قال لويس مونريال مدير مؤسسة الأغا خان، إنه عن سعادة من الانتهاء من هذا المشروع الهام، ولا سيما أنه شهد وتابع كافة مراحل العمل به والتي بدأت منذ بضع سنوات، كما أنه يعد إضافة للمشروعات الهامة بمنطقة الدرب الأحمر ويساهم في تقديم تجربة سياحية فريدة للجمهور وسائحي المنطقة. 

مدير الأغاخان عن ترميم المارداني: تابعت كل المراحل وسيمثل تجربة فريدة للجمهور 

وتوجه مونريال بالشكر إلى وزارة السياحة والآثار ولكل من شارك في هذا المشروع من فريق العمل وجميع الشركاء الذي قاموا بدور هام للمساعدة في إنهاء الأعمال.

افتتاح جامع الطنبغا المارداني

جاء ذلك خلال كلمته أمس أثناء افتتاح جامع الطنبغا المارداني في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر، وشهد الافتتاح، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، واللواء إبراهيم عبدالهادي نائب محافظ القاهرة، وممثلين من وزارة الأوقاف. 

الطنبغا المارداني

ومسجد طنبغا المارداني، هو أثر يرجع إلى العصر المملوكي، وتم إنشاؤه عام 740هـ، أي منذ 700 عام، ويقع في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر، يقول محمود شاهين مدير منطقة آثار باب الوزير، في تصريحات خاصة للفجر، إن جامع طنبغا المارداني، يحوي عدد كبير من الأعمدة الأثرية التي استخدمت عملية بناء وتأسيس المسجد، يبلغ عددها 70 عمودًا.

وتابع شاهين أن المسجد يعتبر متحفًا مفتوحًا للأعمدة من كل العصور، حيث يوجد به أعمدة من العصر الفرعوني وعلى أحدها كتابات هيلوغليفية، وأعمدة من العصر البطلمي، وأعمدة ذات تيجان كورنثية، وعدد كبير من الأعمدة متنوعة الأشكال من مختلف العصور.

 

وعن سبب هذا التنوع، يقول محمود شاهين إنه كان من العادة في هذه العصور هو إعادة تدوير الخامات من المباني القديمة، وخصيصًا الخامات النادرة مثل الرخام والجرانيت وغيرها، وظاهرة استجلاب الأعمدة من المباني القديمة أو المخربة أحد سمات العصور القديمة بشكل عام.

المُنشئ وتاريخ البناء

قال شاهين إن مسجد المارداني بناه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي، والمعروف بالطنبغا المارداني، أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ترقى في القصر السلطاني، وعينه السلطان في وظيفة الساقي وهو المسئول عن المائدة السلطانية ويتذوق الطعام قبل أن يتناوله السلطان، وقد كان أميرًا على حلب، ويقال إنه تزوج من إحدى بنات الناصر محمد بن قلاوون، وتم بناء الجامع في عام سنة 740 هـ 1340م، تحت إشراف رئيس المهندسين فى أيام الناصر محمد بن قلاوون، ويدعى ابن السيوفي.

التصميم المعماري والزخارف

ويصف شاهين المسجد قائلًا إنه بني على نمط المساجد الجامعة، حيث يتوسطه صحن سماوي مفتوح، تحيط به أربعة أروقة وللمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب، وتتوسط الصحن نافورة "ثمانية الأضلاع" رخامية، وهي منقولة، وأعمق وأكبر الأروقة هو رواق القبلة، وللمسجد ثلاثة أبواب، الرئيسي منها يقع على شارع التبانة، ويطل الباب الثاني على سكة المارداني، والباب الثالث تم إغلاقه بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، وكان يطل على شارع آخر يدعى "زقاق المارداني"، وعلى يسار المدخل مئذنة مكونة من ثلاث دورات، والزخارف على جانبي المحراب تعتبر غاية في الروعة والجمال وهي من الزخارف المتفردة في مساجد مصر المملوكية، وواجهة الرواق الشمالى مغطاة برخام وباقى أجزاء حائط القبلة مغطى بحليات رخامية دقيقة مطعمة بالصدف.

الترميمات

أشار محمود شاهين إلى أنه عام 1884 م، أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بترميم المسجد إثر الزلزال الذي وقع في هذه الفترة، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بعمل أول ترميم للمسجد بعد تأسيسه، وشملت الترميمات فوارة المسجد والتي تم نقلها من مسجد  مسجد السلطان حسن، وهي تقع في منتصف الصحن، كما تم ترميم قبة رواق القبلة، وكذلك الحجاب الخشبي والذي تم تصنيعه بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، وهو حجاب متفرد في زخارفه وكتاباته.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدة

تذوب الأنهار الجليدية بسرعة أكبر من أي وقت مضى في التاريخ المسجل، وتمتد العواقب إلى ما هو أبعد من مجرد اختفاء الجليد الشهير، إلى تهديد النظم البيئية والتنوع البيولوجي الحساس على الكوكب.

وجمعت مراجعة حديثة أكثر من 160 دراسة عبر فريق دولي يضم باحثين من جامعة ولونغونغ الأسترالية وهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، مسلطة الضوء على أزمة التنوع البيولوجي الوشيكة في بعض البيئات الأكثر تخصصا وفرادة على وجه الأرض.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ناسا تحدد تاريخ نهاية الأرض بسبب الشمس والاحتباس الحراريlist 2 of 4ذوبان الجليد يهدد التنوع البيولوجي والنظام البيئيlist 3 of 4توقعات العلماء.. هل سيكون 2025 العام الأشد حرارة على الإطلاق؟list 4 of 4دراسة: ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي لهجرة داخلية كارثيةend of list

وحذّرت الأبحاث من أن فقدان النظم البيئية الجليدية يُحدث تأثيرات سلبية على مستوى الكوكب، تشمل الجليد والمياه والأرض، والكائنات الحية التي لا تُحصى والتي تعتمد عليها.

