مجلة «ثقافة» العمانية تصدر عددا خاصا عن الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
صدر العدد الثامن الجديد من مجلة "ثقافة" الإلكترونية التي يصدرها المنتدى الأدبي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عُمان، ويناقش العدد عدداً من المقالات عن أهمية الذكاء الاصطناعي.
ويسلط هذا العدد الضوء ضمن ملفاته الرئيسية على نقاشات وآراء متباينة لنخبة من الأدباء والمفكرين والباحثين حول أهمية الذكاء الاصطناعي، كما يضم العدد الجديد من المجلة - التي تصدر بشكل دوري - ملفاً تفاعلياً واسع التنوع والثراء تحت عنوان "مؤتلف" ويشمل مجموعة من التحقيقات والتقارير والمقالات والدراسات التي تسلط الضوء على الذكاء الاصطناعي ماهيته ومخاطر، وهي القضية التي تناقشها الدكتورة فادية سمير السيد (كاتبة وأكاديمية مصرية)، فيما يناقش الدكتور طارق زياد محمد، وهو كاتب وناقد عراقي التقنيات الحديثة والتعامل الفلسفي مع التعليم والتعلم، بينما تتناول الدكتورة آية حسن حسان مقالاً بعنوان "حول سؤال حقوق نشر الذكاء الاصطناعي"، وتقدم الباحثة باسمة ناصر المشايخية من سلطنة عمان مقالاً يحمل عنوان "لا داعي للقلق من الذكاء الاصطناعي التوليدي مع مهارة التفكير الناقد".
وحول أهمية الذكاء الاصطناعي، يطرح مفكرون وباحثون بارزون في الساحة العمانية والعربية خلاصة فكرهم وآرائهم حول هذه الأهمية مما ساهم في إثراء محتوى المجلة بالعديد من المقالات، بدءاً من مقال افتتاحية العدد الذي كتبه سعيد الطارشي رئيس تحرير المجلة، حيث حاول الإجابة على عدة تساؤلات للذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية.
ويضم قسم "تسآل" مجموعة من الحوارات مع المفكرين والكتاب والأدباء من داخل سلطنة عُمان وخارجها، من بينها تسآل مع أحمد الصغير الفائز بجائزة صحار للدراسات النقدية والبحثية في دورتها الثانية حاورته الكاتبة أمينة البلوشية من مملكة البحرين. وحوار ثقافي مع المؤرخة البروفيسورة "نرجيس علييفا": الصلات الثقافية بين البلاد الإسلامية وأذربيجان أجراءه الباحث المغربي الحسان شهيد.
ويطرح قسم "فسيفساء" في ذات العدد مجموعة من الدراسات في مجالات وقضايا متنوعة أبرزها: أحمد الفراك طرح "نبذ ثقافة العنف والعنف المشروع بين ماكس فيبر وجاكلين روس"، الدكتورة ابتهال بليبل قدمت دراسة حول "اقتصاديات السوشيال ميديا وأنساق الخطاب الإشهاري" بينما قدم الدكتور المغربي حسن المودن مقالاً بعنوان "من هو مؤلف الليالي؟ ماذا لو التوحيدي" كما قدم الدكتور العُماني حيدر أحمد اللواتي مقال "منهج علوم الطبيعة بين المنطق والابداع".
فيما يخصص قسم "قراطيس" قراءات للكتب قدمها كلاً من: الباحث والكاتب العُماني فهد الرحبي قراءه في إصدارات حديثة ومميزة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان "إصدارات رائدة بهوية راسخة"، بينما قدمت الكاتبة والصحفية والمترجمة السورية حنان علي مقال "جاذبية الثقافة الشعبية بين طيات الكتب الأفضل".
والجدير بالذكر أن المجلة ستضيف خلال أعدادها المقبلة، ملفات تشمل الصناعات الإبداعية، والتنمية الإنسانية المستدامة، الرياضة والتنمية الإنسانية المستدامة.
المجلة الإلكترونية ومتاحة على الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والرياضة والشباب وهي من أهم المنصات الثقافية الإقليمية والعربية التي تثري المحتوى الرقمي العماني والعربي، وتسهم في الحراك الثقافي من خلال مواضيعها الشاملة والمتجددة التي تقدمها للقراء والمثقفين.
كما تسعى إلى تعريف القارئ العماني بإبداعات ثقافات العالم، وتوفير البيانات والمعلومات والتجارب المعنية بالحفاظ على التراث الثقافي، والتعرف على التجارب الثقافية والحضارية للدول الأخرى لخلق تواصل فعال وبنّاء بين الوسط الثقافي العماني والعربي والمؤسسة الثقافية العمانية والأوساط الثقافية العالمية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ثقافة الذکاء الاصطناعی قدم الدکتور بینما قدم
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)