جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-15@07:16:26 GMT

هل الوقت متأخر للبدء في أي شيء؟!

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

هل الوقت متأخر للبدء في أي شيء؟!

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

[email protected]

 

هناك العديد من الأشخاص الذين يفنون حياتهم في وظائفهم سواء الحكومية أو الشركات ويعتقدون أنَّ تلك هي حياتهم ونجاحهم وصورتهم في المجتمع ولكن يتفاجأوا بالتقاعد وكأنهم لم يكونوا يعلمون أنه آتٍ! لذلك تصبح حياتهم بلا هدف لأن الهدف كان مربوطاً بالوظيفة.

ولكل هؤلاء أقدم مقالي هذا؛ إذ بعد استقالتي وخروجي من عملي السابق في الحكومة والذي استمر 22 سنة بين عدة وزارات حكومية، سألني الكثيرون: لماذا استقلت وقد وصلتُ إلى مرحلة مُتقدمة من الإنجاز وأمامي الكثير  لأقدمه وما زال هناك  أكثر من 10 سنوات تفصلني عن التقاعد؟! وكنت أُجيب كل واحد على حدة، إلّا أنني اليوم وبعد أن أمضيت 4 سنوات بعد خروجي من العمل الحكومي، وبدء حياة جديدة في عملي الخاص، ورغم أنني لم اختر قطاعًا بسيطًا، وإنما توجهت إلى الاستثمار في الشركات الناشئة والتطوير العقاري؛ بما فيه من تحديات، معتمدةً على خبرتي الإدارية في القطاع الحكومي، إلّا أن العمل في القطاع الخاص مختلفٌ، ويتطلب مهارات أخرى تعلمتُها في كل موقف جديد يمُر بي، ومع كل شخص أتعامل معه.

ورغم كل ذلك فقد وفقني الله لتحقيق أهداف كثيرة، وهناك المزيد في المستقبل، كما إن العثرات لا تتوقف، لكني وجدت نفسي أكثر في القطاع الخاص، لأنه وبكل بساطة قراراتي كلها بيدي واختياراتي نابعة من قناعتي الشخصية؛ لذلك قررت أن أشارك تجربتي مع كل من لديه رغبة في معرفة النتيجة!

في حياتنا كثيرًا ما نشعر أنَّ الفرصة قد فاتت، وأننا تجاوزنا الوقت المناسب للبدء في شيء جديد، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد وقت متأخر لبدء تحقيق أحلامنا وطموحاتنا. وفي هذا المقال سأتحدثُ عن أهمية عدم الاستسلام للشعور بأنَّ الفرصة قد فاتت، وهناك  أمثلة كثيرة عن أشخاص بدأوا مشوار النجاح بعد سن الأربعين وحققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه في السنوات السابقة؛ فالحياة مليئة بالتحديات والفرص، وكل يوم جديد هو فرصة لبدء شيء جديد؛ سواء كنت ترغب في تعلم مهارة جديدة، أو بدء مشروع تجاري، أو متابعة تعليمك.. يمكنك القيام بذلك في أي وقت!

الخبرة الحياتية والنضج اللذان يأتيان مع التقدم في السن يمكن أن يكونا من أعظم الأدوات لتحقيق النجاح، ومن الأمثلة على الأشخاص الذين بدأوا رحلتهم نحو النجاح في مراحل متأخرة من حياتهم، فيرا وانج مصممة الأزياء.

وفيرا وانج لم تبدأ حياتها المهنية في تصميم الأزياء إلا بعدما بلغت الأربعين من عمرها، ورغم أنها بدأت متأخرة، فإن تصميماتها أصبحت مفضلة لدى الكثيرين في عالم الموضة، وهي الآن واحدة من أشهر مصممي الأزياء في العالم.

وهناك تشارلز داروين، عالم الطبيعة الشهير، الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" عندما كان في الخمسين من عمره. هذا الكتاب كان حجر الزاوية في نظرية "التطور والنشوء"، وقد غيّر نظرتنا إلى الحياة والعلوم البيولوجية بشكل كبير.

وكذلك ستان لي، الذي يُعرف بأنه القوة الدافعة وراء العديد من شخصيات "مارفل كوميكس" السينمائية، لم يصبح مشهورًا حتى بلغ الأربعينيات من عمره، ومنذ ذلك الحين، أبدع العديد من الشخصيات والقصص التي أصبحت أساسية في ثقافة البوب.

وأيضًا آنا ماري روبرتسون، المعروفة بـ"Grandma Moses"، بدأت الرسم في سِن 78 عامًا. ولم تكن تمتلك خبرة سابقة في الفن، لكنها أصبحت واحدة من أشهر الرسّامين في الولايات المتحدة. وبدأت في بيع لوحاتها في المعارض، وسرعان ما اشتهرت في عالم الفن.

فليتشر، رجل أعمال وكاتب، كتب أول كتاب له عندما كان في السبعينيات من عمره. رغم أنَّه لم يكن لديه خبرة في الكتابة، إلّا أنه أصبح كاتبًا شهيرًا وتلقى جوائز عن أعماله.

هاري بيرنشتاين بدأ كتابة الكتب في سن 93، ونشر أول كتاب له بعنوان "الجدار" عن حياته وتجربته مع الحرب العالمية الثانية. ورغم تقدمه في السن، إلّا أنه استمر في الكتابة ونشر عدة كتب حتى وفاته.

