البوابة نيوز:
2025-07-31@05:48:04 GMT

مصر تستقبل 4.6 مليون سائح منذ بداية العام

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، كلمة خلال مشاركته بمنتدى "مصر إفريقيا" المقام بمدينة شرم الشيخ، وجاء نص الكلمة كالتالي:

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء..  الوزراء وسفراء الدول المختلفة.. الحضور الكريم من ضيوفنا المشاركين بالمنتدى.. الصحفيين والإعلاميين الكرام

السيدات والسادة.

.

اسمحوا لي في البداية، أن أُرحب بحضراتكم جميعاً في مدينة السلام "مدينة شرم الشيخ".. التي تحتضن فعاليات "المنتدى والمعرض الإفريقي المصري للسياحة" والذي يتم انعقاده لأول مرة في مصر.. فهذه المدينة ليست فقط وجهة سياحية مُميزة تتمتع بمقومات سياحية فريدة .. بل أصبحت أيضًا مركزاً هاماً للمؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية .. فمن خلال استضافتها لمثل هذه الفعاليات، تؤكد شرم الشيخ على مكانتها كمركز عالمي للتبادل الثقافي والاقتصادي وكمنصة للحوار العالمي والتعاون المشترك في مجالات عدة.

يشرفني أن أكون بينكم، اليوم، نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي .. لأنقل لحضراتكم تحيات سيادته وتمنياته لكافة القائمين والمشاركين، بأن يشهد هذا المنتدى نجاحاً مثمراً .. وأن يحقق الأهداف المرجوة منه.

إن هذا المنتدى، يعد بمثابة تجمع مهني ومنصة تشاركية فعالة، لتسليط الضوء على المقومات والمنتجات السياحية المتميزة والفريدة في قارتنا الأفريقية العريقة.. وفرصة لتعزيز التعاون السياحي المشترك بين الدول الأفريقية .. وتشجيع الخبراء والمهنيين والمستثمرين في قطاع السياحة نحو تضافر الجهود لتنمية صناعة السياحة في إفريقيا.. وتعظيم دورها في قطاع السياحة العالمي.

وهنا أود أن أُشير إلى أن هذا المنتدى والمعرض يأتي في الوقت الذي تشهد فيه قارتنا الإفريقية نجاحاً كبيراً في استعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إليها حيث استعادت 96% من حجم الحركة الوافدة إليها خلال عام 2019، وفقاً لتقرير منظمة السياحة العالمية.. والذي وصفت فيه السياحة في قارة إفريقيا بالأسرع نمواً خلال عام 2023.

وهذا الأمر يدفعنا جميعاً للفخر .. ولمواصلة العمل على تعزيز مزيد من آليات التعاون والتكامل الإفريقي المشترك لرسم خارطة طريق لصناعة السياحة في قارة إفريقيا.

وفي هذا الإطار، أود أن أؤكد على أهمية وضع وتنسيق سياسات موحدة تهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة وتعزيز السياحة البينية بين الدول الأفريقية المختلفة .. والاستفادة من فرص الاستثمار في هذه الدول والترويج لبرامج ومنتجات سياحية إفريقية مشتركة.. مع بذل أقصى الجهود بشكل يعكس رؤيتنا لمستقبل قارتنا.. وبما يحقق طموحات شعوبنا نحو مزيد من النمو والتقدم في ضوء ما تمثله صناعة السياحة من أهمية حيوية فى برامج التنمية الاقتصادية لدولنا.

السادة الحضور..

