بوابة الوفد:
2025-05-18@08:06:00 GMT

التراث وعجلة التطور

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

تشكل كتب التراث، الإرث الفكرى للبشرية.. ولكل زمان تراثه من العصور السابقة عليه.. وعلى مر التاريخ، تفهم الباحثون والمفكرون ضرورة الاختلاف بين فكرهم وما ورد فى كتب التراث.. فاختلاف الأعراف والأفكار والمعارف عبر الزمان.. أمر مفروغ منه. 
لكن لا أدرى لماذا علت اليوم الأصوات الرافضة للكثير مما ورد فى التراث.

. وبالطبع المقصود بالتراث هنا هو ما يتعلق بالتراث الفقهى للإسلام فقط.. دون غيره.. بل وامتد الأمر لأخذ كل ما ورد فى تلك الكتب من غرائب أو شواذ.. وإلقاؤها على الدين الإسلامى نفسه ككل.. فى جهل فاضح وخلط واضح بين الدين والفقه.. لتكون تلك الهفوات ذريعة للطعن فى كل ما ورد فى تلك الكتب صحيحة وضعيفة.. وليمتد الطعن بعد ذلك إلى السنة النبوية المطهرة.. حتى بلغ الغلو بأحد مدعى التجديد إلى الطعن فى أحكام القرآن نفسه.. والتخرص بأن أحكام القرآن تخص زمانها ولا شأن لنا بها اليوم!.. وهو ما يشير بوضوح إلى أن حديث البعض عن تطوير الخطاب الدينى أو تنقية التراث.. ما هو إلا مجرد غطاء للطعن فى الدين ورفضه.. ولم يعد الأمر مجرد جهل بطبيعة كتب التراث.. أو حتى عدم إدراك قيمة تلك الوثائق التاريخية للحركة الفكرية. نعم قد تحتوى كتب التراث على ما هو غريب أو مرفوض فى زماننا.. لأنها بالطبع أخرجت لزمانها.. لكن هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال رفضها برمتها.. أو إحراقها.. وقد انتهج الطاعنون والمرجفون منهج التصيد لزلات العلماء.. ليكون خطأ واحد لفقيه أخرج مئات الألوف من المسائل الفقهية الصحيحة والصالحة لكل العصور كفيلة بإهالة التراب على كل ما قدمه للفكر الإنسانى.. وهذا ما يدفع للتساؤل: هل كان رفض ذلك الفريق لفكر وتراث ذلك الفقيه من أجل زلته.. أم من أجل ملايين الأفكار الصائبة؟!. الأمثلة فى هذا كثيرة.. وكان للفقه الشافعى وللإمام البخارى نصيب الأسد من السهام المسمومة.. فقد أخرج البخارى 7397 حديثًا صحيحًا.. اجتهد فى تمحيصها من بين 600 ألف حديث.. أعمل فيها «علوم الرجال» وتتبع سلاسل الإسناد.. حتى توصل إلى ما اطمأن له إسنادا.. ولأن الكمال لله وحده.. كان من المنطقى أن تجد من يطعن فى صحة بعض أحاديثه.. والطعن هنا يكون فى الأغلب على المتن لا السند.. ولنسلم بأن هناك أحاديث ضعيفة فى صحيح البخارى.. فكم عددها؟.. خمسة أحاديث.. سبعة ؟.. 23 حديثا؟.. فهل من المنطق إنكار أكثر من 7370 حديثًا صحيحًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل بضعة أحاديث ضعيفة؟!.. بما يستتبع ذلك من تمادى المغالين لإنكار السنة النبوية بأكملها.. نظير هامش خطأ فى كتاب البخارى يقدر بـ 2 فى الألف!.. أى عقل هذا!.. وكيف يمكن وصف من ينحون هذا المنحى بصفات المفكر والباحث والكاتب.. فلو كان لأحدهم من هذه الأوصاف نصيب.. لأدرك أن جزءًا من الألف.. هامش خطأ مقبول جدًا لأدق الآلات الإليكترونية الحديثة. 
وهذا يقودنا لمراجعة مثل تلك الأطروحات الفكرية الشاذة والمتحيزة.. والتى عادة ما كانت ترد لنا من الغرب.. عبر مستشرقين يحملون من الكراهية والحقد على الإسلام أكثر مما يحملون من الحياد العلمى والبحثى.. وبالتالى يكون التساؤل عن هوية المتحدث وهدف طرحه أمرًا مشروعًا.. وليس مجرد تفتيش فى النوايا.. أو طعن عبثى فى شخصية أو هوية صاحب الطرح. فالمفترض أن تجديد الخطاب الدينى.. أو الاجتهاد.. أمر محمود.. يحمله أصحاب الهمم من كبار العلماء.. وهدفه مواكبة الحركة الفقهية لتطور زمانها.. والحفاظ على بقاء الدين غضًا بين عامة المسلمين.. وبالتالى ليس من المتصور أن يكون إحياء علوم الدين هو هدف منكرى الدين وقادة تيارات الإلحاد.. ولله فى خلقه شؤون.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله الدين الإسلامي کتب التراث

