سودانايل:
2024-06-16@13:46:47 GMT

ندوة “تقدم” خطاب تبريري أم حواري

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
عقد تنظيم القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" مساء الثلاثاء 14 مايو 2024م على صفحتها في الفيس بوك، تحت عنوان "الطريق نحو المؤتمر التأسيس - من نحن و ماذا نريد؟" و أشار إعلان الندوة على ثلاث متحدثين " خالد عمر يوسف و رشا عوض و الدكتور بكري الجاك المتحدث السمي بأسم " تقدم" و خلال الندولة أتضح أن المتحدث الرسمي في الندوة التي قدم تعريف عن " تقدم" و برنامجها الدكتور بكري الجاك.

. و حاول الجاك من خلال حديثه أن يؤكد على الحوار السياسي كمدخل إلي التفاهمات السياسية، و أيضا الوصل من خلاله لقناعة لوقف الحرف هذه خطوة إيجابية.. إلا أن المشكلة الأساسية عند النخب السياسة أن الحوار مدخله أن تقتنع برؤيته و التماهي معها دون إبراز رؤية مخالفة لأنها ممارسة لإجهاض مشروع.. و هنا تتعطل أدوات الحوار.
القضية الأخرى التي تشكل قناعات في الخطاب السياسي عند بعض التيارات اليسارية، و المتشبهة أيضا باليسار و هي غير مستندة على أي حقيقة تاريخية، الحديث عن ما تسميه الرجوع لشعارات الثورة.. و معروف أن ثورة ديسمبر 2018م التي بدأت في ولاية النيل الأزرق و عطبرة كانت ثورية شعبية شعارها " تسقط بس" و هي لم تكن بالشكل المنظم و المخطط الذي تتفق فيه على شعارات بعينها.. و كل الشعارات التي كانت تردد بعد شهرين من استمرار الثورة هي شعارات حزبية تحاول أن تلصقها بالثورة. و حتى إعلان "قوى الحرية و التغيير" الذي وقعت عليه القوى السياسية و المدنية على عجل في يناير 2019م، كان إعلان بهدف إشراك الأحزاب و المنظمات المدنية في تيار الثورة. و الشعار المتفق عليه بين الجميع هو " عملية التحول الديمقراطي " و كان يحتاج إلي حوار بين القوى الساسية لكي تصل فيه للاتفاق على "مشروع سياسي وطني" و عجزت القوى السياسية أن تصيغ ذلك. و حتى شعار " حرية سلام و عدالة" قال الشيوعيون هو شعر مؤتمرهم السادس، مما يؤكد أن الشعارات التي كانت تردد في الشارع هي شعارات حزبية متعددة أرادوا أن يحملوها حمولة إجماع وطني. و هذه مشكلة أغلبية القوى السياسية الريديكالية أنها تستلف لسان الجمع " الشعب أو الجماهير" بهدف تضخيم الذات..
قال بكري الجاك الآن تنتظم في الشارع سرديتان ألأولى سردية " الكرامة" و هي سردية الجيش و القوى الشعبة التي تقف معه. و سردية دولة 56 و هي سردية ميليشيا الدعم و حواضنها الاجتماعية، و هي أدوات الاستقطاب عند التيارين، و لابد من خلق سردية بديلة تخرج المجتمع من دائرة الاستقطاب. و السردية البديلة تمثله " القوى المدنية الديمقراطية" و هي مناط بها أن تقدم رؤية ثالثة تحقق وحدة الوطن و أيضا مشروع اقتصادي نهضوي.. و أن هذا المشروع يتحقق بآليتين الأولى أن يكتسب قاعدة جماهيرية عريضة تلتف حوله. و الثاني العمل الدبلوماسي الذي يتواصل مع المجتمع الدولي... ثم قال أن هذا المشروع هو دفتر مفتوح بهدف الحوار حوله، و هو ليس مغلق على الآخرين، لكن السؤال أي آخرين يتحدث بكري الجاك؟ هل الآخرين الذين سوف ينصاعوا إلى أجندة "تقدم" هم المقصودين أم الذين يختلفون معها، و بالتالي الحوار معهم سوف يوصل إلي أجندة جديدة لأنها تسوية تقبل التنازل من قبل الطرفين، باعتبار أن الآخر مصطلح غير معرف عند تحالف الإثنين " تقدم – قحت" و هو ذات الفرز الذي قاد للحرب بسبب تعنت " قحت المركزي" التي فرضت شروط للعملية السياسية و إرادت أن تقلصها على القوى التي كانت عينها على السلطة و المحاصصة.. إذن ماذا يقصد الجاك الذي يمثل قيادة " تقدم " بالحوار المفتوح؟
و إذا أخذنا العمل الجماهيري كأساس للعملية السياسية لماذا لا تتوجه " قيادات تقدم" للجماهير في أماكن تواجدها، و لماذا لم يزور رئيسها تجمعاتها عندما زار القاهرة، و كتفى بمقبلة نخب قليلة.. أن أي حديث مرتبط بالجماهير يجب أن لا يكون خطاب على المنابر و استلاف لسانها دون موافقتها، بل التوجه إليها و محاورتها بهدف إقناعها و تحمل ردة فعلها. إما الدبلوماسية و التواصل مع المجتمع الدولي، هو يشكل الخيار القوي عند " تقدم و قحت المركزي" بأنه هو يشكل لها الرافعة للسلطة، و هم يعلمون أن الخارج له أجندته الخاصة التي يريد ضمانات لتحقيقها.. فالسؤال ما هي الضمانات المقدمة من " تقدم و قحت" لهؤلاء حتى يكون الشعب على علم بها؟
أن ندوة " تقدم طريق نحو المؤتمر التأسيسي" رغم إنها تحدثت عن التعريف و مقاصدها من تكوين القوى المدنية، إلا أنها أرادت أن تفتح حوارا حول أجندتها بهدف خلق قناعات جديدة، تترسخ عبر الحوار، و هي فكرة جيدة و مرنة أن يكون الخطاب موجه للعقل دون العاطفة، لكن المشكلة الأساسية التي تقف حجر عثرة أمام الحوار.. أن الأجندة المطروحة هي نفسها أجندة خلافية لأنها تشكل عصب عملية الاستقطاب الدائرة الآن.. الأولى الجماهير باعتبارها الضامن المستقبلي للذي يكسب في الخيارات المطروحة.. الثاني العامل الخارجي ذو الأجندة المغلفة بالمطلوبات أيضا عامل صراع بهدف استقطاب لأجندة البناء المستقبلي و النهضة في السودان.. أن تقدم رغم أنها تحاول أن تكون تيارا ثالثا كما قال الجاك إلا إنها عجزت أن تخرج عن دائرة " الإتفاق الإطاري" و ثقافة احتكارية السلطة. التي تضيق باب الحوار و تعزز فرص الصراع الصفري.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عمل فنّي من “لامبورغيني أبوظبي ودبي” يحتّل ساحة الضوء في إيطاليا