إن صناعة السياحة في مصر حققت نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية، في ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة بها.. والتي تتضمن مجموعة من السياسات والخطط العامة لتطوير الصناعة بما يساهم في تحقيق مستهدفاتها بنمو سنوي يتراوح ما بين 25% إلى30% وصولاً إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.. وقد جاءت المحاور الرئيسية الثلاث لهذه الاستراتيجية لمواجهة أبرز التحديات التي تواجه الصناعة وتحول دون الوصول إلى المستهدفات من زيادة أعداد الحركة السياحة الوافدة إليها.. والتي تضم العمل على زيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني.. وتحسين مناخ الاستثمار السياحي في مصر ولاسيما الفندقي .. بالإضافة إلى العمل على تحسين التجربة السياحية في مصر ورفع جودة الخدمات السياحية المُقدمة بها.

وهنا أود أن أُشير إلى دور مؤسسات العمل المدني المُمثلة للقطاع السياحي الخاص والتي تتمثل في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة، في دفع عجلة العمل بالصناعة.. ومع صدور القانون الجديد لإنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها سيكون لهذه المؤسسات دوراً وتمثيلاً أكبر حيث يعطيها القانون سلطات واسعة بوصفها المحرك الرئيسي للصناعة.. وهو ما يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تعزيز ورفع درجة الحوكمة.. ودورها كرقيب ومنظم ومُرخص للعمل داخل صناعة السياحة في مصر.. وبما يحافظ على مصلحة السائحين وتلقيهم الخدمة التي يستحقونها خلال زيارتهم للمقاصد السياحية المصرية.

وفي ضوء تنفيذ هذه الاستراتيجية.. فقد حققت مصر رقماً قياسياً في أعداد الحركة السياحية الوافدة إليها خلال عام 2023.. حيث وصل عدد السائحين الوافدين إلى 14.906 مليون سائح.. وهو الرقم الذي تعدى الأعداد السياحية لعام 2010، والذي يعتبر عام الذروة، حيث حقق 14.731 مليون سائح.

وتستمر الدولة المصرية في تحقيق مستهدفاتها من هذه الصناعة على الرغم من الأحداث الجيوسياسية الجارية بمنطقة الشرق الأوسط.. وذلك في ضوء السياسات والإجراءات السريعة التي تم اتباعها، وجهود القطاع السياحي الخاص مما له بالغ الأثر الإيجابي على صناعة السياحة في مصر.. وساهم في الحفاظ على وجود المنتج السياحي المصري لدي منظمي الرحلات الدوليين..وكذلك الحفاظ على الحركة السياحية الوافدة إليها.

وأنتهز هذه الفرصة لتهنئة القطاع الخاص على هذا الأداء وطريقة تعاملهم المثالية والذكية في هذا الإطار.

فقد حققت السياحة في مصر خلال الأربعة أشهر الأولي من العام الجاري 4.6 مليون سائح.. وهو ثاني أعلى رقم في الحركة السياحية الوافدة لمصر بعد عام 2010 والذي حقق 4.7 مليون سائح خلال نفس الفترة ... كما حققت أيضاً خلال ذات الفترة أعلى رقم قياسي في الإيرادات السياحية نتيجة ارتفاع كل من عدد الليالي السياحية وقيمة الإنفاق بالدولار عن مستويات عام 2010..حيث تعتبر الايرادات هي الأعلى في تاريخ السياحة في مصر بقيمة وصلت إلى 4.3 مليار دولار مقارنة بـ 4.1 مليار دولار في عام 2023، و3.7 مليار دولار في عام 2010.

إن الدولة المصرية تضع صناعة السياحة في مصر على رأس أولوياتها ... وتبذل جهداً كبيراً لدعم هذه الصناعة والنهوض بها .. وفي هذا الإطار، أود أن أُشير إلى كلمة السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.. بمناسبة أداء فخامته اليمين الدستورية بمجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة.. والتي أشار خلالها إلى أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة والتي من بينها تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية ومن صلابة ومرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات.. مع تحقيق نمو اقتصادي قوى ومستدام ومتوازن.. وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في قيادة التنمية.. والتركيز على قطاعات عدة منها السياحة .. وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي تدريجيـا.. وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأود هنا أن أشير إلى أنه من أهم الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تحقيق النمو السريع في صناعة السياحة هو ما قامت به الدولة من تطوير كبير في البنية التحتية والتي شهدت تحسين في شبكة الطرق والمواصلات، والمطارات، والسكك الحديدية الجديدة، وتشغيل مطارات جديدة بما ينعكس إيجابياً على قطاع السياحة بها وسهولة انتقال السائحين.. ويفتح أفاقاً جديدة لتنمية منتج التجربة السياحية المتعددة من خلال الربط بين المدن والمقاصد السياحية المختلفة بها.. بالإضافة إلي تحقيق أعلى مستويات من الأمن والأمان بما انعكس إيجاباً على صناعة السياحة في مصر.

إن مصر تتمتع بالعديد من المقومات السياحية المتنوعة والمنتجات السياحية المختلفة والتي يتمتع المقصد السياحي المصري بميزة تنافسية كبيرة بها.. وتركز الوزارة حالياً على مجموعة من بين هذه المنتجات هي السياحة الثقافية، وسياحة المغامرات، والسياحة الشاطئية، وسياحة العائلات، بالإضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية.. وتمثل هذه المنتجات نحو 55 % مما يفضله إجمالي أعداد السائحين حول العالم ويسافر من أجلها حوالي 800 مليون سائح عالميا.

كما تعمل الوزارة حالياً على الإعداد لمنتج القاهرة الثقافي الجديد Cairo City Break والذي سيجعل من مدينة القاهرة مقصداً سياحياً قائماً بذاته وسيعمل على زيادة أعداد الليالي السياحية بها .. والذي من المقرر إطلاقه خلال الفترة المقبلة. ومع الانتهاء من مشروع تطوير الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة وافتتاح المتحف المصري الكبير ستكون هذه بداية انطلاق حقيقية لهذا المنتج وخاصة مع تطور الطاقة الفندقية وافتتاح غرف فندقية جديدة في القاهرة الكبرى وتشغيل مطار سفنكس والسماح للطيران منخفض التكاليف بمطار القاهرة الدولي.

منتجات الـ Short City Break تعد من المنتجات السياحية الأسرع نمواً في العالم وخاصة بالنسبة للسائحين الذين يرغبون في البرامج السياحية القصيرة.

كما أود الإشارة إلى إجراءات الإصلاحات التشريعية التي تتبناها الوزارة .. ولا سيما في ظل دورها كرقيب ومنظم ومرخص للعمل داخل صناعة السياحة في مصر لتحسين وتطوير البيئة التشريعية المتعلقة بالصناعة.. ومن أبرز القوانين التي صدرت مؤخراً .. قانون المنشآت الفندقية والسياحية .. وقانون إنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها.. وإصدار لائحتهم التنفيذية .. وجاري الآن العمل على تحديث قانون الشركات السياحية حيث إن الذي يتم العمل به حالياً يرجع تاريخ إنشاءه إلى سبعينات القرن الماضي.

وأود أن أشير أيضاً إلى ما تقوم به الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي من جهود لتنفيذ برامج التسويق والحملات الترويجية المشتركة بالتعاون مع شركاء المهنة من منظمي الرحلات وشركات الطيران.. وكذلك تنظيمها للعديد من الرحلات التعريفية الهامة Fam Trips.

السادة الحضور..

أود أن أُعرب عن كامل ثقتي في تضافر جهودنا جميعاً للنهوض بهذا القطاع باعتباره قاطرة التقدم الاقتصادي.. وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا.. وتعزيز أواصر الترابط والتقارب بين الشعوب فى قارتنا الإفريقية.. فالسياحة هي أحد أهم أدوات القوة الناعمة وجسر للتواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب.

وختاماً، أشكركم جميعاً .. وأدعو كافة المشاركين لإثراء فعاليات هذا المنتدى والمعرض.. لتعظيم من كونه منصة تشاركية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة المليئة بالأفكار المبتكرة والدروس المُستفادة منها.. حتى نصنع معاً مستقبلاً مزدهراً لصناعة السياحة في قارتنا العريقة.. وليصبح هذا المنتدى والمعرض تقليدًا سنويًا يهدف إلى الاحتفال بالتنوع وتعزيز ازدهار صناعة السياحة في مصر وأفريقيا..وأتمنى للجميع التوفيق والسداد..

أشكركم وأتمنى لكم منتدياً ناجحا.. وإقامة سعيدة في مصر.. وأدعوكم للاستمتاع بمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السياحة أفريقيا مصر شرم الشيخ جنوب سيناء الحرکة السیاحیة الوافدة صناعة السیاحة فی مصر المنتدى والمعرض هذا المنتدى ملیون سائح العمل على أود أن أ عام 2010 فی ضوء

إقرأ أيضاً:

كيف تعيد فعاليات الصيف رسم خريطة السياحة الخليجية؟

مع ارتفاع درجات الحرارة، تتغير ملامح الحياة في دول الخليج، إذ يشهد صيف الخليج 2025 تحوّلا لافتا، إذ تمتلئ أيامه بالمهرجانات والأنشطة التي تعيد رسم خريطة السياحة في المنطقة.

فمن جبال صلالة الخضراء إلى مرتفعات الطائف وشواطئ جدة، وصولًا إلى عوالم الألعاب الترفيهية في البحرين، نأخذكم في جولة عبر أبرز الفعاليات الخليجية لهذا الصيف.

خريف صلالة

تحتفظ منطقة صلالة في سلطنة عمان بخصوصية مناخية لا مثيل لها في شبه الجزيرة العربية، فمنذ أواخر يونيو/حزيران وحتى سبتمبر/أيلول، تتحول محافظة ظفار على سواحل بحر العرب إلى ما يشبه الجنة الاستوائية، فالجبال تكتسي بالخضرة، والرذاذ لا ينقطع، والضباب يضفي على المشهد هالة سحرية.

خريف صلالة يعد أهم مهرجانات المنطقة (الجزيرة)

وبينما تصل الحرارة في بقية المدن الخليجية صيفا إلى ما فوق 40 درجة مئوية وتقترب أحيانا من الخمسين، تعيش صلالة أجواء باردة وممطرة، مما يجعلها مهربا باردا من حرارة صيف الخليج. وهذا التحول الطبيعي الفريد، المعروف محليًا باسم "الخريف" ليس مجرد ظاهرة مناخية، بل هو ظرف مثالي لانطلاق أحد أهم مهرجانات المنطقة وهو خريف صلالة.

مهرجان بطابع جديد

رغم أن مهرجان خريف صلالة فعالية سنوية معروفة على خارطة الفعاليات الخليجية، فإن نسخة 2025، والتي انطلقت في 15 يوليو/تموز وتستمر حتى 31 أغسطس/آب، تأتي بتنظيم أكثر احترافية وتنوعًا ملحوظا في المواقع والأنشطة المصاحبة.

الأسواق التراثية بمهرجان صلالة تعرض فيها منتجات نادرة لا تتوفر طيلة العام (الجزيرة)

فبدلاً من تركيز الفعاليات في نقطة واحدة، تم توزيعها هذا العام على عدة مواقع رئيسية مثل ساحة أتين، و"عودة الماضي" في منطقة السعادة، وحديقة عوقد وواجهة أتين الحديثة، لتخفيف الزحام وتقديم تجارب متنوعة في كل موقع لجمهور واسع.

إعلان

أما الأسواق التراثية التي يضمها المهرجان فلا تُعد مجرد مساحة للتسوّق، بل نافذة على ذاكرة المكان حيث تُعرض فيها منتجات نادرة لا تتوفر طيلة العام، وتستحضر فيها المأكولات الشعبية والحرف اليدوية روح البيئة في محافظة ظفار وعاصمتها صلالة.

