أزمة البرتقال تؤدي إلى البحث عن البدائل
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
آخر تحديث: 30 ماي 2024 - 12:04 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قفزت أسعار عصير البرتقال إلى مستويات قياسية مدفوعة بسوء الأحوال الجوية والأمراض التي ضربت المحصول في البرازيل، أكبر مصدر للبرتقال في العالم، مما دفع المصنّعين إلى استكشاف إمكانية استخدام اليوسفي بدلاً منه لصنع العصير.تشهد العقود الآجلة لعصير البرتقال – والتي تسمح للجهات الفاعلة في الصناعة بالتحوط ضد تقلبات الأسعار – ارتفاعًا حادًا منذ نهاية عام 2022، عندما دمّر إعصار ثم موجة برد شديدة أراضٍ شاسعة من بساتين البرتقال في فلوريدا، المنطقة الزراعية الرئيسية في الولايات المتحدة، ثاني أكبر منتج في العالم.
إلا أن الارتفاع قد تسارع بشكل حاد هذا الشهر مع توقعات موسم حصاد ضعيف في البرازيل، وهو ما أثار الذعر في السوق.وصلت عقود عصير البرتقال المركز، المتداولة على بورصة إنتركونتيننتال في نيويورك، إلى 4.92 دولار للرطل الثلاثاء، أي ضعف سعرها تقريبًا مقارنة بالعام الماضي. وفي تصريحات خاصة لصيحفة فاينانشال تايمز، اطلعت عليها سكاي نيوز عربية، قال كيس كولز، رئيس الرابطة الدولية لعصائر الفاكهة والخضروات (IFU): “هذه أزمة. لم نشهد شيئًا كهذا من قبل، حتى خلال موجات الصقيع والأعاصير الكبيرة”.وأثار النقص الشديد مخاوف من ارتفاع الأسعار الذي سيؤثر على المستهلكين ويعيد تشكيل صناعة عصير البرتقال العالمية بشكل أساسي، وفقًا للرابطة (IFU).في العادة، يستطيع المصنعون التغلب على اختلافات الطعم والنكهات من موسم إلى آخر، من خلال خلط مخزونات من عصير البرتقال المجمد – الذي تصل مدة صلاحيته إلى عامين – من الموسم الماضي مع المحصول الجديد. ولكن بعد ثلاثة مواسم متتالية من نقص الإمدادات، استُنفدت المخزونات. يرى كولز أن الحل طويل الأمد لقلة البرتقال قد يكمن في صنع عصير البرتقال من اليوسفي، الذي تُعد أشجاره أكثر مقاومة لتغير المناخ في مناطق الزراعة.وقال كولز: “قد يكون الخيار الوحيد على المدى الطويل، دون المساس بطبيعية المنتج وصورتِه، هو استخدام أنواع مختلفة من الفاكهة.”الصناعة تختبر هذا الحل بالفعل. في اليابان، التي تستورد عادةً 90 بالمئة من عصير البرتقال الخاص بها، ومعظمها من فاكهة تزرع في البرازيل، تفاقم نقص الإمدادات بسبب ضعف الين، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد أكثر. لجأت شركة “Seven & i Holdings” (سيفن آند آي القابضة)، المالكة لسلسلة متاجر السوبر ماركت “7-Eleven”، إلى إمدادات اليوسفي المحلية، وأطلقت منتج عصير يمزج بين اليوسفي والبرتقال. وقال كولز تفكر المنظمة الدولية للأغذية (IFU) في الشروع بالإجراءات التنظيمية للسماح باحتواء المشروبات على الحمضيات الأخرى إلى جانب البرتقال، وهذا يتطلب تغييرًا تشريعيًا، أولاً في مدونة الأغذية الدولية (Codex Alimentarius) التي تضعها هيئات تابعة للأمم المتحدة، ثم على المستوى الوطني، مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.يعود الضغط الحالي على الإمدادات إلى 20 عامًا مضت عندما تم اكتشاف مرض تعفن الحمضيات لأول مرة في الولايات المتحدة – وهو مرض عضال ينتشر عن طريق حشرات البسيللا التي تمتص العصارة، ويجعل ثمرة الشجرة أي البرتقالة “مرة” قبل أن يقتلها تمامًا. وبحلول عام 2008، انتشر المرض في جميع أنحاء فلوريدا، التي كانت تاريخيًا تمثل أكثر من 80 بالمئة من إمدادات الحمضيات الأميركية.وفقًا لكولز، كانت فلوريدا تنتج قبل عقدين من الزمان حوالي 240 مليون صندوق من عصير البرتقال سنويًا. أما اليوم، وبسبب تفاقم التغير المناخي، انخفض إنتاجها إلى 17 مليون صندوق فقط.حلت البرازيل محل الولايات المتحدة لتعويض النقص، لكن قوة الزراعة في أميركا الجنوبية تواجه الآن هي الأخرى صعوبات.وفقًا لتقديرات منظمة Fundecitrus، وهي منظمة مزارعي الحمضيات، انخفض الإنتاج هذا العام بنسبة الربع إلى 232 مليون صندوق من البرتقال. وقال أندريس باديلا، المحلل في رابوبانك، إن بساتين البرتقال البرازيلية تضررت بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن المتوسط وهطول أمطار أقل من المتوسط.وأضاف أن أقل من ثلث المزارع لديها أنظمة ري، وحتى تلك التي لديها ري عانت من مجاراة الظروف المناخية.تقدر رابوبانك بأن ما يقرب من 40 بالمئة من بساتين البرتقال في منطقة الزراعة الرئيسية في جنوب شرق البلاد مصابة بتعفن الحمضيات.