولية، حكومة تل أبيب من استفزاز مصر.

وقال تسيفي، الذي يشغل أيضا منصب باحث أول بمعهد السياسات والاستراتيجية بجامعة "رايخمان" الإسرائيلية، والقائم بأعمال المدير التنفيذي السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، لصحيفة "معاريف" إن إسرائيل لديها فرصة لإعادة العلاقات مع جارتها مصر، بعد قرار القاهرة الأخير بالذهاب إلى محكمة العدل الدولية ودعم جنوب أفريقيا في لاهاي.



وأضاف: "يمثل الإعلان المصري بالانضمام إلى الدعوى التي رفعها حزب الشعب الديمقراطي ضد إسرائيل أمام محكمة العدل في لاهاي، خطوة أخرى في التوترات التي ميزت العلاقة الثنائية بين البلدين في الأشهر الأخيرة، وهي العلاقة المعقدة والحساسة بين إسرائيل في الوقت الحاضر".

وأشار تسيفي إلى أن مصر، مثل الأردن، تمتنع عن القيام بخطوات من شأنها الإضرار بشكل كبير باتفاق السلام، وترى أن الحفاظ عليه له أهمية كبيرة بالنسبة لها، مؤكدا أن استمرار الحرب في غزة، وخاصة احتمال شن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، يحمل في نظر مصر نطاقاً واسعاً من التهديدات والتحديات.

وتابع: "يدور في مصر بالمقام الأول تخوفات من التصعيد وتفاقم الصعوبات الإنسانية في قطاع غزة، هذا إلى جانب الإضرار بالجهود التي تقودها مصر لمحاولة صياغة اتفاق جديد لإعادة الأسرى، وتحمل هذه التطورات خطر تزايد الانتقادات الداخلية للنظام والضغوط من أجل استقبال مئات الآلاف من سكان غزة، وتجدر الإشارة إلى أنه في بداية الحرب، ظهرت في إسرائيل أفكار مفادها أنه على مصر أن ستستقبل سكان غزة، بينما هاجم مسؤولو الحكومة المصرية هذه الأفكار وأوضحوا أن هذا خط أحمر وخطر على الأمن القومي المصري".

وأضاف: "يمكن ملاحظة الاستياء المصري من النشاط في رفح والسيطرة على المعبر من خلال التقارير التي تفيد في الأيام الأخيرة برفضها التنسيق مع إسرائيل بشأن دخول شاحنات المساعدات إلى المنطقة، وهو أحد أهم الاتفاقيات الاستراتيجية التي تمتلكها إسرائيل ولها آثار إقليمية وأمنية عديدة، ولذلك، يجب على إسرائيل تجنب التحركات التي يمكن أن تحجب العلاقات الهامة والتعاون بين البلدين".

وختم المحلل السياسي الإسرائيلي البارز حديثه قائلا: ":عملياً، يوصى بأن تنظر إسرائيل إلى نشاطاتها في منطقة رفح ومحور فيلادلفيا بحساسيات مصرية، ويتم ذلك، على أساس أن المعالجة طويلة الأمد لمنع استمرار ظاهرة التهريب تتطلب تعاوناً كاملاً مع مصر".

من جانبها، عكست صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية حالة الغضب الشديدة في أروقة الحكومة الإسرائيلية من مصر بعد انضمامها لدعوى جنوب إفريقيا ضد تل أبيب في لاهاي.

وقالت يديعوت إنه في إسرائيل عبروا عن غضبهم من انضمام مصر إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ووصفوها بأنها "خطوة صعبة"، ويخشون أن تصدر محكمة العدل الدولية أمرا بوقف القتال في رفح.

وأضافت الصحيفة العبرية أنه في تل أبيب، يعملون حاليًا على زيادة المساعدات لقطاع غزة لأن القاهرة ترفض توصيل الإمدادات عبر معبر رفح، احتجاجًا على سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الشرقي من المعبر.

كما تخشى إسرائيل أن تستجيب محكمة العدل الدولية في لاهاي لطلب جنوب أفريقيا وأن تصدر خلال الأيام المقبلة أمرا بوقف القتال في رفح، ولذلك فهناك نشاط مكثف خلف الكواليس لزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي انخفضت بشكل كبير بسبب رفض مصر السماح بنقل المساعدات عبر معبر رفح احتجاجا على احتلال إسرائيل للجانب الشرقي من المعبر.

وقالت يديعوت أحرونوت إن إسرائيل وجهت اتهامات لمصر بانتهاك الاتفاقيات السابقة بين البلدين، وأن المصريين يلعبون لعبة مزدوجة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: محکمة العدل فی لاهای فی رفح

إقرأ أيضاً:

وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي

تتعرض البيئة السقطرية، لمخاطر متعاظمة وتحديات تهدد بخروجها من قائمة التراث العالمي، في ظل دعوات وتحذيرات محلية وأخرى أطلقها مختصون في البيئة للمحافظة على التراث البيئي في الأرخبيل الكائن على المحيط الهندي والخاضع لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا.