: أكدّت “لامبورغيني أبوظبي ودبي” أن العمل الفنّي “روح كونتاش” أصبح اليوم ضمن 100 عمل فنّي يتم عرضه في “متحف أوتوموبيلي لامبورغيني” بإيطاليا.

ويسلّط المعرض الذي يحمل عنوان “حلّق بأحلامك – لامبورغيني عبر عيون العالم” الضوء على العمل الفنّي الاستثنائي الذي تم الكشف عنه في مارس 2023 في الإمارات بالشراكة مع الفنان المحلي ساسان ناصرنيا بمناسبة الذكرى الستين للعلامة التجارية لامبورغيني.

ويعكس عمل “روح كونتاش” الفريد فلسفة التصميم التي تجسّدها العلامة التجارية والتي تقوم على تحقيق التوازن المثالي بين السمات المميّزة لسيارة لامبورغيني كونتاش وهي خطوط التصميم الأيقونية والجرأة والأداء.

وتتميّز المنحوتة الفريدة بأشكال خطيّة متداخلة ومستوحاة من الخط العربي القديم وزخارف الأرابيسك لفن العمارة الإسلامية. كما تتناغم تلك العناصر مع نموذج سيارة لامبورغيني كونتاش، مما يخلق ظهوراً آسراً للسيارة وكأنها تطفو في بانسيابية في الهواء ويعزّز الهالة الروحية والغموض الذي يحيط بالعمل الفنّي.

ويقف عمل”روح كونتاش” الفنّي اليوم كأحد التصاميم المرموقة المعروضة في معرض “حلّق بأحلامك”، ليشكّل إضافة مميزّة لمقّر شركة لامبورغيني في بلدة “سانت اجاتا بولونيز” في شمال إيطاليا بجانب سيارات لامبورغيني الكلاسيكية والفريدة في المتحف. وتحتفل الإبداعات الفنيّة، التي تم تصميمها بالشراكة مع صالات عرض لامبورغيني في جميع أنحاء العالم، بمرور 60 عامًا على ابتكار العلامة التجارية وتصميمها ودمجها في الثقافات المحلية.

وقال راكان تركي، الرئيس التنفيذي لدى “لامبورغيني أبوظبي ودبي”: “نحن فخورون بأن تحفتنا الفنية التي تم تصميمها في دولة الإمارات العربية المتحدة قد تم اختيارها للعرض في معرض “حلّق بأحلامك” ضمن متحف “أوتوموبيلي لامبورغيني” بجانب أكثر من 100 قطعة احتفالاً بالذكرى الستين لتأسيس علامة لامبورغيني. ولا يقتصر تقديم “روح كونتاش” على تسليط الضوء على تراثنا الثقافي الغنّي وإلقاء نظرة على المواهب الفنية المحلية فحسب، بل يوضح أيضًا انغماس علامة لامبورغيني التجارية بشكل متناغم في ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة بطريقة رائعة وفريدة جداً”.


مقالات مشابهة

  • بيان من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” حول قرار مجلس الأمن
  • لا حلّ الا بتحالف مسيحي؟
  • إيهود باراك: “إسرائيل” تواجه أخطر أزمة في تاريخها منذ 7 أكتوبر
  • صور “غير عادية” بين سوناك وميلوني.. ما الذي يجمعها؟
  • “غرفة عجمان” تنظم ندوة حول ضريبة القيمة المضافة
  • مَن يُنزل القوى السياسية عن شجرات مواقفها المتصّلبة؟
  • الناطق باسم «تقدم»: أمريكا رفعت ملف السودان لـ«إدارة الإرهاب»
  • عمل فنّي من “لامبورغيني أبوظبي ودبي” يحتّل ساحة الضوء في إيطاليا
  • “دور القضاء والضوابط القانونية والمهنية في حماية استقرار التصرفات العقارية والأمن التعاقدي” محور ندوة جهوية بمراكش
  • التسريبات الصوتية