عين الكور بالعوابي.. سحر المكان وقبلة المغامرين
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
عين الكور أو ما تُسمى «الغابة» في ولاية العوابي بقرية العلياء في محافظة جنوب الباطنة، هي واحدة من أجمل الوجهات السياحية التي يقصدها السياح بشكل مستمر على مدار العام، وتبعد عن مركز الولاية 36 كم، ومسارها يبدأ من قرية سحكون مرورًا بقرية الدار، وعين الكور قريبة جدًّا من الجبل الأخضر في محافظة الداخلية وأقرب مكان لها قرية السوجرة ويستغرق المشي إليها حوالي أربع ساعات.
تتميز عين الكور بتنوع النباتات والأشجار، ما يجعلها موطنًا للعديد من الحيوانات والطيور النادرة، وتتميز ببركها الصافية والنقية مما يجعلها مثالية للسباحة والاستمتاع بالأنشطة المائية، وتحيط بالعين الجبال الشاهقة من جميع الاتجاهات ويصلها الأهالي والسياح مشيًا على الأقدام متخذين من بطن الوادي أو قمم الجبال وسفوحها مسارًا لهم، وتمتاز العين بالطقس المعتدل ودرجات حرارة منخفضة. قال سعيد بن مصبح البحري أحد سكان قرية العلياء: يعد كور الغابة من أبرز المواقع والمقاصد السياحية التي تتميز بها قرية العلياء، والذي يتميز بموقعه الأخّاذ الذي يشد الناظر لأول مرة حيث وجود بركة مائية عميقة وشلالات مياه تحيط بها بعض الأشجار، يقع الكور في بداية مصب الأودية القادمة من ولاية الجبل الأخضر، ويتوافد السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها طوال العام لزيارته. وخاصة أثناء نزول الأمطار نظرًا لما يتمتع به من جمال فريد وطبيعة مميزة.»
وأضاف البحري: «يوجد مساران لكور الغابة يمكن للزائر أو السائح حرية الاختيار بينهما، يبدأ الأول من جامع العلياء عند مواقف السيارات إلى نهاية الشارع مرورًا بالوادي والمزارع مع وجود بعض اللوائح الإرشادية التي تدل على اتجاه المسار، أما المسار الثاني فيبدأ من قرية سحكون والمسير بين صخور الوادي والمرتفعات الجبلية حتى الوصول إلى مزرعة الدار التي تعد أيضًا من المواقع السياحية الجميلة للاسترخاء ويتميز بالجو العليل والهدوء وكثرة أشجار المانجو والعنب والزام، ثم المسير حتى الوصول إلى بركة مياه عميقة تسمى «جباة بني بحري» تقع وسط الوادي ويغذيها شلال صغير بمياهه العذبة ودائمة الجريان، ثم السير صعودًا وسط البرك المائية والصخور صعودًا للأعلى وغالبًا ما يقف السياح في هذه النقطة من أجل الراحة وممارسة هواية السباحة والقفز من أعلى لمن يملك مهارة السباحة في البرك المائية العميقة، ثم الوصول إلى مزرعة الصير حتى بلوغ كور الغابة الذي يستغرق حوالي 4 ساعات تقريبًا وبمسافة تقدر بـ 8 كم.» منوهًا أنه لا ينصح أصحاب الأمراض المزمنة ومن يعاني من أمراض مختلفة بزيارة كور الغابة لما يشكله من خطر على الصحة بسبب الجهد المبذول أثناء الصعود والنزول. وبيّن حمير بن ناصر الخروصي، عضو في فريق التحدي للمغامرات، أن كور الغابة مناسب لعشاق المشي في الجبال، ويتطلب الوصول إلى كور الغابة جهدًا كبيرًا، ويقع على بعد حوالي 8 كيلومترات من نهاية الشارع، كما يجب أن يكون هناك دليل من سكان القرية للمساعدة في الوصول إليه.
وأوضح عبدالله بن سعيد البحري، وهو أحد عشاق رياضة المشي وتسلق الجبال الذي يتردد كثيرًا على كور الغابة، أن كور الغابة واحدة من الأماكن الجميلة والمنعزلة عن ضوضاء الحياة، وتتميز بصوت الماء الجاري من أعلى البركة، وهدوء المكان، ونقاء مياهها الباردة. وللوصول إليها، يتطلب الأمر الكثير من التحدي والصبر والعزيمة، ويحتاج الطريق إلى المزيد من العلامات الإرشادية للبركة، ونصب أسلاك حديدية للمساعدة في بعض المناطق الصعبة. وعلّق عويد بن مسعود الشريقي قائلا: «رغم عدم وجود خطورة على طول المسار، إلا أن السائح يحتاج إلى لياقة وجهد عالٍ، خاصة قبل الوصول إلى كور الغابة حيث يتطلب تسلق الصخور والتنقل بين البرك المائية العميقة».