 

وقالت مصادر محلية إن البيئة السقطرية تعرضت خلال الأشهر والسنوات الماضية لسلسلة من الانتهاكات من قبل الإمارات التي تحكم قبضتها على الأرخبيل عبر مليشيا الانتقالي التي اتخذتها أداة للسيطرة على سقطرى.

 

وحذر أبناء سقطرى ومختصون في مجال البيئة من تبعات الإنتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، الأمر الذي يهدد بإزلتها من قائمة التراث العالمي.

 

وتتواجد منذ أيام، في أرخبيل سقطرى، البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو UNESCO والاتحاد الدولية للحفاظ على البيئة IUCN، لتفقد أوضاع الجزيرة، وذلك بالتنسيق مع الوفد الدائم للجمهورية اليمنية لدى اليونسكو، والهيئة العامة لحماية البيئة، ومحافظة سقطرى، ومكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وتنفيذاً لقرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي العام الماضي.

 

ويشارك ‏ في البعثة المتواجدة في سقطرى، صلاح خالد المدير الاقليمي لليونسكو ورسول سمادوف من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، وسوزانا كاري، ضابطة مشاريع، مركز التراث العالمي وطارق مصطفى أبو الهوى، خبير في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

 

وأكد مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح أن ‏أي انتهاكات تقدم عليها أية جهة ستتحمل الجهة المعنية المسؤولية أمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، والهيئات الدولية المعنية.

 

وأبدى جميع تطلعه لأن تكلل جهود الجميع بالنجاح لصالح الجزيرة، ومن أجل حماية تراثها الطبيعي من الانتهاكات، والحيلولة دون وضعها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

 

وناشد أبناء وشباب أرخبيل سقطرى، في بيان لهم، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الإبقاء على جزيرة سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي، مؤكدين أن سقطرى ليست مجرد جزيرة، بل هي جوهرة فريدة من نوعها في التنوع الحيوي والثقافي، حيث تضم موروثًا بيئيًا نادرًا، وتقاليد ثقافية متجذرة، وأجيالًا تعاقبت على حب هذه الأرض والارتباط بها.

 

 

وأوضح البيان، أن الحفاظ على سقطرى كجزء من التراث العالمي هو واجب إنساني، من أجل ضمان استمرارية هذا التنوع البيئي والثقافي للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن سقطرى تتميز بنباتاتها النادرة، وشواطئها العذراء، وتراثها الشعبي الأصيل، مما يجعلها من أفضل الجزر عالميًا من حيث التنوع الطبيعي والثقافي.

 

ودعا البيان، منظمة اليونسكو وكل الجهات المعنية، للوقوف مع أبناء سقطرى لـ "حماية هذه الجوهرة، وأن تواصل جهودها في الحفاظ على سقطرى من التهديدات البيئية والتدخلات العشوائية، لضمان بقائها كما أرادها الخالق، طبيعة بكرًا ومتنفسًا للإنسانية جمعاء".

 

وتعهد أبناء سقطرى، بالإلتزام بأن يكونوا الحراس الأوفياء لهذه الأرض، ومواصلة العمل على صونها، مؤكدين على الحاجة للدعم والمساندة، من أجل أن تظل سقطرى رمزًا عالميًا للطبيعة والثقافة. 

 

وفي ذات السياق، التقى محافظ أرخبيل سقطرى الموالي للإمارات رأفت الثقلي، يوم أمس الأول، فريق الرصد التفاعلي المشترك بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، في إطار زيارة الفريق لموقع الأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي.

 

وبحسب إعلام سلطات سقطرى، فقد استعرض المحافظ جهود السلطة المحلية في حماية التنوع البيولوجي والبيئة الطبيعية للأرخبيل، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجه سقطرى، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، والتغيرات المناخية الحادة التي تسببت في إنجراف التربة وفقدان التنوع الحيوي، منه سقوط عدد كبير من أشجار دم الأخوين.

 

وأشار الثقلي إلى حزمة من الإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية في سبيل حماية البيئة، من بينها، حظر استخدام الأكياس البلاستيكية، وإصدار لائحة تنظم الصيد التقليدي ومنع دخول نبتة القات إلى الأرخبيل، بالإضافة إلى إيقاف التعديات على الأراضي الساحلية.

 

ولفت إلى أنه تم خلال الفترة الماضية تأهيل أربع محميات طبيعية وتحسين بنيتها التحتية بدعم من مشروع اليونيب، إلى جانب إنشاء مركز اللغة السقطرية، في خطوة تهدف إلى صون التراث الثقافي غير المادي للجزيرة.

