علماء يتحدثون عن أهمية إحياء ذكرى الصرخة:شعار الصرخة بداية الخلاص ومشروع المرحلة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
العلامة ناجي:عربدة أمريكا تُبيّن أن الشعار هو المناسب لهذه المرحلة العلامة الخولاني:الصرخة عكست موقف الشهيد القائد ومشروعه التنويري في إصلاح واقع الأمة
يحيي اليمنيون هذه الأيام الذكرى السنوية للصرخة 1445 هـ التي أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في وجه المستكبرين عقب أحداث الـ 11 من سبتمبر ودخول الأمة العربية بعدها مرحلة جديدة من الصراع، حيث جاءت الصرخة بعد أن رأى الشهيد القائد أن قوى الهيمنة والاستكبار أمريكا وإسرائيل ومن يتحالفون معهما يسعون للسيطرة على الأمة، الأرض والإنسان والمقدرات، ليصبح خيار موقف البراءة والمباينة لأعداء الأمة، والسعي للتصدي لمؤامراتهم التدميرية، منسجماً مع الدين الإسلامي، ومنسجماً مع القرآن الكريم.
مشروع الصرخة انطلق يوم الخميس 17 يناير 2002م، حينما أعلن الشهيد القائد في محاضرة بعنوان “الصرخة في وجه المستكبرين”، بداية انطلاق المشروع القرآني لإخراج الأمة من حالة الغفلة والصمت والانكسار والتدجين والخنوع، وهتف بهتاف الحرية والبراءة..
الثورة/ أحمد السعيدي
البداية مع العلامة محمد مفتاح- مستشار المجلس السياسي الأعلى الذي قال عن أهمية الصرخة:
“الصرخة مقدمة الثقافة والتوعية والتعبئة لمواجهة تيار الانحلال والفساد العالمي ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، ورفع شعار الصرخة في وجه المستكبرين جاء في الوقت الذي خنعت فيه أقوى الدول والأنظمة لأمريكا، والصرخة لم تعد حكرا على تيار واحد، بل أصبحت شعارا لكل الأحرار في مواجهة الطغيان الأمريكي خصوصاً إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المسلم من حرب إبادة جماعية على يد الكيان الصهيوني بدعم مباشر من أمريكا- أم الإرهاب”.
حصن الصرخة
فيما تحدث لـ”الثورة” العلامة فؤاد ناجي- نائب وزير الأوقاف عن أهمية هذه المناسبة قائلاً: ” الصرخة في وجه المستكبرين، هي شعار الحرية وهتاف البراءة من أعداء الله الذي يجسد مظهراً من مظاهر الإيمان والحكمة اليمنية التي تجلت في هذه الصرخة التي أثبتت من خلال الواقع والأحداث والمستجدات جدوائيتها وصوابيتها وأهميتها وآثارها وفاعليتها ودورها في بناء الأمة في مختلف المجالات، ودورها في تحصين الأمة من الاختراق، فاليهود والأمريكان حينما يرون الإنسان يرفع هذا الشعار لا يمكن أن يطمعوا في استقطابه لأن يكون عميلا لهم، أو أن يفكروا في أن يحولوه جنديا في خندقهم، بل عندما يرون الإنسان يرفعها يعتقدون أن هذا الإنسان قد نال حصانة كاملة من مؤامراتهم ومخططاتهم ودسائسهم، وبالتالي لا يمكن أن يحاولوا استقطابه، وقد شاهدنا في الوثائقي الأخير الذي عرضته وسائل الإعلام والإعلام الأمني عن الخلية التي ضُبطت في الحديدة من تلك العناصر الرخيصة التي باعت بلدها وخانت أهلها، وفي معركة نحن نقاتل فيها اليهود، فإذا بها تقدم الخدمات للصهاينة والأمريكان لتدلهم على الصواريخ والأسلحة التي نحاصر بها اليهود، ونضرب بها الصهاينة، لأنهم لو رفعوا هذا الشعار لما فكر الأعداء في استقطابهم، كما هو حال عمار عفاش وطارق عفاش، حينما حاربوا الصرخة إذا بالأحداث والأيام تجرهم إلى أن يقفوا في مربع الأمريكان ومربع الصهاينة ومربع اليهود، فالصرخة هي كلمة حق في وجه السلطان الجائر وهو أمريكا والصهاينة، والصرخة هي مثال للكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، والصرخة هي إعلان للولاء والبراء. ولاء لأولياء، وبراء من أعداء الله التي أراد الله أن تكون واضحة وعلنية، كما قال في سورة التوبة، ” وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ».