من جهته، قال يونس بن طالب العوفي: «تزخر قرية العلياء بمقومات ومعالم سياحية واقتصادية، وكهف الغابة أحد هذه المعالم السياحية نظرًا لما تشكله البيئة من مناظر طبيعية، كالمسار الجبلي الجميل الذي يربط تلك القرى ببعضها، وخاصة القرى المجاورة لولاية الجبل الأخضر ووادي مستل ووادي بني حراص». مشيرًا إلى أن تدفق الحركة السياحية، وخاصة فرق التحدي والمغامرات، يعد مكسبًا اقتصاديًا لأهالي القرية من خلال تسويقهم لمنتجاتهم الزراعية والتجارية واستغلال البيوت الأثرية كنزل سياحية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قریة العلیاء الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
قرية العقر بولاية الجبل الأخضر وجهةٌ سياحيّةٌ وقيّمة مضافة للمنتج السياحي
العُمانية: تعد قرية العقر بولاية الجبل الأخضر مقصدًا سياحيًّا للزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها خلال فصل الصيف لتميزها مثل باقي قرى الولاية بأجواء معتدلة صيفا وشديدة البرودة شتاء.
ويعتبر موقع القرية من بين أفضل المواقع السياحية في الجبل الأخضر من الناحية الجغرافية كما تطل على عدد من القرى وهي: العين والعيينة والشريجة والقشع والقنفرة وسلوت، إضافة إلى أنها تطل على المدرجات الزراعية للقرية والقرى المجاورة، وتتوسط قرى الولاية وقريبة من الفنادق والمنتجعات السياحية مثل فندق سحاب وفندق سماء وفندق انديجو منتجع أنانتارا.
كما تعد القرية نقطة الانطلاق لاكتشاف القرى الأخرى لممارسة رياضة المشي ويمكن اكتشاف جمال القرى الجبلية وتفاصيلها وعمرانها والاستمتاع بالتجوال بين المدرجات الزراعية مرورا بالعيون وجداول الماء والتعرف على طرق حصاد الورد الذي عادة ما يكون في شهري أبريل ومايو من كل عام.
ومن أبرز الأفلاج التي يتم بها ري مزروعات قرية العقر فلج "الأعور" الذي ينبع من قرية العين، ويروي مزارع الرمان والمشمش والخوخ والجوز والورد والزيتون وغيرها الكثير من المزروعات الموسمية.
ووضح علي بن يحيى العمري أحد أهالي قرية العقر أن ما يميز القرية خلال الفترة الماضية جهود شبابها في ترميم البيوت القديمة وتشغيلها لتوفير خدمات وخيارات للزائرين بين نزل تراثية ومطاعم ومتاحف للمحافظة على القرية وإحياء بيوتها بما يحفظ التوازن بين راحة الزائر والأهالي.
وقال لوكالة الأنباء العُمانية إن من بين المشروعات التي قامت في هذه القرية واستمرت فيه أعمال الترميم فترة طويلة بجهود ذاتية نزل المدرجات المعلقة الذي تم افتتاحه في سبتمبر من عام 2023م ويشغل هذا النزل ثلاثة بيوت يضم بين جنباته 11 غرفة ومكانًا لتناول الطعام، مشيرا إلى أنه تم الحرص على ترميمه بنفس الطابع وإعادة استخدام ما أمكن استخدامه من المواد الموجود في البيوت القديمة كما تم الحرص على توفير مستلزمات الراحة اللازمة للساكن.
من ناحيته قال يوسف بن ناصر العمري من أهالي قرية العقر إنه يتم حاليا تنفيذ مشروع مقهى جديد إضافة إلى تنفيذ مشروعين من النزل التراثية حيث تصل تكلفة هذه المشروعات إلى حوالي ٢٠٠ ألف ريال عماني.
وأشار إلى أن قرية العقر كان لها تاريخ عريق ضارب في القدم فبيوتها القديمة ومدرجاتها الزراعية الضاربة في عمق التاريخ هي دليل على ذلك كما أن القرية تعد مستوطنة بشرية قديمة تعاقبت في سكناها أجيال عديدة.
ووضح أن من أشهر معالمها التاريخية فلج الأعور الذي يغذي مزارعها والمدرجات الزراعية للقرية التي تعتبر معلمًا تاريخيًّا وتتميز بالهندسة الإبداعية وجمال شكلها أضاف للقرية روحًا أخرى، ومن المعالم الثقافية والدينية للقرية مسجد الحقابة ومدرسة القرآن الكريم إضافة إلى مسجد الحرف الذي يتوسط القرية.
وأكد يوسف العمري على أن استثمار القرية اقتصاديًّا أصبحت له أهمية كبيرة سواء لأصحاب البيوت والمزارع في القرية أو لأصحاب النشاطات السياحية الأخرى المستفيدين من المنتج السياحي في القرية، مشيرا إلى أن الكثير من أصحاب البيوت القديمة بدأوا في تحويلها إلى أماكن سياحية مثل النزل والمقاهي والمتاحف، وهذا يعود بأهمية اقتصادية لأصحابها بشكل مباشر وتوفير فرص عمل للشباب العُماني وتوفير منفذ تسويقي للمنتجات المحلية والوجبات التقليدية والمنتجات الحِرفية والتحف الفنية للكثير من الأسر المنتجة في ولاية الجبل الأخضر.