الحرة:
2024-06-13@09:21:40 GMT

كيف تصدرت الصين عالم السيارات الكهربائية؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

كيف تصدرت الصين عالم السيارات الكهربائية؟

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بـ"إغراق أسواقها"، وقرر رفع الرسوم الجمركية على سياراتها الكهربائية، أربعة أضعاف.

وأعلنت الحكومة الأميركية عن زيادة كبيرة للرسوم الجمركية لهذا النوع من المركبات من 25% إلى 100%، ضمن قائمة زيادات تتعلق بالعديد من القطاعات الأخرى "الإستراتيجية"، وفي مقدمها أشباه الموصلات أو البطاريات.

وأعربت بكين عن "رفضها" للقرار، مشددة على أن "منظمة التجارة العالمية خلصت منذ فترة طويلة" إلى أن التعريفات الأميركية "تنتهك قواعدها" لكن "الولايات المتحدة تصر على أخطائها أيضا وأيضا"، وفقا لبكين.

سوق تنافسية واعدة 

يُعد سوق السيارات الكهربائية قطاعا محوريا في مسار الدفع نحو الانتقال من ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة نظيفة لمكافحة تغير المناخ. 

في عام 2022، شهد القطاع نموا ملحوظا بنسبة 55.1%، إذ تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية في العالم 10.25 مليون سيارة، وحققت إيرادات بقيمة 538.8 مليار دولار أميركي، وفق "ستاتيستيكا".

وفي عام 2023، تم تسجيل ما يقرب من 14 مليون سيارة كهربائية جديدة على مستوى العالم، ليصل إجمالي عددها على الطرق إلى 40 مليونا، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وبذلك، تكون مبيعات السيارات الكهربائية قد ارتفعت في عام 2023 بمقدار 3.5 مليون سيارة عما كانت عليه في عام 2022، أي بزيادة قدرها 35% على أساس سنوي. 

وهذا أعلى بأكثر من ستة أضعاف مما كان عليه في عام 2018، قبل 5 سنوات فقط. 

وفي عام 2023، كان هناك أكثر من 250 ألف تسجيل جديد أسبوعيًا، وهو أكثر من الإجمالي السنوي في عام 2013، قبل عشر سنوات. 

وشكلت السيارات الكهربائية حوالي 18% من جميع السيارات المباعة في عام 2023، ارتفاعًا من 14% في عام 2022 و2% فقط قبل 5 سنوات، أي في عام 2018. 

وتشير هذه الاتجاهات إلى أن النمو لا يزال قوياً مع نضوج أسواق السيارات الكهربائية. 

وشكلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية 70% من مخزون السيارات الكهربائية في عام 2023.

وتقود الصين السوق العالمية للسيارات الكهربائية، تليها الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تقفز مبيعات السيارات الكهربائية في الصين في عام 2024  إلى حوالي 10 ملايين، وهو ما يمثل حوالي 45% من إجمالي مبيعات السيارات في البلاد، وفق تقرير للوكالة الدولية للطاقة.

كيف تمكنت الصين من تحقيق السبق؟ 

يمكن أن يُعزى نمو الصين إلى الدعم الحكومي، ومجموعة واسعة من السيارات الكهربائية ذات الأسعار المعقولة، وزيادة المنافسة في السوق. 

في المقابل، شهدت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في المبيعات بنسبة 48%، في حين كان النمو في أوروبا مدفوعًا بتشكيلة موسعة من نماذج السيارات الكهربائية والحوافز. 

ومن المتوقع أن يحافظ الاتحاد الأوروبي على هذا الاتجاه، مدفوعا بمعايير الانبعاثات الصارمة والتحرك نحو انتشار أوسع للمركبات الخالية من الانبعاثات.

Elegance in motion.

The sleek BYD SEAL features cutting-edge safety and performance technology, built on the innovative e-Platform 3.0 pic.twitter.com/OTeUnMKJ7R

— BYD (@BYDCompany) May 6, 2024

يقول العديد من الخبراء لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن الحكومة الصينية لعبت منذ فترة طويلة دوراً مهماً في دعم المعروض من المركبات الكهربائية والطلب عليها.

ونتيجة للإعانات الحكومية السخية، والإعفاءات الضريبية، وعقود الشراء، وغير ذلك من الحوافز السياسية، ظهر عدد كبير من العلامات التجارية المحلية للمركبات الكهربائية واستمرت في تحسين التكنولوجيات الجديدة حتى تتمكن من تلبية احتياجات الحياة الحقيقية للمستهلكين الصينيين. 

وهذا بدوره أدى إلى تنمية مجموعة كبيرة من مشتري السيارات الشباب.

