محللون سياسيون: خطاب أبو عبيدة سيُذكي خلافات الإسرائيليين
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
يجمع محللون سياسيون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" على أهمية خطاب أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من حيث التوقيت والرسائل التي بعث بها لإسرائيل ولحلفائها.
وركز أبو عبيدة في إطلالته الجديدة على المجريات الميدانية في المواجهات الدائرة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وتحدث عما سماه متلازمة الفشل لقيادة الاحتلال وأكذوبة الضغط العسكري لتحرير الأسرى.
وقارن الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي، سعيد زياد بين خطاب أبو عبيدة وخطاب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الذي سبق خطاب أبو عبيدة بأقل من ساعة، وقال إن الأول ظهر متماسكا ومرتكزا على إنجازات ميدانية مميزة ويتبع كلامه بفيديوهات ومشاهد من القتال الضاري في رفح جنوبي قطاع غزة وجباليا شمالي القطاع.
في حين ظهر الثاني -يضيف زياد- مهزوما يائسا ينذر شعبه بالهزائم، ولم يتبع خطابه بأي مشاهد لقواته التي تقتحم جباليا وتجتاح رفح، رغم أن جنوده يمتلكون كاميرات لتوثيق عملياتهم.
ولا يستبعد الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، نهاد أبوغوش أن يتسبب خطاب أبو عبيدة في إذكاء الخلافات الإسرائيلية الداخلية سواء بين المستويات الأمنية والعسكرية أو بين الحكومة والمعارضة.
وقد جاء خطاب الناطق باسم كتائب القسام ليؤكد -يواصل أبو غوش-أن إسرائيل يستحيل عليها أن تنتصر في معركتها ضد المقاومة الفلسطينية التي تملك الإرادة المتسلحة بأبسط الإمكانيات، لكنها توجه ضرباتها يوميا في كل مناطق القطاع.
حرب استنزاف
ونوّه أبو غوش إلى أن الكثير من القادة الإسرائيليين حذروا من الغرق في وحل غزة ومن كمائن إستراتيجية تعدها كتائب القسام للجيش الإسرائيلي، وهو ما يحصل فعلا، قائلا إن أبو عبيدة ركز في خطابه على مسألة الاستعداد لمعركة استنزاف طويلة الأمد لن تنتهي إلّا بانسحاب الجيش الإسرائيلي وإفشال خططه في الحرب.
وما قاله أبو عبيدة حول مسألة الاستنزاف يعكس، حسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية حسن أيوب، أن المعركة في غزة تحولت إلى "معركة صفرية"، فإما أن تمضي إلى نهايتها المنطقية، وإما الذهاب إلى وقف العدوان وإلى الصفقة التي أفشلتها إسرائيل.
وقال أبو عبيدة في خطابه: "رغم حرصنا الكامل على وقف العدوان لكننا مستعدون لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجن فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه".
وبالنظر إلى ما أظهرته المقاومة خلال الأسبوعين الأخيرين، فإن إسرائيل لن تستطيع أن تصمد طويلا في حرب استنزاف ستطال الجيش والحكومة والمجتمع وحتى الدعم الأميركي، كما أوضح أستاذ العلوم السياسية.
ويشاطر أيوب ما ذهب إليه زياد وأبو غوش من أن أبو عبيدة قدم خطابا منضبطا إلى أبعد الحدود من الناحية السياسية، مشيرا إلى أن الخطاب يعكس درجة عالية من التوافق بين المستويين العسكري (كتائب القسام) والسياسي (حركة حماس)، وهو واضح أيضا في معالمه الواقعية من الناحية العسكرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات خطاب أبو عبیدة
إقرأ أيضاً:
سفارة الإمارات في تل أبيب تهنئ الإسرائيليين بعيد شافوعوت
نشرت سفارة الإمارات في تل أبيب الأحد، منشورا عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، هنأت فيها الإسرائيليين بمناسبة عيد "شافوعوت" اليهودي، متمنية لهم "عيد حصاد ناجح وممتع، مليء بالسلام والفواكه الوفيرة والمعنى"، على حد تعبيرها. وقد كُتبت التهنئة باللغة العبرية.
