جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية: على المجتمع الدولي وقف سياسة الاحتلال وخطته الرامية لاجتياح رفح بشكل كامل
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
لاهاي-سانا
طالبت جنوب إفريقيا المجتمع الدولي بضرورة إنفاذ القانون الدولي ووقف سياسة الاحتلال الإسرائيلي وخطته الرامية لاجتياح مدينة رفح بشكل كامل، محذرة من مغبة مخططاته لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم بغية السيطرة عليها.
وقال ممثل وفد دولة جنوب إفريقيا خلال جلسة استماع محكمة العدل الدولية النظر في طلب بلاده ضمان وقف “إسرائيل” اجتياحها مدينة رفح وفق ما نقلت وكالة وفا أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية مستمرة في قطاع غزة، هناك أدلة كثيرة وواضحة على نية “إسرائيل” على ارتكابها، كما أن الأوامر السابقة لمحكمة العدل الدولية لم تمنعها من ارتكاب هذه الإبادة، لافتاً إلى أن ما يجري الآن في رفح يشير إلى نيتها تدمير كل القطاع.
وأضاف: إن “إسرائيل” تواصل انتهاكها القانون الدولي وقراراته لعدم وجود إجراءات بحقها من قبل المجتمع الدولي، كما أنها تنتهك القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية والهيئات الأممية، وتواصل جرائمها بحق الفلسطينيين، حيث هدمت المدارس والمشافي والجامعات وكذلك المؤسسات الإنسانية والإغاثية.
وحذر الممثل من مغبة مخططات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم بغية السيطرة عليها، موضحاً أن هناك ملفاً كاملاً وقانونياً يُظهر ما يجري من عمليات الإبادة وغيرها من جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وطالب ممثل جنوب إفريقيا المجتمع الدولي بضرورة إنفاذ القانون الدولي ووقف مخططات الاحتلال الرامية لاجتياح رفح بشكل كامل، مبدياً مخاوفه من ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي في ظل عدم التزام “إسرائيل” بالمعايير الدولية والاتفاقات الإنسانية.
من جانبهم، لفت مجموعة من المحامين والقانونيين الممثلين لدولة جنوب إفريقيا في الطلب الذي قُدم للمحكمة إلى أن الأوامر والتدابير السابقة التي أقرتها المحكمة بتاريخ 26 كانون الثاني الماضي لم تمنع من حدوث جرائم لاحقاً، ما دفع لإصدار أوامر جديدة في شهر آذار.
واعتبرت المجموعة أن “عدم الوضوح في هذه الأوامر أو اختيار “إسرائيل” تجاهلها أدى لأن تكون هذه الأوامر غير فاعلة”، مطالبةً المحكمة الدولية اتخاذ سلطتها باعتبار أن لها صلاحية التصرف، بحيث تضمن ألا تكون أوامرها السابقة دون جدوى.
وأوضحت المجموعة أن انتهاكات الاحتلال موجهة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن طلب جنوب إفريقيا يتركز الآن على رفح لأن القتل والدمار يلوحان في الأفق فيها، ولأن مخططات “إسرائيل” في رفح تشير إلى أن غزة سيتم تدميرها بالكامل وأن هذه هي آخر خطوة لتدمير القطاع، مطالبةً بضرورة إلزام الاحتلال بوقف اجتياحه لرفح ومواصلة إغلاقه لمعبري رفح وكرم أبو سالم.
ورأت المجموعة أن الشعب الفلسطيني بأكمله يحتاج لحماية من الإبادة بأمر من المحكمة، حيث إن هناك أدلة على استمرار الاحتلال القصف إضافة إلى اعتراض قوافل المساعدات واكتشاف المقابر الجماعية. فكل الصور التي تأتي من غزة تشير إلى استمرار الفظاعة ويجب أن تتصرف المحكمة بشكل عاجل لمنع انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
وحذرت المجموعة من مغبة عدم القدرة على الحصول على كل التفاصيل التي تجري داخل غزة جراء منع الاحتلال التحقيقات الإعلامية فيها وقتل أكثر من 140 صحفياً منذ بدء العدوان، مؤكدةً أن منع الإبادة الجماعية هو أحد المعايير الثابتة في القانون الدولي الإنساني وأنه لا شيء يبررها.