لكن القصة الكاملة وراء وصول قطاع السيارات الكهربائية في الصين إلى هذا الحد من التطور والريادة العالمية، تتعلق بما هو أكثر من مجرد سياسة الدولة الصينية؛ "ويشمل أيضًا الباحثين الصينيين في مجال تكنولوجيا البطاريات والمستهلكين في بقية أنحاء آسيا"، وفق موقع "تيكنولوجي ريفيو".

وبرزت الصين كزعيم في سوق السيارات الكهربائية العالمية منذ عام 2022، متجاوزة المبيعات المجمعة لبقية دول العالم، ولا سيما الأميركية منها.

وكانت هذه الأرقام أعلى بشكل ملحوظ بستة أضعاف من تلك الخاصة بالولايات المتحدة، التي حصلت على المركز الثاني. 

وسجلت الولايات المتحدة زيادة كبيرة بنسبة 48% في مبيعات السيارات الكهربائية من عام 2021 إلى عام 2022. 

ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية  بنسبة 18% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، وفقًا لمتتبع سوق السيارات الكهربائية التابع لشركة Counterpoint. 

أسعار تنافسية

بحسب ذات المتتبع، ظلت الصين الرائدة عالميًا في الربع الأول، تليها الولايات المتحدة وأوروبا. 

وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية بنسبة 28% على أساس سنوي، في حين سجلت الولايات المتحدة نموًا متواضعًا بنسبة 2% على أساس سنوي. 

في المقابل انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بنسبة 3% على أساس سنوي.

وتمكنت شركات السيارات الكهربائية الرائدة مثل Tesla وBYD من تقليل تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، ما سمح لها بتقديم أسعار تنافسية. 

وقد أدى هذا إلى الضغط على شركات صناعة السيارات الأخرى مثل فورد وجنرال موتورز التي تكافح من أجل خفض تكاليف التصنيع. 

The standard Tesla Model Y now has a 320 mile range!

Although it is rear-wheel-drive, the precision of Tesla’s electric motors means it still has great traction on snow & ice with all-season tires.https://t.co/Oj2hxF9yiE

— Elon Musk (@elonmusk) May 4, 2024

وقد طرحت هذه الشركات السيارات الكهربائية بالبطارية بأسعار تنافسية ولكنها تواجه خسائر كبيرة.

وللتخفيف من هذه الخسائر، تقوم شركات صناعة السيارات التقليدية بتعديل أهدافها الخاصة بالسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، وتعطي الأولوية للسيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن (PHEV). 

ومن المتوقع أن يستمر الاعتماد المتزايد للسيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن (PHEV) حتى تقوم شركات صناعة السيارات هذه بتطوير استراتيجيات لتقليل تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية وتحقيق أهداف الانبعاثات لتجنب الغرامات.

شركات صينية رائدة

على الرغم من انخفاضها بنسبة 9% على أساس سنوي، استعادت شركة "تسلا" الأميركية، المركز الأول في مبيعات السيارات الكهربائية في الربع الأول من عام 2024، لتستحوذ على حصة سوقية قدرها 19%. 

وجاءت بعدها مباشرة مجموعة  "بي واي دي" (BYD) الصينية، ومجموعة فولكس فاغن الألمانية.

لكن تجدر الإشارة إلى  أن من بين أكبر ثلاث شركات مصنعة للمعدات الأصلية، حققت شركة "بي واي دي" نموًا (13٪ على أساس سنوي)، في حين شهدت كل من تسلا وفولكس فاغن انخفاضات بنسبة 9٪ و4٪ على أساس سنوي على التوالي.

وتفوقت شركة "بي واي دي" أيضًا في قطاع السيارات الكهربائية الهجينة (PHEV)، إذ استحوذت على ما يقرب من ثلث مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن (PHEV) على مستوى العالم، تليها شركة "جيلي هولدينغز" الصينية أيضا (Geely Holdings) و"لي أوتو" (Li Auto)، الصينية هي الأخرى؟ 

قامت شركة "بي واي دي" بتصدير ما يقرب من 100 ألف سيارة كهربائية، بما في ذلك السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن (PHEV)، مع نمو كبير بنسبة 152% على أساس سنوي، خاصة في منطقة جنوب شرق آسيا.

أسواق الصين

كانت الشركات الصينية مستفيدة بشكل كبير من ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية، وخاصة الشركات التي تبيع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية وكذلك السيارات الهجينة.

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر متلق لصادرات السيارات الكهربائية الصينية، حيث يمثل ما يقرب من 40 في المائة منها. 

