قالت صحيفة «الأهرام» إن المجزرة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال قصف مخيم للنازحين بمدينة رفح الفلسطينية وأدت إلى استشهاد العشرات تُعَد جريمة حرب بكل المقاييس وتمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، كما أنها تعكس استمرار تحدي حكومة الحرب الإسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية وتحديدًا لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالبها بشكل صريح وملزم بوقف عدوانها وهجومها على رفح الفلسطينية لما سوف ينتج عنه من كوارث إنسانية ومذابح جماعية.

وأضافت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء بعنوان "مجزرة رفح الفلسطينية وتحدي المجتمع الدولي"- أنه بهذا القصف والانتقام الهستيري، تبعث إسرائيل برسالة للمجتمع الدولي أنها غير معنية وغير ملتزمة بالقرارات الدولية، كما أن هذا القصف يعكس مأزق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد توجه المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة لاعتقاله ووزير دفاعه لما ارتكباه من جرائم حرب في قطاع غزة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبالطبع آخرها جريمة قصف مخيم النازحين بمدينة رفح الفلسطينية، ويؤكد أيضًا أن هذه الحكومة تسعى إلى استمرار التصعيد العسكري والقصف العشوائي للفلسطينيين لاستمرار بقائها في السلطة، إضافة إلى عدم جديتها في استئناف المفاوضات والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف هذا العدوان.

وتابعت الصحيفة أن هذه المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في رفح الفلسطينية تُعَد أيضًا تحديًا للخطوط الحمراء التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن معارضة اجتياح أو الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية في ظل وجود أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني، وتثير التساؤلات حول موقف الإدارة الأمريكية من تلك المجزرة وماذا ستفعله بشأن تجاوز إسرائيل لخطوطها الحمراء في رفح الفلسطينية، ومدى جديتها بشأن منع العدوان الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، خاصة أن أمريكا رهنت اجتياح إسرائيل للمدينة بوجود خطة موثوقة لإجلاء المدنيين، وهو ما دفع حكومة الحرب الإسرائيلية لاستمرار الهجوم تحت زعم أنه ليس اجتياحًا شاملًا لتفادي المعارضة الأمريكية، وهو ما يعكس استمرار ميوعة الموقف الأمريكي فيما يتعلق بضرورة ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة بشكل عام ومدينة رفح الفلسطينية بشكل خاص.

وأكدت صحيفة "الأهرام" أنه لا شك في أن مجزرة رفح الفلسطينية الأخيرة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتي تتطلب تحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف تلك المجازر والتنفيذ العاجل لقرار محكمة العدل الدولية.

اقرأ أيضاًقصف إسرائيلي يستهدف المناطق الوسطى والغربية والشرقية من مدينة رفح الفلسطينية

اليوم.. مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة الضربة الإسرائيلية في رفح الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي المجتمع الدولي حماس مجزرة رفح الفلسطينية فی رفح الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقات الدولية بشكل عميق

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة تفاهم بين «شرطة أبوظبي» وشركة «بريسايت» «غوغل» تُطلق أداة «إينياس» لفك ألغاز الحضارات القديمة

أكدت دراسة حديثة أجراها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن ثورة الذكاء الاصطناعي تُعيد تشكيل طبيعة العلاقات الدولية بشكل عميق، وتفرض فرصاً غير مسبوقة إلى جانب تحديات قد تكون وجودية.
وأشارت الدراسة، التي أعدها كل من: الدكتور محمد أبوغزلة، مدير مكتب تريندز في ألمانيا، والباحث راشد الحوسني، إلى أن الذكاء الاصطناعي، لم يعُد مجرد أداة تقنية، بل أصبح فاعلاً جديداً في الساحة الجيوسياسية، يتغلغل في منظومات الأمن القومي، وآليات صنع القرار، واستراتيجيات التفاوض، وحتى في مخرجات السياسة الخارجية للدول الكبرى. فمن قدرته على تحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالسيناريوهات، إلى اتخاذ قرارات شبه مستقلة، بات الذكاء الاصطناعي يهدد بتجاوز البُعد البشري التقليدي في السياسة الدولية، مما يعيد رسم ملامح القوة والنفوذ والتأثير.
وتظهر الدراسة مخاطر تعميق الهوة التكنولوجية والمعرفية بين دول الشمال المتقدم ودول الجنوب النامي، مما قد يكرّس «الاستعمار الخوارزمي»، حيث تحتكر قلة من الدول والشركات أدوات الذكاء الاصطناعي، تاركة البقية رهينة لقرارات وأنظمة لم تشارك في صناعتها.
وفي هذا السياق، تطرح الدراسة تساؤلات حاسمة حول أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في القرارات العسكرية والدبلوماسية، ومن يملك حق السيادة على الخوارزميات التي قد تحكم مصير شعوب بأكملها، وما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى أداة لتعزيز السلام العالمي أم وقود جديد لحروب باردة أكثر خطورة.
وتسلّط الدراسة الضوء على اختراق الذكاء الاصطناعي لمجالات حيوية في العلاقات الدولية، حيث بات يلعب دوراً محورياً في الدبلوماسية، وصنع القرار، ومنع وحل الصراعات، والأمن العالمي.
كما تتناول الدراسة التأثيرات الاقتصادية العميقة للذكاء الاصطناعي، بدءاً من تحسين سلاسل التوريد العالمية وتغيير أنماط التجارة، وصولاً إلى قضايا الملكية الفكرية، مما يعزز التنافس التكنولوجي ويثير نزاعات قانونية ودبلوماسية.
وفيما يخص مفهوم السيادة والقوة، تؤكد الدراسة أن السيادة لم تعُد مرتبطة بالحدود المادية فحسب، بل أصبحت مرتبطة بالسيطرة على الأصول الرقمية والبيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتُشكل هذه المنافسة الجيوسياسية، خاصة بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، تحدياً للدول الأصغر حجماً التي قد تُهمّش إذا لم تتمكن من مواكبة التقدم التكنولوجي.
وتختتم الدراسة بالتأكيد على أن تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي مع التخفيف من مخاطره، يتطلب جهداً دولياً جماعياً، وحوكمة أخلاقية تُعطي الأولوية للشفافية والإنصاف والمساءلة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق ندوة بالجامعة العربية حول دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يهاجم السفينة «حنظلة» في المياه الدولية لمنع كسر حصار غزة
  • إسرائيل تهاجم السفينة «حنظلة» في المياه الدولية لمنع كسر حصار غزة
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • الدولية لدعم فلسطين تشيد بالدور المصري في خدمة القضية الفلسطينية
  • أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم “التجويع” سلاح حرب.. المجموعة الدولية لإدارة الأزمات تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في غزة
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • دراسة حديثة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقات الدولية بشكل عميق
  • إسرائيل تسعى لمصادرة السفينة مادلين بشكل دائم
  • تحرك عربي ضد الكنيست الإسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي