رصيد خصب من الفن المُمتع تركه الفنان الراحل إسماعيل يس في قلوب مُحبيه خلال مسيرته الفنية؛ فكلما شاهدت عملًا له تشعر بالسعادة نفسها التي شعرت بها عند مشاهدة العمل للمرة الأولى، بل وتنتابك الضحكات المفاجئة كَمَن لم يسمع هذه «الأفيهات» مِن قبل.. لذا، ومع حلول الذكرى الـ52 لوفاته نستعرض قصة تعارُفه بزوجته «فوزية»، وكيف كان يُحبها ويقدرها، وأيضًا أكثر ما كان يشتكيه في صفاتها الشخصية.

قصة تعارف إسماعيل يس وزوجته

مشاعر كثيرة وعميقة من الحب والاحترام والتقدير احتفظ بها الفنان إسماعيل يس في قلبه تجاه زوجته «فوزية»؛ مُقدرًا حبها له وحفظها لسر بيته وتقبُلها العيش معه في أي مكان وتحت أي ظروف، كما كان عقلها المُتزن وعطفها عليه أكثر ما لفت انتباهه لها وأثار إعجابه بها.. فكيف كان لقائهما الأول؟

كشف الفنان إسماعيل يس تفاصيل لقائه الأول بزوجته «فوزية»، في حوار له مع مجلة «الكواكب» نُشر سنة 1955، موضحًا أنه وقتها كان يعمل «منولوجستًا» بالمسرح القومي، وخلال وقت الاستراحة ذهب إلى الصالة ليجد سيدة يعرفها تجلس وبجوارها «فوزية» التي عَبرت له عن إعجابها بفنه وموهبته: «جبرت خاطري بكلمتين إعجاب نفخوني، فعزمتها مع صاحبتها سبب المعرفة على العشاء والسينما - سينما بلازا - في الليلة اللي وراها، وجبرت خاطري برضه بقبول الدعوة.. وعلى مائدة العشاء - بلغة السياسة - اكتشفت فيها الاتزان والعقل وتجاوبت معها».

واستكمل إسماعيل يس حديثه موضحًا أنه كان وقتها في أعقاب تجربة زواجه الأولى التي وصفها بـ«الفاشلة التعيسة»، وأنه لاحظ في عينيّ «فوزية» مشاعر إعجاب وعطف حقيقية تجاهه، ليقرر ألا يُضيعها من يديه، وبالفعل في ثالث مقابلة لهما تمت خطبتهما، ومن ثم بعد مرور فترة قصيرة تزوجا، ليعيشا سويًا حياة سعيدة وينجبا ابنهما «يس».

غيرة شديدة من زوجة إسماعيل يس

ومع الوقت والعِشرة بينهما، تبيَّن أن «فوزية» لم تحمل في قلبها مشاعر عميقة من الحب فقط لإسماعيل يس، بل والغيرة أيضًا؛ إذ وصلت الغيرة لديها لدرجة متابعة خط سيره وسؤاله عن كل ما يقوم به خلال تواجده بالمسرح أو الأستوديو؛ إذ عندما سئُل إسماعيل يس عن شيء يشتكيه في الصفات الشخصية لزوجته، أجاب: «ما فيش إلا الغيرة.. غيرة تحرق زي نار جهنم».

واستكمل «أبو ضحكة جنان» حديثه قائلًا: «حقول لك حكاية، مرة كنت قاعد ستة أيام في البيت، وبعدين أخذت الجورنال ودخلت دورة المياه قمت غبت، فلما خرجت راحت مزعقة في وقالت لى: تسمح تقول لي أنت كنت فين؟!.. ده بس عيبها، ولكن ميزاتها تغطى وتزيد.. وعلى أي حال هي دلوقتي أحسن، كانت زمان غيرتها موش معقولة بالمرة، وكنا ما نبطلش خناق، ويادوبك أوصل المسرح اللي باشتغل فيه أو الأستوديو أضرب لها تليفون أطمنها أنا فين وبعمل ايه، ومتقفلش السكة إلا بعد ما تتأكد بسين وجيم أني ما بكذبش».

إسماعيل يس يمتدح زوجته

وعلى الرغم من مشاعر الغيرة «المُتعبة» هذه وما قد تكون سببته من خلافات بينهما، فإن مشاعر الحب والتقدير والرحمة لم تختفِ من قلب أحدهما تجاه الآخر، وهو ما اتضح من حديث «سُمعة»، وهو يمتدح زوجته بأنها «بنت حلال» ولم تشتكِ العيش معه مهما كانت الظروف، وأنها قدمت له الحب والاحترام نفسهما سواء حينما كانا يعيشان في غرفتين فقط بالعباسية أو فيلا بالزمالك، مؤكدًا أنها دائمًا «وش السعد» عليه، وأن الله أهداه على يديها «أكبر نعمة» في حياته، وهو ابنهما «يس».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفنان إسماعيل يس إسماعيل يس إسماعيل ياسين إسماعیل یس ما کان

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (10)

 

 

 

مُزنة المسافر

ماتيلدا: بعد أن قال لي خورخيه مُنتج كل أسطوانة عملتُ عليها، أشعرُ أنَّكِ لم تتمكنِي من بيع الأسطوانات بكميات تجارية؛ غضبتُ وحملتُ واحدةً كانت على رَفِّ مكتبه، وصوَّبتُها نحو الجدار وقلتُ له: كيف تجدُني حين أكون غاضبةً؟

من لم يَبِعْ؟! أنا أم أنت يا خورخيه؟ وأين هو الجمهور يا خورخيه، إنك تطردهم جميعهم، حين يهتفون باسمي، وتطلب منهم أن يهتفوا باسم المسرح أو باسم شخص عابر قد دفع أغلى تذكرة في المكان..

تشاجرنا كثيرًا، لكنه في النهاية اقتنع بأنني بحاجة إلى كتابة الكلمات الحلوة بدل المُرَّة، تلك التي كان يُلقيها على مسمعي، ويطلب مني أن أُدوِّنها وسط اللحن.

علمتُ لاحقًا أن ألبيرتو الذي أحببتُه كثيرًا قد غادر للعالم المُتقدِّم، لكنه بقي في قلبي ووسط ذكرياتي، وكان يُرافقني في مشاعري التي أكتُبها وأُدوِّنُها. ولأجعل من الأمر أسهل لخورخيه، انتقلتُ إلى الأرياف لشهرٍ واحدٍ، وبالتحديد إلى مزارع البندورة، ومزارع الذرة الحلوة.

عِشْتُ وسط عائلة تعتاش من جمع حبات البندورة، وكانت قلوبهم مُشعَّة بالسعادة، وعيونهم مليئة بالفرحة، كانوا ليلًا يُوقدون النار ليرتاحوا من عناء يوم طويل، ويُفضِّلون سماع اللحن والغناء، وكان صوتي يُكلِّل هذه الليالي الجميلة. أتذكرُّها جيدًا يا جولي؛ لأنهم حرَّكوا قلبي تحريكًا عظيمًا، وجعلوني أنظرُ للحياة ببساطة غريبة، وكان يُدهشُني أنهم يطلبون مني ترك فساتين البُولكا ولبس ثوب الفلاحين والكادحين.

كان الصباح غَيْر الصباحات التي نعرفها في البلدة.. نهارٌ باردٌ، وليلٌ تسكنه رياح عاتية أحيانًا، وكانت الحقول والزروع تتمايل ميلًا لطيفًا حين نقترب منها، كانت الأرياف رائعة يا جولي.

لكن المُدة قد فاتت وراحت، ووصلني جواب من ساعي البريد، اعتقدتُ للوهلة الأولى أنه ربما من أحد المعجبين في المسرح، أو ربما خورخيه، لكنني كنت أهاتفُه وأكلمُه باستمرار عن الأغاني التي كنتُ أكتبُها بتركيزٍ كبير.. إذن من يا تُرى سيبحث عني وأنا هنا ليكتب لي رسالة ما؟!

كان التوقيع يحمل اسمه، كان قلبي مُحقًا، إنه ألبيرتو يبحث عني، فتحتُ الرسالة بعد أن شكرت ساعي البريد على الرسالة ووقعت الاستلام، ووضعت الرسالة في جيب الفستان، وخرجت لصخرة وحيدة وهناك فتحت الظرف، كانت كلماته مختصرة لكنها كانت كافية أن اطمئن عليه.

"لا أعلم إنْ كان الوقت صباحًا أو مساءً في بلادنا يا ماتيلدا، لكنني مشتاقٌ بشدة لكل شيء في بلادنا، لكن فوق كل ذلك لي شوقٌ كبير لكِ، أين ستكونين في صيف هذا العام". ألبيرتو.

مقالات مشابهة

  • عبير السعد: عاطفة الأم.. كيف تخبب الزوجة على زوجها بحبها الزائد؟
  • كنت وش السعد.. ياسر جلال يحيي ذكرى وفاة حسن حسني
  • مَا الحبُّ غيرَ مُحصَّبٍ وجِيادِ
  • أينشتاين يسقط في جاذبية الحب
  • شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها على أنغام أغنية الفنان طه سليمان
  • الحب في زمن التوباكو (10)
  • زوج يلقي بزوجته من الطابق الثالث بزفتى بعد طعـ.نها بمطواة إثر خلافات أسرية بالغربية
  • نوال الزغبي تطلق يا "مشاعر"!
  • وش السعد عليها.. وئام مجدي تودع جدتها نوال
  • دار الإفتاء: التصوير سيلفي مع المتوفى أو المحتضر "حرام شرعًا" ويخالف الأخلاق والقيم الإنسانية