صرخة الوعي
وأضاف العلامة ناجي- عضو رابطة علماء اليمن: الصرخة تعكس وعياً في من يحملها بأنه أصبح محيطاً ومدركا بمؤامرة الأمريكان، ومخططاتهم، وأصبح منتبها ويقظا، وأيقظته الصرخة لأن الصرخة لا تصرخ دائما إلا للغافلين والنائمين والموتى والذين هم في سبات، والصرخة لا يصرخ بها إلا المنتبهون أمام الغافلين، حينما يصرخ الإنسان هذا دليل على أنه يقض ومنتبه، وحذر على درجة عالية من الآن، وطبعا الصرخة هي موقف ديني أمام أعداء الله، والله سبحانه وتعالى ذكرنا في القرآن بالقصص، المواقف الكبيرة التي وقفها أنبياء الله وأولياؤه على مر الزمان، أمام أهل الباطل بدءاً من نوح، وإبراهيم، وصالح وشعيب وموسى وعيسى وكل الأنبياء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حينما وقفوا تلك المواقف، أو من أولياء الله كما هو حال أهل الكهف ومؤمن آل ياسين ومؤمن آل فرعون، وسحرة فرعون، الذين وقفوا المواقف الكبيرة التي سجلت لهم في كتاب الله سبحانه وتعالى».
شعار المرحلة
وتابع العلامة ناجي: أما عن أهمية الصرخة في المرحلة الراهنة فالصرخة هي شعار المرحلة، وحينما نرى ماذا تفعل أمريكا من عربدة في فلسطين المحتلة، وفي بلدان العالم الإسلامي والعربي، نرى ونعتقد ونؤمن ونجزم أن الشعار المناسب لهذه المرحلة هو شعار الصرخة الذي شاهدناه وجربناه في اليمن، كيف مثل نقلة نوعية بالأمة وأوصل الوضع إلى أن يهرب الأمريكان الذين حاصرتهم الصرخة في السفارة، واضطروا إلى الرحيل والمغادرة، ولو صرخ الناس في مصر والأردن لارتعدت فرائص أمريكا والصهاينة، ولخرج العملاء من تلك المناطق يجرون ذيول الخيبة والهزيمة والخسارة، فما يحتاجه اليوم العالم في وجه عربدة أمريكا هو هذا الشعار. هذا الشعار العالمي، لأن من دعا إليه هو ذلك الشهيد القائد الذي كان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، وهو من وحي القرآن، وهو ليس شعارا لطائفة، بل هو من صميم القرآن، وهو موقف ديني يجب أن ننظر إليه بهذه النظرة، لأن المسيرة ليست تياراً سياسياً أو كياناً حزبياً، بل هي مسيرة القرآن ومسيرة الإسلام ومسيرة أنبياء الله وأولياءه وأعلام هداه، وهي للناس كل الناس، وهكذا، الشعار هو شعار وعنوان لهذا المشروع القرآني ينضم إليه ويقترن به العديد من الإجراءات والخطوات والأعمال في مقدمتها المقاطعة، وقد وصل اليوم في اليمن إلى موقف مكتمل عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وسياسيا، من القمة إلى القاعدة، ومن القاعدة إلى الشعب الذين أصبحوا يجسدون الموقف، ولا سيما ونحن نرى هذه الصرخة من صرخ بها كيف أثبتوا أنها قول وفعل، ولو أتت الأحداث على غزة وتفرجنا عليها، لكان البعض يسخر منا أننا لم نكن عند مستوى هذه الصرخة وهذا الشعار، لكن ثبات هذا الموقف للقيادة والشعب، هو دليل على أن هؤلاء الذين رفعوا الصرخة أصحاب قول وفعل ومبادئ وأوفياء لهذا الشعار، ولهذا المبدأ، فهذه الصرخة بدأت بتكبير الله، وستكون العاقبة والنتيجة هي النصر للإسلام بإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
مشروع تنويري
وبدوره قال وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة الشيخ صالح الخولاني: الصرخة في وجه المستكبرين هي موقف من مواقف الشهيد القائد ومشروعه التنويري في إصلاح واقع الأمة ونصرة المستضعفين ومقارعة الطغاة والمستكبرين والذي ساهم بمشروعه القرآني، في تعزيز الصحوة الإسلامية، وكشف مؤامرات المشروع الأمريكي الصهيوني على الأمة، ما جعل قوى الهيمنة تشن حرباً على اليمن في محاولة لإجهاض المشروع والمسيرة القرآنية التي أسسها الشهيد القائد، ولذك فإن من المهم إحياء ذكرى الشهيد القائد لاستلهام الدروس والعِبر من حياته ومواقفه في تعزيز الصمود والثبات لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن بسبب موقفه الداعم لغزة الصمود، وكذلك لمحاربة كل أوجه الفساد المالي والإداري، وفي ذكرى الصرخة لهذا العام 1445هـ لا بد أن نتذكر مشروع الشهيد القائد للتعرف على مضامينه وإدراك الحقيقة التي سطعت فيه لمواجهة الطواغيت والمستكبرين لأن مسيرة حياة الشهيد القائد حملت قضية الشعب اليمني فكانت حياة حافلة بالتضحية والفداء وقدم روحه في سبيلها .
أهداف الشعار
بينما تحدث العلامة عبدالحفيظ الخزان عن أهمية فعالية إحياء الصرخة قائلا: انطلق شعار الصرخة من عدة عوامل أولها منطلق شعور الشهيد القائد بالمسؤولية ووعيه بطبيعة التحرك الأمريكي الإسرائيلي وثانيها من واقع المعاناة وثالثها من منطلق قوله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» ورابعها من منطلق «يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله» وكذا البراءة من أعداء الله، والمشروع القرآني الذي شعاره الصرخة في وجه المستكبرين، يهدف إلى استنهاض الأمة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد وجودها نتيجة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية غير المسبوقة عليها، بالإضافة إلى تصحيح وضع الأمة بالعودة إلى القرآن الكريم والتثقف بثقافته والاهتداء به قولاً وعملاً»، أما أهداف شعار الصرخة فهي التحرك العملي وفقاً لخطوات متعددة منها مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ونشر الوعي في أوساط الأمة، فالمشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد ركز على شعار الصرخة للتحريض على مقاطعة بضائع أمريكا وإسرائيل، لما تمثله من سلاح فاعل في مواجهة قوى الاستكبار واستهداف عماد قوتها وإمكاناتها الاقتصادية والتصدي لمؤامراتها على الأمة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الصرخة فی وجه المستکبرین المشروع القرآنی الشهید القائد شعار الصرخة أعداء الله هذا الشعار عن أهمیة
إقرأ أيضاً:
عودة الكتاتيب.. ضرورة لإحياء روح القرآن في مصر والوطن الإسلامي
في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتتزاحم فيه الفتن، وتضيع فيه القيم بين شاشات مضيئة وعقول منشغلة، يظلّ القرآن الكريم هو النور الذي لا يخبو، والهدى الذي لا يضلّ من تمسّك به. ولأنّ الأمة لا تنهض إلا بكتاب ربها، فإن عودة الكتاتيب لم تعد مجرد فكرة تراثية، بل ضرورة حضارية وتربوية وأخلاقية لمصر ولجميع بلاد العالم الإسلامي.
ما معنى الكُتّاب؟
الكُتّاب كان مدرسةً قرآنية بسيطة، يجلس فيها الأطفال أمام شيخ متقن، يتعلمون القرآن حفظًا وتجويدًا وفهمًا وأدبًا. لم تكن الكتاتيب مجرد مكان للحفظ، بل كانت مصنعًا للرجال، تُبنى فيه الشخصية من جذورها:
الأدب، احترام الكبير، طهارة اللسان، قوة الذاكرة، الانضباط، وحبّ القرآن.
لماذا نحتاج إلى عودة الكتاتيب الآن؟
1. علاج لحالة الضعف في حفظ القرآن
كثير من الأبناء اليوم يحفظون ثم ينسون بسرعة بسبب ضعف المتابعة والانشغال بالتكنولوجيا. الكُتّاب يُعيد النظام اليومي الملتزم الذي يثبت الحفظ ويقوّيه.
2. غرس الأدب قبل العلم
كان الشيوخ يقولون: "تعلّموا الأدب قبل العلم". الكُتّاب بيئة تعيد للطفل احترام الشيخ، وتهذيب النفس، والوقوف عند آداب القرآن.
3. تقوية الذاكرة والانتباه
الحفظ اليومي، التلقين الصحيح، وإعادة الترديد الجماعي… كل ذلك يعالج ضعف التركيز الذي أصبح مشكلة عامة عند الأطفال.
4. سدّ الفراغ الروحي والأخلاقي
الكتاتيب ليست مكانًا تربويًا فقط، بل ملجأ أخلاقيًا يعيد للطفل ارتباطه بالله، ويزرع قيمة المراقبة الداخلية، فيكبر وعينه على رضا الله.
5. حماية الهوية الإسلامية
عودة الكتاتيب تعني عودة الجذور. تعني بناء جيل يفهم القرآن ويتخلق به، في زمن تتعرض فيه الهوية لمحاولات التغيير والذوبان.
الكتاتيب بين الماضي والحاضر
لم تكن الكتاتيب في مصر مجرد دور لتحفيظ القرآن، بل مؤسسات تربوية خرّجت:
– علماء الأزهر.
– الأدباء والمفكرين.
– القضاة والمعلمين.
– وحاملي القرآن الذين كانوا أساس بناء الأمة.
واليوم يمكن إحياؤها بصورتها الحديثة:
كتاتيب منظمة، تضم معلمين متخصصين، مناهج واضحة، حلقات صباحية ومسائية، متابعة يومية، وتدريب للآباء على متابعة أولادهم.
دعم القيادة السياسية لعودة الروح الدينية
وطلبنا هذا ونحن طامعون في كرم سيادتكم،
وبإذن الله تعالى، فإن دعم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية – والذي عهدناه دائمًا على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وحماية هويتها من كيد الأعداء الداخلي والخارجي، سيكون عاملًا أساسيًا في عودة الكتاتيب لتؤدي دورها في بناء جيل قرآني ملتزم.
كيف نُعيد الكتاتيب؟
1. دعم الدولة بإدراجها ضمن مشروع قومي كبير.
2. دعم الأزهر بالإشراف العلمي والتربوي.
3. مشاركة المجتمع عبر فتح الكتاتيب في المساجد والمنازل.
4. تعليم المعلمين مهارات التحفيظ والتجويد والتربية.
5. تقديم حوافز للطلاب المتميزين لتحبيبهم في القرآن.
وفي الختام
إن الأمة التي تُعيد بناء الكتاتيب، هي الأمة التي تقول للعالم:
"نحن أمة القرآن، ننهض بعزّة ربنا، ونصون هويتنا وعلومنا وحضارتنا من الضياع والفرقة."
فلنقف جميعًا مع هذا المشروع المبارك، ولنُحيِ الكتاتيب من جديد، فعودتها ليست مجرد استعادة لماضٍ عريق…
بل بداية لمستقبل مشرق، يحمل القرآن في قلب كل طفل، ويزرع الهداية في كل بيت، ويصنع جيلًا يُعلي كلمة الله ويحفظ أمة الإسلام من الضياع.
وبإذن الله تعالى، وبدعم فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستكون عودة الكتاتيب على أفضل هيئة وأحسن حال، لتحمل رسالتها المباركة في بناء أجيال ملتزمة بالقرآن والسنة.