واستحوذت الدول الأوروبية الأخرى (ألبانيا، وأعضاء رابطة التجارة الحرة الأوروبية، ومقدونيا الشمالية، وأوكرانيا، والمملكة المتحدة) على حصة 15% من الشحنات الصينية في نفس العام، وفق مؤسسة "أتلانتيك كاونسل".

وأدت شحنات الصين المتزايدة من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية إلى أوروبا إلى زيادة حصتها في السوق الأوروبية بشكل كبير. 

وبلغت حصة الشركات المصنعة الصينية في سوق السيارات في أوروبا الغربية 9.3 في المئة في الربع الأخير من عام 2023، وهو ارتفاع مذهل عن عام 2019، عندما وصلت حصة الصين في إجمالي سوق السيارات الكهربائية في أوروبا إلى 0.5 في المائة فقط.

لكن في النصف الغربي من الكرة الأرضية، تواجه صادرات الصين القدرات الأميركية الصاعدة، خصوصا في المكسيك "الباب الخلفي للسوق الأميركية" وفق وصف تقرير "أتلانتيك كاونسل".

وتظل صادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى المكسيك ضئيلة، حيث يبلغ إجماليها 257 مليون دولار فقط في عام 2023، أي أقل من كندا، التي استوردت 1.6 مليار دولار خلال نفس الفترة. 

وبعبارة أخرى، فإن خطر "تسرب" تجارة السيارات الكهربائية الصينية إلى الولايات المتحدة من كندا أكبر من خطر المكسيك "على الأقل في الوقت الحالي" يقول التنقرير ذاته.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مبیعات السیارات الکهربائیة فی السیارات الکهربائیة الصینیة سوق السیارات الکهربائیة الولایات المتحدة على أساس سنوی ما یقرب من بی وای دی فی عام 2023 فی الربع عام 2022 من عام

إقرأ أيضاً:

هل ستفرض أوروبا رسوما جديدة على السيارات الكهربائية الصينية؟

اتهمت المفوضية الأوروبية بكين، “بتوفير الدعم لشركات تصنيع السيارات بشكل غير قانوني، مع الإعلان عن رغبتها في الحوار بذات الوقت”.

وبحسب وكالة فرانس برس، ذكرت المفوضية الأوروبية أنها “ستفرض رسوما إضافية تصل إلى 38.1 بالمئة على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة اعتبارا من يوليو المقبل”.

وقدّرت المفوضية، “أن حصة السيارات الكهربائية الصينية في سوق الاتحاد الأوروبي ارتفعت إلى ثمانية بالمئة مقارنة بأقل من واحد بالمئة في 2019، ويمكن أن تصل إلى 15 بالمئة في عام 2025، كما ذكرت أن الأسعار عادة ما تكون أقل بنحو 20 بالمئة من أسعار الطرز المصنوعة في الاتحاد الأوروبي”.

هذا وتفرض على المركبات المصنعة في الصين حاليا رسوم بنسبة 10%، وتخطط بروكسل لزيادة هذه الرسوم إلى 17,4% لشركة “بي واي دي” و20% لشركة “جيلي” و38,1% لشركة “سايك”.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت “عن زيادة الرسوم الجمركية على عدد من البضائع الصينية التي تصل قيمتها الإجمالية إلى 18 مليار دولار، وستزداد الرسوم على السيارات الكهربائية الصينية من 25 إلى 100%”، فيما “تواجه شركات صناعة السيارات الأوروبية تحديات أمام تدفق السيارات الكهربائية المنخفضة التكلفة من المنافسين الصينيين”.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، قال إن “الرسوم الجمركية ستضر بالتعاون الاقتصادي بين الصين والاتحاد الأوروبي وباستقرار سوق إنتاج السيارات وسلاسل التوريد العالمية”، مضيفا “أن بكين ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة “لحماية” حقوقها ومصالحها المشروعة”.

مقالات مشابهة

  • هل ستفرض أوروبا رسوما جديدة على السيارات الكهربائية الصينية؟
  • هل ستُفجر رسوم الاتحاد الأوروبي حربًا تجارية مع الصين؟
  • الاتحاد الأوروبي يرفع الرسوم على السيارات الكهربائية الصينية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض 38% تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية
  • أوروبا ترفع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية 38%
  • المفوضية الأوروبية تهدد بزيادة رسوم السيارات الكهربائية الصينية
  • المفوضية الأوروبية تفرض جمارك إضافية على السيارات الصينية
  • بكين تحذر أوروبا.. رسوم السيارات الكهربائية ستهدد مصالحكم
  • صحيفة إسبانية: تعاقد الصين مع المغرب لإنشاء بطاريات السيارات الكهربائية يبرز تحوله لمرجع في هذا المجال
  • الجارديان: الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءً بشأن واردات السيارات الكهربائية الصينية