لماذا يعد مؤتمر يوم الأغذية العالمي في أبو ظبي بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
فيتالي ميخالتشوك، الرئيس التنفيذي لشركة أمسان
يمثل اختيار أبوظبي كمدينة مضيفة للمؤتمر العالمي العشرين للاتحاد العالمي للصم في عام 2027 علامة فارقة، ليس فقط بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويوفر الحدث منصة للخبراء وقادة الصناعة وأكثر من 2000 مشارك من الصم من 125 دولة لتبادل المعرفة ومناقشة الجهود المبذولة لتعزيز الشمولية.
الفرص الاقتصادية للأفراد الصم
وبينما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للترحيب بالوفود والمتحدثين والمشاركين من جميع أنحاء العالم يصبح من الواضح أن تبني الشمولية ضرورة استراتيجية. وتتمتع الشركات بفرصة غير مسبوقة لإظهار التزامها بالشمولية وإمكانية الوصول. علاوة على ذلك، في عالم الأعمال، يعد تحديد الأسواق غير المستغلة أمرًا ضروريًا لتحقيق النمو المستدام والنجاح ويمثل مجتمع الصم سوقًا كبيرًا يتمتع بإمكانات هائلة، وعلى الرغم من مواجهته حواجز تواصل كبيرة في عالم اللغة المنطوقة والمكتوبة. ومع ما يقدر بنحو 1.5 مليار فرد في جميع أنحاء العالم، يقدم هذا المجتمع قاعدة استهلاكية كبيرة لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير. هذا ويمكن للشركات إطلاق العنان للإمكانات الهائلة لمجتمع الصم كمستهلكين ومساهمين قيمين في الاقتصاد.
سياحة الصم والسفر الميسر:
كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أن قطاع السياحة في دولة الإمارات شهد طفرة ملحوظة، حيث اجتذب 17.15 مليون زائر دولي لليلة واحدة في عام 2023، ما يمثل نمواً كبيراً بنسبة 19.4% مقارنة بالعام السابق. تتضمن المساهمة في هذا الاقتصاد السياحي المزدهر ضمان أن غالبية المؤسسات تستوعب الأفراد الصم. على سبيل المثال، تلعب أمسان اكسيسبل للسياحة ذ.م.م، وهي أول شركة متخصصة في الجولات الفريدة للأشخاص الصم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دورًا حيويًا في هذا الجهد من خلال تقديم تجارب مخصصة تلبي الاحتياجات الخاصة للمسافرين الصم. ومن خلال إنشاء إطار سفر مفهوم وآمن يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة خلق بيئة مفيدة لكل من قطاع الأعمال والمسافرين الصم. ويمتد هذا الالتزام إلى ما هو أبعد من السياحة، حيث يتمثل الهدف في دمج الممارسات الشاملة عبر القطاعات الحيوية مثل النقل والرعاية الصحية والضيافة وخدمات الطعام والترفيه وغيرها.
التعاون وتبادل المعرفة
من خلال نهجه الشامل، يعمل مؤتمر يوم الأغذية العالمي بمثابة الأساس حيث يتلاقى الخبراء والناشطون وصانعو السياسات والمعلمون والدعاة من جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات المتعددة الأوجه التي تواجه مجتمع الصم وضعاف السمع. وسيفيد هذا التواصل ثنائي الاتجاه المؤسسات من خلال مساعدتها على فهم العقبات التي يواجهها مجتمع الصم. غالبًا ما يتعين على الأفراد الصم العمل بجدية أكبر لإثبات جدارتهم عند التقدم للوظائف وعملية المقابلة. وبمجرد مشاركتهم، هناك تغييرات داخلية يتعين على المؤسسات إجراؤها مثل تقديم دورات لغة الإشارة للموظفين وجلب المتحدثين الصم لمشاركة رؤاهم في مكان العمل. ويعد فقدان السمع السبب الرئيسي الرابع للإعاقة على مستوى العالم، مما يعني أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للتخلص من التحيزات بشكل فعال. وتتمثل إحدى الطرق للخروج من هذه المشكلة في مراجعة وتنفيذ إدراج الإعاقة في مؤشرات الأداء الرئيسية أو المقاييس أو الأهداف التي تقيس المؤسسات من خلالها تأثيرها وأدائها والقيمة التي تقدمها للمجتمع.
الوصول والمشاركة في المجتمع
تظل دولة الإمارات العربية المتحدة ثابتة في التزامها بتعزيز مجتمع شامل يتمتع فيه كل فرد بفرص متساوية للمشاركة والمساهمة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، بحلول عام 2050، قد يكون هناك أكثر من 700 مليون شخص يعانون من فقدان السمع، لا تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تحسين نوعية الحياة لمواطنيها فحسب، بل تضرب أيضًا مثالًا قويًا لجهود الشمولية العالمية. ومن خلال الجهود التعاونية والالتزام المستمر، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر إنصافًا ويمكن الوصول إليه للجميع.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة من خلال
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن وكالة فيتش والذي يتناول آفاق قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في إطار متابعة المركز المستمرة لأبرز التقارير والدراسات الدولية التي تتناول القضايا والموضوعات ذات الأهمية للشأن المصري، مشيراً إلى أن توقعات الوكالة أكدت على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشكل أحد المحركات الرئيسة لنمو المعروض العالمي من الطاقة خلال العقد القادم، مع زيادة الاستثمارات من أجل استغلال الموارد الواسعة في المنطقة.
وأشار المركز نقلاً عن فيتش، إلى أن النفط سيبقى المورد الأساسي، لكنه سيشهد تنافسًا متزايدًا من الغاز الطبيعي، خاصة مع توجه الحكومات لتطوير مواردها المحلية. ويتوقع أن ينمو الطلب على الغاز بشكل كبير بالتوازي مع المعروض، بينما يستمر الطلب على النفط في الارتفاع مدعومًا بالعوامل السكانية والاقتصادية الكلية الإيجابية.
وأشار التقرير، إلى تراجع مستويات إنتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث التزمت الدول المنتجة الرئيسية باتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده مجموعة أوبك+، ومع ذلك، ومع بدء المجموعة في التراجع عن خفض الإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، من المتوقع أن يشهد الإنتاج قفزة كبيرة خلال النصف الثاني من عام 2025 وعام 2026، ومن المتوقع أن يتم إلغاء التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بالكامل خلال النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع إجمالي نمو الإمدادات للمجموعة إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا خلال العام بأكمله.
ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن كيفية تطور استراتيجية أوبك+ استجابةً لتغيرات أوضاع السوق. فقد أصبح التوجه العام أكثر ميلًا للتراجع، وقد قامت الوكالة هذا الشهر بمراجعة توقعات سعر خام برنت نحو الانخفاض. وأبقت الوكالة على توقعاتها لعام 2025 دون تغيير، عند متوسط سنوي يبلغ 68 دولارًا للبرميل، لكن من المتوقع الآن متوسطًا سنويًا قدره 67 دولارًا للبرميل لعام 2026، انخفاضًا من 71 دولارًا في التقديرات السابقة. وإذا واجهت الأسعار تراجعات كبيرة ومستمرة، فقد تختار المجموعة التدخل، إما بإيقاف زيادات الإنتاج أو التراجع عنها.
على المدى الطويل، توقع التقرير استمرار الاستثمارات الرأسمالية في النمو بمعدل 4.2% سنويًا حتى 2029، وهو ما يفوق بكثير متوسط النمو العالمي في هذا المجال، وستكون دول الخليج في طليعة هذا التوسع، بإضافة 3.74 مليون برميل يوميًا خلال فترة التوقعات الممتدة لعشر سنوات حتى 2034، تليها دول الشرق الأوسط غير الخليجية وشمال إفريقيا. وستقود السعودية النمو الإقليمي بزيادة إنتاج تبلغ 1.71 مليون برميل يوميًا، تليها الإمارات التي سترفع إنتاجها بمقدار 1.31 مليون برميل، بينما تسجل قطر والكويت زيادات معتدلة.
أشار التقرير، إلى أن إيران والعراق يهيمنان على إنتاج النفط في الشرق الأوسط خارج دول مجلس التعاون الخليجي. وفي العراق، من المتوقع أن يزداد الإنتاج بمقدار 1.43 مليون برميل، مدعومًا باستثمارات ضخمة أبرزها من شركة بي بي البريطانية. وعلى العكس، يبقى مستقبل إيران غير مؤكد بسبب الاضطرابات الجيوسياسية والقصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية وخطر العودة إلى صراع، رغم توقعات مبدئية بزيادة 1 مليون برميل. أما في شمال إفريقيا، فتسجل ليبيا وحدها نموًا ملحوظًا في الإنتاج رغم الأوضاع السياسية المعقدة، بينما تواجه الجزائر انخفاضات ناتجة عن التراجع المتزايد في الحقول الناضجة والاعتماد المفرط على شركة سوناطراك المملوكة للدولة. ورغم أن الإصلاحات الأخيرة والحوافز الموجهة للمشروعات الجديدة قد تحسّن من الآفاق المستقبلية، فإن المخاطر لا تزال قائمة.
أوضح التقرير، أن الطلب على الوقود المكرر في المنطقة سيواصل نموه بمعدلات قوية، حيث من المتوقع أن يزداد استهلاك المنتجات النفطية المكررة في المنطقة بمقدار 2.44 مليون برميل يوميًا خلال السنوات العشر المقبلة، ليصل إلى 11.94 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2034. تدعم هذه الزيادة عوامل ديموغرافية واقتصادية، مع تركّز أكبر للاستهلاك في السعودية وإيران، وهما الأكبر من حيث السوق المحلي.
على صعيد المصافي، أشار التقرير، إلى أن المنطقة أضافت قدرات كبيرة خلال العقد الماضي، لكن النمو المستقبلي سيكون محدودًا بـ170 ألف برميل فقط بين 2025 و2026، دون توسعات بعد ذلك. يتركز الاستثمار الحالي في تحديث المصافي القائمة، من خلال مشاريع لتحسين جودة الوقود ورفع الكفاءة التشغيلية، مع زيادة متوقعة في معدلات الاستخدام. تسجل دول الخليج أعلى معدلات الاستخدام، بينما تبقى ليبيا واليمن في أدنى المراتب.
أوضح التقرير، أن الغاز الطبيعي يمثل أولوية إستراتيجية للمنطقة، مع توقعات بزيادة الإنتاج بمقدار 202 مليار متر مكعب حتى عام 2034. وتقود دول الخليج هذا النمو، خاصة السعودية التي استثمرت 110 مليارات دولار لتطوير حقل الجافورة، والإمارات التي تسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز غير التقليدي.
وتظل إيران منتجًا رئيسًا رغم تحديات التمويل والعقوبات، فيما تسعى العراق لاستغلال الغاز المحترق وتطوير موارده، وانطلاق مشاريع واعدة بدعم من شركات دولية.
اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء: مصر حققت فائض تجاري مع 83 دولة خلال الربع الأول من 2025
معلومات الوزراء: أكثر من 100 صندوق استثمار متداول للذهب حول العالم حتى الآن
«معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء