بوابة الوفد:
2024-05-23@22:01:37 GMT

صناعة الإبداع والثقافة

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

ظهر مصطلح صناعة الإبداع أو الصناعة الإبداعية بعدما انتشر مصطلح صناعة الثقافة والاستثمار الثقافى مع بدايات الألفية الثانية وتبنت منظمة الثقافة العالمية اليونسكو هذين التعبيرين وأفردت مساحات لتحديد المفهوم والمعنى والمغزى من تحويل الثقافة والإبداع إلى صناعة واستثمار وكأن الإبداع الفكرى والفنى والأدبى ما هو إلا سلعة تحتاج إلى مؤسسات اقتصادية تضع لها دراسات جدوى وإستراتيجيات وأيضًا إلى عمل يحولها إلى صناعة تدر الربح والمال وتدخل ضمن آليات السوق فى العرض والطلب ولا مانع من أن تضيف إلى الناتج القومى والدخل القومى ولا تقف الثقافة والإبداع عند حدود الفرد وإنما الكل أو المجموع من أجل الاستثمار الصناعى والاقتصادى.

ومن هنا نجد أن العلوم الإنسانية من أدب وفنون بصرية وسمعية وإعلامية يجب أن تتداخل مع علوم الاقتصاد والأعمال وأيضًا علوم البرمجيات والحاسبات والذكاء الاصطناعى فى مناهج جديدة وتخصصات مبدعة علميًا وفكريًا خارج كل الأنظمة التقليدية المتعارف عليها، وإن كانت المناهج والدراسة هى البداية إلا أن الدولة عليها دور كما للقطاع الخاص أيضًا فى تبنى هذه الافكار الجديدة عن أهمية وحتمية تحويل الثقافة والإبداع والفنون إلى الاستثمار دون الإخلال بالمعنى والمضمون ولا يجب ان تنحرف الأمور نحو عبارة «السوق عايز كده» أو «الجمهور عاوز كده» لان الثقافة والابداع ينقسم إلى محاور عدة أهمها:

١- الثقافة والتراث الشفاهى والمكتوب سواء تراثا أدبيًا أو إبداعيًا أو شعبيًا فجميع هذه الأشكال ما هى إلا إبداعات علينا الحفاظ عليها وإعادة صناعتها لتناسب الحاضر دون المساس بأصولها وبفروعها وإنما علينا التركيز على مقومات هذا التراث الفكرى من أدب وفن وحلى وملابس وطقوس وفن تشكيلى ورسم وموسيقى وحتى الإيقاع الراقص والسير الشعبية وكل ما يحدد الهوية الثقافية.

٢- الفنون والآداب الإبداعية من روايات ومسرح وشعر وسينما وموسيقى وغناء وتصميم وديكور وعمارة وإعلام ودراما كل هذا من الممكن ان يتحول إلى صناعة حقيقية لكن دون ان نهدر من قيمة المعنى وأهمية المضمون وضرورة الرسالة فى كل إبداع وكل فن وكل إعلام حيث يجتمع الابداع الفردى والموهبة والعلم مع التكييف الصناعى لهذا الإبداع وفق آليات السوق والعرض والطلب والأخذ فى الاعتبار الإرتقاء بالذوق والوجدان والفكر ومزج المتعة بالفكر والترفيه بالرسالة، وعدم تفضيل المكسب على المضمون الإبداعى، ومساعدة المبدعين الصغار والمبتدئين فى كافة المجالات من تسويق وإعلان وترويج وتحفيز ونشر وغيرها من أدوات الإقتصاد والصناعة.