فعاليات ثقافية وسياحية

ما يميز مهرجان خريف صلالة هذا العام هو تعدد وتنوّع الفعاليات المبتكرة هذا العام، لتقدّم أوقاتًا مثالية لعطلة الصيف تمزج بين الثقافة والفن والتسوق والطبيعة، وتناسب كافة أفراد الأسرة.

ويشمل برنامج المهرجان هذا العام أكثر من 180 فعالية موزعة على عدة مواقع، تجمع بين العروض الموسيقية الحية، والرقصات الشعبية والفنون العُمانية، والحفلات الغنائية والأمسيات الشعرية، إلى جانب المعارض التراثية والأسواق الحرفية التي تتيح للزوار فرصة اكتشاف المنتجات المحلية والتقليدية.

مهرجان خريف صلالة تتعدد وتتنوّع فيه الفعاليات المبتكرة هذا العام (الجزيرة)

وتحتل الأنشطة العائلية مكانة بارزة ضمن البرنامج، مع ورش عمل تفاعلية للأطفال، ومنطقة ألعاب كهربائية وهوائية، بالإضافة إلى عروض رياضية ومغامرات بيئية في الهواء الطلق.

أما عشّاق التذوق وتجارب المأكولات فيمكنهم الاستمتاع بتشكيلة واسعة من الأطعمة التقليدية، من خلال أكشاك المأكولات الشعبية المنتشرة في أرجاء المهرجان، التي تعبق برائحة البخور والقهوة العُمانية.

كما يحتفي موقع "عودة الماضي" بجمال الحياة التقليدية في ظفار، حيث يمكن للزوار تجربة الأجواء الريفية القديمة بكل تفاصيلها، من البيوت الطينية إلى الأسواق الشعبية، وسط أصوات الفنون الشعبية وروائح البخور والطعام العُماني.

وجهة صيفية بارزة

في حين تُعدّ العواصم الخليجية الأخرى وجهات ترفيهية مكيّفة للهروب من حرارة الصيف، تقدّم صلالة نموذجًا مختلفًا تمامًا لأجواء استوائية فريدة ووجهة خارجية في أحضان الطبيعة الخضراء، بدرجات حرارة معتدلة لا تتجاوز 25 درجة مئوية، وسط رذاذ مطري وضباب يلف الجبال.

وليست الأجواء وحدها ما يميز مهرجان خريف صلالة، فهذا الطقس النادر في الخليج يمنح الفعاليات الخارجية روحًا مختلفة، ويحوّل الحضور من مجرد جمهور إلى جزء حيّ من المشهد.

صلالة تقدم نموذجًا مختلفًا تمامًا لأجواء استوائية فريدة ووجهة خارجية بأحضان الطبيعة الخضراء (الألمانية)

وهذه الميزة المناخية، إلى جانب ثقل المهرجان السنوي من حيث المحتوى والتنظيم المشترك بين بلدية ظفار ووزارة التراث والسياحة، واستمراره لأكثر من شهر ونصف وفقًا لرؤية متجددة تهدف إلى ترسيخ مكانة المحافظة كوجهة سياحية وثقافية، جعلت من خريف صلالة وجهة صيفية محببة لعشرات الآلاف من الزوار الخليجيين والعرب عامًا بعد عام.

"لوّن صيفك" في السعودية

في ظل التنافس الخليجي على تنشيط السياحة الداخلية صيفًا، أطلقت الهيئة السعودية للسياحة برنامج "صيف السعودية" تحت شعار "لوّن صيفك" في مايو/أيار الماضي، والذي يستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، وتركّز على تسويق وجهات داخلية تتميز بمناخ معتدل وتجارب متنوعة تمزج بين الأجواء الجبلية المنعشة، والسياحة الشاطئية الفاخرة، والفعاليات الثقافية والعروض المميزة.

