الروبي: الحماية السيبرانية لا تتطلب المال وإنما تحديد الأولويات
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أكدت رانيا الروبي رئيس قطاع أمن المعلومات ببنك مصر، أن متطلبات وضروريات الأمن السيبراني وحماية المعلومات والبيانات لجميع القطاعات والأعمال على المستوى المؤسسي وكذلك لكافة المواطنين على المستوى الشخصي، لا تطلب مزيداً من المصروفات بقدر ما تتطلب تحديد الأولويات والتوعية والعمل بمنهجية محددة لمواجهة المخاطر المحتملة، والاهتمام الرئيسي بقطاع أمن المعلومات وإقرار ضوابط وأكواد موحدة لضمان التزام جميع الجهات بمتطلبات حماية البيانات وأمن المعلومات.
جاء ذلك خلال استضافة رانيا الروبي في واحدة من أبرز حلقات بودكاست التكنولوجيا والأمن السيبراني وأمن المعلومات الذي يقدمها الإعلامي أسامة كمال وتبث مباشرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي وعبر صفحة الإعلامي أسامة كمال على الفيس بوك وصفحة مؤتمر ومعرض الأمن السيبراني Caisec”24 المرتقب انعقاده في نسخته الثالثة خلال الفترة من 3 إلى 4 يونيو المقبل 2024.
وقالت رانيا الروبي رئيس قطاع أمن المعلومات ببنك مصر، إن مسئوليات الأمن السيبراني لا تقع بكاملها على عاتق المبرمجين ومهندسي التكنولوجيا، فهناك مسئوليات يجب أن يعيها الموظفين والعاملين بمختلف قطاعات المؤسسة وكذلك هناك مسئوليات أخرى تتعلق بوعي العملاء والمستخدمين أنفسهم في التعامل مع حساباتهم ومعلوماتهم عبر الأدوات الرقمية.
وأوضحت أن كل موظف داخل أي مؤسسة لا يمكن أن يكون لديه الصلاحية للوصول إلى كل المعلومات بما في ذلك رئيس المؤسسة حيث يجب أن تكون صلاحيات الوصول مقيدة وفقاً للوظائف المحدد لكل إدارة ولكل موظف على حدة وفقاً لطبيعة العمل، وذلك لتفادي انتشار الأخطاء البشرية وكذلك السيطرة على أي عملية اختراق بحيث تكون مقيدة في نطاقها الضيق دون الانتشار إلى النطاقات الأخرى.
وأضافت أنه يجب على الموظفين والعاملين والعملاء إبلاغ الإدارة المختصة فوراً عند وقوع أي مشكلة أمنية أو عند الشعور بالضغط على روابط إلكترونية وعناوين اتصال زائفة والتي ربما تكون سبباً في فتح ثغرة داخل النظام لبدء اختراقه، وبالتالي من الممكن تدارك ذلك سريعاً قبل أن تتم عملية الاختراق بالكامل، ولا يجب أن يخشى الموظف أو العميل من الإبلاغ عن وقوع الاختراق أو الخطأ من جهته حتى لا تظل الثغرة قائمة دون علاج، كما أن الإفصاح عن الأخطاء يعزز من درجات الاستعداد والجاهزية لمواجهة هجمات شبيهة في مراحل مقبلة.
وأكدت أنه يجب على جميع المتخصصين في مجال أمن المعلومات التواصل الدائم فيما بينهم للكشف عن المخاطر المتوقعة ونقل الخبرات والتجارب لتفادي تكرار الأخطاء لدى مؤسسات أخرى، حيث يجب أن يكون هناك تواصل دائم لتبادل المعلومات والأفكار بين مسئولي الأمن السيبراني لأنه على الجانب الأخر هناك تواصل دائم بين "الهاكرز" المخترقين لتعزيز معلوماتهم وقدراتهم الإجرامية.
وذكرت أن معظم الهجمات حول العالم في السنوات الأخيرة كانت تتعلق بهجمات "الفدية" بما يشير إلى أن معظم الهجمات تكون بهدف تحصيل الأموال، ولذلك يستخدم هؤلاء "الهاكرز" أدوات تكنولوجية مكلفة ومتقدمة جداً لأنهم يستهدفون من خلالها تحقيق هجمات فدية تنتهي بطلب الأموال لفك الحذر عن البيانات المستولى عليها.