٣- الألعاب الإلكترونية والبرامج الترفيهية والمنصات الجديدة ما يطرح ويعرض من خلالها يعد من الفنون الإعلامية الإبداعية التى تستخدم التكنولوجيا استخدامًا قد يكون ضارًا ومؤثرًا بالسلب مع أنه يحقق أرباحًا تتخطى الملايين إلى المليارات خاصة فى الألعاب الالكترونية والتى تستخدم الفنون والتراث والشخوص التاريخية فى سياقات تحوى الكثير من العنف وتحرض على سلوكيات مرفوضة وترسخ مفاهيم مغلوطة ضد العادات والتقاليد والدين، بالرغم من أنها تحقق المكاسب فهى تدمر المجتمع والفرد.. هى صناعة تعتمد على الإبداع المدمر وليس الإبداعى البناء. إنها الثورة الثقافية الجديدة التى نحتاج إليها فى أن يتبنى المفكرون والمثقفون والعلماء تلك القضية التى أصبحت قضية حيوية حيث الإبداع والثقافة يعانيان من الإهمال حيث مازالت جهود الإبداع فردية ولا توجد مؤسسات جادة تحول الثقافة إلى اقتصاد وصناعة تحمى المبدع وتفيد الجمهور وتثرى المجتمع… العلوم الإنسانية والفنون والموهبة والإبداع هم ذلك الجانب المضىء فى تاريخ الإنسانية والحضارة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

السديس: الشباب عماد الدين ومن مرتكزات رؤية 2030 المباركة في التطوير والإبداع

قال رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، إن الرئاسة حريصة على الاستثمار في رأس المال البشري وتأهيل الكوادر الشبابية، فضلا عن تعزيز الإدارة الاحترافية وموظفيها، وقياس مستوى الأداء وفق الممارسات المعتمدة المُبينة، وتقييم أداء المنسوبين، وتبيين المسارات لجميع الموظفين، وفق حوكمة وقياس الأثر، لتطوير مستوى توسيع التجارب والمهارات، والترقي إلى عتبات النجاح بتفوق وجدارة.

وأضاف رئيس الشؤون الدينية في تصريحات بمناسبة اليوم العالمي للموارد البشرية، أن الشباب هم عماد الدين، وأحد أهم مرتكزات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تمكين وتطوير مهارات الشباب، وفق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- ورؤيتها المباركة في دعم وتتويج الشباب.

وأكد على أن العناية بالكفاءات والقدرات والمواهب هو الهدف الاستراتيجي لرئاسة الشؤون الدينية لتطوير منظومة الأعمال وصقل المواهب والكفاءات، فضلا عن تأهيل الكوادر الوطنية، وزيادة قدراتها، وأهمية التجديد والتطوير لكل ما يساهم في تجويد الخدمة الدينية في الحرمين الشريفين، ورفع الكفاءة والقدرات العلمية للجيل الشبابي؛ لبناء كوادر بشرية مؤهلة تكون واجهة للمملكة في خدمة الحاج والمعتمر في الحرمين الشريفين دينيا.

وبين الدكتور السديس أن تأهيل الكوادر البشرية في رئاسة الشؤون الدينية وتعزيز ثقافة التميُّز وتقوية الممارسات الإبداعية الدينية تراعي مستجدات التميز الخدمي العالمي، وتعد أحد الأولويات في الخطط والبرامج التطويرية التي تلبي أهداف الرئاسة، تحقيقاً للريادة الدينية وتعزيزا للإبداع، وحوكمة الأعمال وقياس الأثر لرفع مستوى الأداء، وتعزيز نقاط القوة والإبداع، وتجويد المخرجات بما ينعكس على جودة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، فضلا عن تطبيق معايير الحوكمة والجودة والشفافية في منظومة العمل الإداري.

مقالات مشابهة

  • دورة بعنوان "مقدمة في التراث العربي المسيحي"
  • عبدالله بن زايد: بناء مستقبل مشرق يرتكز على الكفاءة والإبداع
  • صانع ساعات الإسكندرية: حكاية 45 عامًا من عشق المهنة في زمن التكنولوجيا
  • قيادي بـ«المؤتمر»: مكتبة الإسكندرية جسر حضاري يربط بين مصر وباقي دول العالم
  • المغرب يقدم شكوى لدى اليونسكو بشأن الجزائر
  • عقد ضخم ينتظر حارس ليفربول والثقافة السعودية تحفز نجم الـ” ميلان” للانتقال إلى روشن
  • «الثقافة والعلوم» و«الشارقة للإعلام» تناقشان الحكاية في صناعة المحتوى
  • السديس: الشباب عماد الدين ومن مرتكزات رؤية 2030 المباركة في التطوير والإبداع
  • "الثقافة الجديدة" تفوز بجائزة نقابة الصحفيين في فرع "الصحافة الثقافية"
  • مؤتمر "الألكسو": مبادرة "الموهوبون العرب" توفر بيئة محفزة للإبداع