إقرأ أيضاً:

فيلم سماء بلا أرض حديث العالم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي

حدث وصلة من التصفيق لمدة 15 دقيقة
فيلم سماء بلا أرض حديث العالم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي

 

 

و بلمسة ناعمة ورقيقة لكنّ صداها قوي، أخذت المخرجة أريج السحيري جمهور الدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي ليلة أمس في افتتاح مسابقة نظرة ما، في رحلة إنسانية استثنائية بفيلمها الجديد "سماء بلا أرض" الذي ينافس ضمن المسابقة التي افتتحها، بحكاية بسيطة عن ثلاثة نساء يعشن في بيت واحد على وشك الانهيار، ويؤازرن بعضهن في مواجهة واقعهن القاسي.

عقب افتتاح المسابقة مباشرة يوم أمس وفي الساعة الـ 7:30، حضرت المخرجة أريج السحيري وبطلات فيلمها الثلاث آيسا مايغا وليتيسيا كي وديبورا ناني، وبطل الفيلم الممثل التونسي محمد جرايا ومديرة التصوير فريدا مرزوق وجميع المنتجين المشاركين، عرض فيلمهم سماء بلا أرض في قاعة ديبوسي الشهيرة، وأحدث العرض ضجيجًا حقيقيًا تمامًا ليحظى بعدها بوصلة من التصفيق امتدت لـ 15 دقيقة كاملين.

بعد العرض صعدت السحيري إلى المسرح، مرتدية دبوسًا عليه العلم الفلسطيني، في لفتة هادئة وجريئة. كانت شجاعة، متماسكة، ومتأثرة بوضوح، ألقت خطابًا اتسم بالامتنان والثقة. شكرت فريق مهرجان كان، وكل من شاركها في العمل من ممثلين وفريق العمل، وتمنّت لجميع صانعي الأفلام الآخرين النجاح الذي يستحقونه. قالت: "أنا فخورة، ومليئةٌ بالحب لكل من صنع هذا الفيلم معي. آمل أن يُسهم كل فيلم، بطريقته الخاصة، في إنهاء تهميش وتجريد الآخرين من إنسانيتهم". واختتمت كلمتها بتوجيه شكر صادق للجمهور الذي عاش معها الرحلة العاطفية التي نقلها الفيلم.

امتد تأثير الفيلم على الجمهور والنقاد لما بعد العرض، وبدأت الإشادات النقدية في الظهور منذ لحظة نهاية العرض. لخصّ آلان هانتر من سكرين دايلي الحالة التي أثارها الفيلم حيث كتب "فيلم "سماء بلا أرض" احتفالًا تشوبه مرارة بالصمود والتضحية، حيث تُقدّم الممثلة الجديدة البارزة ديبورا ناني أداءً رائعًا كروحٍ نابضة بالحياة، مُصمّمة على الصمود في وجه كل ما تُلقيه الحياة في طريقها".
أكمل هانتر "تبني السحيري القصة حول حول التحديات الفردية والجماعية التي تواجهها النساء. وهناك خط واحد حول الأمهات والبنات."

