خبير عسكري مصري يكشف لـRT عن ارتباك غير مسبوق في الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
تعيش القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية حالة كبيرة من الارتباك، منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي، وهو أمر عززه فشل إسرائيل حتى الآن في تحقيق أهداف الحرب على غزة وتحرير أسراها.
إقرأ المزيدويقول اللواء طيار دكتور هشام الحلبي مستشار الأكاديمية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية في تصريحات خاصة لـRT، أن ما حدث يوم 7 أكتوبر من الفصائل الفلسطينية، تسبب في إحداث خلل في 3 نقاط رئيسية لدى إسرائيل، وهي الأمور التي كانت القيادة الإسرائيلية توهم الإسرائيليين بها.
وقال إن أول تلك الأوهام "امتلاك إسرائيل أنظمة إنذار مبكر تنذر بأي هجوم على إسرائيل بوقت كبير، ومرتبطة بمنظومات إنذار مبكر أمريكية.
وتابع: "النقطة الثانية أن هذا الإنذار المبكر يحقق دوما نوعا من الردع بأن أي شخص سيهاجم إسرائيل يمكن أن تتدخل إسرائيل فورا ومبكرا ويتم استهدافه وبالتالي سيكون هناك ردع بأن لا أحد يستطيع أن يهاجم إسرائيل".
أما النقطة الثالثة، بحسب الحلبي، هي "الحسم في أعمال القتال بوقت قصير جدا لو فشل الردع من خلال قوة عسكرية ضخمة ومتعددة ومتنوعة تستطيع حسم القتال في وقت قصير".
واوضح اللواء الطيار أن "العناصر الثلاثة تم هدمها تماما بهجوم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر، وبالتالي حدث إرتباك شديد جدا لدى القيادات العسكرية والسياسية وأجهزة المخابرات الإسرائيلية".
وأضاف اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، أن "هذا الأرتباك كان من المفترض أن يتلاشى بعد فترة من بدء حرب في 7 أكتوبر، وأن يستعيد الإسرائيليين توازنهم ويديروا القتال، ولكن هذا الارتباك استمر، وكانت مفاجئة للعالم أجمع أن الصدمة التي حدثت لدى أجهزة المخابرات والقوات المسلحة الإسرائيلية وقياداتها السياسية تسببت في استمرار الارتباك لدى قادة إسرائيل وبدرجة كبيرة".
وأشار إلى أن "القيادات العسكرية الإسرائيلية حددوا 3 أهداف واضحة من الحرب على قطاع غزة، وهي أولا تدمير قيادات حماس البشرية والقبض على قياداتها، ثانيا تدمير إمكانيات حماس العسكرية، وثالثا استعادة الأسرى بعمل عسكري"، مؤكدا أن الأهداف الثلاثة "لم تتحقق، وهو ما يعد مؤشرا واضحا لاستمرار الارتباك، مما أدى إلى ضرب المدنيين وهدم المنازل وتهجيرهم من أماكنهم، ليصبحوا هدفا بديلا عن الأهداف الأساسية التي فشلوا في تحقيقها.
ولفت المستشار بالأكاديمية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية حاولت إنقاذ إسرائيل، وأرسلت إليهم وزير الخارجية مرات عديدة وقدم لهم نصائح واضحة، كما قام وزير الدفاع الأمريكي بزيارة إسرائيل أكثر من مرة، ومستشارين أمريكيين رفيعي المستوى قاموا أيضا بزيارة إسرائيل، ولكن التعنت الإسرائيلي في قبول النصائح كان واضحا، ولم يأخذوا برأي الأمريكيين سواء على مستوى الوزراء أو الخبراء ، واستمروا في الاستراتيجية الخاطئة الموجودة".
وأضاف أن "المشكلة الأكبر التي تواجه إسرائيل، هي أن لديهم تقديرات استراتيجية خاطئة والتي تتسبب في أخطاء فادحة في المستويات الأقل في ميدان المعركة ومسرح العمليات، لصعوبة تنفيذ الأهداف على أرض الواقع، وهو ما جعل استمرار الوقوع في الأخطاء وأدى إلى تنفيذ حماس ضربات قوية ومؤلمة للجيش الإسرائيلي في عدة أماكن بأسلحة خفيفة".
وأشار إلى أن "الموقف في إسرائيل أصبح متأزما وأدى إلى انشقاقات داخل القيادات الإسرائيلية وبعض الاستقالات، وكل هذه مؤشرات على الفشل، كما أن استمرار قصف المدنيين أدى إلى أن العالم أجمع أصبح ضد إسرائيل، والشارع الغربي بدأ في التحرك واعتصامات في الجامعات، وظهور بُعد قانوني على الساحة وهو عرض الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين أمام محكمة العدل الدولية".
