إبراهيم رئيس.. رجل المفاوضات الصلب وصاحب القبضة الأمني الحديدية
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
طهران "رويترز": توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن 63 عاما بعدما تدرج في نظام رجال الدين من مدع عام إلى رئيس لا يعرف الحلول الوسط، وأشرف على حملة وقف للاحتجاجات في الداخل وخاض بقوة غمار المحادثات النووية مع القوى العالمية معززا بذلك فرصه ليصبح المرشد الأعلى المقبل.
وصرح مسؤول إيراني كبير بأن رئيسي توفي جراء تحطم الهليكوبتر التي كانت تقله في طريقه للعودة من زيارة للحدود الأذربيجانية في منطقة جبلية، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها.
وجرى انتخاب رئيسي عام 2021 بعد عملية انتخابية فرضت السلطات قبضتها عليها، واتخذ موقفا متشددا في المفاوضات النووية إذ كان يرى أفقا للحصول على تخفيف واسع النطاق للعقوبات الأمريكية مقابل فرض قيود متواضعة فقط على البرنامج النووي الذي يسجل تطورا متزايدا.
وزادت الحماسة في إيران بعد انسحاب القوات الأمريكية بشكل فوضوي من الجارة أفغانستان فضلا عن التحولات السياسية في واشنطن.
وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من اتفاق أبرمته طهران مع القوى الست وأعاد العقوبات الأمريكية الصارمة على الجمهورية الإسلامية، مما دفع طهران إلى الدخول في انتهاكات تدريجية للقيود النووية التي اشتمل عليها الاتفاق.
وتعثرت بعد ذلك المحادثات غير المباشرة بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وطهران لإعادة إحياء الاتفاق.
وبدا توجه رئيسي القوي جليا أيضا في السياسة الداخلية. فبعد عام على انتخابه، أمر رجل الدين متوسط المرتبة السلطات بتشديد تطبيق (قانون الحجاب والعفة) الإيراني الذي يضع قيودا على ملابس المرأة وتصرفاتها.
ولاحقا، توفيت شابة إيرانية كردية تدعى مهسا أميني بعد أن ألقت شرطة الأخلاق القبض عليها بتهمة انتهاك هذا القانون.
وأشعلت وفاتها فتيل احتجاجات استمرت لأشهر في أنحاء البلاد وشكلت أحد أخطر التحديات التي واجهتها السلطة في الجمهورية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
ورغم أنه كان حديث عهد بالساحة السياسية، فقد تمتع رئيسي بدعم كامل من خامنئي في موقفه تجاه الملف النووي.
وتدرج رئيسي في صفوف رجال الدين في إيران إلى أن عينه خامنئي في منصب رئيس السلطة القضائية عام 2019. وبعد ذلك بوقت قصير، جرى انتخابه نائبا لرئيس مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية تتألف من 88 عضوا ويقع على عاتقها انتخاب الزعيم الأعلى المقبل.
وعندما أدى هجوم صاروخي إلى مقتل مسؤولين كبار في الحرس الثوري الإيراني في السفارة الإيرانية في دمشق في أبريل، ردت إيران بقصف جوي مباشر غير مسبوق على إسرائيل.
وهدد رئيسي بأن أي رد إسرائيلي على الأراضي الإيرانية قد لا يُبقي شيئا من "الكيان الصهيوني".
وقالت سنام وكيل نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس "رئيسي شخص يثق به خامنئي... رئيسي قادر على حماية إرث الزعيم الأعلى".
وشغل رئيسي منصب نائب رئيس السلطة القضائية لعشر سنوات قبل أن يتم تعيينه مدعيا عاما في عام 2014. وبعد هذا بخمس سنوات، فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان تتضمن إعدامات الثمانينيات.
وفي سعيه لمنصب الرئيس، خسر رئيسي أمام المرشح البراجماتي حسن روحاني في انتخابات عام 2017. وأرجع متابعون فشله على نطاق واسع إلى تسجيل صوتي يعود لعام 1988 وظهر في 2016 وتردد أنه أماط اللثام على دوره في عمليات عام 1988.
وفي التسجيل، تحدث آية الله حسين علي المنتظري الذي كان يشغل منصب نائب الزعيم الإيراني في تلك الفترة عن عمليات القتل. وجرى إلقاء القبض على نجل المنتظري وسجنه بسبب نشره للتسجيل.
ولد رئيسي عام 1960 لعائلة متدينة في مدينة مشهد وفقد والده وهو في الخامسة من عمره لكنه سار على خطاه ليصبح رجل دين.
وشارك عندما كان طالبا في مدرسة دينية بمدينة قم في الاحتجاجات ضد الشاه المدعوم من الغرب خلال ثورة 1979. ودعمته علاقاته مع رجال الدين ليكون شخصية موثوقة في السلطة القضائية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإيراني: سنضرب القواعد الأميركية إذا اندلع صراع
قبل أيام من الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وبعد تلميحات أميركية بوضع خطط في حال فشلت المفاوضات، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، إن بلاده ستضرب القواعد الأميركية في حال اندلع صراع.
وأضاف نصير زاده في مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء “بعض المسؤولين على الجانب الآخر يهددون بعمل عسكري إذا لم تؤت المفاوضات ثمارها، لكن إذا فرض الصراع فنستهدف جميع القواعد الأميركية بقوة في المنطقة”، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
كما أضاف أن طهران اختبرت في الآونة الأخيرة صاروخا برأس حربي يزن طنين.
أخبار قد تهمك النفط عند ذروة 7 أسابيع.. و«برنت» يتخطى 67 دولارًا 11 يونيو 2025 - 1:59 مساءً الخارجية الإيرانية: سنقدم قريبا مقترحا لأميركا بشأن الملف النووي 9 يونيو 2025 - 11:43 صباحًاإلى ذلك، شدد على أن بلاده لا تقبل فرض قيود على برامجها الصاروخية.
“أكثر عدوانية”
أتى ذلك، بعدما ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من مرة إلى الخيار العسكري في التعامل مع إيران رغم تأكيده أنه يفضل التفاوض. وأشار أمس إلى أن “طهران أصبحت أكثر عدوانية” في المحادثات.
كما جاء قبل أيام من الجولة السادسة من المفاوضات التي قد تعقد، الأحد المقبل، في سلطنة عمان، وفق ما أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
علماً أن ترامب كان ذكر سابقا أنها ستعقد غداً الخميس.
في حين من المتوقع أن تقدم إيران مقترحاً مضاداً لعرض أميركي سابق قدم عبر الوسيط العماني قبل أكثر من أسبوع.