كشف تقرير أمس لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن أن إسرائيل تورطت فى معركة طويلة مع حركة المقاومة «حماس» التى تتبع أسلوب حرب العصابات بشكل يجعلها غير قابلة للهزيمة ويؤدى لاستمرار القتال إلى الأبد.

وأوضح التقرير أن حماس تهاجم إسرائيل بعنف، وتطلق المزيد من الأسلحة المضادة للدبابات على الجنود الذين يحتمون فى المنازل وعلى المركبات العسكرية الإسرائيلية يوميا، وذلك نقلا عن مقاتل احتياطى إسرائيلى من فرقة الكوماندوز 98 التى تقاتل حاليا فى جباليا.

 وقالت الصحيفة الأمريكية إن قدرة حماس على الصمود تمثل معضلة استراتيجية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى يقول إن الهدف الرئيسى للحرب هو التدمير الكامل للحركة.

وكشفت عن تزايد المخاوف داخل إسرائيل، بما فى ذلك داخل المؤسسة الأمنية، من أن تل أبيب ليس لديها خطة ذات مصداقية لإيجاد بديل لحماس، وأن ما وصفتها بالإنجازات التى حققتها القوات سوف تتضاءل.

وقال جوست هلترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مجموعة الأزمات الدولية، وهى منظمة تعمل على حل الصراعات: «إن حماس موجودة فى كل مكان فى غزة، وبعيدة كل البعد عن الهزيمة».

 ونقل التقريرعن مسئولين عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين، وتقديرات استخباراتية أمريكية أن إسرائيل تبدو بعيدة عن تحقيق هدف نتنياهو المتمثل فى تحقيق النصر الكامل، وسواء واصلت مهاجمة رفح على نطاق واسع أم لا، فمن المرجح أن تبقى حماس وتستمر فى مناطق أخرى من القطاع.

وأوضحت أن مما يزيد من التحديات أن زعيم حماس فى غزة، يحيى السنوار، تمكن من الصمود فى وجه الهجوم الإسرائيلى من خلال الاختباء فى أنفاق الحركة تحت غزة.

وأضافت الصحيفة أن شبكة الأنفاق أكدت أنها أكثر اتساعا مما كان متوقعا، وتشكل تحديا خاصا للاحتلال، الذى حاول تطهيرها باستخدام المتفجرات بعد أن حاول فى وقت سابق زاعما إغراقها بمياه البحر. وأشارت إلى انه وبما يعكس اعتقاد الحركة بأنها قادرة على النجاة من الحرب على المدى الطويل، نقل زعيم حماس فى القطاع يحيى السنوار رسائل إلى الوسطاء فى محادثات وقف إطلاق النار مفادها بأن حماس مستعدة للمعركة فى رفح، وأن اعتقاد نتنياهو بقدرته على تفكيكها هو اعتقاد ساذج.

 ونقلت عن مفاوض عربى قوله عن السنوار: «لقد أراد دائما أن يظهر أن حماس لا تزال فى القيادة، وأنهم لم يتخلوا عن ساحة المعركة ويمكنهم الاستمرار لأشهر، إن لم يكن لسنوات».

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب أبدية وول ستريت جورنال إسرائيل معركة طويلة حركة المقاومة الأسلحة المضادة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: حرب غزة قد تستمر لنهاية 2024

القاهرة - رويترز
- دفعت إسرائيل اليوم الأربعاء بدبابات لتنفيذ هجمات في أنحاء رفح وقالت إن حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة من المرجح أن تستمر طوال العالم، وذلك بعدما قالت واشنطن إن الهجوم الإسرائيلي هناك لا يصل إلى حد عملية برية كبيرةتستدعي تغييرا في السياسة الأمريكية.

وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى أمس الثلاثاء على الرغم من أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة التي لاذ بها كثير من الفلسطينيين للاحتماء من القصف واسع النطاق.

وقالت محكمة العدل الدولية في حكمها الذي أصدرته يوم الجمعة إن إسرائيل لم توضح كيف ستحافظ على سلامة سكان رفح الذين تم إجلاؤهم وتوفر الغذاء والماء والدواء. ودعت المحكمة أيضا في حكمها حماس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين أخذتهم من إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر إلى منطقة عازلة قرب الحدود مع مصر بدلا من البقاء في مواقعها مثلما حدث في هجمات أخرى.

وقال هيثم الهمص نائب مدير خدمة الإسعاف والطوارئ في رفح "بتوصلنا نداءات استغاثة من السكان في تل السلطان من استهدافات طيران الكوادكابتر (طائرات مسيرة) أثناء نزوحهم من المناطق اللي بيسكنوا باتجاه المناطق الآمنة".

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 19 مدنيا قُتلوا في غارات جوية وقصف من القوات الإسرائيلية في أنحاء غزة. وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بالاختباء بين المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.

