تسلا تتراجع وبي واي دي الصينية تتجذر أوروبيا
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تشهد شركة تسلا تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها الأوروبية، مسجلة أدنى مستوى لها منذ 15 شهرًا وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية.
وقالت منصة "إنفستنغ" إن تسلا باعت في أبريل/نيسان المنقضي 13 ألفا و951 مركبة فقط في أوروبا، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 2.3% عن العام السابق، ووصل إلى أدنى رقم مبيعات لها منذ يناير/كانون الثاني 2023.
ويأتي هذا الانخفاض على الرغم من زيادة بنسبة 14% في مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية على مستوى الصناعة ككل.
واعترف إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا بمشكلات الإنتاج في الربع الأول لكنه ظل متفائلاً، حيث صرح خلال اجتماع توزيع الأرباح بأنه يتوقع "أداءً أقوى في الربع القادم".
ويتناقض هذا الوضع بشكل كبير مع النمو القوي بصناعة السيارات الكهربائية في الصين وفقا لذات المنصة.
على الطرف الآخر، تستعد "بي واي دي" الصينية -التي تفوقت على تسلا كأكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم العام الماضي- لإحداث تغيير جذري بالسوق الأوروبية من خلال سيارة "Seagull-سيغول" الصديقة للميزانية.
ومن المقرر أن تطلق "بي واي دي" سيارتها بأوروبا العام المقبل وفقا لوكالة بلومبيرغ التي أشارت إلى أن السيارة سيتم تسعيرها بشكل تنافسي بأقل من 20 ألف يورو (21 ألفا و500 دولار) مما قد يجعلها أقل بآلاف الدولارات من الطرازات المماثلة من الشركات المصنعة الأوروبية والأميركية.
وقد عبّر مارتن ساندر رئيس أعمال السيارات الكهربائية الأوروبية، في شركة فورد موتور، عن قلقه بشأن المنافسة الوشيكة في حديث لبلومبيرغ قائلا "نحن ننظر عن كثب إلى هذا النموذج وغيره من صانعي السيارات الكهربائية الصينيين. وبالطبع، نشعر بالتوتر عندما تأتي منافسة جديدة إلى السوق".
وتتضمن خطط "بي واي دي" الطموحة -وفقا لبلومبيرغ- تقديم سيارة كهربائية أكثر فخامة بقيمة 25 ألف يورو (27 ألف دولار) قبل طراز "سيغول" وإنشاء مصنعين في أوروبا، بهدف التخفيف من أي تأثير محتمل لتعريفات الاتحاد الأوروبي.
وتشير هذه التحركات إلى تحد واضح يواجه هيمنة شركات صناعة السيارات الأوروبية في قطاع السيارات الكهربائية، خاصة مع تحرك القارة نحو التخلص التدريجي من المركبات ذات محركات الاحتراق كما وصفته الوكالة.
كيف الاستجابة الأوروبية؟وقد بدأ الاتحاد الأوروبي يتحسس خطر السيارات الكهربائية الصينية على قطاعه العامل، لكن لا يظهر مدى فعالية ما سيترتب عليه حتى الآن، وفق بلومبيرغ.
وفي الوقت نفسه، فرضت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية لحماية سوقها، وهي خطوة قد تجدها أوروبا صعبة بسبب اعتمادها الكبير على سوق السيارات الصينية، وفقا لبلومبيرغ.
ورغم الدعوات إلى الحمائية، أكد كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لشركة "ستيلانتيس" المصنعة للسيارات الكهربائية -في حديث لبلومبيرغ- الحاجة إلى التكيف السريع بدلاً من الاعتماد على التعريفات الجمركية وقال "ليس لدينا أي نية للسماح بنطاق الأسعار هذا مفتوحًا لمنافسينا الصينيين. ولا نعتقد أن الحمائية ستمنحنا مخرجاً طويل الأمد من هذه المنافسة".
تأثير السوق ووجهات نظر الصناعةوبينما تكافح تسلا من أجل الحصول على موطئ قدم لها في أوروبا، فإن أسعار "بي واي دي" القوية وعروضها عالية الجودة تضع معايير جديدة في الصناعة.
وأشادت "كير سوفت غلوبال" -وهي شركة هندسية معروفة بتفكيك المركبات لتقييم جودتها- ببناء "سيغول" وقيمتها، مما يشير إلى تحول محتمل في ديناميكيات السوق حيث لا تؤثر فعالية التكلفة على الجودة، كما قالت بلومبيرغ.
ومع استمرار تطور سوق السيارات الكهربائية، من المرجح أن تكون اتجاهات تسلا و"بي واي دي" بمثابة مؤشرات مهمة للاتجاهات المستقبلية والمنافسة في صناعة السيارات الكهربائية العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسواق السیارات الکهربائیة بی وای دی
إقرأ أيضاً:
العملات المشفرة تترنح .. البتكوين تتراجع لأدنى مستوى بعد شهر تاريخي
تذبذبت أسعار العملات المشفرة في مطلع أغسطس مع تسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب في إثارة مشاعر العزوف عن المخاطرة.
تراجعت البتكوين للجلسة الخامسة على التوالي، مع استمرار المُتداولين في الانسحاب من المستويات القياسية التي بلغتها العملة في يوليو، وسط موجة تفاؤل أعقبت تبني الولايات المتحدة للأصول الرقمية.
سجلت العملة المشفرة الأصلية أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، حيث انخفضت بنسبة تصل إلى 3% لتصل إلى 113818 دولاراً.
وكانت بتكوين قد وصلت إلى أعلى مستوى قياسي لها عند 123200 دولار في 14 يوليو، أي قبل أيام فقط من توقيع الرئيس دونالد ترامب على أول قانون تنظيمي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة.
في المقابل، انخفضت عملة الإيثريوم بنسبة 5.43% لتسجل 3543 دولاراً، في ظل تراجع عام في سوق العملات المشفرة بعد أن تجاوز إجمالي القيمة السوقية لها 4 تريليونات دولار لأول مرة في يوليو.
وتراجع رمز سولانا بنسبة 6%.
تراجعت سوق العملات المشفرة بعد أن كشف الرئيس دونالد ترامب عن تعريفاته الجمركية المعدلة "المتبادلة" على عشرات الدول.
أدى هذا الانخفاض إلى موجة من عمليات التصفية طويلة الأجل، مما أجبر المتداولين على بيع أصولهم بسعر السوق لتسوية ديونهم، مما دفع الأسعار إلى الانخفاض. وشهدت البيتكوين عمليات تصفية بقيمة 228 مليون دولار أميركي عبر منصات التداول المركزية خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقاً لـ CoinGlass، بينما شهدت الإيثريوم 262 مليون دولار أميركي.
تكبدت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة خسائر أكبر. تصدرت Coinbase قائمة الأسهم المنخفضة، بانخفاضها بنسبة 16% عقب تقرير أرباح الربع الثاني المخيب للآمال.
وانخفضت Circle بنسبة 8.4%، وخسرت Galaxy Digital نسبة 5.4%، وتراجعت Bitmine Immersion، شركة إدارة خزينة الإيثريوم، بنسبة 7.4%. كما انخفض وكيل Bitcoin MicroStrategy بنسبة 8.7%.
من جهته، قال وزير الخزانة الأميركي على منصة إكس دخلت الولايات المتحدة العصر الذهبي للعملات المشفرة.
وتابع "تحت قيادة الرئيس الأميركي، نستكشف إمكانيات جديدة في الحوسبة اللامركزية والمدفوعات الرقمية لإطلاق العنان لإمكانات تقنية البلوك تشين".
وختم "هنا، أطلقوا شركاتكم. أطلقوا بروتوكولاتكم. ووظّفوا موظفيكم".
تباطؤ استراتيجي
"بعد ذروة الارتفاع في يوليو، يُعدّ هذا تباطؤاً استراتيجياً صحياً. فالأسواق لا تتفاعل مع أزمة، بل تستجيب لغيابها"، كما صرّح بن كورلاند، الرئيس التنفيذي لمنصة أبحاث العملات المشفرة DYOR.
وأضاف: "مع غياب أي محفز اقتصادي جديد في الأفق، يتجه رأس المال بعيداً عن الأصول المضاربة نحو أسواق أكثر أماناً... إنه توقف مدروس".
تدفقات في شهر مزدهر
خرجت العملات المشفرة من شهرٍ مزدهر، لكنها قد تتراجع قريباً في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي الجديدة، وفي شهرٍ عادةً ما يتميز بانخفاض أحجام التداول وزيادة التقلبات. ارتفعت قيمة البيتكوين بنسبة 8% في يوليو، وفقاً لشركة Coin Metrics، بينما ارتفعت قيمة الإيثريوم بأكثر من 49%.
شهدت صناديق الإيثريوم المتداولة تدفقاتٍ داخلة تجاوزت 5 مليارات دولار في يوليو وحده (مع يومٍ واحدٍ فقط شهد تدفقاتٍ خارجة بلغت 1.8 مليون دولار في 2 يوليو)، ليصل إجمالي التدفقات الداخلة التراكمية إلى 9.64 مليار دولار حتى الآن.
وشهدت صناديق البيتكوين المتداولة تدفقاتٍ خارجة بلغت 114 مليون دولار في جلسة التداول الأخيرة من يوليو، ليصل إجمالي التدفقات الداخلة الشهرية إلى حوالي 6 مليارات دولار من أصل 55 مليار دولار تراكمية.