وأعربت المجموعة عن المخاوف من تزايد التجويع في ظل نقص الإمدادات والمساعدات الإنسانية، حيث إن الحقائق على أرض الواقع تبين مدى انتهاك القانون الدولي الإنساني، فكل قطاع غزة ولا سيما رفح يتعرض لجريمة إنسانية.
ودعت المجموعة إلى وقف العدوان وخروج الاحتلال من قطاع غزة، وفتح المعابر، وعودة المؤسسات الإغاثية الإنسانية، وتوفير المتطلبات الأساسية للفلسطينيين من المياه والأدوية والعلاج وغيرها من متطلبات الحياة التي باتت مفقودة في ظل وجود مليون ونصف المليون لاجئ في رفح.
يشار إلى أن المحكمة أمرت في الـ 29 من شهر آذار الفائت كيان الاحتلال باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة لتجنب المجاعة.
ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء إضافة إلى دمار هائل وتجويع أودى بحياة أطفال ومسنين حسب بيانات فلسطينية وأممية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: القانون الدولی المجتمع الدولی العدل الدولیة جنوب إفریقیا قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
غزة تنعى عشرات الشهداء بنيران الاحتلال والتجويع
وثقت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 62 فلسطينيا منذ فجر السبت، بينهم 38 من منتظري المساعدات، كما حصد التجويع الذي ينهش القطاع مزيدا من الشهداء في ظل دخول محدود للمساعدات لا يلبي سوى نزر قليل من احتياجات نحو مليوني شخص من سكان القطاع.
وقال مصدر إن 5 فلسطينيين استشهدوا نتيجة قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية على بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث شيعت جثامين الشهداء من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
من جانبها، أفادت فرق الإسعاف والطوارئ باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح جنوب القطاع.
كما انتشلت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني جثماني شهيدين وعددا من المصابين بعد استهداف فلسطينيين في جباليا البلد شمال القطاع.
وفي خان يونس، أفاد مصدر طبي في مستشفى الأمل باستشهاد أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وإصابة 3 آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف مقر الجمعية في حي الأمل.
وقال مصدر في الجمعية، إنّ الطابق الأول في المبنى الإداري للجمعية تعرض لقصف إسرائيلي مباشر دون سابق إنذار مما أدى لاشتعال النيران فيه.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة إن عددا من طالبي المساعدات أصيبوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط منطقة زيكيم شمالي قطاع غزة، وإن المصابين نقلوا إلى المستشفى وحالة بعضهم خطرة.
ضحايا التجويعأكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن مستشفيات القطاع وثقت 7 وفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية بينها طفل.
وأعلنت وزارة الصحة أن عدد ضحايا التجويع في قطاع غزة ارتفع إلى 169، بينهم 93 طفلا.
يأتي ذلك في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول 36 شاحنة مساعدات فقط للقطاع، أمس السبت، مؤكدا أن أغلبها تعرض للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المكتب في بيان إن الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية بسبب حرب الإبادة الجماعية.
إعلانوأكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة أمجد الشوا أن نحو 900 ألف طفل في القطاع يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية التي يتعمد الاحتلال تقنينها.
اعتراض صاروخمن جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من جنوب قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
وكانت الجبهة الداخلية الاسرائيلية تحدثت عن إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنتي نيريم وعين هشلوشا بغلاف غزة للتحذير من سقوط قذائف صاروخية.
على صعيد التطورات الميدانية، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها جنوبي القطاع قصفوا بعدد من قذائف الهاون تجمعات لقوات الاحتلال في محيط مسجد الرنتيسي جنوب مدينة خان يونس.
وخلفت الإبادة التي ترتكبها إسرائيل -بدعم أميركي- في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين وكارثة إنسانية غير مسبوقة.