وحث ماجد أبو رمضان وزير الصحة الفلسطيني واشنطن على الضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح أمام دخول المساعدات، قائلا إنه لا توجد إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية ستفعل ذلك قريبا وإن المرضى في القطاع المحاصر يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية.

وقال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيطر على ثلاثة أرباع محور فيلادلفيا، وهو المنطقة العازلة بين غزة ومصر، ويهدف إلى السيطرة عليه بالكامل لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى داخل القطاع.

وأضاف أن القتال سيستمر طوال عام 2024 على الأقل، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للاستجابة للنداءات الدولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة بسجناء فلسطينيين.

وتابع "القتال في رفح ليس حربا بلا جدوى"، مكررا أن الهدف يتمثل في إنهاء حكم حماس في غزة ومنعها وحلفائها من مهاجمة إسرائيل.

وأكدت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها لأي عملية برية كبيرة في رفح، لكنها قالت أمس الثلاثاء إنها لا تعتقد أن مثل تلك العملية جارية.

* محاولات إحياء مفاوضات وقف النار تواجه صعوبات

قال مصدر مطلع إن إسرائيل سلمت أحدث مقترحاتها لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن إلى قطر، وإنه من المفترض أن قطر سلمته إلى حماس أمس الثلاثاء.

ولم يصدر تعليق بعد من حماس التي قالت إن المحادثات ستكون بلا جدوى ما لم توقف إسرائيل هجومها على رفح.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات وقنابل مورتر إضافة لتفجير عبوات ناسفة زرعت من قبل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة جنود قتلوا وثلاثة آخرين أُصيبوا بجروح خطيرة في معارك في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء دون ذكر مزيد من التفاصيل. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن ذلك حدث نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مبنى برفح.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن عدة أشخاص أصيبوا صباح اليوم الأربعاء بنيران إسرائيلية في المنطقة الشرقية من رفح حيث قالوا إن بعض مخازن المساعدات اشتعلت فيها النيران.

وقال سكان إن القصف الإسرائيلي المتواصل في أثناء الليل دمر العديد من المنازل في المنطقة التي فر منها معظم الناس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.

وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحماس وبعض السكان وصحفيون أن خدمات الإنترنت واتصالات المحمول انقطعت في بعض المناطق في الشرق والغرب وسط قصف إسرائيلي عنيف جوا وبرا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس بوسعه تأكيد تلك التقارير.

* الحاجة لممرات آمنة

طالب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بتوفير ممرات آمنة لإدخال الوقود والمساعدات الطبية وفرق طبية لرفح وشمال غزة على الفور حيث قال إنه لا توجد وسائل لمساعدة الجرحى.

ولجأ نحو مليون فلسطيني إلى رفح في الطرف الجنوبي من القطاع في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على معظم أنحاء غزة خلال الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبعة أشهر.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى فرقه الطبية من المستشفى الميداني التابع له في المواصي بسبب استمرار القصف، وهي منطقة مخصصة للمدنيين النازحين.

وذكر الهلال الأحمر أن أحد موظفيه، وهو عصام عقل، سقط قتيلا في ضربة جوية إسرائيلية على منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.

وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لحماس اليوم الأربعاء إن قصفا جويا إسرائيليا على مدينة خان يونس القريبة أودى بحياة ثلاثة خلال الليل من بينهم سلامة بركة وهو ضابط كبير سابق في شرطة القطاع. وذكر مسعفون أن أربعة آخرين قُتلوا بينهم طفلان.

وتقول وزارة الصحة في القطاع إن الهجوم الإسرائيلي حصد أرواح ما يزيد على 36 ألف فلسطيني.

وشنت إسرائيل حملتها جوا وبرا بعد هجوم لمسلحين بقيادة حماس على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وهو ما أدى لمقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وينتشر سوء التغذية على نطاق واسع في غزة مع تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير، وتتهم وكالات الإغاثة الدولية إسرائيل بعرقلة محاولات توزيع المساعدات بينما تلوم إسرائيل في ذلك الوكالات.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يرد على مبادرة بايدن حول وقف الحرب على غزة
  • حماس في مواجهة تحدي الهدنة المؤقتة
  • بايدن يغرى الإسرائيليين بقبول إتفاق وقف الحرب في مقابل الإندماج مع السعودية
  • استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد
  • مجدي الجلاد: المقاومة فكرة والقضاء على حماس لم ولن يحدث
  • "وول ستريت جورنال": إسرائيل تسعى لتبرير عملية رفح بادعاءات حول وجود أنفاق مع مصر
  • مجلة بريطانية: استراتيجية نتنياهو في رفح لا تنجح
  • إسرائيل: حرب غزة قد تستمر لنهاية 2024
  • إعلام الاحتلال: السنوار لم يقدم تنازلات والجيش اعترف بفشله في استعادة الأسرى
  • إعلام عبري: السنوار لم يقدم تنازلات والجيش اعترف بفشله في استعادة الأسرى