نجمة ونهر، وجهة بإطلالة خلابة على سد أبها وسط الطبيعة ⛰️????
تجربة تجمع بين الراحة والفخامة، وأشهر العلامات التجارية ????️✨@Discoveraseer#لوّن_صيفك بلحظات ما تتفوّت!https://t.co/XcCVMvFdF6 pic.twitter.com/uhbt77auP7

— روح السعودية (@VisitSaudiAR) July 27, 2025

إعلان سياحة بوجهات متعددة

يتوزع البرنامج هذا العام على 6 وجهات متنوعة تمتد من الشواطئ المعتدلة إلى المرتفعات الباردة، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم خريطة الصيف السياحي في المملكة والمنطقة.

ويتوزع البرنامج بين وجهات مثل جدة التي تقدم لزوارها أكثر من 5 شواطئ جديدة صيف 2025، بالإضافة إلى كورنيشها الجديد وفعالياته الثقافية والفنية المتنوعة، بما فيها العروض الحية والمهرجانات الساحلية.

هذا العام 6 وجهات متنوعة تمتد من الشواطئ المعتدلة للمرتفعات الباردة (روح السعودية)

أما ساحل البحر الأحمر، فتسجل السياحة الشاطئية حضورًا لافتًا من خلال المنتجعات والشواطئ الغنية التي باتت من أكثر المناطق جذبًا لهواة الغوص واستكشاف الشعاب المرجانية، كما أضُيفت وجهات جديدة هذا العام في البحر الأحمر مثل جزر شيبارة وأمهات.

الوجهات الجبلية

أما الوجهات الجبلية فتتقدمها عسير والطائف والباحة، حيث تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى 24 درجة مئوية، مما يجعلها بديلًا مثاليا لحر الخليج. وتأتي منطقة عسير في مقدمة هذه الوجهات، بجمال جبال السروات الشاهقة ووديانها الخضراء، وغاباتها الكثيفة.

منطقة عسير مشهورة بجمال جبالها الشاهقة وانخفاض درجة حرارتها (هيئة السياحة السعودية)

وتتراوح درجات الحرارة فيها بين 22 و26 درجة مئوية خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب، مما يجعلها ملاذًا طبيعيًا للهاربين من صيف المدن الكبرى. كما تضم عسير متنزهات مثل متنزه عسير الوطني، و"السودة" السياحي، بالإضافة إلى تجارب ثقافية في "قرية المفتاحة" وأسواق شعبية مثل "سوق الثلاثاء".

ومدينة الطائف، التي تُعرف بـ"عروس المصايف" و"مدينة الورود" لما تمتاز به من مناخ معتدل وطبيعة خلابة ومزارع الورود، تجمع بين جمال المرتفعات الجبلية ومزارع الفاكهة والأسواق الشعبية مثل سوق "عكاظ" الشهير، مع قربها من مكة وجدة، مما يمنحها موقعًا إستراتيجيًا، بالإضافة إلى الأجواء المناخية المتميزة في الصيف.

وتطل مرتفعات الباحة المعروفة بطبيعتها الفريدة في المملكة كوجهة صيفية هادئة، بمناطقها ذات الأشجار المورقة، والوديان المتعرجة، حيث تقع المدينة على ارتفاع 2500 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتمتع بدرجات حرارة معتدلة، لذا تعتبر مكانا مثاليا للتنزه أو التخييم.

سياحة سعودية تنافس الخارج

ويشهد برنامج "لوّن صيفك" أيضًا تعزيز الربط الجوي بإضافة أكثر من مليون مقعد طيران إلى الوجهات الصيفية في المملكة، بجانب روزنامة فعاليات نشطة في موسم عسير وموسم جدة، مما يمنح الحملة طابعًا حيويًا وجاذبًا للعائلات الخليجية.