وتشير التقديرات إلى أن الأنهار الجليدية نفسها آخذة في التقلص بشدة، وأنه بحلول منتصف القرن سيفقد العالم ما يقرب من ثلث الكتلة الجليدية الحالية. ومع تدفق المياه الذائبة إلى الأنهار والمحيطات، تفقد الأنظمة الفيزيائية والبيولوجية توازنها الراسخ.

وقالت شارون روبنسون المؤلفة المشاركة في الدراسة إن "الأنهار الجليدية هي واحدة من الأدوات الأكثر قيمة التي نملكها لفهم صحة كوكبنا، فهي تستضيف تنوعا بيولوجيا فريدا يمتد عبر أزمنة متعددة، لكنها تتراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي، مما يهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظام البيئي والاستقرار".

إعلان

وتظهر الدراسة أن الحصائر الميكروبية، والطحالب، والحشرات المتكيفة مع البرد، والفقاريات القوية التي تم صقلها على مدى آلاف السنين والتي ازدهرت في بيئات شديدة البرودة فقيرة بالمغذيات تواجه الآن انكماش الموائل أو الاختفاء التام.

وتشير روبنسون إلى أن "تراجع الأنهار الجليدية يُحدث تغييرات في التنوع البيولوجي ووظائف النظم البيئية في عدد لا يُحصى من الموائل المختلفة، إذ تحتوي النظم البيئية الجليدية حول العالم على آلاف الكائنات الحية الدقيقة والنباتات واللافقاريات والفقاريات".

وتؤكد الدراسة أن ذوبان الجليد، يهيئ الصخور العارية والرواسب كموائل جديدة للحياة. وغالبا ما تزدهر الأنواع الرائدة على المدى القصير، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، تتفوق الأنواع العامة (الوافدة) على الأنواع المتخصصة (الأصلية) التي كانت تُعرّف هذه النظم البيئية في الأنهار الجليدية.

وبذلك تفقد النظم البيئية الجليدية -حسب الدراسة- تنوعها البيولوجي الفريد بمرور الوقت حيث تحل الأنواع العامة والغازية تدريجيا محل الميكروبات والكائنات الحية المتخصصة والرائدة.

وتؤكد روبنسون أن هذا التحول البيئي يؤدي إلى تآكل التنوع البيولوجي العالمي بشكل دائم، فإلى جانب فقدان الموائل المحلية، يُعيد الذوبان المتسارع تشكيل النظام الهيدرولوجي الإقليمي فعادة ما تعمل الأنهار الجليدية كخزانات بطيئة الجريان، تُغذي الأنهار خلال مواسم الجفاف، وتُساعد المجتمعات المحلية على مواجهة الجفاف.

وفي المقابل، يؤدي الذوبان السريع للثلوج إلى إرسال موجات من المياه العذبة التي تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية، ورفع مستويات سطح البحر، وتهديد إمدادات المياه.

وبما أن 75% من المياه العذبة على الأرض مُخزَّنة في الأنهار الجليدية، فإن التراجع السريع سيؤدي إلى اختفاء أو اضطراب كبير في العديد من النظم البيئية والأنواع المائية. ويشمل ذلك إمدادات الغذاء، ومناطق البحث عن الطعام، وأماكن التزاوج، وقد يؤدي إلى انقراضات محلية حسب الدراسة.

إعلان

كما أن مستقبل الثدييات التي تستخدم الأنهار الجليدية ملاجئ أو أماكن للتعشيش غير مؤكد. إذ قد تتآكل الوظائف المميزة للأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على النظام البيئي الحساس للكوكب.

ويمكن أن تؤدي التغيرات في تدفق المياه الذائبة أيضا إلى تغيير تيارات المحيطات وأنماط الطقس بعيدا عن الجليد، مما يربط تراجع الأنهار الجليدية بالأحداث المناخية المتطرفة وانهيار مصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم.

وقد دفع الاعتراف بهذه التأثيرات بعيدة المدى الأمم المتحدة إلى إعلان عام 2025 السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، وتهدف المبادرة إلى زيادة الوعي حول دور الأنهار الجليدية في تنظيم المناخ، والدورة الهيدرولوجية، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

وتشكل الأنهار الجليدية رموزا ذائبة للتغير الكوكبي، ولكنها أيضا أنظمة بيئية حية تعج بالكائنات الحية التي لا توجد في أي مكان آخر، ومع تراجع الجليد فإن ذلك يؤدي إلى إحداث تأثير الدومينو، من فقدان الأنواع إلى تحولات الطقس مما يؤكد الحاجة إلى حماية الغلاف الجليدي لتلافي كارثة بيئية ومناخية.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة وبـ19 لغة.. شاشات ذكية لإثراء تجربة زائرات المسجد النبوي
  • أمن سوق أهراس يوجه نداءً للجمهور
  • أمن وهران يوجه نداءً للجمهور
  • مشهد فيه بوسة .. هيدى كرم ترفض تقديمها مع يوسف الشريف في «آخر الدنيا» – فيديو
  • «الوطني للأرصاد» ينشر تحذيرا للجمهور
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد والهدف المراد توصيله للجمهور
  • بعد «لام شمسية».. محمد شاهين ضيف «الراديو بيضحك» اليوم
  • ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدة
  • ده طفل.. فريدة سيف النصر تتضامن مع نجل محمد رمضان
  • صندوق الإمارات للنمو يعلن أولى استثماراته في ترميم هيلث كير هولدينغ ال تي دي