كما أن المرض يجعل البرتقال يسقط مبكرًا، مما يعني أن المزارعين يميلون إلى الحصاد قبل الوقت المعتاد، مما يؤثر مرة أخرى على “مذاق” المنتج، حسب باديلا، والذي أضاف أن هذا “يخلق تحديات لصناعة عصير البرتقال”.من جانبه، قال كيس كولز، رئيس الرابطة الدولية لعصائر الفاكهة والخضروات (IFU)، إن الطريقة الوحيدة لعلاج المرض هي اقتلاع الشجرة، وهو ما لا يحب المزارع القيام به لأنه لا يزال هناك برتقال .. لكن المحصول سيئ ونوعية الثمار سيئة”.يقول المسؤولون التنفيذيون في الصناعة إن المستهلكين من المرجح أن يشعروا بالتأثير لسنوات، حيث تقوم العديد من الشركات المصنعة بالفعل بنقل التكاليف المرتفعة إلى عملائها.قالت سارة بالدوين، الرئيسة التنفيذية لشركة “بيوريتي للمشروبات الغازية”: “بسبب تلك العوامل المضطربة وغير المؤكدة على الصعيد العالمي وفي المملكة المتحدة، كان علينا مراجعة أسعار وأحجام مشروباتنا”.وفي الوقت نفسه، لا يظهر طلب المستهلكين أي مؤشرات على التراجع.قال جاك سكوفيل، الوسيط في مجموعة برايس فيوتشرز في شيكاغو، إنه قبل تفشي جائحة فيروس كورونا، تخلص بعض الأميركيين من عصير البرتقال، بسبب انزعاجهم من محتواه من السكر، وتحولوا إلى المكملات الغذائية للحصول على جرعتهم اليومية من فيتامين سي.وأضاف: “لكن خلال كوفيد، اكتشف الكثير من الناس العصير مرة أخرى”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: من عصیر البرتقال عصیر البرتقال ا
إقرأ أيضاً:
أكد أن السياسات الإسرائيلية تؤدي لتغييب الاستقرار.. وزير الخارجية: السلام لا يبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني
البلاد (نيويورك)
أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، على أن الأمن والسلام لا يتحققان عبر سلب الحقوق أو فرض الأمر الواقع بالقوة، وأن مثل هذه السياسات الإسرائيلية تؤدي إلى تغييب الاستقرار، وتآكل فرص السلام، وتغذية بيئة العنف والتطرف، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حدٍ سواء.
وأوضح في كلمة ألقاها خلال الجلسة الثانية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل استمرار التصعيد، وتعرض الآلاف من المدنيين لأبشع أنواع الانتهاكات الجسيمة، من تجويع وقصف وتهجير، وتقويض ممنهج لكل الجهود الدولية لإيصال المساعدات ورفع المعاناة عن الأشقاء في غزة، مؤكدًا أن الانتهاكات الإسرائيلية امتدت إلى الضفة الغربية والقدس الشريف، حيث تفرض القيود التعسفية والسياسات الاستيطانية والممارسات الممنهجة، التي تهدف إلى تغيير الطابع الديني والديموغرافي.
وعبر الأمير فيصل بن فرحان عن إشادة المملكة بما عبر عنه فخامة الرئيس محمود عباس من التزام صادق بالسلام، وبالجهود الإصلاحية الجادة، التي تقودها الحكومة الفلسطينية برئاسة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى، وهي جهود تستحق الدعم والتقدير، داعيًا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته وتمكين مؤسساته الوطنية، وذلك عبر مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية والخطوات الإصلاحية التي تقوم بها.
وقال وزير الخارجية في كلمته: “تؤمن المملكة بأن السلام لا يمكن أن يبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديًا وتنمويًا ومن هذا المنطلق، تعمل المملكة على تعزيز تعاونها مع السلطة الفلسطينية في مجالات التعليم، وتنمية القدرات البشرية، ودعم التحول الرقمي، والتعاون مع القطاع الخاص، لتمكين الاقتصاد الفلسطيني من النهوض وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة”.
وعبر سموه عن ترحيب المملكة بقرار مجموعة البنك الدولي في تقديم المنحة السنوية لفلسطين بحوالي 300 مليون دولار إلى الصندوق الاستئماني لقطاع غزة والضفة الغربية، بهدف تعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار.
وأشار إلى أنه منذ تبني مبادرة السلام العربية عام 2002م، والمملكة تبذل جهودًا متواصلة من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، بصفتها الركيزة الأساسية لتحقيق سلام عادل وشامل وأمن مستدام في المنطقة، معبرًا عن تثمين المملكة عزم جمهورية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين مما يعكس التزامها بدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، داعيًا بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة المسؤولة، والانخراط في مسار موثوق به ولا رجعة فيه، لإنهاء الاحتلال وتحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة.