قصة تعارف إسماعيل يس بزوجته «فوزية».. «وش السعد» التي غيرت حياته
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
رصيد خصب من الفن المُمتع تركه الفنان الراحل إسماعيل يس في قلوب مُحبيه خلال مسيرته الفنية؛ فكلما شاهدت عملًا له تشعر بالسعادة نفسها التي شعرت بها عند مشاهدة العمل للمرة الأولى، بل وتنتابك الضحكات المفاجئة كَمَن لم يسمع هذه «الأفيهات» مِن قبل.. لذا، ومع حلول الذكرى الـ52 لوفاته نستعرض قصة تعارُفه بزوجته «فوزية»، وكيف كان يُحبها ويقدرها، وأيضًا أكثر ما كان يشتكيه في صفاتها الشخصية.
مشاعر كثيرة وعميقة من الحب والاحترام والتقدير احتفظ بها الفنان إسماعيل يس في قلبه تجاه زوجته «فوزية»؛ مُقدرًا حبها له وحفظها لسر بيته وتقبُلها العيش معه في أي مكان وتحت أي ظروف، كما كان عقلها المُتزن وعطفها عليه أكثر ما لفت انتباهه لها وأثار إعجابه بها.. فكيف كان لقائهما الأول؟
كشف الفنان إسماعيل يس تفاصيل لقائه الأول بزوجته «فوزية»، في حوار له مع مجلة «الكواكب» نُشر سنة 1955، موضحًا أنه وقتها كان يعمل «منولوجستًا» بالمسرح القومي، وخلال وقت الاستراحة ذهب إلى الصالة ليجد سيدة يعرفها تجلس وبجوارها «فوزية» التي عَبرت له عن إعجابها بفنه وموهبته: «جبرت خاطري بكلمتين إعجاب نفخوني، فعزمتها مع صاحبتها سبب المعرفة على العشاء والسينما - سينما بلازا - في الليلة اللي وراها، وجبرت خاطري برضه بقبول الدعوة.. وعلى مائدة العشاء - بلغة السياسة - اكتشفت فيها الاتزان والعقل وتجاوبت معها».
واستكمل إسماعيل يس حديثه موضحًا أنه كان وقتها في أعقاب تجربة زواجه الأولى التي وصفها بـ«الفاشلة التعيسة»، وأنه لاحظ في عينيّ «فوزية» مشاعر إعجاب وعطف حقيقية تجاهه، ليقرر ألا يُضيعها من يديه، وبالفعل في ثالث مقابلة لهما تمت خطبتهما، ومن ثم بعد مرور فترة قصيرة تزوجا، ليعيشا سويًا حياة سعيدة وينجبا ابنهما «يس».
ومع الوقت والعِشرة بينهما، تبيَّن أن «فوزية» لم تحمل في قلبها مشاعر عميقة من الحب فقط لإسماعيل يس، بل والغيرة أيضًا؛ إذ وصلت الغيرة لديها لدرجة متابعة خط سيره وسؤاله عن كل ما يقوم به خلال تواجده بالمسرح أو الأستوديو؛ إذ عندما سئُل إسماعيل يس عن شيء يشتكيه في الصفات الشخصية لزوجته، أجاب: «ما فيش إلا الغيرة.. غيرة تحرق زي نار جهنم».
واستكمل «أبو ضحكة جنان» حديثه قائلًا: «حقول لك حكاية، مرة كنت قاعد ستة أيام في البيت، وبعدين أخذت الجورنال ودخلت دورة المياه قمت غبت، فلما خرجت راحت مزعقة في وقالت لى: تسمح تقول لي أنت كنت فين؟!.. ده بس عيبها، ولكن ميزاتها تغطى وتزيد.. وعلى أي حال هي دلوقتي أحسن، كانت زمان غيرتها موش معقولة بالمرة، وكنا ما نبطلش خناق، ويادوبك أوصل المسرح اللي باشتغل فيه أو الأستوديو أضرب لها تليفون أطمنها أنا فين وبعمل ايه، ومتقفلش السكة إلا بعد ما تتأكد بسين وجيم أني ما بكذبش».
وعلى الرغم من مشاعر الغيرة «المُتعبة» هذه وما قد تكون سببته من خلافات بينهما، فإن مشاعر الحب والتقدير والرحمة لم تختفِ من قلب أحدهما تجاه الآخر، وهو ما اتضح من حديث «سُمعة»، وهو يمتدح زوجته بأنها «بنت حلال» ولم تشتكِ العيش معه مهما كانت الظروف، وأنها قدمت له الحب والاحترام نفسهما سواء حينما كانا يعيشان في غرفتين فقط بالعباسية أو فيلا بالزمالك، مؤكدًا أنها دائمًا «وش السعد» عليه، وأن الله أهداه على يديها «أكبر نعمة» في حياته، وهو ابنهما «يس».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفنان إسماعيل يس إسماعيل يس إسماعيل ياسين إسماعیل یس ما کان
إقرأ أيضاً:
الغيرة الناعمة: لماذا تتنافس النساء مع بعضهن بشراسة تفوق الرجال؟
نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرًا بيّنت فيه أن المنافسة بين النساء تختلف عن المنافسة بين الرجال وتميل إلى أن تكون أكثر حدة، وهو ما يفنّد الفكرة السائدة بشأن كون الرجال أكثر ميلا للمنافسة بطبيعتهم مقارنة بالنساء.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن استراتيجيات التنافس تختلف بين الجنسين.
وفقًا لنظرية الانتقاء الجنسي، يستثمر الذكور أقل في العملية الإنجابية مقارنةً بالإناث لكنهم أكثر عرضة للفشل في الإنجاب تمامًا، خاصةً إذا لم يتمكنوا من إثبات مكانتهم وهيمنتهم - وهما صفتان تجذبان الإناث لأنهما مؤشر على جودة الجينات والقدرة على الإعالة وحماية النسل. لهذا السبب، يكون لدى الذكور حافز أكبر لتفضيل التنافس المباشر والعدواني مع الذكور الآخرين. في المقابل، لا تستفيد الإناث كثيرا من أشكال التنافس المباشرة والخطيرة لذلك تكون القدرة التنافسية الذكورية أكثر وضوحًا، لذلك يُنظر إلى الرجال على أنهم الجنس الأكثر تنافسية.
مع ذلك، أظهرت الأبحاث أن المنافسة بين النساء مستمرة وإن كانت غير ظاهرة، وقد تكون في بعض السياقات أكثر شراسة من المنافسة بين الذكور. وفي الواقع، تتولى النساء معظم مهام رعاية الأطفال مما يتطلب منها تأمين موارد ثابتة على مدى فترة طويلة. لهذا السبب، يكون التنافس على هذه الموارد أكثر تواترًا وتكون النتائج أكثر أهمية لدى الإناث مقارنةً بالرجال الذين قد يكون اهتمامهم برعاية الأطفال أقل إلحاحًا واستمرارًا على مر الزمن.
النجاح والمكانة
وجد علماء النفس التطوري أن تعزيز نجاح الزواج بالنسبة للرجال يكون ببلوغ مكانة أعلى بينما تستفيد النساء أكثر من تأمين الموارد المادية والاجتماعية اللازمة لرعاية الأبناء، مثل الغذاء الصحي، والأراضي الآمنة، والدعم الاجتماعي. وفي الحقيقة، يصعب رصد ودراسة التنافس على هذه الموارد.
في دراسة نُشِرت حديثًا في مجلة "نيتشر" تهدف لاستكشاف عالم التنافس غير المباشر بين الإناث، استعان الباحثون بـ 596 مشاركًا، تراوحت أعمارهم بين 25 و45 عامًا، من ثلاث دول مختلفة. وقد طُلب من المشاركين بعد ذلك تقدير ردود فعل أفراد مألوفين من نفس الجنس تجاه أكثر من 20 سيناريو مختلفًا، يتضمن كل منها موردًا أو سمة إيجابية مختلفة، من المفترض أن تكون مفيدة للإناث (الغذاء، السلامة) أو للذكور (المكانة الاجتماعية، القوة). وقد طُلب من المشاركين تحديد كيفية تفاعل معظم الأفراد مع هدف من نفس الجنس أو من الجنس المغاير في الثلاثينيات من عمره متزوج ولديه أطفال.
استنتج الباحثون أن الأفراد من نفس الجنس كان لديهم إمكانية أكبر للوصول إلى المعلومات حول الأشخاص من نفس العمر من نفس جنسهم وحالتهم الاجتماعية، وأن مطالبة المشاركين بتقدير ردود أفعال شخص يشبههم من شأنه أن يزيل التحيزات المتأصلة المعروفة بتقويض صحة عملية الحكم الذاتية.
في الدراسة الأولى، حلل الباحثون ردود فعل النساء والرجال تجاه أهداف من نفس الجنس. أما في الدراسة الثانية، المصممة لضبط الاستجابات المحتملة المتحيزة جنسيًا، فقد بحثوا في ردود فعل النساء والرجال تجاه أهداف من الجنس المغاير. وقد أظهرت النتائج أن ردود الفعل السلبيّة تجاه مزايا الموارد المرتبطة بالذكور كانت أعلى لدى كل من الرجال والنساء. إضافةً إلى ذلك، أفاد عددٌ أكبر بكثير من المشاركات بأن النساء اللواتي يفتقرن إلى موردٍ معين سيشعرن بالسلبية تجاه النساء اللواتي يمتلكنه، مقارنةً بردود فعل الرجال تجاه نفس المسألة.
ذكرت المجلة أن النساء لديهن نزعة إلى التعبير عن مشاعر سلبية تجاه نساء أخريات لديهن أنواع متعددة من الموارد، سواء كان ذلك منصبًا مرموقًا في العمل، أو التمتع بجاذبية جسدية، أو وجود شريك داعم، أو التمتع بطاقة عالية وصحة ممتازة، أو العيش في منزل جميل، وغيرها من الموارد.
وقد لاحظ الباحثون أن هذا الاختلاف يمكن تفسيره بميل عام لدى النساء نحو التقييمات السلبية.
ولدراسة هذا الاحتمال، درسوا ردود أفعال النساء تجاه أهداف من الجنس الآخر، ووجدوا أن عددًا أقل بكثير من المشاركات أفدن بمشاعر سلبية تجاه امتلاك الرجال لنفس الموارد. في المقابل، كان الرجال أكثر سلبية من النساء عند مقارنة الموارد لدى هدف من نفس الجنس، وأكثر سلبية أيضا تجاه الأهداف من الجنس المغاير.
بعبارة أخرى، تميل النساء إلى التفاعل بشكل أكثر سلبية تجاه عدم تكافؤ الموارد بين أقرانهن من نفس الجنس. كما وُجد أن النساء أقل سلبية من الرجال تجاه الجنس الآخر. وهذا يعني أن النساء لسن أكثر انتقادًا أو حساسية من الرجال لعدم امتلاك نفس الموارد، بل أكثر حساسية تجاه امتلاكهن لموارد أقل مقارنة ببني جنسهن. وفيما يتعلق بالمتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عامًا ولديهم أطفال، فإن المنافسة بين الجنسين على الموارد أشد بين النساء منها بين الرجال. وفي الوقت نفسه، تكون النساء أقل تنافسية مع الرجال، وهو ما يفسر جزئيًا سبب اعتبار النساء أقل تنافسية من الرجال.