وبسؤالها عن الوضع الوظيفي لمدراء وخبراء الأمن السيبراني في الشركات والمؤسسات ومدى اهتمام الإدارة العليا ومجلس الإدارة بهذه الوظيفة الحيوية، أوضحت أنه في القطاع المصرفي على وجه التحديد فإن الاهتمام بإدارات الأمن السيبراني لم يعد خياراً يمكن التفكير فيه، بل إن هناك لوائح وقواعد صارمة من البنك المركزي المصري تفرض إنشاء لجنة من مجلس إدارة أي بنك لمتابعة أعمال الأمن السيبراني داخل هذا البنك.
وكشفت أن أعمال أمن المعلومات لم تعد جزءاً صغيراً من إدارة تكنولوجيا المعلومات "IT" داخل المؤسسة، ولكنها إدارة ضخمة جداً وتقوم بالتواصل المباشر مع مجلس الإدارة، وفي حالة عدم توفير أي إدارة للمتطلبات اللازمة لقيام فريق أمن المعلومات بدوره فإنه يجب على إدارة أمن المعلومات اللجوء فوراً إلى لجنة الأمن السيبراني بمجلس إدارة المؤسسة.
ولفتت رانيا الروبي رئيس قطاع أمن المعلومات ببنك مصر، إلى أن القطاع المصرفي لا يعارض مطلقاً أي متطلبات أو مصاريف يحتاجها قطاع أمن المعلومات للقيام بدوره على الوجه الأكمل، والأهم من تدبير مصاريف الحماية السيبرانية هو تحديد الأولويات لأن عنصري الزمن والتنظيم يؤثران بشكل كبير على قوة الحماية، لأن المسألة ليست كثرة الإنفاق ولكن لابد من فكر ومنهجية محددة لمواجهة المخاطر.
وبسؤالها عن أولوياتها اليومية كأحد قيادات الأمن السيبراني في مصر، قالت رانيا الروبي، إن الاطلاع الدائم سمة رئيسية لجميع العاملين في مجالات الأمن السيبراني لأن الكثير من الخبرات يتم اكتسابها وتعلمها من خلال متابعة تجارب الأخرين محلياً وعالمياً، بينما اليوم لم تعد المتابعة والاطلاع مقتصرة على المتخصصين لأن المخاطر السيبراني أصبحت تستهدف جميع المواطنين وبالتالي أصبح المواطن العادي في بحث مستمر عن المعرفة لحماية بياناته ومدخراته من الهجمات السيبرانية.
وأكدت أنه على صعيد العمل الداخلي لإدارات أمن المعلومات فإنه لابد من بناء فريق عمل متكامل في مختلف الاتجاهات والمجالات لأن الأمن السيبراني ليس عملاً فردياً وقد أصبح يضم العديد من التخصصات المهمة للغاية، وتحرص جميع المؤسسات دائمة على زيادة كفاءتها بالحصول على المعرفة والاستشارات اللازمة من جميع أنحاء العالم لأن صناعة الأمن السيبراني هي صناعة عالمية تواجه مخاطر عالمية وليست محلية فقط.
قال الإعلامي أسامة كمال، إنه خلال مناقشات مؤتمر الأمن السيبراني Caisec”23 أكد الجميع أن القطاعات غير المالية لا تحظى بذات الاهتمام فيما يخص حماية المعلومات والأمن السيبراني، متسائلاً عن أسباب ذلك رغم توفير الدولة لكافة القوانين واللوائح والإجراءات الداعمة واللازمة للسير قدماً في تعزيز الأمن السيبراني على كافة مستويات الأعمال والقطاعات الحكومية والخاصة أيضاً.
وأجابت رانيا الروبي، قائلة إنه بالفعل هناك تفاوت واضح بين تطور أعمال الأمن السيبراني في القطاع المصرفي وفي باقي وزارات الدولة وقطاعاتها، ومع ذلك فإن كل وزارة أو قطاع ليس مطالباً بالعمل منفرداً حيث يجب أن يكون هناك خطة واضحة ولوائح لتحديد البنية المعلوماتية الحرجة الواجب حمايتها بشكل إلزامي.
وأضافت أن الوزارات والقطاعات التي تشهد تطوراً سريعاً في التحول الرقمي يجب أن تسير بنفس السرعة في حماية البيانات وأمن المعلومات، وعلى صعيد الوزارات الحيوية غير القادرة على حماية أعمالها من الهجمات السيبرانية أو غير المدركة لمخاطر الهجمات السيبرانية لابد من خضوعها أو دعمها بجهات محددة تكون مسئولة عن الحماية المعلوماتية والتأمين الرقمي لأعمال هذه الوزارات.
وترى أن خطة التحول الرقمي وميزانيتها يجب من البداية أن تضع في الحسبان تكاليف التدريب السيبراني للموظفين والتوعية لجميع العاملين والعملاء وكذلك تكاليف إنشاء وتشغيل إدارة مستدامة لأمن المعلومات وذلك لحماية مكتسبات التحول الرقمي وضمان سلامة سير الأعمال التي سوف تصبح جميعها أو معظمها رقمية.
وأكدت أن الجهات المشاركة في عمليات التحويل الرقمي لبعض الأعمال والوزارات لديها بالفعل آلياتها الموثوقة للأمن السيبراني كما تقدم التوعية والتدريب وبرامج الحماية اللازمة مع تسليم المشروع وخلال إدارته وتشغيله، ولكن هناك حاجة دائمة لمزيد من التوعية والتأمين والاهتمام المستمر بتطوير ثقافة وأعمال أمن المعلومات على مستويات واسعة وشاملة.
واختتمت حديثها بضرورة إقرار كود شامل للالتزام به في تأمين المعلومات والأعمال من الهجمات السيبرانية لكل قطاع فيما يخصه من أولويات بحيث لا يتم التحرك نحو التحول الرقمي في القطاعين العام والخاص دونما الالتزام القانوني باتخاذ الإجراءات الحمائية المنصوص عليها في هذه القواعد أو هذا الكود الموحد، على أن يتم مناقشة مثل تلك الإجراءات والقواعد المقترحة خلال مؤتمر أمن المعلومات Caisec”24 الذي سيتم انعقاده في الفترة من 3 إلى 4 يونيو 2024.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الروبي الأمن السيبراني تحديد الأولويات الهجمات السیبرانیة الأمن السیبرانی التحول الرقمی یجب أن
إقرأ أيضاً:
هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه من الواضح أن إسرائيل ترفض وقف الحرب على غزة ، في ظل الأنباء حول اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى جزئي، وهي تسعى إلى تصعيد كبير قادم لا محالة في الضفة الغربية على خلفية خطط إقامة 20 مستوطنة جديدة، كما تواصل إسرائيل التهديد بمهاجمة إيران حتى في حال التوصّل إلى اتفاق نووي أميركي – إيراني.
وحسب تقديرات مصادر إسرائيلية مطلعة، فإنه لا يُتوقّع أن تعارض إسرائيل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإفراج حماس عن أسرى إسرائيليين، بينهم 10 أحياء ونصف الأسرى الأموات، مقابل الإفراج عن عدد غير معروف حاليًا من الأسرى الفلسطينيين، بموجب مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.
إقرأ أيضاً: تفاصيل خطة أميركية جديدة لغزة تقترح اتفاقا لوقف النار بضمانة ترمب
لكن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة بموجب مقترح ويتكوف، وإنما سيواصل حصار القطاع ليس من خارجه فقط، وإنما من داخله أيضًا، إذ ستبقى القوات الإسرائيلية في المواقع التي تواجدت فيها قبل استئناف الحرب، في 18 آذار/مارس الماضي، وبضمنها محور صلاح الدين (فيلادلفي) الذي يسيطر على معبر رفح مع مصر. وحسب التقارير الإسرائيلية، فإنه في إطار هذا الاتفاق سيُستأنف إدخال المساعدات الإنسانية بواسطة الأمم المتحدة.
طوال المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، أصرّت الحركة على وقف إطلاق دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كله، ورفضت إسرائيل هذا المطلب بالمطلق. وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى السابق، في الفترة بين 19 كانون الثاني/يناير و18 آذار/مارس من العام الحالي، استأنفت إسرائيل الحرب وأعلنت أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها التي وضعتها في بداية الحرب، قبل حوالي 20 شهرًا، وهي القضاء على حماس وإعادة الأسرى من غزة.