هذه الأمثلة وغيرها الكثير، تُظهر أنَّه لا يوجد وقت محدد للبدء في تحقيق أحلامك وكما يقال "العمر مجرد رقم"، لكن الروح والطموح يمكن أن يكونا المحرك الأساسي لتحقيق النجاح. لذا.. إذا كنت تشعر أن الوقت قد فات، تذكَّر أن كل يوم هو فرصة جديدة للبدء.. تابع شغفك ولا تدع العمر يكون حاجزًا أمام تحقيق طموحاتك، ومهما كانت خلفيتك أو خبرتك، يمكنك دائمًا البدء من جديد وإيجاد شغف أو هواية لم تكن تعلم أنك تملكها لانشغالك بعملك ووظيفتك، ويمكن أن ترى نفسك الجديدة في أي مرحلة من مراحل الحياة، والأمر يعتمد على الإرادة والالتزام.

إذا كان لديك حلم، لا تنتظر؛ بل ابدأ اليوم؛ فالحياة عامرة بالفرص، وأنت قادر على تحقيق ما تريد، وإنني متأكدة أن هناك الكثير ممن يقرؤون هذا المقال لديهم قصة نجاح بعد سن الأربعين، وإذا كنت منهم شاركها مع الآخرين. قصصك قد تكون مصدر إلهام للعديد ممن يبحثون عن دفعة إيجابية، وكن جزءًا من مجتمع يُشجِّع على التغيير والنمو في أي مرحلة من مراحل الحياة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دوللي شاهين تصنع النجاح وتعيد تعريف الموسيقى العربية الحديثة بأغنية تريند

 

الفنانة اللبنانية دوللي شاهين أثبتت مرة أخرى أنها ليست مجرد مطربة، بل ظاهرة فنية قادرة على صناعة التريند وتحدي المألوف في عالم الموسيقى العربية أغنيتها الأخيرة «تريند» لم تكن مجرد عمل فني، بل تجربة جريئة دمجت الكلمات الإسبانية التي كتبتها دوللي بنفسها مع كلمات الشاعر أحمد سليم، ألحان محمد حزين، وتوزيع موسيقي ركان، لتخلق توليفة موسيقية تجمع بين الشرق والغرب بأسلوب مبتكر وجذاب.

النجاح الذي حققته الأغنية عبر الميديا الرقمية كان هائلًا، حيث تجاوزت 118 مليون مشاهدة، ما يعكس ليس فقط شعبية دوللي، بل قدرتها على توظيف منصات التواصل الاجتماعي بذكاء، فشكرت جمهورها عبر إنستجرام، فيس بوك، وتيك توك بطريقة عفوية وأنيقة: “شكرًا جمهوري الحبيب، أنتم السبب والفضل في النجاح ده، مئة و18 مليون بوسة لكل واحد وواحدة فيكم”.

من الناحية النقدية، نجاح دوللي شاهين ليس وليد الصدفة، بل نتيجة استراتيجية فنية واضحة تعتمد على الجرأة والاختلاف. فالأعمال السابقة مثل: “ياللا يا غدار”، “روح زورن”، “أنا الحاجة الحلوة”، “ست البنات”، “حوش الدلع”، “حكاية بن”، “حبيبتي يا أمي”، و“الملكة QUEEN”، كلها تؤكد قدرتها على تقديم محتوى متنوع يمزج بين الحداثة والأصالة، ويجذب جمهورًا متجددًا باستمرار.

الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن دوللي لا تقتصر على تقديم أغنية ناجحة فقط، بل تعيد صياغة مفهوم الفنان العصري الذي يعرف كيف يتحرك بين الموسيقى والاعلام الرقمي، ويحوّل كل أغنية إلى حدث ينتظره الجمهور، ويصبح جزءًا من ثقافة السوشيال ميديا. هذا المزيج بين الصوت والجرأة والإدارة الذكية للحضور الإعلامي يجعل من دوللي شاهين قدوة للفنان العصري الذي لا يخاف من المخاطرة ويصنع نجاحه بنفسه.

في عالم تسيطر عليه المعادلات التقليدية، تبدو دوللي شاهين صوتًا مختلفًا، شخصية جريئة، ورائدة موسيقية تعرف كيف تضع نفسها في الصدارة، مؤكدة أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالقدرة على الابتكار والتواصل بذكاء مع جمهورك.
 

مقالات مشابهة

  • دوللي شاهين تصنع النجاح وتعيد تعريف الموسيقى العربية الحديثة بأغنية تريند
  • «كفالة طفل يتيم».. مبادرة إنسانية بجنوب الصعيد لدعم الأيتام وتحسين جودة حياتهم بأسوان
  • ميسي «شباب دائم».. كواليس حسم لقب الأفضل في الدوري الأميركي مرتين!
  • نتائج الثانوية العامة الدورة الثالثة 2025 في فلسطين
  • رؤساء المؤسسات المشاركون في قمة المرأة المصرية يستعرضون أسرار النجاح في سوق العمل
  • الرابحون والخاسرون من ربع نهائي كأس العرب 2025
  • وزير الأوقاف: جئنا في خدمة أهلنا بعد تغيير حياتهم كليًا بمشروع بشاير الخير
  • دونجا: أوضة اللبسكلمة السر في النجاح.. وبيراميدز أصبح له جمهور
  • لماذا نجحوا؟
  • نصر صلاح بين البساطة والشهرة | شقيق نجم الريدز يعمل موظفًا في بنك ويجذب الزوار بحبهم لـ محمد صلاح