 


أما فابيان ليميرسييه من سينيروبا، فركز على الجانب الإنساني العميق في الفيلم، حيث كتب ""تأسر أريج السحيري المشاهدين بفيلم إنساني لا يُصدق، يُركز على ثلاث نساء محبوبات من إفريقيا جنوب الصحراء يعشن في تونس، ويُطورن وعيًا متزايدًا بالعالم". وأكمل ""بإيقاعه الرائع، وروحه الانسيابية المذهلة في الحركة والديكور، يزيح فيلم "سماء بلا أرض" ببطء ومهارة الستار عن الجوانب المختلفة لأبطاله الثلاثة".

تؤكد هذه المراجعات الأولية ما كان واضحًا منذ البداية، وهو أن سماء بلا أرض فيلم آسر ويترك انطباعًا دائمًا. بفضل أداءاته القوية وسرده القصصي المؤثر، يُحدث أحدث أعمال أريج السحيري ضجة كبيرة، وسيواصل بلا شك نيل إعجاب الجماهير حول العالم.

سماء بلا أرض من إخراج أريج السحيري وشاركت في تأليفه مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، وإنتاجه مع ديدار دومهري، وهو ثاني أفلامها الروائية.

يتتبع الفيلم ماري، قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة، تعيش في تونس. يصبح منزلها ملاذًا لناني، الأم الشابة التي تسعى لمستقبل أفضل، وجولي، الطالبة الشجاعة التي تحمل آمال عائلتها. يُشكّل وصول طفلة يتيمة صغيرة تحديًا لروح التضامن لديهما في مناخ اجتماعي متوتر، كاشفًا عن هشاشتهما وقوتهما.

يستكشف سماء بلا أرض التوتر والتآزر اللذين ينشآن في أوقات الأزمات. وهو مستوحى من أحداث حقيقية وقعت في تونس في فبراير، عندما استُهدف المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى بعنف في وسائل الإعلام وفي الشوارع. وقد أجج الخطاب السياسي الملتهب موجة من العداء، أدت إلى اعتقالات تعسفية وطرد.

الفيلم من بطولة آيسا مايغا وليتيسيا كي وديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا، وتصوير فريدا مرزوق، المصورة السينمائية الفرنسية التونسية التي سبق لها العمل مع السحيري في فيلم "تحت الشجرة" وعملت مع عبد اللطيف كشيش في ألعاب الحب والصدفة وحياة أديل وشاركت في جميع أفلام جون ويك. وتتولى MAD Distribution توزيعه في العالم العربي.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: يسعدنا التطور الإيجابي الذي يحصل في العراق
  • حديث مهم جداً يكشف عن أبعاد اللصوصية (الشفشفة والشفشافة) في المليشيا الإجرامية
  • «الإمارات للدراجات» حديث العالم في «طواف إيطاليا»
  • فيلم سماء بلا أرض حديث العالم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي
  • ثقافة المنيا تناقش الوعي بالتاريخ و التطور الحضاري في عدة فعاليات
  • كرامي: الوزارة ستتابع الإستجابة ووضع أسس لتمتين القطاع التعليمي عبر المزيد من التطور
  • عبدالإله العمري يعلق على مستقبله: لكل حادثٍ حديث
  • كرم: للإلتحاق بركاب التطور الاقتصادي والاستثماري
  • محللون: حديث ترامب يؤكد أهمية الدور القطري بالمنطقة
  • وزارة الرياضة و الشباب: رفع العقوبات سيمهد لمرحلة جديدة من التعاون المثمر ويعجل في حركة التطور الرياضي