وبينما يتزايد الإقبال على السفر للخارج لوجهات باردة في هذا التوقيت من السنة، تحاول السعودية عبر هذا البرنامج أن تُعيد توجيه البوصلة السياحية إلى الداخل، مستفيدة من تفرد بعض مناطقها بمناخ لطيف تنوع طبيعي وثقافي يستحق الاكتشاف.

السعودية تحاول عبر برنامج صيف السعودية أن تُعيد توجيه البوصلة إلى الداخل

ومع تنامي عدد الفعاليات المصاحبة من مهرجانات موسيقية، وعروض تراثية، وألعاب مائية، إلى مغامرات الهايكنغ والتلفريك، وتعدد أنماط الترفيه من جبال عسير إلى شواطئ جدة، تبرز السعودية كلاعب إقليمي جديد في مجال السياحة الصيفية الداخلية، خصوصًا بعد أن أصبحت هذه الفعاليات تجذب بعض العائلات الخليجية التي اعتادت السفر إلى أوروبا أو شرق آسيا خلال الصيف.

مهرجان صيف البحرين للألعاب

مع اشتداد حرارة الصيف في يوليو/تموز وأغسطس/آب، تتحوّل الوجهات الداخلية في البحرين إلى ملاذ مثالي للعائلات، ويبرز "مهرجان صيف البحرين للألعاب" كأهم فعالية صيفية تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها.

حرارة الصيف تحوّل الوجهات الداخلية بالبحرين لملاذ مثالي للعائلات (حساب ‏محمد الحناكي )

بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى العام الماضي، تعود نسخة 2025 من المهرجان بمحتوى مضاعف ومساحة أوسع، لتؤكد مكانته كأكبر حدث عائلي ترفيهي صيفي في المملكة. ويُقام المهرجان في مركز البحرين العالمي للمعارض، داخل موقع مغلق ومكيّف بالكامل.

إعلان

ويمتد على مدار 5 أسابيع متواصلة، من 1 يوليو/تموز وحتى 5 أغسطس/آب 2025، مما يمنح العائلات مرونة في التخطيط وإعادة الزيارة والاستكشاف بوتيرتهم الخاصة.

مهرجان البحرين للألعاب؟

في نسخة 2025، يتنظر زوار المهرجان مزيدا من المفاجآت، ومحتوى ترفيهيا أضخم، وعروضا حية مبهرة، وألعابا لا تُعدّ، إلى جانب أنشطة ترفيهية وتفاعلية ممتعة. وتتوسع نسخة هذا العام بمحتوى ترفيهي متنوع يضم عروضًا حية مذهلة وأنشطة تفاعلية وألعابًا لا تُعدّ.

فمن اللحظة الأولى لانطلاقه، بدأ المهرجان بإبهار بصري وسمعي، وموكب افتتاحي ضخم يضم شخصيات تنكرية، فرق رقص محلية، عروضا نارية، وظهورًا مفاجئًا لشخصيات كرتونية محبوبة من عالم سبيستون، ليرحب بالصغار والكبار على حد سواء.

المهرجان يحتوي على محتوى ترفيهي أضخم وعروض حية مبهرة (‏محمد الحناكي @lutf1414 على إكس)

ولا تكتمل الجولة من دون المرور بسوق المهرجان الثقافي، الذي يمتلأ بالألعاب الحصرية، والأزياء ذات العلامات التجارية، والتذكارات الخاصة. ويمكنك اصطياد قطع فريدة بأسعار مميزة، خصوصًا في الصباح الباكر.

التسهيلات والخدمات للزوار

لمنع أي ازدحام خلال عطلات نهاية الأسبوع، يُنصح بالحجز المسبق لتفادي الازدحام، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع وأوقات الذروة، عبر المنصات الإلكترونية المخصصة .

ويقدم المهرجان لزواره خدمات متنوعة حيث، توفر مناطق مريحة للجلوس والاستراحة، ومقاعد مخصصة للعائلات، بالإضافة إلى صالة كبار الزوار التي تقدم وجبات خفيفة فاخرة، ومقاعد مريحة، ومحطات مجانية لشحن الهواتف.