وأكد الحلبي "المشهد الآن كله ضد إسرائيل بصورة كبيرة جدا، وهو ما يؤكد أن هناك فشل نتيجة الأرتباك وأن هذا الارتباك مستمر".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصعيد غير مسبوق.. خسائر إسرائيل خلال الهجوم الإيراني الأكبر في تاريخ الصراع
شهدت إسرائيل خلال الفترة من 13 حتى 24 يونيو 2025 أعنف تصعيد عسكري مباشر من إيران، حسب بيانات صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وتحليلات إعلامية متقاطعة.
الهجمات التي شملت مئات الصواريخ الباليستية وآلاف المسيّرات، مثّلت لحظة فارقة في تاريخ النزاع، وأسفرت عن خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة.
كثافة نيران غير مسبوقة591 صاروخًا باليستيًا تم إطلاقها من إيران باتجاه أهداف داخل إسرائيل.
1050 طائرة مسيّرة شاركت في الهجمات، مستهدفة البنى التحتية والمراكز الحيوية.
ورغم النجاح الجزئي للأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، فقد تبيّن أن نحو 400 صاروخ فقط سقط في مناطق مأهولة من أصل العدد الكلي، ما يعني قدرة دفاعية كبيرة، لكن غير كاملة.
29 قتيلًا، معظمهم من المدنيين.
3491 جريحًا، تتنوع إصاباتهم بين حرجة ومتوسطة.
مصادر طبية تحدثت عن حالات وفاة بسبب أزمات قلبية وضغوط نفسية أثناء محاولات الهروب إلى الملاجئ.
صافرات الإنذار... خريطة الرعب
بلغ عدد دوي صافرات الإنذار بسبب الصواريخ: 19،434 مرة، توزّعت على النحو التالي:
41.3% في الشمال
44.3% في الوسط
14.3% في الجنوب
أما الإنذارات المرتبطة بالمسيّرات، فبلغت 609 مرات، غالبيتها في الشمال بنسبة 78%، ما يعكس تحولًا في تركيز إيران على جبهات الجليل الأعلى ومنطقة الجولان.
نزوح أكثر من 11،000 مستوطن، معظمهم من مناطق الشمال والوسط.
تقديم 38،700 طلب تعويضات لدى الجهات المختصة، تشمل أضرارًا مادية ونفسية وخسائر في الممتلكات.
المشهد أعاد إلى الأذهان أزمات النزوح في حروب سابقة، لكن هذه المرة أظهر ضعفًا واضحًا في جاهزية البنية التحتية للتعامل مع هجمات بهذا الحجم.
أحداث بارزة على الأرض
بئر السبع تحت النيران
مقتل 4 مدنيين في قصف مباشر على مبنى يحتوي على ملجأ تخزين مؤقت للمدنيين.
استهداف مستشفى "سوروكا"، وهو أحد أكبر المراكز الطبية في الجنوب، خلّف 50 جريحًا نتيجة إصابة محيط المستشفى وتسرب مواد كيميائية خطرة، رغم الإخلاء المسبق.
تعدّ هذه الحادثة مؤشرًا خطيرًا على تغيير في التكتيك الإيراني، باستهداف المرافق الحيوية مباشرة.
قراءة تحليلية
رغم اعتماد إسرائيل على قدرات دفاعية متطورة، إلا أن الهجوم الإيراني الكثيف كشف نقاط ضعف في الحماية المتزامنة من الصواريخ والمسيّرات، خاصة مع تشتيت محاور الهجوم وتنوع الأسلحة المستخدمة.
كما أن الأثر النفسي والاجتماعي للهجمات فاق الخسائر المباشرة، خاصة في ظل حالة الهلع الجماعي وتفكك الأنشطة الاقتصادية في بعض المناطق الصناعية والعسكرية.
في النهاية أثبتت إيران خلال هذه الجولة قدرتها على إحداث تأثير مركب: عسكري ونفسي واقتصادي، حتى دون احتلال أرضي أو اشتباك مباشر تقليدي.
في المقابل، برهنت إسرائيل على فاعلية دفاعها الجوي، لكن الثغرات في الجبهة الداخلية والنزوح الكبير يطرحان تساؤلات حول الجاهزية الشاملة للحرب المستقبلية.
الهدنة المعلنة مؤخرًا، برعاية أطراف دولية، قد تمنح الطرفين وقتًا لإعادة الحسابات. ومع ذلك، يبقى التوازن بين الردع الإيراني والرد الإسرائيلي هشًا، بانتظار أي شرارة جديدة.