وتأتي هذه التهنئة ضمن سلسلة من الرسائل والمناسبات التي دأبت الإمارات على المشاركة فيها وتهنئة الإسرائيليين خلالها، على الرغم من الجرائم المستمرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة منذ أكثر من عام ونصف.
שגרירות איחוד האמירויות הערביות בתל אביב מאחלת חג שבועות שמח לעם ישראל. חג קציר מוצלח ומהנה, מלא בשפע הביכורים, שלווה ומשמעות. חג שמח! pic.twitter.com/Z0OiqrjGXP — UAE Embassy in Israel (@UAEinIsrael) June 1, 2025
وفي 14 آذار/ مارس الماضي، نظّمت سفارة الإمارات في تل أبيب حفل إفطار رمضاني، شارك فيه عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم رئيس الكنيست أمير أوحانا، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، بالإضافة إلى عضو الكنيست منصور عباس، في خطوة وُصفت بأنها تأتي في إطار تعزيز التطبيع.
وبالمقابل، شارك السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسي شيللي، في إفطار رمضاني أقامه وزير الدولة الإماراتي لشؤون الشباب سلطان النيادي، الذي يُعد أول رائد فضاء إماراتي.
وكتب السفير الإسرائيلي على منصة "إكس" قائلاً: "كانت مبادرة إفطار القيم الإماراتية أول تجربة إفطار لي في الإمارات، وقد تشرفت بالاحتفاء بروح المجتمع والتسامح والعطاء على الطريقة الإماراتية"، مضيفاً: "معالي الوزير، أكنّ لكم كل التقدير باعتباركم من القلة الذين استكشفوا الفضاء، وعملكم يجسد قيم التسامح والرؤية المستقبلية لدولة الإمارات".
تطبيع رغم الإبادة
ورغم ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر وانتهاكات متواصلة منذ أكثر من 18 شهراً، لم تُقدم الإمارات على قطع علاقاتها أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة الاحتلال، بل واصلت توسيع مجالات التعاون معها. فقد استقبلت أبو ظبي خلال الفترة الماضية رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي وعدد من وزرائه، كما استمرت رحلات الطيران المباشرة بين الإمارات وتل أبيب دون انقطاع.
كما وقّعت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي اتفاق "الشراكة الاقتصادية الشاملة" الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 2023، ويتيح للشركات الإماراتية الوصول إلى السوق الإسرائيلية من خلال تغطية أكثر من 96% من خطوط التعرفة الجمركية و99% من قيمة التبادل التجاري بين الجانبين.
Another significant economic Agreement between the United Arab Emirates and the State
of Israel has been ratified by both countries.
The Agreement on Cooperation and Mutual Assistance in Customs Matters will further strengthen the economic ties between our countries and will… pic.twitter.com/HiNuPeNPsa — Ambassador Yossi Shelley (@ambshelley) April 15, 2025
ويؤسس الاتفاق لبيئة تجارية مفتوحة وغير تمييزية، تتيح لموردي الخدمات في الإمارات دخول سوق الخدمات الإسرائيلي في قطاعات متعددة، تشمل: الأعمال، والاتصالات، والتوزيع، والخدمات البيئية، والمالية، والسياحة، والسفر.
كما ينص الاتفاق على قواعد للتجارة الرقمية، تشمل حماية المستهلك عبر الإنترنت، وتسهيل التدفق الحر للبيانات، وتعزيز استخدام التقنيات الرقمية في النشاطات التجارية، مع ضمان حماية حقوق الملكية الفكرية.
الإمارات.. أول المطبعين الخليجيين
يُذكر أن الإمارات كانت أول دولة خليجية تُقدم على تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال توقيع "اتفاق إبراهيم" في 14 أيلول/سبتمبر 2020، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما مهد الطريق لاحقاً لتبادل السفراء، وتدشين خطوط الطيران المباشرة، وتوقيع عشرات الاتفاقيات الثنائية في مجالات متعددة.