ويمكن زيارة "شارع الطعام" في الطابق الأول لتجربة وجبات متنوعة تناسب كل الأذواق، بما فيها الأطباق البحرينية الخفيفة التي تستحق التجربة.

المهرجان يوفر خرائط وتطبيقات تفاعلية بمكتب الاستعلامات ويمكن اصطحاب الأطفال (ماي هوليديز)

كما يمكن للعائلات التي تصطحب أطفالًا صغارًا، ويمكن استئجار عربات أطفال من المدخل الرئيسي، مما يسهل التنقل داخل أروقة المهرجان. كما تتوفر حافلات نقل مجانية من الفنادق الشهيرة ومحطات الحافلات الرئيسية، لتسهيل الوصول دون عناء البحث عن مواقف السيارات التي قد تكون مزدحمة في بعض الأوقات.

ولمساعدة الزوار على استكشاف كل زاوية، تُوفر خرائط المهرجان وتطبيقات تفاعلية في مكتب الاستعلامات. ولا تنسَ الحصول على واحدة منها عند وصولك لاكتشاف المناطق المخفية والمفاجآت المنتشرة في الأرجاء.

الأثر والمكانة الإقليمية

نجح مهرجان البحرين للألعاب في ترسيخ موقعه كواحد من أبرز الفعاليات العائلية الصيفية في الخليج، ومع التوسّع المستمر في محتواه ومساحته، أصبح المهرجان جزءًا من إستراتيجية الترويج لمملكة البحرين كوجهة سياحية صيفية تجذب الزوار من دول الخليج، خصوصًا للباحثين عن فعاليات داخلية في مواجهة حرارة الصيف.

وهكذا، لم يعد الصيف مرادفًا للهروب من الخليج، بل أصبح فرصة لاكتشافه من جديد. ومع تزايد المهرجانات والفعاليات المصممة بعناية، تتحول مدن الخليج إلى مسارح نابضة بالحياة، ووجهات سياحية تستقطب أهل الخليج قبل سواهم.

ومع تصاعد دور هذه الفعاليات كأدوات إستراتيجية لتنشيط السياحة الإقليمية، يتكرّس استثمار جديد في الترفيه الخليجي يراهن على المناخ والثقافة، والطبيعة، حيث تبذل الهيئات السياحية في دول الخليج جّل طاقتها لتحويل الصيف إلى موسم سياحي داخلي بطابع محلي لا يقل تنوعًا أو إبهارًا عن الوجهات الخارجية، وتوفر لأهل الخليج وزواره ومقيمه بدائل مبتكرة وخيارات ترفيهية متجددة تناسب الذائقة السياحية الخليجية.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: 8.7 مليون سائح زاروا مصر في 6 أشهر
  • نموّ السياحة الأردنية في النصف الأول والسعودية والإمارات في الصدارة
  • 246 مليون ريال قيمة المشروعات التنموية المسندة خلال النصف الأول من العام الجاري
  • المغرب.. عائدات السياحة ترتفع 9.6 بالمئة بالنصف الأول
  • 46 مليون مسافر عبر مطار دبي في النصف الأول من 2025
  • كيف تعيد فعاليات الصيف رسم خريطة السياحة الخليجية؟
  • نقيب السياحيين حمدي عز: مؤتمر السياحة الصحية نمط جديد علي خريطة مصر السياحية
  • هيئة النقل: تأجير السيارات يسجّل أكثر من 1,5 مليون عقد خلال الربع الثاني
  • مدير ONTT: مليون و300 ألف زائر لتونس..وخفضنا الأسعار بعد إقرار منحة السياحة
  • وزير السياحة والآثار: 18 مليون سائح بنهاية 2025.. ونواب: نحتاج إلى كل دولار