 

وأكد الثقلي أهمية إعداد "الخطة العامة لأرخبيل سقطرى (Master Plan)"، لتحديد الاستخدامات البيئية والمجتمعية للأراضي، إلى جانب تأهيل الكوادر المحلية في مجالات تقييم الأثر البيئي والتنمية المستدامة.

 

وتخلل اللقاء عرض مرئي قدمه فرع الهيئة العامة لحماية البيئة، استعرض أبرز أنشطة المشاريع البيئية المنفذة في مجالات التوعية البيئية، وتأهيل المحميات، ومكافحة الأنواع الدخيلة، وتدريب الكوادر المحلية.

 

بدورهم، أكد أعضاء الفريق الزائر أن الزيارة تهدف إلى تقييم الوضع البيئي والاطلاع على الجهود المبذولة للحفاظ على القيمة العالمية لموقع سقطرى، مشيرين لاستعداد منظمة اليونسكو لتقديم الدعم اللازم في هذا الإطار.

 

المختصون في البيئة جددوا تحذيراتهم التي يطلقونها بين الفينة والأخرى، من تبعات الانتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، حيث دعا المهندس أحمد سعيد سليمان السقطري إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمنع خروجه من قائمة التراث العالمي.

 

 وقال السقطري، وهو مختص بيئي: "نمر اليوم بمرحلة بالغة الحساسية، في ظل التحديات البيئية والميدانية التي تواجه الأرخبيل"، مشيرا لضعف إنفاذ القوانين البيئية، والتوسع العمراني العشوائي، إلى جانب تراجع قدرات الرقابة البيئية في الجزيرة.

 

ولفت إلة أن التقييم القادم لليونسكو قد يكون نقطة فاصلة، وقد يفضي إلى نتائج كارثية إذا لم يتم التعامل معه بمسؤولية وطنية عالية، مطالبا السلطة المحلية والحكومة بتبني خطة طوارئ عاجلة تتضمن تجميد الأنشطة الاستثمارية الجديدة، وتعزيز الرقابة البيئية في الأرخبيل.

 

المصور عبد الرحمن الغابري هو الآخر الذي وثق جمال الطبيعة والبيئة السقطرية، عبر عن قلقه العميق تجاه الجزيرة التي تواجه خطر شطبها من قائمة التراث الإنساني.

 

وقال الغابري إن هذا التهديد ناتج عن العبث والاستهتار بما تملكه اليمن من تنوع بيئي نادر وطقوس فريدة، مؤكدا أن البلاد شهدت تدميرًا مستمرًا للبيئة والإنسان، بينما يتجاهل المسؤولون في البلاد هذه الكوارث.

 

 

وحذّر الغابري، من أن الاستثمار العشوائي في سقطرى سيؤدي إلى تدمير لا يمكن تعويضه، مشيرًا إلى أن هذا العبث سيستمر في التأثير على الجزيرة لعقود قادمة، داعيا الجميع إلى الوعي بأهمية سقطرى وجمالها، محذرًا من أن استمرار التدمير سيؤدي إلى فقدان كنوزها الطبيعية.

 

وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين أكد أن سقطرى لم تشهد استثمارًا حقيقيًا في البنية التحتية البيئية التي تتوافق مع مكانتها العالمية، لافتا إلى أن التعاطي مع هذا التصنيف العالمي على المستوى الوطني كان ضعيفًا، وتراجع مستوى الحماية والتدابير التقييمية خلال السنوات الماضية.

 

 وأشار إلى التغيرات المناخية والاضطرابات السياسية التي شهدتها الجزيرة في العقد الأخير، لافتا إلى الزيارة المشتركة الحالية من فريق اليونسكو والمركز العالمي لحماية الطبيعة لتقييم حالة التدابير المتعلقة ببيئة الجزيرة.

 

ودعا كفاين، الحكومة والسلطات المحلية والمواطنين إلى التعاون مع الفريق الأممي، من أجل حماية سقطرى والحفاظ عليها كتراث طبيعي عالمي.


مقالات مشابهة

  • تحذيرات اممية من استخدام “إسرائيل” المساعدات كطُعم لإجبار السكان على النزوح
  • على اليمنيين الانتباه.. مطار مومباي الهندي يصدر تحذيرات هامة للمسافرين
  • تحذيرات أممية: الاحتلال يستخدم المساعدات للابتزاز الإنساني في غزة
  • بعد الكهرباء.. تحذيرات من توقف خدمة المياه في لحج  
  • وقفة احتجاجية لعشرات السوريين في مدينة لاهاي بهولندا تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا
  • وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي
  • تحذيرات من مخاطر الاحتيال الإلكتروني
  • الموجة الأخطر.. تحذيرات من حالة الطقس خلال الساعات القليلة المقبلة| تفاصيل
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • لماذا رمت إسرائيل الدولارات الصفراء في جنوب لبنان؟