ولم تحقق إسرائيل في حربها أيًّا من هذين الهدفين، ولا يتوقع أحد أنها ستحقّقهما في المستقبل المنظور من دون وقف الحرب بالكامل. بل يبدو أن الحكومة والجيش الإسرائيليين استسلما لهذه الحقيقة. وفيما ترفض حكومة نتنياهو حتى الآن الحديث عمّا يسمّى "اليوم التالي" في غزة بعد الحرب، وتُعلن في الوقت نفسه أن الحرب لن تتوقف، وأنها تسعى إلى تنفيذ مخطط طرد سكان غزة إلى خارج القطاع، فإنه أصبح واضحًا أن الحرب ليست ضد حماس فقط، وإنما هي بالأساس ضد سكان غزة المدنيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشهداء والجرحى والمهجّرين الذين دُمّرت بيوتهم وحياتهم كلها.
واعترض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على مقترح ويتكوف، وادّعى أن "حماس تتعرض لضغط وضائقة هائلة في الأيام الأخيرة نتيجة لتغيير منظومة توزيع المساعدات وفقدان سيطرتها على السكان في القطاع، إلى جانب الضغط العسكري المتواصل. وينبغي مواصلة تشديد الحبل على عنقها وإرغامها على صفقة استسلام مطلق مع (الإفراج عن) جميع المخطوفين دفعة واحدة. وسيكون هذا غباء مهووس أن نُخفّف الضغط ونُوقّع معها على صفقة جزئية تمنحها الأكسجين وحبل نجاة وتسمح لها بالانتعاش. ولن أسمح لأمر كهذا بأن يحدث. نقطة".
الادّعاء في الإعلام وأحزاب المعارضة في إسرائيل بأن سموتريتش وإيتمار بن غفير هما الجناح الأكثر تطرّفًا في حكومة نتنياهو هو ادعاء كاذب ومضلّل. ليس لأنهما ليسا متطرّفين، وإنما لأن الحكومة كلها، وبشكل خاص حزب الليكود، على شاكلتهما وتحمل أفكارهما نفسها. وسموتريتش وبن غفير انضما إلى حكومة نتنياهو ليس من أجل تولّي مناصب وزارية فقط، وإنما، وبالأساس، من أجل دفع عقيدتهما وأجندتهما التي تتمثل بتوسيع حدود إسرائيل لتشمل فلسطين التاريخية كلها، وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. ولذلك، لا ينبغي استبعاد أن الحرب على غزة بكل مأساويّتها وكارثيّتها هي مقدّمة لحرب قادمة على الضفة الغربية.
تعيين سموتريتش وزيرًا في وزارة الأمن لم يكن بهدف أن يكون مسؤولًا عن المستوطنات والمستوطنين، وإنما بهدف توسيع الاستيطان والسيطرة الإسرائيلية على الضفة، ليست كمنطقة محتلة، وإنما كمنطقة يجب ضمّ معظم مساحتها إلى إسرائيل.
مخطط ضمّ مساحات من الضفة إلى إسرائيل موجود منذ عقود. وحتى إنه موجود، على الورق، في خطط ومقترحات حل الدولتين، وهو جزء من عقيدة اليمين الإسرائيلي، في الحكومة وفي المعارضة أيضًا.
المستوطنون هم الذراع الإسرائيلية الطويلة لسرقة الأراضي في الضفة، وإقامة بؤر استيطانية عشوائية (من دون مصادقة إسرائيلية رسمية) من خلال اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وصعّدوا عمليات السرقة هذه في السنوات الماضية، بمساندة الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع حملة مصادقة واسعة للحكومة على مخططات استيطانية كثيرة.
في هذا السياق، أعلن الكابينيت السياسي – الأمني، أمس الخميس، أنه صادق قبل أسبوعين على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة، وبعضها في عمق الضفة، إضافة إلى إعادة بناء مستوطنة "سانور" في شمال الضفة، التي تم إخلاؤها في إطار خطة فك الارتباط عن غزة في العام 2005، وشرعنة بؤر استيطانية، بينها "حوميش" التي أُقيمت في موقع تواجدت فيه مستوطنة تحمل الاسم نفسه وأخلاها الجيش الإسرائيلي قبل سنوات.
يُشار إلى أن إقامة هذه المستوطنات سيستغرق عدة سنوات، لكن قسمًا منها يُحاصر مدنًا فلسطينية، بينها رام الله ، بعد أن استولت إسرائيل على الأراضي في هذه المناطق وصادرتها. والهدف هو تكرار النموذج الاستيطاني في أراضي الـ48، حيث صودرت الأراضي من المواطنين العرب، وحوصرت مدنهم وقراهم، ومُنع توسيعها، ببلدات يهودية صغيرة لا يُسمح للعرب بالسكن فيها.
العملية العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية غداة وقف إطلاق النار في غزة، في كانون الثاني/يناير الماضي، هي الأكبر في العشرين عامًا الأخيرة، وهدم خلالها مساحات واسعة في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وبشكل خاص في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وارتقى مئات الشهداء، وهُجّر أكثر من 40 ألفًا. وأدّت هذه العملية العسكرية إلى تدمير الاقتصاد في شمال الضفة. والأوضاع الأمنية المتوترة تمتد إلى وسط وجنوب الضفة، وإلى القدس أيضا. ونسبة البطالة مرتفعة في الضفة بعد أن أوقفت إسرائيل، في بداية الحرب على غزة، دخول أكثر من 120 ألف عامل للعمل في إسرائيل.
مخطط الضمّ من شأنه أن يستدعي، ربما، انتفاضة جديدة في الضفة، رغم أن حرب الإبادة في غزة لم تؤدِّ إلى تصعيد أمني كبير فيها. لكن سواء انتفضت الضفة أم لا، تتردد تقارير إسرائيلية حول مخطط ترانسفير في الضفة، في السنوات المقبلة، سيتم تنفيذه من خلال هجوم عسكري بالضرورة، قد يصل إلى حدّ حرب إبادة أخرى، يتخللها القتل والتدمير والتجويع. فإسرائيل باتت خبيرة في الإبادة. وفي هذه الأثناء، نُفذت عمليات ترحيل لتجمعات فلسطينية بدوية عن أراضيها في الأغوار وفي جنوب جبل الخليل.
كل ما ذُكر أعلاه يعني أن دولة فلسطينية بالنسبة لإسرائيل هو أمر مرفوض. وهذا واضح. لكنه يعني أن الصراع سيستمر إلى أجل غير مسمّى، وهذه مصلحة إسرائيلية. ومن أجل تحقيقها، يتعيّن على إسرائيل أن تحافظ على توتر دائم ليس مع الفلسطينيين فقط، وإنما توسيعه، كي تُنفّذ مخططاتها في غزة والضفة، وفي مقدمتها الترانسفير.
توسيع الصراع الذي يتحدث عنه نتنياهو يتّجه إلى إيران. وفيما تتحدث إدارة بايدن عن أن اتفاقًا نوويًّا جديدًا مع إيران قد يكون وشيكًا، فإن نتنياهو أرسل هذا الأسبوع وفدًا إلى واشنطن – ضمّ رئيس الموساد، دافيد برنياع، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي – في محاولة لإقناع إدارة بايدن بعدم التوقيع على اتفاق نووي مرحلي مع إيران، ومن أجل القول إن اتفاقًا مرحليًّا كهذا ليس مقبولًا على إسرائيل ولا يُلزمها، أي لا يمنع إسرائيل من مهاجمة إيران.
ويصرّح نتنياهو أنه سيوافق على اتفاق نووي مع إيران فقط إذا شمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني بكامله، وهو شرط يبدو أن إيران يستحيل أن توافق عليه. وتُظهر أقوال نتنياهو أنه قد يُوعز بمهاجمة إيران حتى من دون دعم أميركي، رغم أن إسرائيل ستكون بحاجة لدعم كهذا من أجل اعتراض ردٍّ إيراني. رغم ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل في حال الرد الإيراني هو أمر مستبعد.
ورغم ذلك، ربما يُطلق نتنياهو تهديداته ضد إيران لمجرد التهديد، لأن تنفيذها له عواقب على مستوى العالم، مثل ارتفاع أسعار النفط، وربما تؤثر على استقرار دول الخليج، حليفة الولايات المتحدة. لكن استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، حتى من دون تنفيذها، سيؤدي إلى استمرار التوتر في المنطقة، وهذا بحدّ ذاته هدف ومصلحة إسرائيلية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل: ارتفاع أسعار الوقود في حزيران نتنياهو يخضع لـ"إجراء طبي" بالمستشفى إصابة 3 جنود إسرائيليين في معارك جنوب غزة الأكثر قراءة محدث: مجزرة يرتكبها الاحتلال بحق عائلة في عبسان الجديدة شرق خان يونس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يستدعي رئيس الشاباك المُعيّن الخارجية: جرائم المستوطنين في بروقين وغيرها مُخطط لها لتهجير شعبنا باراك: لا نصر في غزة.. وسنعود لنقطة الصفر بعد وقف العمليات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025